إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تاريخ العمل الحزبي في وندسور والرفيق فادي إبراهيم

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2021-12-15

إقرأ ايضاً


كان الرفيق فادي قد قدّم هذه الدراسة الغنية عن تاريخ العمل الحزبي في مدينة "وندسور" ننشرها ادناه كما وردت داعين رفقاء ما زالوا مقيمين في وندسور الى ابداء ما لديهم من إضافات، او توضيحات يمكننا ان ننشرها لاحقاً لمزيد من اغناء النبذة.

والى الدراسة الغنية، رفع الرفيق إبراهيم لائحة بأسماء "الرفقاء في وندسور"، وأخرى بأسماء "الجمعيات والمؤسسات في وندسور".

*

"مدينة وندسور التي تقع في الجنوب الشرقي من مقاطعة اونتاريو في كندا هي إحدى أهم خطوط التواصل الجغرافي بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا عبر مقاطعة اونتاريو – ولاية ميشغن ويبلغ عدد سكانها حالياً 230 ألف نسمة وإما عدد أبناء الجالية فيها فيتراوح بين خمسة عشرون وثلاثون ألفاً.

في أواخر السبعينات من القرن الماضي، في عام 1969 بالذات، تأسست وحدة حزبية في وندسور من قبضة من السوريين القوميين الاجتماعيين، هاجروا اليها حديثاً.. وكانت معتمدية كندا المعيّنة حديثاً هي المرجعية الحزبية آنذاك حيث كُلّف الأمين الدكتور عاطف عبد الله قبرصي ليكون معتمداً كما تمّ تعين الرفيق ريمون الجمل ناموساً له وكان مركزها في تورنتو، حيث كان انشاء الوحدة الحزبية في وندسور. أولى "إنجازات" المعتمدية التي عين لها الرفيق نزيه حنا منصور من بلدة بترومين – الكورة مفوضاً مركزياً تابع للمعتمدية والرفقاء فادي إبراهيم من بلدة "كفرعقا" الكورة والرفيق سمير يزبك من بلدة "دده – الكورة" إضافة الى شقيق الرفيق نزيه، الرفيق سايد حنا منصور، وأستأجر الرفقاء الأربعة منزلاً على شارع Chatham. Str. قريباً من نهر ديترويت حيث تحوّل المنزل الى مقر رسمي للمفوضية. وكانت الجالية السورية في وندسور لا تتعدى الألفي نسمة معظمها من الكيان اللبناني وبالتحديد من منطقة البقاع الغربي – راشيا، ومن منطقة الشمال: بلدات طورزا – سيرعل – وتأتي الجالية السورية الفلسطينية في المرتبة الثانية (حوالي الثلاثين عائلة) والجالية الشاميّة (عشرون عائلة) والجالية الأردنية عشر عائلات.. ولم يكن في المدينة سوى محل بقالة لبناني واحد يقع على شارع وايندات الرئيسي.

.. كان في الجالية جمعية واحدة تدعى "الجمعية العربية الكندية" وهي فرع من "الاتحاد العربي الكندي" في تورنتو وكان معظم أعضائها من الجنوب السوري (فلسطين) ويُحكى إنه كان في الجالية قديماً فرع "للجامعة الثقافية في العالم"... انما يبدو انه لم يعد لها أثر حينذاك !!

" وأما من الناحية السياسية التنظيمية كان هناك فرع لحركة فتح معظم أعضائها قادمين من مخيم البّداوي في شمال لبنان. وكانوا يسكنون في منزل (مقرّ) لحسن او لسوء القدر كان ملاصقاً لمقرّنا.. حيث غالباً ما يشتد وطيس المناقشات خلال اللقاءات الشبه يومية بيننا وبينهم، حيث شكلّنا معهم لاحقاً ومع بعض اعضاء منظمة العمل الشيوعي (الغير منتظمة في وندسور) "الحركة الوطنية اللبنانية – فرع وندسور". وكان ان انضم للمفوضية رفيق جديد هو الرفيق وليد أسعد الايوبي(1) (ابن الرفيق اسعد الايوبي من بلدة عفصديق – الكورة آبان مرحلة التأسيس وشقيقته الرفيقة بلقيس وأخوها الرفيق صلاح الدين الايوبي مدير مديرية ميشغن في الثلاثينات).

الرفيق فارس بدر (الأمين لاحقاً) يتحدث في احدى المناسبات

والى يمينه الرفيقان فادي إبراهيم وفؤاد شريدي (الأمين لاحقاً)

والرفيق قادم حديثاً من مديرية وطى المصيطبة ... وإلتحق الرفيق وليد "بالثكنة" الحزبية التي كانت عبارة عن منزل قديم ذو طابقين يتألف الطابق السفلي من ثلاث غرف نوم ومطبخ وحمام تسكن فيه شقيقة الرفقاء منصور المواطنة نزيهة... ولم تمضي فترة وجيزة حتى علم الرفيق فادي من احد أبناء الجالية بوجود الرفيق علي حمود من بلدة "قب الياس"... الذي كان يسكن وعائلته في وندسور حيث اتصل به الرفيق فادي وأعلمه بوجود المفوضية، وكان لقاؤه بالرفقاء مؤثراً حيث انضم بدوره للمفوضية.. وفي السادس عشر من تشرين الثاني من ذلك العام قررت المفوضية ان تحتفل بذكرى التأسيس حيث "وظفنا" المواطنة نزيهة بصنع قالب الحلوى الذي ارتدى حلّة العيد ممهوراً في وسطه بزوبعة حمراء من حبّات الكرز المجفف.. وكان الاحتفال مقتصراً على الرفقاء والمواطنة الجارة... وما إن همّ حضرة الناموس الكلّف الرفيق فادي إبراهيم يإلقاء كلمة الاحتفال، حتى طُرق الباب الخارجي بشيء من العنف، وعندها فتح حضرة المدرب المكلّف الرفيق سمير يزبك الباب مستوضحاً عن هوية الطارق فإذا به امام شخصين منتصبي القامة وايديهما اليمنى مرفوعة زاوية قائمة "تحيا سورية... انا الرفيق غسان نجار ومعي الرفيق جورج قبرصي" هذا ما سمعناه نحن في الداخل... حيث هممنا على الفور لاستقبال "الرفقاء الجدد" القادمين من مدينة "تشاتم"... وبدورهما التحقا بالمفوضية ليصبح عددها ثمانية أعضاء .

وفي مطلع عام 1981 غادر الرفيق نزيه وندسور متوجها في زيارة للوطن حيث عمد خلالها الى الزواج من احدى المواطنات من بلدته من عائلة "النجار"... وبعد عودته الى وندسور عمد الرفقاء الى إخلاء "المقر" ليتحول الى منزل زوجي للرفيق نزيه وعروسه.. وكان ان انتقل الرفيق سمير يزبك للسكن في مدينة ديترويت في منطقة "ديربورن" مع أخيه القادم من مونتريال.. والرفيق وليد الايوبي عاد للسكن مع أخيه الناصري الهوى "سعود"... وأما الرفيق فادي فسكن مع زميل معه في الكليّة من بلدة "بترومين".. وكان شيوعياً من عائلة الحريكي، حيث لم تمض فترة وجيزة إلا وكان الرفيق فادي قد تزوج من المواطنة الإيطالية الجذور "أنجلا" وهكذا تحوّلت "الثكنة الحزبية" الى "ثكنات زوجية".. وأما العمل الحزبي، فقد أصابه الارتخاء القريب من الشلل، حيث اعتكف الرفيق غسان نجار عن العمل الحزبي لاسباب عائلية، لا مجال لذكرها، وسافر الرفيق المهندس جورج قبرصي الى الخليج.. واخذ المفوض لنفسه إجازة من العمل الحزبي مما حدا بالناموس بدعوة المفوض الى اجتماع حضره المفوض "شاكراً جهود الناموس" وتقرر خلاله من اجل إحياء العمل الحزبي إقامة احتفال الثامن من تموز في احدى القاعات ... نجح الاحتفال من حيث الحضور.. ولكنه فشل فشلاً ذريعاً من جميع النواحي الأخرى. وبدل ان نقفز خطوة الى الامام تراجعنا خطوتين الى الوراء حيث أرسلت التقارير من وحدتيّ ديترويت ولندن الى المعتمدية محتجة على كلمة وتصرفات المفوض خلال الاحتفال الذي كاد ان يتحوّل الى عراك بين القوميين الاجتماعيين المشاركين بالاحتفال والمفوض.. وارسل حضرة المعتمد، المعين حديثاً لمعتمدية اميركا الشمالية، الرفيق الشاعر خالد زهر(2) من "لوس انجلوس"، مدير مكتب المطبوعات المركزي في كندا حضرة الأمين شفيق راشد(3)، من اوتاوا مكلّفاً من قبله للوقوف على ما جرى ويجري فيها.. حيث أمضى حضرة الأمين راشد يومين بضيافة الرفيق فادي إبراهيم واجتمع بحضرة المفوض والناموس كلّ على حدا ووضع تقريره واقتراحاته للمعتمدية التي عمدت على اثره الى تعيين الرفيق فادي إبراهيم مفوضاً جديداً لمفوضية وندسور المركزية، وإعفاء الرفيق نزيه منصور من مسؤوليته، وطبعاً لم يرق الامر للمفوض السابق، واعتكف بدوره عن العمل الحزبي.. وأصبحت المفوضية مقتصرة على المفوض الجديد الذي فشل بإقناع الرفيق نزيه بالعدول عن قراره، واصبح المفوض الجديد في وضع لا يحسد عليه.. حيث بدأ نشاطه الإذاعي من حرم الكلية التي يدرّس فيها، فأقام الحلقة الاذاعية بشكل افرادي مع عدد من الطلبة السوريين هناك، حيث وقف بعد اشهر ثلاث المواطن علي قاسم بزي من بلدة بنت جبيل الجنوبية والمواطن يوسف ناصر من مخيم الوحدات في عمان، يقسمان يمين الولاء للحزب والنهضة.. وعاد العمل الحزبي في الوحدة الحزبية (المقتصرة على الرفقاء علي بزي، يوسف ناصر، علي حمود والمفوض فادي إبراهيم)، العمل للتواصل مع الجالية بشكل يختلف كلياً عمّا كان عليه في المرحلة السابقة! وما ان أطلّ الأول من آذار 1983 الا وكانت الجالية في وندسور على موعد مع احتفال ولادة الزعيم، في احتفال تحوّل الى مهرجان .. والجدير بالذكر ان الرفيق يوسف ناصر راعه قيبل الاحتفال ان يخطب من على المنبر امام حشد من الحضور وقال لحضرة المفوض: "نحن فقط ثلاثة رفقاء لا خبرة لأحدنا بمجال التنظيم والخطابة الخ..." فأجابه المفوض على الفور: "لا يا رفيقي، وهل نسيت إنك سوري قومي اجتماعي.. نحن لسنا ثلاثة.. بل نحن ثلاثماية رفيق".. وهكذا جرى الاحتفال – المهرجان الذي حضره المئات من "وندسور"، ديترويت"، "لندن"، "تشاتم" و "كليفلند".. والذي جاء نجاحه تنظيمياً ومادياً وحضوراً من انجح الاحتفالات .. حيث استمرت الوحدة الحزبية في وندسور تقوم بإحيائه طيلة واحد وعشرين عاماً على التوالي.

نائب رئيس الحزب الأمين محمود عبد الخالق والى يمينه الرفيق جليل سعد

والمفوض الرفيق فادي إبراهيم وبعض رفقاء وندسور يقطعون قالب حلوى في ذكرى التأسيس

... تابعت المفوضية الحلقات الاذاعية، التي كان يحضرها عدد من المواطنين.. وكان المواطن أحمد حبيب من منطقة عكار احد المداومين على حضورها، حيث أدى في نهايتها قسمه "بحقيقته وشرفه ومعتقده".. وكان في تلك الاثناء قد وصل الى وندسور رفيق يدعى عاطف سعيد عباس من شتورا – البقاع. الذي التحق بالوحدة التي أصبحت تضم حتى ذلك الحين، إضافة الى حضرة المفوض الرفيق فادي إبراهيم كلا من الرفقاء علي بزي، يوسف ناصر، وكاهن رعية وندسور للطائفة الارثوذكسية الرفيق أنطون عطايا(4) (ضهور الشوير) وعلي حمود وعاطف عباس، احمد حبيب والرفيق المخضرم النشيط جورج مرهج من زحلة الذي تعرّف اليه المفوض بالصدفة في محل للبقالة، والرفيق صبحي القادري من بلدة البيرة في البقاع، الذي تعرف عليه الرفيق علي بزي بإحدى الناقلات (الباص) كما عاد والتحق بالمفوضية الرفيق غسان نجار والرفيق جورج قبرصي بعد عودته من الخليج. وجاء وندسور زائراً مع عائلته الرفيق نافذ منصور شقيق الرفيقين منصور وانضم للعمل الحزبي في المفوضية. كما جاء وندسور من اوتاوا الرفيق زياد شكيب المعدراني، والرفيق جوزيف عون من مفوضية لندن والذي يسكن في بلدة ليمنتون القريبة من وندسور والقادم من منطقة البترون. كما التحق بالمفوضية قادما من اوتاوا الرفيق خليل قرقش كما عاد الى العمل الحزبي الرفيق وليد الايوبي الذي اصبح يعمل في تجارة الخضار مع الرفيق خليل قرقش. وهكذا تحولّت المفوضية الى مديرية تابعة الى منفذية البحيرات التي كانت تضم كل من وحدات : تورنتو، لندن انتاريو، وندسور، ديترويت، وكليفلند واستأجرت المديرية مقراً لها بمساعدة المنفذية تقديراً منها لنشاطاتها المميّزة.

تشكلت هيئة المديرية من الرفقاء: علي حمود محصلاً. الرفيق جوزيف عون مذيعاً. الرفيق خليل قرقش مدرباً. عاطف عباس ناموساً.. و"تمركز" العمل والنشاط الحزبي القومي الاجتماعي في مدينة وندسور: محاضرات في جامعة وندسور يلقيها المعتمد المركزي الأمين علي برجي والأمين فارس بدر ومعرضان للكتاب القومي، احدهما في جامعة وندسور والأخر في منزل الرفيق علي حمود، وفريق كرة قدم باشراف الرفيق علي بزي. واستحصلت المديرية على رخصة عمل باسم "نادي الشرق الأوسط الثقافي" وتتالت مهرجانات الأول من آذار التي اصبحت الجالية تنتظرها عاماً بعد عام.. وإصدار بيانات حزبية وقومية وسياسية وكان للمديرية مشاركة فعالة في اعمال المنفذية من خلال تواجد حضرة المدير الرفيق فادي إبراهيم كناظر للتربية والشباب وثم التدريب ثم الإذاعة فيها..

... تابعت الحلقات الاذاعية مهمتها.. فانتمى للحزب طالب الرياضيات في جامعة وندسور المواطن القادم من بلدة بلودان في الكيان الشامي شاكر عيد الذي أصبح ممثلاً للحزب في "رابطة الطلبة العرب" في جامعة وندسور مع الرفيق الطالب القادم حديثاً من طرابلس مازن منفوخ، وسكنا سوية لتتحوّل شقتهما الى "مقر الطلبة" وكذلك إلتحق بالمديرية الرفيق المناضل حسيبن الشيخ(5) القادم من بيروت ليصبح ناموساً للمديرية. كذلك انضم للعمل الحزبي الرفيق حسن إسماعيل القادم من بلدة جويّا في الجنوب اللبناني..

أصبحت المديرية مشرفة بشكل غير مباشر على إدارة "منظمة الطلبة العرب" في جامعة وندسور حيث استلمت البث الإذاعي من الجامعة باللغة العربية ساعتين ونصف في الأسبوع بإدارة حضرة المدير الرفيق فادي إبراهيم والرفيق علي بزي وأصبحت الجالية تستمع للبث القومي وتشارك في الحوارات مباشرة على الهواء التي كانت تقدمها الإذاعة من خلال برامجها. والجدير بالذكر ان البث الإذاعي هذا كان سابقاً في عهدة طلبة الكتائب وحلفائهم لفترة من الوقت. وكان استلامنا البث كأنه انتصار آخر للعمل الحزبي في وندسور..

وتتابع المديرية خطتها الحزبية وتستمر الحلقات الاذاعية ويستمر معها الانتماء الى صفوف الحزب فيرفع المواطنون: رفيق كيروز من منطقة بشري شمال لبنان وعصام سميدي من بلدة "الخيارة" – البقاع والاخوة أحمد أبو زعني وغسان أبو زعني ومروان أبو زعني، حيث كان قد التحق بالمديرية أخوهم الرفيق شوقي أبو زعني.. وتنمو الوحدة الحزبية من خلال تواصلها مع مؤسسات الجالية وعلى جميع المستويات ليصبح لها الكلمة الفصل في كل عمل ونشاط سياسي او اجتماعي او ثقافي وحتى رياضي، واستمرت مديرية وندسور الوحيدة في المغتربات الكندية والأميركية رغم حالة الانشقاق التي مرت على الحزب فاتحة أبوابها وصدرها لجميع القوميين الاجتماعيين لا فرق بين رفيق وآخر إلا بما يقدمه من تضحيات في سبيل القضية القومية الاجتماعية، فالتحق بالوحدة الرفيقان عباس غصن وتركي غصن من بلدة "شمسطار" _ بعلبك، كما التحق بالوحدة الحزبية الرفيق فداء دكروب قادماً من مونتريال، وما لبثت ان أدّت المواطنة ديما عباس غصن يمين الولاء للحزب والأمة ... وكان قد التحق بالعمل الحزبي قادماً من الوطن الرفيق احمد الخشن (أبو المنى) قادماً من بيروت، وتصدر المديرية في هذه الفترة "دليل الجالية" وهو الثاني من نوعه يصدر في اميركا الشمالية بعد ان كانت مديرية اوتاوا هي السبّاقة في هذا المضمار وحصلت على تنويه المعتمدية عليه...

*

وداعاً رفيق فادي

عندما بلغني نبأ وفاة الرفيق فادي إبراهيم وكنت في مسؤولية عميد لشؤون عبر الحدود، نشرت عنه كلمة تحت عنوان:

"وداعاً رفيق فادي"،

بعض الرفقاء وان لم تلتق بهم كثيراً، يقطنون ذاكرتك واعماقك، وتنشّد إليهم بالمودة والاحترام وقد لمست في اعماقهم ايمانهم الوطيد بالحزب، وعرفت عن نشاطهم وتفانيهم.

هكذا الرفيق فادي حنا ابراهيم وقد خسرناه اليوم، لنخسر معه الكثير من حضورنا الحزبي في مدينة وندسور، وكان مجلياً فيها، رفيقاً فمفوضاً.

لا اذكر ان مناسبة اقيمت في وندسور على صعيد الجالية، لم يكن الرفيق فادي مشاركاً فيها او قائداً لها.

فهو، الى دراسته الجامعية وحيازته شهادة الليسانس في ادارة الاعمال، مما أهله لان يرتفع في عمله، يتمتع بثقافة حزبية وعامة جيدتين، وبإلتزام صادق ومميز بالحزب.

لم التق به سوى مرة واحدة. انما كنت "التقيه" دائماً عبر البريد الحزبي والاتصالات الهاتفية.

مساء يوم الاربعاء 23 نيسان اتصل بي هاتفياً. عرفت انه في بلدته كفرعقا، " وهو وصلها البارحة، بعد جولة في مناطق عديدة في لبنان" .

وعد ان يزور المركز، ونلتقي. إلا ان وعده لن يتحقق، فاليوم صباحاً اتصل بي الامين كمال نادر ليفيدني ان انفجاراً دماغياً اصاب الرفيق فادي ليلاً وقد تمّ نقله الى مستشفى الكورة.

حالته صعبة جداً. قالها لي الامين كمال وفي صوته حشرجة، "التقيت به منذ ايام قليلة في مدينة القليلة (صور) فيما كنت اغطي مناسبة تشييع الشبل أدون ابن الامين حسن كمال الدين. فوجئت به. جلسنا لساعات على ان نلتقي مجدداً اذ يصل الى الكورة ".

نعم لقد وصلها، وفيها التقى رفقاء، سهر معهم. فرح معهم، ورحل .

امثالك يا رفيق فادي ابراهيم، ليسوا كَثَرة. لقد عرَفت الحزب نضالاً ومثالية ومؤسسات ونهضة ترفض كل بالٍ، وتبني للاجمل.

سنذكرك دائماً. وندسور يتيمة برحيلك،

*

فيما كنتُ أراجع محفوظاتي، عثرت على المقابلة التي كان أجراها الرفيق إبراهيم مع المطران عطالله حنا، وفيها يبدو الرفيق فادي إلى يمين المطران حنا، كما يتوضّح من الصورة أدناه.

المطران حنا، والى يمينه الرفيق فادي إبراهيم ووجوه من الجالية

هوامش:

(1) اسعد الايوبي: تولى في الثلاثينات مسؤولية منفذ عام بيروت. مراجعة النبذة المنشورة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info

(2) خالد زهر: الشاعر المعروف. مراجعة النبذة المنشورة عنه على الموقع المذكور آنفاً.

(3) الأمين شفيق راشد: مراجعة النبذة المنشورة عنه على الموقع المذكور آنفاً.

(4) الأمين أنطون عطايا: من ضهور الشوير وكان أقام في منطقة المصيطبة، وقد كنت عرفته في الستينات من القرن الماضي. اشرف على مراسم زفافي من الامينة اخلاص حردان. غادر الى اميركا الشمالية حيث ما زال مقيماً. شقيقه الاب جيراسيموس يقوم حالياً بمهام راعي كنيسة مار الياس _ بطينا..

(5) حسين الشيخ: ليس مؤكدا بالنسبة لي اذا كان هو الرفيق البطل حسين الشيخ الذي اطلق النار على القاضي يوسف شربل. لمراجعة ما عممت عن الرفيق حسين الشيخ الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024