تحدثت في احدى حلقات "سيرتي ومسيرتي" عن فترات إقامتي في البرازيل، وفيها عن توليّ لمسؤولية منفذ عام ومندوب مركزي وقيامي بتوجيه العديد من الرسائل والبيانات الى أمناء ورفقاء في مناطق مختلفة عبر الحدود سعياً لتحقيق وحدة الحزب، اذكر من الأمناء الذين تجاوبوا مع النداءات: توفيق الأشقر، عبد الوهاب تركماني، رشيد الأشقر،
إحد تلك البيانات، الموجه الى جميع القوميين الاجتماعيين في منفذية البرازيل أنشره، للتاريخ.
الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جميع القوميين الاجتماعيين
منفذية البرازيل في منفذية البرازيل
بيان
أيها الرفقاء،
نحن نقول لجاليتنا في البرازيل، التي سجلت تاريخاً زاهياً من النضال القومي، ان عليها ان تعود وحدة متراصة في وجه الصهيونية.
ونحن نقول لشعبنا على ارض الوطن، ان عليه ان يتوحد لمجابهة عدو شرس لا يرحم.
ونقول لكل مواطنينا، من أية فئة او عنصر او طائفة كانوا، ان عليهم ان يتركوا عصبياتهم، وينصهروا في وحدة قومية تستطيع ان تحقق لامتنا قوتها وانتصارها.
ونحن نقول للمواطنين ان العدو الصهيوني هو عدو هائل يريد تفتيت شعبنا، واحتلال كامل ارضنا، وان واجبنا، وقدرنا، هو الاضطلاع بهذه المسؤولية التاريخية، ولا مفر من ذلك، والا نكون قد تفرجنا على بلادنا تنتهي الى العدم.
فإذا كنا أيها الرفقاء ندعو الاخرين من شعبنا الى هذا السلوك، ونضعهم امام هذه المسؤولية، فكم بالحري يجب ان يكون موقفنا، ودورنا؟
اننا، من هذا المنطلق، نفهم اكثر أهمية القرار الذي اتخذه رفقاء البرازيل في مؤتمر برازيليا، ونفهم القلق الذي يسود نفوس العدد الكبير من القوميين الاجتماعيين وهم يرون حزبهم مفسخاً، منقسماً على نفسه، متوزعاً حسب قناعات، نعتبرها ثانوية اذا اخذنا بعين الاعتبار دور الحزب، وغايته، ومسؤوليته القومية الأساسية .
أيها القوميون الاجتماعيون،
امامكم احد خيارين لا ثالث لهما:
الخيار الأول، ان تتركوا حزبكم يتخبط في انقساماته، وتوزع قناعات افراده، وان تتصرفوا إزاء هذه الانقسامات بانفعالات شتى، فتنجرفون هنا او تتشتتون هناك، او ان يكون سلوككم القومي الاجتماعي غير معبر عن اصالة النهضة، وعن حقوق العضو وواجباته، فتشاركون الأعداء من حيث لا تريدون او تدرون، في نحر حزبكم وفي تفكيكه، وما بذر الشكوك وتحطيم الثقة الا بعض الأساليب.
اما الخيار الثاني فهو ان تمارسوا، بوعي العضو القومي الاجتماعي، دوركم في انقاذ الحزب من وضعه الحالي الذي يؤلم كل عضو مخلص، فلا تكون تصرفاتكم لصالح فريق على فريق، من ضمن أي اعتبار يراه الرفيق حقا وسليما، انما تشاركون في إنجاح هذا التيار الروحي الجديد المؤهل لان يمارس مسؤولية انقاذ الحزب من وهدة التفسخ والانشقاق والتفتت، وبذلك تبتعدون عن كل ما يمكن ان يؤثر على قناعاتكم الواعيةـ، وتتصرفون فعلاً بوعي ان هذا التيار يجب ان يكون، وان ينجح.
ان وعيكم القومي الاجتماعي قد تجد في مؤتمر برازيليا إرادة جديدة تقدم صيغة الإنقاذ لحزبكم مما هو عليه في لبنان، وانتم بذلك قد شاركتم رفقاء عديدين في لبنان وخارجه على ارض الوطن، وفي مناطق عديدة عبر الحدود، الذين يتوقون مثلكم لا ينتهوا كليا من هذا الواقع المريض، فتعود وحدة الحزب، ويتحقق بفضل ذلك ممارسة افضل واقوى لحزبكم على صعيد دوره القومي المسؤول. وما يمكن ان اصارحكم به هو ان عدداً كبيراً من رفقائكم في لبنان ممن هم منتظمون ادارياً في التنظيمات الحزبية الثلاث ينظرون الى رفقائهم عبر الحدود كالغريق الذي ينظر الى حبل انقاذ، اذ ان انتظام العديدين منهم لم يكن من ضمن رغبتهم شق الحزب، انما من ضمن أوضاع الحرب اللبنانية التي فرضت عليهم الانتظام الإداري في احدى الجهات الحزبية. ورفقاؤكم في الشام كذلك، رفضوا التوزع بين وجهات النظر، ورفضوا ان يدخلوا الى عملهم الحزبي الرائع بذور الخلافات، وقرروا – مثلكم – ممارسة الضغط الإيجابي لتأمين وحدة الحزب.
موقفكم، اذن، أيها الرفقاء، ليس الموقف اليتيم، او الموقف الشاذ، انه الموقف الاسلم، وهو الموقف الي لم ينظر الى الآراء التفصيلية المعروضة بقدر ما نظر الى مصلحة الحزب، ومصلحة الامة، بوعي سليم، ونفسية سليمة، وادراك واع لواقع امتنا ولما يترتب علينا ازاءه من واجبات ضخمة.
أيها الرفقاء،
اننا عندما ننظر الى واقع الجالية في البرازيل، نجد ان اموراً عائلة تنتصب امامنا.
فهذه الجالية حالياً مفسخة، موزعة، مفتتة مشتتة في نواد وجمعيات وطوائف وفئات تتناحر وتتخاصم.
ومن الجانب الآخر نرى صهيونية منظمة، تعمل بحنكة، وتنظيم، فتسيطر على وسائل الاعلام والاقتصاد، وقد تعمل غداً للتضييق على اعمالكم ومصالحكم كما تعمل حالياً في عدد من بلدان القارة الافريقية.
ونتطلع حولنا، فنجد فيكم انتم الفئة الصالحة للقيام بدور استقطاب العناصر الطيبة من أبناء الجالية ودفعها الى الاسهام في القيام بمسؤولياتها القومية العامة.
انتم قادرون، بحكم وعيكم، وبحكم عقيدتكم، ان تكونوا بالنسبة للجالية مثلا يحتذى، وجسراً قوياً، ووحدة توحدهم وتقودهم
امامكم كل هذا الواقع، وانتم كل هذا الامل.
فهل يوجد غير الاختيار الوحيد ؟
ان يمينكم عندما ارتفعت، أيها الرفقاء، بتحية الحياة الجديدة لأمتكم، أقسمت ان لا عودة عن الانتصار، ولا عودة عن حمل صليب أمتنا.
وأنتم قادرون .
اسلموا للحق والجهاد
لتحي سورية وليحي سعادة
المنفذ العام
لبيب ناصيف
|