إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق الدكتور جورج عطية

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-02-18

إقرأ ايضاً


كنا بتاريخ 25/04/2008 نعينا الرفيق الدكتور جورج عطية في نشرة عمدة شؤون عبر الحدود، واذ ننشر اليوم سيرة الرفيق الراحل الذاتية، نشيد بعطاءاته الثقافية والادبية وبمناقبيته وما استطاع ان يقدمه على الصعيدين الحزبي والعلمي .

*

ولد جورج عطيه سنة 1923، في بلدة أميون الكورة (لبنان). وكان كبير إخوته العشر. وفي ذلك الحين، في مطلع الانتداب الفرنسي، لم تكن المدارس في أميون قد خرجت بعد مما نالها من صدمات الحرب العالمية الأولى. فلم يكن ثمة سوى مدرستين صغيرتين، وكان جورج الصغير يصغي لوالده يقرأ له القصص، ويروي له الحكايات المغرية عما كان يشاهد في بلاد الغربة وقد عاد منها بعد نهاية الحرب. فأدرك بالفطرة ما ينتظره من دور في بيئته الصغيرة، لكي يبني نفسه أولا، ولكي يرسم الطريق لإخوته ثانيا. فبالقدوة يستطيع أن يحرك فيهم الطموح والتطلع إلى ما وراء الحدود الصغيرة. فبدأ دراسته في مدرسة الغرفة الواحدة في القرية، يتحلق فيها الأطفال حول المعلمة تحت سنديانة كبيرة، مظلة، ثم يدخلون القبو الكبير، يتعلمون فيه المبادئ الأولية في القراءة وقليلا من الحساب وظل يحلم بيوم آخر. وما شارف العاشرة، حتى دارت دورة جديدة للزمن، بدأ فيها جورج الصغير رحلة الألف يوم.

ثلاثة أشياء كانت هناك لتدفع به نحو الطموح الكبير الذي كان يفتقده ليفتح عينيه على صورة المستقبل.

أولها الأثر العميق الذي تركه فيه والده المرحوم نقولا عطيه، الذي مات عن 95 عاما وكان الى أعماله الكثيرة قد مارس التعليم في مطلع حياته، وجمع الكثير من الكتب التي كان يتركها بين يدي جورج ويشجعه على قراءتها، ولاسيما ما كان منها لجبران خليل جبران.

ثانياً، ما كاد جورج يبلغ العاشرة من عمره حتى افتتحت المدرسة الابتدائية الرسمية في اميون، فكان من أوائل الذين انتقلوا اليها، وتعلم فيها ما تعلم. ولم يقتنع.

ثالثاً، وكان جورج في تلك الفترة ما يزال يقرأ في كتب جبران، فصدمه أن يسمع بخبر وفاته. ولكن سرعان ما سري عنه عندما أدركه أن جثمان الكاتب الكبير سيمر في أميون، في أميون بالذات، في طريقه من أميركا إلى بشري مسقط رأسه. وكم كان اعتزازه كبيرا عندما اصطحبه والده الى المحفل الكبير في ساحة اميون، فشهد الموكب الضخم الجليل، ورأى بأم العين كيف يكون التكريم بما يشبه تكريم الانبياء، فوجم وعاد إلى نفسه، يفكر، وسرعان ما انصب على كتب جبران يقرؤها من جديد، يقرأ فيها كل شيء. فاتتشى بافكارها التقدمية واسلوبها المتحرر، الطريف، ورسخت في ذهنه صورة المستقبل. ولكم راودت نفسه أن يكون ذلك الكاتب الكبير، فألف عشرات القصص والروايات التي لم يعرف في حينه كيف ينشرها، وهي لا تزال في إضبارته، وما عاد يرضى بها الآن كمادة للنشر.

وعند بلوغه الخامسة عشرة من عمره، التحق بالمدرسة الأميركية للصبيان في مدينة طرابلس، فاندفع في الدراسة، متابعاً هوايته في قراءة الكتب، وبدأ يبني النواة الأولى لمكتبته في أميون، وكان يجتزيء ثمنها من الخرجية التي كان يقدمها له والده لمصاريفه الخاصة.

وانتمى، من بعد، إلى كلية حلب الأميركية، ونال منها دبلوم التخرج بمستوى الصوفمور. ونظرا لتفوقه، عرضت عليه ادارة الكلية أن يدرس في صفوفها الابتدائية وأن يتولى في الوقت نفسه ادارة مكتبتها، وكانت مكتبة غنية في حقول كثيرة، خصوصا في تاريخ الشرق الاوسط. فصرف هناك سنة جمع خلالها ما يكفيه من المال لمتابعة دراسته، كما اشبع نهمه بما تزخر به المؤلفات العربية والانكليزية والمجلات التي عمرت بها مكتبة الكلية، والتي لم تكن متوافرة له في الأماكن التي عرفها من قبل.

وفي الجامعة الاميركية في بيروت، نال سنة 1948 شهادة البكالوريوس في التاريخ العربي وفي الفلسفة، ودرس سنة في الثانوية العامة، وعاد بعدها إلى الجامعة لينال سنة 1950 شهادة الماجستر في التاريخ العربي، وكان موضوع اطروحته :"نشوء فكرة سوريا الكبرى وتطورها"، وكان موضوعا يثير الكثير من الاهتمام في ذلك الزمان، ويحمل في طياته امكانات سياسية وحضارية بعيدة المدى.

واثناء دراسته في الجامعة، كان مرافقا للحركة الفكرية والأدبية في بيروت والبلاد العربية، فنشر عددا من المقالات التاريخية والقصص القصيرة، كما نشط في الحياة السياسية فيها مشاركا مع الحركات الطلابية في صراع العقائد في حينه. وكان في طليعة القضايا التي استحوذت على تفكيره في تلك الحقبة دور المناقب في الفكر السياسي، سواء في الأحزاب السياسية المناضلة أو في الحكم. كان يدعو إلى النظام الجديد، وينفر من طبائع الاستبداد.

وفي هذه المرحلة حصلت مفارقة مما يغير، عن قصد أو غير قصد، طريق الانسان في الحياة. وذلك أنه كان قد دعي ليكون مفتشا للمعارف في وزارة التربية في لبنان، على عهد الأمير رئيف أبي اللمع، فوافق على المبدأ في سبيل الخدمة في البلاد، وانتظر صدور المرسوم الشهور الطوال. وفي هذه الأثناء، جرت له مقابلة مع مندوب للادارة البريطانية التي كانت تتولى في حينه شؤون التعليم في ليبيا، وذلك لكي يقوم بالتدريس في كلية طرابلس الغرب. وما أن تعاقد للسفر حتى جاءه مرسوم تعيينه مفتشا للمعارف في وزارة التربية، فأسف كثيرا لهذا التأخير، وبقي على نية السفر إلى ليبيا، احتراما لتعهده. وسار في طريق الغربة.

وفي تلك السنة وقد نالت فيها ليبيا استقلالها، عمل في وقت فراغه مراسلا لجريدة النهار، ينقل اليها الاخبار الجارية في حينه. وكذلك صرف الكثير من وقته في التنقيب عن دور الفينيقيين في تاريخ ليبيا القديم وهو دور مهم ولايزال مجهولا، وجمع الكثير من المعلومات والملاحظات ليضع كتابا حول ذلك.

وفي سنة 1951، سافر من ليبيا إلى الولايات المتحدة لمتابعة الدراسة في جامعة شيكاغو، حيث أمضى أربع سنوات للتخصص في اللغات والآداب الشرقية، فدرس تاريخ الفكر العربي والاسلامي ، ومن اللغات القديمة اليونانية والسريانية والعبرية ، كما درس في مجال اللغات الحديثة اللغتين الالمانية والايطالية التي كان قد بدأ يتعلمها في ليبيا.

ومن أهم أعماله في شيكاغو الرسالة التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراه، وهي تدور حول فكرة المعجزة لدى الفيلسوف ابن سينا، معتمدا مخطوطته في "المعجزات والكرامات" التي حققها وقدم لها بدراسة وافية عن مكان المعجزات في فلسفة ابن سينا، وقارنها مع مكانتها عند غيره من الفلاسفة، مبينا علاقتها بالفلسفة اليونانية.

وفي جامعة شيكاغو، التقى نصفه الآخر، اذ تعرف على الآنسة دايزي روبر (Daisy Roper) من بورتوريكو، وهي استاذة جامعية في الرياضيات، فتزوجا بعد التخرج، وكان لهما، من بعد، عائلة صغيرة من ثلاثة أولاد، حقق كل منهم نجاحه في ميدانه.

وفي سنة 1954، تعاقد الدكتور جورج مع جامعة بورتوريكو للتعليم فيها في مجال العلوم الانسانية حيث سرعان ما أتقن اللغة الاسبانية، فحاضر فيها وألف، ومن ثم أصبح رئيسا لهذا القسم، فأدخل عليه كثيرا من البرامج الجديدة المتميزة، معززا فيها حصة الفلسفة الاسلامية والفكر الشرقي.

ومن الشؤون التي استأثرت باهتمامه في تلك الحقبة دراسته حول الفيلسوف الكندي التي أصدرها في كتاب أسماه: "الكندي، فيلسوف العرب"، وهو أول كتاب متكامل باللغة الانكليزية عن هذا الفيلسوف، وقد أعيد طبعه وترجم الى بعض اللغات الشرقية الاسلامية.

ومن كتبه التي نالت رواجا في هذه الفترة كتاب أسماه: "من حضارتنا"، أدخل عليه الأسلوب التحليلي في السرد، وتناول فيه فكرة الخلق المستقل عند شعوب المنطقة الشرق أوسطية، أو فكرة "العالي" وقد جاءت مهدا لنشؤ الأديان السماوية. وكذلك حاول ابراز أثر التلاقي بين الفكر اليوناني والفكر المشرقي، من خلال دراسة علاقة الفينيقيين باليونان والتعريف بأعمال كتاب من أمثال لوقيانوس السميساطي، وكان قد قدم له الدكتور خليل الجر وهو من العلماء الذين عنوا في تلك المرحلة بمسألة الفكر الهليني.

وفي جامعة بورتوريكو، انتخب الدكتور عطيه رئيسا للجمعية التاريخية و ورئيسا لتحرير مجلة "historia"، فأبرز من خلالهما اسهام العرب في الحضارة الغربية، وترجم قسما من رسالة حي بن يقظان لابن طفيل الى اللغة الانكليزية وقد تم نشره في كتاب: "الفلسفة السياسية في العصور الوسطى".

أما المرحلة الحاسمة في حياته فكانت عندما دعي ليتولى رئاسة قسم الشرق الادنى في مكتبة الكونغرس الاميركية، فقبل الدعوة بعد تردد، وانتقل الى واشنطن، حيث أدار أعمال هذا القسم، وهو خاص بالعالم العربي، وتركيا، وايران، وافغانستان، وآسيا الوسطى، ومناطق القوقاس. فركز جهوده في البدء على تحسين أرصدة المكتبة من المطبوعات الصادرة من تلك المناطق، حيث بات المخزون العام للمطبوعات بلغاتها الاصلية الآن يقارب ربع مليون، بالاضافة الى ثمانية آلاف مجلة وصحيفة. وفي ترحاله الطويل في مختلف البلدان التي تدخل في مجال عمله، حقق نجاحا كبيرا في جمع مطبوعات نادرة ومخطوطات عمل على حفظها بالوسائل الحديثة.

ومن حسن المصادفات أنه كان قد حفظ في الميكروفيلم عددا من المخطوطات المحفوظة في الأديرة اللبنانية والسورية، منها أكثر من 45 مخطوطة من مخطوطات دير البلمند النادرة، مما يعوض جزئيا عما أصاب تلك المخطوطات من تلف أو تهجير في أثناء الحرب الأخيرة.

وفي كل ذلك لم يغفل عما قدمه المهاجرون الأوائل إلى الصحافة العربية في أميركا بخاصة، وللحركة الادبية الحديثة بعامة. فراح يجمع العديد من الصحف والمجلات الكبرى من أمثال: الهدى، ومراة الغرب، والنسر، والبيان، والسائح، والسمير، والعصبة، والأخلاق، والفنون، وهي في مجموعها تؤلف الرصيد الفكري الذي نشأ عليه الأدب المهجري وشارك في تكوينه كبار الأدباء من أمثال الريحاني، وجبران، ونعيمه، وابو ماضي، وسواهم من أعضاء الرابطة القلمية.

ومن أعماله التي أسهمت في تسهيل الأبحاث العلمية حول الشرق الأوسط في أميركا أنه عمل على تكوين ونشر فهارس موحدة للمواد الشرق أوسطية الموجودة في مكتبات الولايات المتحدة، ومنها ما أصبح من الفهارس الممكننة. ومن أهمها في هذا المجال "بيبلوغرافيا" مفسرة وشاملة عن الشرق الاوسط، وقد ظلت مدة طويلة أحد المراجع المهمة في الأبحاث والدراسات العليا في اميركا. وهي من المشروعات التي تحتاج إلى مراجعات دائمة وتجديد.

أما بالنسبة للعمل المكتبي في البلاد العربية فانه عمل جاهدا على تنشيط التعاون بين مكتبة الكونغرس ومكتبات العالم العربي بعامة ولبنان بخاصة، وذلك من خلال المحاضرات والاتصالات الشخصية والمشورة الفنية التي كان حريصا على تزويد المسؤولين الاداريين العرب بها.

ولعل ما سيخدم الأجيال الناشئة من الطلاب والباحثين العرب هو اشراكه كبار الشعراء العرب في برنامج مكتبة الكونغرس: "أرشيف الأدب العالمي المسجل"، وهو برنامج تسجل فيه قراءات شعرية وأدبية لكبار الأدباء والشعراء بأصواتهم الحية، وتحفظ للمستقبل، وقد تبقى مئات السنين مصدرا أوليا لدراسة الشعر والأدب عامة.

ومن الأعمال البارزة التي قام بها الدكتور جورج عطيه هو ما يمكن مقارنته بالدور الذي كان معدا للندوة اللبنانية أن تلعبه محليا في لبنان، على صعيد الحوار بين التيارات الفكرية والأدبية والسياسية السائدة في حينه. فوضع برنامجا لندوة من أجل الحوار بين قادة من أهل الفكر والأدب في بلادنا ومثلهم من المفكرين والأدباء الغربيين، ولاسيما الأميركيين، فنظم العديد من المؤتمرات والمحاضرات والمعارض في هذا المجال، وكانت تتناول أبرز القضايا التي تهم الطرفين ، وغرضها تعزيز المزيد من الفهم والتفهم بين الشرق والغرب. ومن أبرز هذه النشاطات مؤتمر "الحضارة العربية والحضارة الاميركية". ولا يقل عنه أهمية ما عقد من مؤتمرات حول الذكرى المئوية لجبران خليل جبران، ومؤتمر تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، ومؤتمر الكتاب في العالم الاسلامي. وكانت هذه كلها في أجواء لم تكن الصورة فيها عن اسهام العرب ولبنان غير صورة الحرب واللجوء والتشرد. ولا يخفى أن مثل هذه النشاطات كانت مصدرا لعدد من الكتب والتآليف التي ستظل تلعب دورا هاما في مجال التأريخ والبحث العلمي في ميادين العلوم الانسانية.

وفي غمرة كل ذلك، لم يغفل الدكتور جورج ما له من دور في المجال الأكاديمي، فظل حتى سنة 1980 استاذا ملحقا في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية في بلدان كثيرة، منها ايران، والمكسيك، والاردن، والمغرب، وانكلترة، والولايات المتحدة، وأسهم فيها بدراسات حول مواضيع تاريخية وفكرية وأدبية كثيرة. وكان عضوا فاعلا في المجلس الاستشاري لمجلة الشرق الاوسط، وعضوا في المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون، وفي مؤسسة "الفرقان للتراث الاسلامي" في لندن، وفي جمعيات علمية تعنى بشؤون الشرق الاوسط.

وبفضل هذه النشاطات، اكتسب الدكتور جورج عطيه مكانة بارزة بين زملائه من المفكرين والباحثين، والعاملين في مجال الحفاظ على الموروثات المدونة، فأطلق عليه الكثيرون منهم لقب: "حافظ التراث العربي في اميركا". وهو كان أديبا وكاتبا ومؤرخا، ومن العلماء المهاجرين الذين لم تقطع الغربة صلتهم بالوطن الأم.

***

Al-Hewar Center is sad to announce the passing of prominent Arab-American scholar, Dr. George Atiyeh, who headed the Middle East Section of the Library of Congress for 30 years. He passed away on Monday, April 21, 2008, peacefully and surrounded by his loving family after a long illness. He is survived by his loving and devoted wife, Daisy, his three children, George, Rose Marie, and Lancelot, his brother, Dr. Maurice Atiyeh, and a large extended family.

Al-Hewar Center wishes to express our deep condolences to Dr. Atiyeh’s family. He was a warm, loving man who dedicated his life to serving dialogue among cultures. He will be deeply missed.

Services will be held on Monday, April 28 at Saints Peter & Paul Antiochian Orthodox Christian Church, 10620 River Road, Potomac, Maryland 20854. The family will receive visitors at the Church from 3:00 p.m. to 6:00 p.m., and the Funeral Service will follow at 7:00 p.m. The burial service will be on Tuesday, April 29, at 11:00 a.m. at Fairfax Memorial Park, 9900 Braddock Road, Fairfax, Virginia 22032.

In lieu of flowers, the family asks that contributions be made in Dr. Atiyeh’s memory either to Saints Peter & Paul Antiochian Orthodox Church (10620 River Road, Potomac, MD, 20854) or to St. Jude Children’s Research Hospital (501 St. Jude Place, Memphis, TN 38105).

Dr. Atiyeh was a scholar in Orientalist languages and history. He mastered five languages and knew an additional four. His life was focused on introducing Americans to the real Middle East and making a difference in relations between the Arab world and the West, particularly the U.S. Under his leadership, the Middle East Section of the Library of Congress expanded into one of the world’s preeminent resources on the Middle East and the Arab World. Through his work, he established an important dialogue between the Middle East, Europe, and the United States. He hosted numerous conferences at the Library to bring together scholars from the Middle East and America on many diverse topics, including Kahlil Gibran, transliteration of the Arabic language, the Koran, the history of Jerusalem, and many more. Because of his deep knowledge about the Arab world, he was sought out by scholars and politicians, including Secretaries of State and U.S. Presidents, including Jimmy Carter. Following is a brief history of his life.

*

Dr. George Nicholas Atiyeh was born in 1923 in the small town of Amioun in northern Lebanon, the eldest of 10 brothers and sisters. He was driven by a perpetual sense of curiosity about history, culture and literature. Dr. Atiyeh read avidly¬, first his father’s rich collection of books about the Middle East, then books he bought with his own monthly allowance.

He graduated from the American University of Beirut (B.A., 1948, M.A., 1950), and received his doctorate in oriental languages and literature from the University of Chicago in 1954. He was professor and chairman, Department of Humanities, of the University of Puerto Rico from 1954-1967 before joining the Library of Congress in 1967 as Head of its Near East Section. In 1991, he became Acting Chief of the African & Middle East Division of the Library of Congress, supervising its Near East, Africa, and Hebraic Sections. He served at the Library of Congress until he had to retire for medical reasons in July 1996.

The Near East Section of the Library of Congress is responsible for materials in the languages of the Arab world, Turkey, Iran, Afghanistan, Central Asia, and the Caucasus. Under Dr. Atiyeh's direction, the holdings of the Near East Section have become world-renowned.

While directing and informing the work of specialists concentrating on Turkey, Iran, and other areas, Dr. Atiyeh applied his knowledge and scholarship to development of the Library's collections of Arabica. Among other accomplishments, he acquired numerous rare publications from the Arab countries; identified and acquired Arab-American newspapers published in the early 1900s; brought leading Arab authors to the Library to record their own works for the Archive of World Literature. He developed acquisitions guidelines for the Library of Congress Office in Cairo that became a prototype for use in the Library's other field offices. Over the years, he paid numerous visits to the Middle East, developing contacts for the Library of Congress, acquiring publications, evaluating book sellers and other potential sources of scholarly materials, and, not incidentally, in his many official visits with publishers, book sellers, research centers, archives, and universities, conveying the message of American scholarly interest in and expertise on the Middle East.

Dr. Atiyeh undertook or participated in a series of major programs at the Library of Congress designed to illustrate the scope of its collections and to heighten scholarly interest in the Middle East. With the Center for the Book at the Library of Congress, he organized a major conference on the history of printing in the Islamic world. Held at the library, this conference included speakers from several countries. Dr. Atiyeh edited the papers presented at the conference and published them as The Book in the Islamic world, co-published in 1995 by the Library of Congress and the State University of New York Press. The conference, the associated special exhibition of treasures of Middle Eastern publication from the Library's collections, the published conference papers, and the bringing together of experts from around the world to meet and discuss the book in the Islamic world were all monumental contributions to the field of Middle East studies.

During his long and fruitful career, Dr. Atiyeh developed relationships that benefited the Library of Congress and other government and scholarly institutions, and the field of Middle East studies as a whole. He served on the U.S.-Egypt Joint Commission on Culture of the Department of State from 1975-1978 and in 1979 was invited to serve as a member of the advisory committee on Islamic affairs at the White House. He served as a member of the advisory council of the Center for Contemporary Arab Studies of Georgetown University; the advisory editorial board of the Middle East Journal; the Arab-American Affairs council; and the international advisory board of al-Furqan Islamic Heritage Foundation, London. During his last official trip abroad, Dr. Atiyeh accompanied the Librarian of Congress to the opening of the Mubarak Library in Cairo and on visits to key Egyptian officials and institutions.

He was the author of, in his own all-too-modest description, “several books and bibliographies.” He has also written numerous articles on various topics, including Arab philosophy, al-Kindi, Christian-Muslim relations, intellectual history, and librarianship.

Dr. Atiyeh was an active, long-time member of the Middle East Studies Association (MESA). He was also a founding member of the Middle East Librarians Association (MELA) and the Middle East Microform Project (MEMP) and served with distinction as an ex officio member of its board. He sponsored numerous MEMP microfilming projects, preserving for posterity valuable collections of Sudanese newspapers, documents from the period of civil war in Lebanon, and other rarities of importance to researchers. In 1999, MESA, referring to him as “an unfailingly gracious colleague”, gave Dr Atiyeh its MESA Service Award

As a member of the Middle East Librarians Association (MELA) since 1971, he guided and advised the association and its members, influencing the librarians who head and work in the numerous Middle East collections around the country that serve the needs of the members of MESA. In 1997, his MELA colleagues named him the first (and only) honorary member of that organization.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024