جاء في الصفحة 46 من الكتاب الذي اصدرته الرفيقة زهرة حمود عن الأمين الشهيد بشير عبيد(1) ما يلي:
" عمدنا في الأشهر الأولى من بداية التفكير بالانقلاب، الى فرز القوميين المقاتلين المدربين ودرس أوضاعهم العسكرية والنفسية والاجتماعية. وعمدنا الى اختيار التشكيلات المتناسبة مع الخطة المعدّة .
وعمليات الغربلة هذه استمرت اشهراً ليأتي التنفيذ مثل كبسة زر. وهكذا كان!
ماذا اقول عن هذه التلبية الأسطورية؟! كان القوميون قمّة من قمم الإيمان والإدراك الذي يُعبّرون عنه بالاستعداد للاستشهاد في سبيل نصرة قضيتهم. فلا توجد كلمات كافية تعبر عن هذه النوعية النادرة من التلبية المنظمة والمنضبطة والمؤمنة، فالأصالة السورية والتهذيب النفسي والإيمان بأهداف الحزب وانتصاره الذي كانوا يمتلكونه، بالإضافة الى الخبرة العسكرية التي تلقوها في التدريب النضالي الطويل، جعلت من تلك التلبية عملاً تنفيذيّاً رائعاً. وقد ذكر أحد الدارسين العسكريين في جريدة Le Monde بعد الانقلاب: أنً الثورة الانقلابية التي قام بها القوميون الاجتماعيون في لبنان ظاهرة فريدة من نوعها. إنها المرة الاولى التي تتجرأ مجموعات مدنية على القيام بانقلاب عنيف ضد النظام في العالم الثالث، فالمعنويات والثقة والتنظيم التي كانت تمتلكها مكَنتها من اقتحام بيوت الضباط الكبار واعتقالهم. والمعروف أن العسكريين يتهيبون عادة الإقدام على هكذا امر نسبة لتربيتهم، ولا يجرؤ على ذلك إلا ضابط كبير يترأس مجموعة مدججة بالسلاح.
" إنَ ذلك الحزب يستحق دراسة خاصة لنفسية أعضائه ونوعية إيمانهم وقوة عقيدتهم!".
(1) "بشير عبيد قائد نهضوي" عن دار الفرات للنشر والتوزيع .
|