إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق الراحل غازي أبو شقرا (2)

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-03-10

إقرأ ايضاً


في النبذة تحت عنوان "من تاريخنا الحزبي" المعممة في تاريخ 09/05/2019 تحدثت عن الرفيق الراحل غازي أبو شقرا، وتمنيت على حضرة مفوض الحزب ي السنغال الرفيق سيمون حجار ان يضيء لنا "على ما تميّز به الرفيق غازي ابو شقرا من التزام قومي اجتماعي"

من الرفيق سيمون حجار الذي نوّهنا أكثر من مرة بنشاطه، وبحضوره الحزبي في السنغال، وننوّه مرة جديدة، استلمنا رسالة بتاريخ 18/07/2019 ، نورد منها ما جاء فيها من معلومات عن الرفيق غازي ابو شقرا.

" قبل كل شيء اود الإعتذار على التأخير الذي طرأ من قبلي بالكتابة عن موضوع الرفيق الراحل غازي ابو شقرا فقد طرأ علي امور شخصية كثيرة حالت دون الكتابة، الرفيق غازي ابو شقرا هو من مواليد تعلبايا في العام 1939 من أب مسيحي وأم شيعية وعذراً على هذه الإشارة ولكن لا بد من ذكر ذلك لاسباب ستعرفونها فيما بعد.

" عرفت الرفيق غازي ابوشقرا في 22 شباط من العام 1972 يوم اقسمتُ اليمين في بيت الرفيق الراحل وليم حجار في العاصمة دكار على يد حضرة المدير انذاك الرفيق الراحل الشهيد نصر فرزلي(1) لم اكن اعرفه من قبل وكنا نرى بعضنا البعض في الاجتماعات الرسمية فقط الى أن غاب الرفيق عن المسرح العملي للمديرية وحلّ محله الرفيق حسن ابو خليل، فكنتُ محصلاً والرفيق الراحل يوسف ابو صالح مدرباً، وعلى ما أتذكر ان الرفيق غازي كان ناموساً للمديرية، وهنا بدأت علاقتي بالرفيق غازي وتوطدت، وكنت أزوره في بيته حيث كان يعمل صانعاً لوجبات الاسنان وكان ماهراً في عمله بحيث انه كثيراً ما يتلقى عروضاً لعمله، من موريتانيا ومالي وبعض الدول المجاورة للسنغال.

الرفيق غازي لم يتزوج وبقي عازبا حتى وفاته، سألته مرة عن عدم زواجه، وانا بدوري لم أكن متزوجاً فأجابني انه تزوج العقيدة السورية القومية الاجتماعية وكفى.

كنت مرة برفقة الشهيد جورج ابو مراد نقوم بزيارة لحضرة الرئيس الأسبق الأمين عبدالله محسن في مشغرة. يومها سألتني الأمينة هيام محسن ما إذا كنت متزوجاً ام لا، فأجبتها انني تزوجت العقيدة وكفى، فأقنعتني بتأسيس عائلة وتنشئتها على المبادىء السورية القومية الاجتماعية وكان نصيبي ان تزوجت من ابنة بلدتها مشغرة.

عاش الرفيق غازي حياته بهدوء بين اصدقائه ومحبيه، وكل الذين عرفوه احبوه واحترموه، وكان هو عفيف النفس لا يحب "الثقلة" على أحد. وقع عدة مرات في مشاكل الحياة، وفي كل مرة كانت المديرية تنتشله من ورطته الى ان عرفن فيما بعد ان سبب ذلك هو ادمانه على شرب الكحول وانهيناه عن ذلك مراراً ولكن دون جدوى، وفي أحد الايام استدعاني حضرة المدير السابق حسن ابو خليل وقال لي يا رفيق سيمون لم يعد باستطاعتنا مساعدة الرفيق غازي لأنه في كل مرة نمد له يد العون فلا نرى اي نتيجة من ناحية عمله والواقع انه اهمل عمله على الآخر تعطلت الالات التي كان يعمل بها ولم تعد تصلح للعمل وبقي الرفيق غازي دون اي عمل حتى وفاته .

في أحد الأيام جائني الى مكتبي وقال لي لدي قطعة ارض في بلدتي تعلبايا واريد ان اسجلها للحزب السوري القومي الاجتماعي هبة مني. كتبت للحزب يومها بشكل رسمي وكنت حضرتك ايها الأمين لبيب عميداً لشؤون عبر الحدود وكان الرئيس الراحل علي قانصو رئيساً للحزب الى ان جائني الرد من الحزب ردا لم يقبل به الرفيق غازي وانطوت قضية قطعة الارض ولكنه كان يطالبني دائماً بإيقاظ هذه القضية .

كنت والشقيق الأصغر للرفيق غازي شقيقه من ابيه لأن والده تزوج بإمرأة مسيحية بعد وفاة والدته نقوم بواجب إعانته على حياته وكان بعض اصدقائه يحاول ان يدخل على الخط لكن الرفيق غازي لعفة نفسه كان يرفض الى أن جائني ذات خميس من العام 2007 تشرين اول ووقف على باب المكتب وقال لي انا موجوع يا رفيق سيمون فقمت وسألته حتى أخذه الى المستشفى فوراً، فقال لي: لا لزوم حياتي. قاربت على الانتهاء. فلم آبه لكلامه وطلعت من المكتب الى البيت حتى آتي بمفاتيح السيارة فوجدت ان الرفيق غازي قد اختفى.

بعد ثلاثة أيام استدعاني صاحب البيت وهو احد اصحابي وكان رفيقاً غير ملتزم وقال لي ان الرفيق غازي قد توفى فقمنا مع اخيه بما يلزم .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024