عرفت الامين جبران جريج بعد فترة من انتمائي الى الحزب اواخر العام 1956، وتحديداً عندما تولى الامين جبران مسؤولية منفذ عام بيروت، وكنت انتقلت من اطار منفذية الطلبة الثانويين الى منفذية بيروت كوني من اهالي وسكان حي المصيطبة.
كان الرفيق سيمون بهنام(1) يتولى مسؤولية مدير مديرية المصيطبة الثانية(2)، وتضم عدداً جيداً من الرفقاء، اذكر منهم عند انتمائي: رامز سري الدين، عادل جمال، جورج ديراني، رفيق ابو عجرم(3)، ادوار بقاعي(4)، عبدالرحمن النويري(5)، جميل شماس(6)، سليم خيرالله(7)، حسين وحسن الزين وتباعاً انضم رفقاء والتحق اخرون واستمرت "المصيطبة" نابضة بالحضور القومي الاجتماعي وما زالت، وسأكتب عنها لاحقاً بشكل تفصيلي.
في تلك الفترة زارني الأمين جبران في بيت الاهل، ثم رغب ان يزور خالي اندره جحا(8).
بعد ان كنت توليت مسؤولية مذيع، فناموس، اصرّ الامين جبران ان اتولى مسؤولية مدير المديرية على ان يكون الرفيق سيمون الى جانبي موجهاً وهو صاحب الخبرة الحزبية الطويلة والجيدة.
بعد الثورة الانقلابية ودخول الامين جبران الى السجن، وعدد كبير من رفقاء بيروت والمصيطبة استمرت عقيلة الامين جبران، الرفيقة المربية ماري بربر، بزيارة منزلي وهي كانت قد تعرفت الى والدتي، وبدوري وجدت من الواجب القومي الاجتماعي ان اتفقدها واولادها الصغار وسيم، ايمان، وهني.
اذكر اني اكثر من مرة التقيت عقيلة الامين منير خوري واولادها. كانوا بدورهم يتبادلون الزيارات مع "أم وسيم" وأولادها.
بعد ان خرج الامين جبران مع العفو في شباط 1969، استمرت اتصالاتي به، وكان يحضر كثيراً الى المكتبة التي ادرتها لفترة(9) والتي تردد اليها في اوائل السبعينات رفقاء كثر، اذكر منهم الأمينين الراحلين فؤاد عوض، ومحمود عبد الخالق. الرفيق الشهيد ايليا نقولا، والرفقاء الراحلون يوسف سالم، سيمون الديري، عبدالله بديوي(10)، والرفقاء بسام مخول، ريمون الجمل، عادل ايوب(11) واعتذر ان لم اورد أسماء جميع الرفقاء الكثر في تلك المرحلة.
والى عائلة الامين جبران تعرفت الى اقربائه، ومنهم مثال جريج(12)، واقرباء الرفيقة ماري، ومنهم شقيقها الرفيق د. حسيب بربر، ابنه الرفيق يوسف(13)، وشقيقته دعد ابنة خالتها، الرفيقة محاسن صعب التي اقترنت من الرفيق الصديق نبوغ الياس نصر(14).
ولم انقطع عن التواصل مع الأمين جبران على مدى سنوات العمل الحزبي بعد العفو، وبالرغم من التباعد الاداري أحيانا، ووقوف كل منا مع "فريق" حتى اذا تقدم به العمر، وأصيب بجلطة اقعدته الفراش، بقيت ازوره واطمئن عنه. فقد كنت بالنسبة لعائلته واحداً منها، وكنت بالنسبة للرفيقة ماري بمثابة الاخ الذي ترتاح إليه. واني اشهد كم كانت رفيقة مؤمنة، وامرأة فاضلة واماً مثالية ومربية واعية، واعلم كم عانت في السنوات التي اعقبت الثورة الانقلابية، وكم ناضلت مع الرفيقات والمواطنات نساء الرفقاء الاسرى في كل المساعي والاعتصامات والعذابات. عنهم، وعن الآلام التي واجهها عائلات الرفقاء الاسرى كتبت قليلاً انما يصح ان يصدر مجلد غني عنوانه الوفاء للرفيقات والمواطنات من امهات ونساء الرفقاء الاسرى.
*
اذا رغبنا ان نذكر اسماء رفقاء ممن كانوا من الاوائل في الانتماء واستمروا في المسؤوليات والنضاال ورغم السجون والملاحقات، الى الرمق الأخير، لأوردنا اسماء ثلاثة: جورج عبد المسيح، عبدالله قبرصي، وجبران جريج. ثم ترد اسماء المئات من الرفقاء المناضلين، على مدى الوطن وعبر الحدود. عن الكثيرين كنت كتبت(15) وآمل ان تستمر ذاكرتي حيّة فاكتب اكثر.
هوامش:
(1) سيمون بهنام: عرف باسم سيمون بهنا. ذكرته في عديد من النبذات. شارك في الثورة القومية الاجتماعية، واعتقل.
(2) مديرية المصيطبة الثانية: هو الاسم الذي اطلق على مديرية المصيطبة في المنطقة الوسطى، فيما اطلق مديرية المصيطبة الأولى على منطقة المصيطبة العليا (محيط منزل صائب سلام "حي اللجا"، واعالي برج أبو حيدر، واطلق اسم وطى المصيطبة على المديرية الكائنة من كورنيش المزرعة الى محيط الاونيسكو – الرمل العالي.
(3) رفيق ابو عجرم: من بعقلين استقر فيها حتى رحيله. من الرفقاء الذين عرفوا الحزب نهجاً اخلاقياً ونضالاً صادقاً.
(4) ادوار بقاعي: عرف ايضاً باسم ادوار رزق. من بلدة "كفرنبرخ" (الشوف). انتقل اليها في آخر سنواته، وفيها وفته المنية.
(5) عبدالرحمن النويري: للاطلاع على ما كتبت عنه عند رحيله الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية SSNP.INFO
(6) جميل شماس: الصناعي المعروف والنائب عن الاقليات في مدينة بيروت. اساساً من مدينة القامشلي، شقيقه الرفيق جان كان تولى مسؤولية منفذ عام "الجزيرة". اقترن من الرفيقة لولو شقيقة الأمين انيس مديواية.
(7) سليم خيرالله: من الشويفات. تولى مسؤوليات محلية في بيروت والغرب، ومركزية في عمدة المالية، عميداً وخازناً. له عدّة مؤلفات ادبية. كان اسس دار نشر بإسم "دار الحضارة".
(8) اندره جحا: كان من كبار موظفي عدد من الشركات الى ان تولى مسؤولية المدير المالي في شركة "الكات". حاز على شهادة دكتوراة في النفط واصدر اطروحته باللغة الفرنسية. كان من المتقدمين في الطائفة الارثوذكسية، عضوا في المجلس المليّ. ومن الأساسيين في كثير من النشاطات منها جامعة البلمند.
(9) المكتبة: كانت الوالدة قد أسست المكتبة مع شقيقتها وداد زوجة رفول عرمان، وعرفت باسم مكتبة ناصيف وعرمان.
(10) عادل أيوب: كان رفيقاً نشيطا جداً وقارئاً من بلدة كمفرمشكي. هو غير الأمين عادل أيوب من كفرمشكي ايضاً والمتواجد في كندا .
(11) عبدالله بديوي: كان يزور المكتبة مع الرفيق عادل أيوب باستمرار. من بلدة راشيا الفخار . وافته المنية منذ اشهر قليلة وكنت على علاقة ممتازة معه.
(12) مثال جريج: ابنة اخ الأمين جبران جريج. اقترنت من الرفيق سامي مظلوم وغادرت معه الى ملبورن. شقيقة الدكتورة راغدة التي رحلت منذ فترة غير قصيرة. مراجعة ما كتبت عنها على الموقع المذكور آنفاً.
(13) يوسف بربر: غادر الى "بوردو" لدراسة الطب في أوائل سبعينات القرن الماضي. عاد الى بلدته بتعبورة وهو ما زال مستقراً فيها. عرفته جيداً كما عددا جيدا من الرفقاء في "بوردو" (ومنهم حاليا الرفيق عبدو خيرالله الذي كان تولى مسؤولية خازن عام في الحزب).
(14) نبوغ نصر: من بتعبورة. نشط في ستينات القرن الماضي. كتبت واشرت عنه في اكثر من مناسبة . للاطلاع مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(15) عن الكثيرين كنت كتب: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
|