في فترة الاعتقال الثاني لسعاده هدد مدعي عام الاستئناف الأستاذ الفرد ثابت، سعاده بالقول: إني قادر أن أسممك في سجنك وأدعي أنك انتحرت. فأجابه سعاده: أن الألوف من القوميين الاجتماعيين المنتشرين في أنحاء الوطن قد سمعوا تهديدك هذا يا حضرة المدعي العام".
حول هذا التهديد وكيف تعاطى معه سعاده يروي الأمين جبران جريج التالي:
" كنت حضرت إلى بيروت لأتزود من آخر أخبار الحملة الاستنطاقية التي كانت تشنها الدولة وقد صادف في ذلك النهار أن كان الزعيم في قصر العدل في جلسة تحقيق. كنا عدداً من القوميين نحيط مدخل دائرة التحقيق وعلى رأسنا نهاد ملحم حنا. وإذ بصوت يهتف: "الزعيم"، فهرعنا صوب الصوت وإذ بالزعيم وهو يمشي وسط دركيين يحرك يده ويشير بأصابعه إشارات وجدتها غريبة. يرفع إصبعاً ويخفض أخرى أو يرفع اثنين بشكل من الأشكال الخ... ونهاد يسجل على ورقة بعض الكلمات.
رافقناه إلى سيارة السجن حتى انطلقت به إلى سجن الرمل. التفت إلى نهاد استفسر منه عن معنى ما شاهدت فشرح لي لغة جديدة للتخاطب هي لغة البنان. وأوضح أن الزعيم نقل خبراً مفاده أن المدعي العام هدده بالقتل زاعماً أنه سيقال انه وجد منتحراً.
كانت الخطوة التالية أن ذهبنا معاً نقابل صلاح لبكي، المسؤول الأول، ونقل نهاد إليه رسالة الزعيم.
في اليوم التالي كان وفد من أنسباء الزعيم على رأسهم وديع الياس مجاعص يطلب مقابلة المدعي العام ويقدم له مذكرة يسجل فيها عليه مسؤوليته في أي حادث يعرّض حياة الزعيم للخطر.
طبعاً، نفى المدعي العام وجود أية نية من هذا النوع فيما وقعت السلطة في ارتباك كبير، خاصة وأنها حققت في كيفية تسرب أمر التهديد إلى الأهل وإلى القوميين الاجتماعيين، إنما دون أن تصل إلى نتيجة.
|