هذا التقرير عثرت عليه بعد مراجعتي لحلقات تاريخ الحزب في الكيان الشامي وهو من اعداد لجنة تاريخ الحزب في محردة، ومرفوع بواسطة منفذية حماه من رئيس لجنة تاريخ الحزب في منفذية حماه الرفيق المميّز بأدائه ومتابعته الجادة، الرفيق غسان القدور.
*
من نشاطات المديرية
استؤجر مكتب للحزب عند المواطن إبراهيم الصغير (أبو دحام) سنة 1951 الى سنة 1953 حيث اغلق زمن أديب الشيشكلي عندما الغى مكاتب جميع الأحزاب.
كانت الكتب الحزبية نادرة فكان الرفقاء يتعرفون على عقيدة الحزب ونشاطاته من خلال الرفيق يوسف حاصود وما يصل للمديرية من صادرات مركزية وبعض الجرائد منها (البيدر – الدنيا)
في الأول من آذار ذكرى ميلاد سعادة كان الرفقاء جميعاً يصعدون التلال المحيطة بالمتحد ويشعلون النار على قممها كل عام احتفالاً بالمناسبة.
ومما يذكره الرفقاء عن بعض نشاطاتهم بأن التدريبات الرياضية كانت تتم في منزل أهل الرفيق كامل عوكان في غرفة يصعد إليها بدرج يعد 10 درجات. في اول لقاء تدريبي قام المدرب بإجهادهم بتمرينات سويدية قاسية ولمدة طويلة فخرج الرفقاء من الغرفة زحفاً كما يقولون تندراً، ولم يستطيعوا نزول الدرج إلا تسنيداً.
في احدى المناسبات القومية وزع الرفقاء في وقت متأخر من الليل مناشير فقام الرفيق عزيز جبيرة بإلصاق منشور على باب المخفر.
يوم زفاف الرفيق محفوض جمعة حمل الرفقاء علم الحزب وخرجوا يحتفلون بعرس رفيقهم.
في احد الأيام يأتي المنفذ إبراهيم العظم الى المتحد مع عدد من الرفقاء من قرية شيزر المجاورة للمتحد للتحقيق مع الرفيق إبراهيم سمعان الذي كان ذكر في احد لقاءاته مع المواطنين بأنه يرى الحزب الشيوعي افضل من كل الأحزاب وهو القومي الاجتماعي، فاعترف الرفيق بما ذكره واعتذر عما بدر منه، فقرر المنفذ فصله لمدة ثلاثة اشهر، عاد الرفيق للعمل الحزبي بعد انتهاء مدة الفصل.
ايضاً سنة 1953 زار الأمين جورج عبد المسيح رئيس الحزب منفذية حماه فقام الرفقاء بالذهاب الى حماة للقائه مع الاشبال. والتقى بهم في مكتب الحزب بحماة وأكد في لقاءه معهم على استمرار الصراع والعمل رغم كل ما يتعرض له الحزب من مضايقات. بعدها قدمت منفذية حماة بحضور رئيس الحزب مسرحية باسم (حلاق بالجملة) اشترك بالتمثيل فيها الرفيق نعمة عوكان.
زيارة الأمين الياس جرجي قنيزح لمتحد محردة:
يوم مجيء الأمين الياس جرجي قنيزح تم استقباله بعد الظهر على طريق حماة - محردة في اول البلدة وكانوا يعدون بالمئات وحمل الرفقاء طبلاً وزمراً وأخذوا يغنون الأغاني والاهازيج القومية احتفالا بقدومه ولدى وصول موكبه توقفت سيارته ونزل الأمين الياس وكان برفقته منفذ عام حماة وناظر الإذاعة فقام الرفقاء بتأدية التحية القومية له، فبادرهم بالقول: (لماذا اتيتوا بالطبل، الطبل يدق على القمر المكسوف نحنا قمرنا طالع، وهذا المبلغ المدفوع عليه كان ممكن استخدامه لمساعدة رفيق محتاج).
ثم ركب سيارته واتجه الموكب الى منزل الرفيق الياس فلاحة، وبعد ان استراح قليلا تقاطر المواطنون الى الساحة العامة لسماع خطاب الأمين الياس ورغم ان الإعلان عن حضوره تم شفاهة من قبل الرفقاء وبدون أي ملصقات سابقة كان الحضور كبيراً ويضم جميع فئات المتحد ومن جميع الأحزاب، استمر الخطاب حوالي الساعتين في الساحة العامة للبلدة، وقف الأمين اثناءها على منصة مرتفعة قليلا كي يراه الجميع، وكان خطابه عن (العروبة الواقعية والعروبة الوهمية)، وقد ذكر الأمين الياس هذا اللقاء في كتابه (مآثر من سعادة). بعد انتهائه من إلقاء محاضرته، فتح مجالاً للحوار وأخذ يرد على الأسئلة الموجهة إليه، ويفاجأ بتقدم احد الحضور وهو المواطن الشيوعي الياس تقلا) الى المنصة وبيده أوراق فيسمح له الأمين بالوقوف امام مكبر الصوت ليقول ما عنده. يبدأ المواطن بالحديث عن العروبة التي لا يؤمن بها ويكيل المديح الشديد لمصر والمصريين وعظمتهم وعملهم الجاد باتجاه الوحدة العربية... الخ. ومنعا للاسترسال اكثر فيما يدعيه هذا المواطن، تقدم الأمين الياس الى مكبر الصوت وفاجأه بسؤال: (ولكني أرى ان النفسية السورية اقوى من النفسية المصرية) فيرد عليه المواطن بحدة: (بل النفسية المصرية اقوى وأعظم من النفسية السورية)، فابتسم الأمين له وقال:
(اذا تعترف معي بوجود نفسيتين مختلفتين مما يحتم وجود أمتين مختلفتين)، فشعر المواطن بأنه قد أخطأ فلملم أوراقه ونزل عن المنصة فاشلا في اقناع احد بما قاله. ويقول الأمين في كتابه بأنه في هذا اللقاء صح الصحيح بسهولة أمام الخطأ في المفاهيم.
*
من نشاطات المديرية أيضا المشاركة في انتخابات 1954
اثناء حكم اديب الشيشكلي ترشح عدد من القوميين للانتخابات البرلمانية في أغلب المحافظات السورية فطلب من رفقاء متحد محردة المساهمة في التنشيط للرفقاء المرشحين فتوزع الرفقاء على المحافظات. مما يذكره الرفقاء ان الرفيق الياس هزيم اوفد الى دمشق للمساعدة في التنشيط للمرشح الأمين عصام المحايري.
وأوفد الرفيقان عبده زحلوق وإبراهيم إبراهيم ورفقاء من حماة الى اللاذقية مع منفذ عام حماة بدري جريديني(1) للتنشيط للامين فؤاد الشواف. مما يذكره الرفيق إبراهيم إبراهيم عما جرى معهم، بأنهم خرجوا مع مظاهرة في شوارع اللاذقية تندد بحكم الشيشكلي، اثناءها قام المتظاهرون بتسقيط الشيشكلي، فاشتبكوا مع مؤيدي مرشح الشيشكلي (عبد القادر شريتح) وكانوا اكثر عدد منهم فتفرق المتظاهرون كل في اتجاه ولاحقوهم مما اضطر الرفيق إبراهيم للدخول لاجئا الى دكان ليحتمي به منهم، وفعلا لم يسمح صاحب الدكان لاحد بالتعرض للرفيق بالاذية، وللصدفة كان صاحب الدكان قومياً. بقي الرفيق عنده حتى تفرق الملاحقون وخلت الشوارع. فأخرج صاحب الدكان الرفيق وأوصله الى منطقة آمنة وودعه متمنيا له التوفيق.
ويذكر الرفيق إبراهيم إبراهيم انه قبل صدور نتائج الانتخابات وخسارة المرشح القومي، ذهب جميع من ساهم في التنشيط له الى منزله. عندما أعلنت النتائج وقفت والدته وزغردت فرحاً فاستغرب الحضور جميعاً في موقف خسارة تعلن الام فرحها. وتلاحظ الام علائم الاستغراب على وجوههم فتوضح لهم سبب هذا الفرح قائلة: (ان النيابة لم تكن الهدف ففرحها كبير بوجود هؤلاء الشباب القادمين من كل انحاء سوريا لدعم ابنها فؤاد) هذه الوحدة الاجتماعية تساوي عند الام ربحا حقيقيا يضاهي خسارة الانتخابات المزيفة.
ويذكر الرفيق عبده زحلوق أيضا انه اثناء وجودهم امام صناديق الانتخاب تعرضوا للضرب والازعاج من قبل معاوني مرشح الشيشكلي لابعادهم عن الصناديق لكنهم صمدوا يقومون بواجبهم حتى اتاهم الامر بالانسحاب.
الى مدينة حمص أوفد الرفقاء درغام صدير ومحفوض جمعة وإبراهيم قليط وتوفيق جروج وعزيز جبيرة للتنشيط للرفيق سامي سحلول وأيضا تعرضوا للضرب والأذية لإبعادهم عن الصناديق. يذكر الرفيق توفيق جروج أنه عين على صندوق في قرية خلفة وفي اليوم الثاني يأتي احد الرفقاء (أبو رسلان) قائلاً أتت الاوامر بالانتقال الى منطقة جب الجراح قبل وصولهم المنطقة تعرض لهم جماعة من بنو خالد الذين كانوا قد اشتبكوا في عراك مع العلويين، أوقفوا سيارة الرفقاء وأخذوها منهم كما اخذوا قميص الرفيق توفيق. ذهب الرفقاء الى المخفر ليتقدموا بشكوى ضدهم، يقوم الرفيق أبو رسلان بالاتصال بالرفيق غسان جديد ويخبره بما جرى، خلال نصف ساعة يحضر الرفيق بديع مخلوف بسيارة عسكرية، يدخل المخفر ويسأل عن الرفقاء القوميين، يتقدم منهم قائلاً (تحيا سورية) ويسألهم ان تعرضوا لأذية فيقول له الرفيق توفيق بأنهم قد سرقوا السيارة وقميصه ايضاً. يركبون السيارة العسكرية ويذهبون الى الخيمة التي يتواجد فيها بني خالد، فيستعيد الرفيق بديع السيارة والقميص ويذهبوا الى جب الجراح لمتابعة مهمتهم.
قبل بدء الانتخابات يقوم كل مرشح بالدعاية، وأيضا البعض يقوم بدعاية مضادة.
في هذه الفترة القصيرة الزمن نسبياً امتلك الرفيق السوري القومي الاجتماعي قيماً أخلاقية، فتميّزوا بالانضباط والالتزام بالانظمة واحترام الآخرين. كان الرفيق الذي يسير في الشارع عليه الا تكون مشيته مهلهلة ولا يلتفت دائما يميناً او يساراً. مرفوع الرأس يضعون باستمرار شارات الزوبعة على صدورهم، لا يلعب القمار ولا حتى اللعب للتسلية، متعاونون فيما بينهم، متحابون ومحبون. هذه الشخصية المتوازنة فرضت نفسها على المتحد وكانت تبادل بالاحترام من قبل جميع المواطنين. ويذكر الرفقاء حادثة عن ضرورة الالتزام بالنظام الاجتماعي حتى في ابسط الأمور، حيث أتت شكوى للمدير يوسف حاصود بأن احد الرفقاء يقف في الشارع ويقصقص البزر ويرميه على الأرض، فنال عقوبة على تصرفه غير اللائق اجتماعياً.
*
مقتل العقيد عدنان المالكي في 22 نيسان 1955
يفاجأ القوميون الاجتماعيون بحادث اغتيال المالكي ويفاجؤون أكثر عندما تصلهم الاخبار بأن قاتله هو العريف يونس عبد الرحيم السوري القومي، ويتهم الحزب بالاغتيال.
وتبدأ عملية تصفية للقوميين لم يحدث لها مثيل في التاريخ لوحق القوميون في كل ارجاء سوريا ونكل بهم، في متحد محردة تعرض الرفقاء للاضطهاد على ايدي أبناء بلدتهم المحازبون الاشتراكيون العرب والشيوعيون الذين اتفقوا مع بعض في ملاحقة القوميين وإيذائهم وتضييق الخناق عليهم لشل حركتهم ونشاطهم متفقين في هذا مع الجانب الأمني في المنطقة. حتى انهم منعوهم ان يخرجوا من منازلهم الى أعمالهم ومن خرج كان يتعرض للملاحقة والضرب.
سمع الرفيق عبده زحلوق ان الشيوعيين والاشتراكيين يتهمون القوميين بالقتلة والمجرمين، برغم كل التهديدات خرج الى مكان عمل المواطن الشيوعي (شحود النمو) أنبه وهدده على تحريضه واتهاماته غير الصحيحة التي يتهمون بها القوميين ويروجون لها بين المواطنين، فحدث بينهما مشادة اجتمع الناس وأبعدوهما. يذهب المواطن شحود ليحرض رفقائه الشيوعيين لملاحقة الرفيق عبده زحلوق وأذيته. يترصدون له بينما هو ذاهب الى محل الرفيق درغام صدير مع الرفيق اسعد سموع، فيقطعون عليهما الطريق وبأيديهم العصي، كان يقودهم الشيوعي عبدو يوسف نجار والياس تقلا ولبيب عبدالله وانهالوا عليهم ضرباً بالأيدي والعصي ومزقوا ثيابهم ثم هربوا.
ويذكر الرفيق إبراهيم إبراهيم أيضاً ان مواطناً اتى لوالده يعلمه بأن الأوضاع متوترة في البلدة وعليه ان يمنع ابنه إبراهيم من الخروج، لأن من يظهر من القوميين في الشوارع يتعرض للأذية حيث توجد مجموعات من الاشتراكيين العرب والشيوعيين يجوبون الشوارع لأذية كل من يصادفونه في طريقهم من القوميين. فحذر ولده طالباً منه عدم الخروج من المنزل، لكن أبت عليه مروءته وكبرياؤه وشجاعته ان ينزوي في المنزل خائفاً وأراد ان يواجه الخطر مهما كانت النتائج فقام بتحضير خنجر عنده وهرب من المنزل الى احياء البلدة يسير متحديا فصادفته جماعة من الشيوعيين لكنهم تهيبوا الهجوم عليه لما راؤه في نظراته من تحدي واستعداد لمواجهتهم فلم يعترضوا طريقه ونظر إليهم شزراً وتابع سيره.
الرفيق عزيز جبيرة(2) أبت عليه نفسه وهو الشهم المقدام ان ينزوي في منزله فخرج الى البلدة فهجمت عليه مجموعة من الاشتراكيين والشيوعيين ليوسعوه ضرباً، فقتلهم جميعاً فتكاثروا عليه وأوسعوه ضرباً فلم تهن عليه نفسه بعد عدة أيام وأثناء تواجده في الأرض الزراعية تواجد أيضاً ثلاثة ممن هاجموه فتحرشوا به فما كان منه إلا أن ذهب وخرب لهم شباك الصيد وضربهم جميعاً وجرهم أمامه كما تجر البعير.
وأيضاً في محل الحلاقة للرفيق درغام صدير الذي كان يلتقي عنده الرفقاء بعد إغلاق المكتب هاجمته مجموعة كبيرة من الاشتراكيين والشيوعيين يذكر منهم (محفوض بطرس مسكين – شحود النمو – عبدو نجار – حبيب فرحة) وكان يتواجد بعض الرفقاء فقاموا بالاعتداء عليهم وحطموا زجاج المحل.
الرفيق عزيز الصدير الذي كان قد مضى على انتمائه الشهرين فقط يخرج وهو ابن 16 عاما مع صديقه الى المشوار في البلدة فيلاحقهم الشيوعيون ويوسعوهما ضرباً.
يتهم الرفيق محفوض جمعة بإخفاء رئيس الحزب جورج عبد المسيح وإقامة اجتماعات حزبية في مقهى الأصبح وأيضاً بتوزيع مناشير للحزب ويأتي الأمن ويقبض عليه ويسفر الى حمص للتحقيق معه ويخرج بريئاً من هذه التهمة الملفقة.
هذا غيض من فيض الممارسات الهمجية، التي تدل في المجمل على التعصب الاعمى الذي تميّز بها المحازبون الشيوعيون والاشتراكيون فحسبوا ان هذه هي الفرصة السانحة لهم لإلغاء وجود الحزب في المتحد والكيان الشامي كله. هذا التعصب أعمى عيونهم عن حقيقة ان الترهيب والتخويف ليس الوسيلة الناجعة لإلغاء حقيقة امن بها السوري القومي الاجتماعي عن وعي وإدراك وليس عن عاطفة او شعارات جماهيرية طنانة تحرك العواطف والقلوب مغيبة التفكير العقلي والمنطقي.
لهذا استمر الرفقاء بالعمل الحزبي السري رغم الضغط الأمني الشديد عليهم، ورغم صعوبة التواصل مع المركز في لبنان فكانوا يجمعون الأموال الحزبية ويقومون بإيصالها الى المنفذ العام في حماة وأحيانا يطلب من الرفيق إيصال البريد الحزبي الى المركز في لبنان وكان يكلف بهذه المهمات الصعبة الرفيق عزيز جبيرة المقدام الذي لم تستطع كل السجون التي تعرض لها ان تضعف إيمانه، مما يذكر عن ثباته انه في احد السجون كان يضرب بشدة حتى يوهن فيقع يرشون عليه الماء ويطلبون منه ان يوقع على انسحابه من الحزب فيطلب منهم إيقافه وعندما يوقفوه يفاجؤون به ينتصب رافعاً رأسه ويده اليمنى زاوية قائمة قائلاً" "تحيا سورية". فيهجم عليه السجان ليعاود ضربه ثم يعيدون الطلب فيأتيهم الجواب نفسه ووقفة العز نفسها.
أوكلت للرفيق عزيز جبيرة مهمة إيصال البريد الحزبي الى المركز في زحلة حيث أعلمه الرفيق عبده زحلوق بأن يذهب الى حماة ويقف هناك أمام صيدلية الجامعة صاحبها كان المنفذ العام بدري جريديني ولكن الرفيق عزيز لا يعرفه فطلب منه ان يقف عند موقف الباص أمام الصيدلية ويقوم بلف رجله حول العمود، عندها يأتي شخص يسلمه أوراقا عليه بعدها ان يتدبر أمر إيصالها بنفسه وبوسائله الخاصة. ينفذ ما طلب منه يذهب الى حماة ويستلم البريد ثم يذهب الى موقف الباصات ويركب الباص المتجه الى طرطوس. في هذه الاثناء كان مطلوباً من قبل الشرطة واسمه معمم لكل المحافظات في طرطوس وهو ينتظر سيارة عابرة الى لبنان، يفاجأ بتقدم أحد أفراد الشرطة العسكرية منه فيتعرف عليه حيث يكون من بلدته سلحب، يسلم عليه ويقول له: "عزيز انت مطلوب ونحن نبحث عنك لذلك قبل ان يشاهدك زملائي أهرب سريعاً".، شكره الرفيق عزيز على معروفه، وابتعد عن الطريق العام وتابع طريقه سيراً على الاقدام متخذاً الطريق الجبلي الوعر حيث سار محاذياً للطريق الرئيسي ليستهدي على اتجاهه من أضواء السيارات. استمر في السير طوال الليل وقسم من النهار حتى وصل الى زحلة وسلم البريد وعاد محققاً مهمته بنجاح.
أوكلت له مهمة أخرى لمساعدة الرفيق شحادة حنا وهو من بلدة الناصرة التابعة لمنفذية حمص والذي كان قد أسس شراكة مع رفقاء في متحد محردة بمشروع زراعي في سهل الغاب حيث أتهم بالاشتراك في قتل عدنان المالكي. أتت الشرطة وقبضت عليه في مكان المشروع متهمين إياه بالاشتراك في قتل عدنان المالكي وسير الى السجن البولوني بحمص، قام الرفقاء فوراً برفع عريضة احتجاج لاعتقال الرفيق والاتهام الجائر الذي اتهموه به، وان الرفيق متواجد في المشروع منذ ثلاثة اشهر لم يغادره قبل واثناء مقتل المالكي فكيف يكون شارك بهذا الفعل. وقع على هذه العريضة أغلب أهل القرية المتواجدين فيها والمختار وقدموها للمحكمة. كان من الضروري إيصال هذا الاجراء الذي تم للرفيق في السجن كي لا يدلي بمعلومات تخالف محتواه. وقع الاختيار على الرفيق عزيز جبيرة للقيام بهذه المهمة الصعبة بل كما يقول الرفقاء إنها مستحيلة لكن الرفيق عزيز أصر على المحاولة. كتب على قصاصة ورق صغيرة ما يجب على الرفيق ذكره أمام المحقق وأتى بعلبة دخان فتحها ووضع فيها قصاصة الورق ثم أعاد إغلاقها ووضعها بين علبتي دخان من نفس النوع، أيضا قام بارتداء لباس العمل الزراعي المتسخ وذهب الى حمص. هناك عند المفرق الذي يوصل الى السجن وقف ينتظر أي آلية عابرة توصله الى السجن فيصادف مرور دراجة نارية تقف له ويكون راكبها مراسل عسكري ذاهب الى السجن يركب وراءه عندما يصلان السجن يترجل الرفيق عزيز ويذهب الى الحارس طالباً منه السماح برؤية السجين شحادة حنا لأمر مهم يتعلق بالعمل لا يستطيع أحد ان يحله سواه يرفض الحارس فيرجوه ثانية عله يساعده لدقائق فقط فيرفض، يتقدم منهم المراسل ويتحدث مع الحارس فيسمح للرفيق بمقابلة الرفيق شحادة لدقائق يشكر الحارس والمراسل لمعروفهم ويقابل الرفيق شحادة ويعطيه علب الدخان ضاغطا بها على يده قائلاً له بأن مضخة الماء قد تعطلت ونحتاج لموافقتك لشراء بديل عنها. خرج الرفيق عزيز من السجن فرحاً بما انجزه، وفعلا اثناء التحقيق قال الرفيق شحادة انه لا يعرف شيء وهذه التهمة ملفقة لأنه لم يغادر المشروع منذ أكثر من ثلاثة أشهر ويطلب شهادة كل أهالي القرية والمختار على كلامه، فيخرج بريئا من التهمة الموجهة إليه.
ونتيجة عدم تنازل الرفيق عزيز جبيرة عن إيمانه بحقيقته ومعتقده الراسخة، فكان يجاهر بها علنا بينما اتجه الرفقاء الآخرون للعمل سرا ريثما تهدأ الأوضاع. كانت التقارير تصل الى الامن، فأصبح مطلوبا أمنيا على خلفية انه يمثل خطرا على أمن الكيان الشامي. فأختبأ ريثما تهدأ الاوضاع، لكن في أحد الأيام يأتي المختار مع الامن للقبض عليه الى والد زوجته ليلسمهم إياه اوضحوا له بأنهم متأكدين بأنه يعرف مكان اختبائه وعليه ان يدلهما الى مخبأه والا تعرض للاعتقال.
يوافق ولكن في غفلة عنهم يطلب من ابنيه ان يذهبا ويحذرا الرفيق عزيز لكي يهرب، وفي الطريق الى المخبأ أخذهم من الطرقات الطويلة ويتوقف كل مسافة قصيرة ليرتاح مدعياً بأن رجليه لا تتحمل السير الطويل، في محاولة لإكساب الرفيق عزيز أطول مدة للهرب كي لا يقبضوا عليه. لكنه يفاجأ عندما قرع الباب بخروج الرفيق عزيز لاستقبالهم جاهلا بانهم قادمون لان ابنيه الذين كان احدهم اشتراكي والثاني شيوعي لم يقوما بتحذير الرفيق عزيز وهو زوج اختهم راغبين ان يعتقل. حكم عليه بالسجن في سجن المزة بدمشق وبقي مسجوناً لمدة سنة وثلاثة اشهر وأحد عشر يوماً كان يذكرها دائماً في أحاديثه مع الرفقاء ومما يذكره من احداث في السجن:
أنه عندما دخل المهجع في السجن استقبله السجان بالسؤال: "ما التهمة" أجاب: "سوري قومي اجتماعي" فقال له: "فوت لعند هالخونة" فأجابه بحدة: " "انا سوري قومي اجتماعي ولست خائن عندما تثبت علي الخيانة حينها اتهمني". سمع المساجين في المهجع الحوار وعرفوا انه سوري قومي اجتماعي فقرروا عدم التعامل ولا الحديث مع الرفيق مما فرض عليه عزلة ولم يتعاطى مع احد في المهجع لان كل السجناء كانوا من المحازبين الشيوعين.
هذه العزلة ازعجته اكثر من السجن نفسه، وحدث ما ضايقه أكثر انه دخل السجن سجينان يهوديان شيوعيان قبض عليهم الامن عندما أرادا عبور الحدود التركية الى سوريا سراً. قام السجناء الشيوعيون جميعاً يرحبون بهم ويشاركونهم أكلهم وأماكن نومهم، قرر حينها أن يفتعل مشادة مع أحد السجناء علهم ينقلوه الى مهجع غيره، وأتته الفرصة في اللحظة التي بدأ مكبر الصوت يعلن عن انسحاب بعض الشيوعيين من انتماءاتهم الحزبية، تراكض السجناء الشيوعيون الى باب المهجع ليتأكدوا مما يسمعون، وفي غمرة تزاحمهم يقوم الرفيق عزيز بوضع قدمه أمام مسير أحدهم وهو (شبلي عزام) فيسقط أرضا ثم يقف بسرعة ويتجه بالكلام الى الرفيق عزيز قائلاً: (جاييك). وعندما عاد منزعجاً وتأكد من انسحاب مجموعة كبيرة من رفقائه واتجه ناحية الرفيق عزيز الذي كان استعد لمواجهته مهيأ كفه لاستقباله وعندما وصل وقبل ان ينطق بكلمة واحدة عاجله بلكمة قوية على وجهه ارداه بها ارضاً وارتمى فوقه ينهال عليه ضربا قبل ان يستفيق من المفاجأة.
هجم عليه الشيوعيون ليبعدوه عن رفيقهم وليضربوه جميعاً ولكن السجان سمع الضجة فدخل المهجع وأبعدهم عنه فقال له الرفيق عزيز: "كلهم عليّ لأني قومي وهم شيوعيون" فقال له السجان: "اسكت يا ول"، فقال له: "انا سجين داخل سجن وأطلب نقلي من هذا المهجع"، لم يعاقبه السجان لأنه تفهم وضعه وأيضاً قام بنقله ضمن المهجع الى مكان قريب من باب المهجع أفضل بكثير من مكانه السابق.
رغم الاضطهاد قام الرفقاء في الأول من آذار سنة 1956 وبأمر من رئيس الحزب القاضي بأحتفال جميع القوميين مهما كانت الظروف. صعد الرفقاء الى التلال المحيطة بالبلدة ليلاً وأشعلوا النار ولم يكتفوا بذلك فعندما نزلوا عقدوا الدبكة في الساحة تحدياً. أتى الأمن وقبض على بعض الرفقاء وهم (عبده زحلوق، يوسف حاصود، حكمت بيطار، إبراهيم قليط) حيث سيقوا الى السجن البولوني بحمص ونتيجة تدخل النافذين في المتحد أفرج عنهم ولم يتعرضوا للأذية.
*
قصة المناشير التي علقت على باب المخفر ليلاً بعد مقتل عدنان المالكي:
استفاد الرفقاء من الحصار المضروب عليهم أحياناً في تنفيذ بعض الاعمال الحزبية، حيث يحتار المراقبون من سيتهمون طالما هم يراقبوهم على مدار اليوم، كان الرفقاء يستغلون الثغرات في المراقبة فيقومون بالنشاطات الحزبية الضرورية.
يذكر الرفيق إبراهيم إبراهيم انه بلغ بتكليف توزيع مناشير حزبية في المتحد. سهر الرفيق حتى الثالثة صباحا وكان الجو ماطراً وأخذ يراقب العناصر الموجودة خارج المنزل لمراقبته، قرر المراقبون الانسحاب في هذا الجو العاصف حيث رؤوا أنه يستحيل على أنسي ان يخرج من منزله مهما كانت الأسباب فانسحبوا الى بيوتهم. عندها لبس الرفيق ثيابه المطربة وخرج يلصق المناشير في أغلب زوايا المتحد وعندما مر من أمام المخفر قام بإلصاق المناشير عليه ثم انسحب الى منزله مسرعا. في الصباح فوجئ المواطنون والمحازبون الشيوعيون والاشتراكيون وعناصر المخفر بالملصقات القومية تملأ البلدة فاغتاظوا وعجزوا عن اتهام أحد من القوميين وهم يراقبون البيوت ويمنعون القوميين من الخروج فقاموا ينزعون المناشير وهم في حيرة من أمرهم.
*
قصة المناشير التي أتى بها الرفيق زكي قسطون دلالة للرفيق كامل عوكان:
كلف الرفيق زكي قسطون دلالة من منفذية حماة بإيصال مناشير الحزب الى الرفيق كامل عوكان في متحد محردة وحيث ان الرفيق زكي لا يعرف الرفيق كامل شخصياً ولا منزله. سأل عنه أحد المواطنين فدله خطأ الى منزل المواطن كامل هزيم الاشتراكي الانتماء وأراد ان يعطيه المناشير فقال له المواطن أنا لست الشخص الذي تبحث عنه وهذه المناشير ليست لي. فتنبّه زكي للخطأ الكبير الذي وقع به واعتذر وذهب مسرعاً ومن ثم تمّ إيصالها الى الرفيق كامل. ذهب المواطن كامل هزيم الذي لم يرغب بتفويت الفرصة لنقل هذا الخبر الى مسؤوله الحزبي (جورج حريكي) وما كان من هذا إلا أن نقل هذه المعلومة الى المخفر والامن الذين أتوا في الصباح الى منزل الرفيق كامل للقبض عليه فلم يجدوه ولكن والده أخبرهم بأنه في الأرض الزراعية يقوم بالسقاية. قاموا بتفتيش المنزل فلم يجدوا المناشير، ركبوا السيارة وذهبوا الى حيث كان الرفيق كامل يسقي وقبضوا عليه. كانت ثيابه موحلة فطلب منهم المرور الى المنزل لتبديلها، في المنزل غير ثيابه وطلب الدخول الى المرحاض وخوفاً من ان يهرب سمحوا له بشرط ان يبقي باب المرحاض مفتوحاً. بعدها سيق الى سجن حماة ومن ثم الى سجن حمص حيث التقى هناك بالرفيق زكي. في اليوم الثاني قبض على الرفيق إبراهيم إبراهيم دون ان يعرف السبب. يقول الرفيق انه عند دخوله مخفر محردة كان المواطن عبدو العايد الاشتراكي متواجداً هناك وعندما راءه وقف ضاحكاً وقال: "جابوك يا شيحا" فيرد عليه هازئاً: "جابوك حني قفاك". ثم سيق الى حماة ومنها الى حمص وهناك أنكر في البداية كل ما نسب إليه عن المناشير لأنه لا يعرف عنها شيئاً.
ويسرد الرفيق إبراهيم سبب إنكاره أيضاً فيقول أنه بعد مقتل المالكي تقدم الرفيق محفوض جمعة لوظيفة فرفضوه لأنه قومي، فقال له الرفيق إبراهيم: تعال ننسحب من الحزب بشكل علني معاً وأتوقع أنهم سيوظفوك بعدها. فأعلنا انسحابهما في جريدة الصرخة، وعند صدور العدد قاما بشراء أغلب النسخ من الجريدة الموجودة في المكتبة حتى لا ينتشر الخبر في البلدة. فعلا بهذه الخطة توظف الرفيق محفوض جمعة.
يتابع الرفيق إبراهيم ما جرى معه بعد إنكاره. وضع في دائرة المخابرات وفي الباحة تعرف على شرطي وكان طيباً فنصحه بأن يعترف بكل شيء لأن رفقائه اعترفوا وإنكاره سيسيء له ولرفقائه. في هذه الاثناء يقترب منهما شخصان لم يتعرف عليهم في البداية بسبب تورم وجوههم واسمرارها الناتج عن الضرب والتعرض للشمس، ولما تحدث إليه عرف انه الرفيق كامل والثاني كان الرفيق زكي. طلب من الشرطي ان يسمح لهم بالتحدث لدقائق وعندما ابتعد قال له الرفيق كامل: "يجب ان تعترف بنفس القصة التي رويناها للمحقق وإلا سنعاقب جميعاً اذا اختلفت إفاداتنا وهي أن الرفيق زكي أوصل المناشير إليك وفي المساء أتيت أنا للمحل وطلبت مني أن اخذها لكني رفضت وطلبت منك إحراقها، هذا ما حدث أي ان المناشير تمّ إحراقها". تردد الرفيق إبراهيم في البداية ولكنهما أقنعاه بأنه إن لم تتطابق مروياتهم سيعاقب الثلاثة.
عند المحقق (بهزت عمار) روى الرفيق إبراهيم نفس الرواية، قرر وضعهم في السجن البولوني بزنزانات مفردة أبقاهم هناك ثلاثة أيام للضغط عليهم وتخويفهم علّهم يغيرون أقوالهم لكنهم بقوا متمسكين بها. فما كان من المحقق ان قرر نقلهم الى السجن المدني. وهناك تعرف عليهم أحد المساجين بأنهم قوميون فوجههم للذهاب الى ركن في المهجع يوجد فيه رفيق اسمه (علي التركاوي) كان له مكانة واحتراماً في السجن وعندما تعرف عليهم نظر الى الرفيقين كامل وزكي وشاهد آثار التعذيب تار وغضب وهدد بأنه سيتقدم بشكاية على كل من ضربهم فأصر عليه الرفقاء ان لا يثير هذا الامر. بقوا في السجن عشرة أيام خرجوا بعدها بريئين.
يقول الرفيق إبراهيم انه عند توقيفه أخذ والده الجريدة المنشور فيها خبر انسحابه من الحزب الى المواطن الاشتراكي جورج حريكي. قام هذا بإعلام الامن بأن المدعو إبراهيم ليس قوميا وأبرز لهم الجريدة، فأرسلوه الى حمص ليلتقي بالمحقق، وعند مقابلته إياه وإعلامه بالقصة قال لهم: "لكنه يعترف بأنه قومي فاذهبوا ولا تعودوا الى هنا حتى ينتهي التحقيق". خرج جورج حريكي غاضباً للفخ الذي وقع به.
*
خروج الرفيق عزيز جبيرة من السجن وسفره الى لبنان:
يخرج الرفيق عزيز جبيرة من السجن بقرار لنفيه الى الجزيرة، فيدخل الى الضابط المسؤول ويطلب منه الغاءه وهو جاهز لينفذ كل ما يطلبونه منه رأفة بأولاده الذين لا معيل لهم سواه، يقبل الضابط ولكن بشرط ان يبتعد عن النشاط الحزبي وان يراجع المخفر في البلدة ليثبت وجوده كل يوم صباحاً ومساءً. وافق على هذه الشروط وذهب الى البلدة ولكن تبين له ان تأمين العمل أصبح صعباً ومراقبة الامن له أصبح يضايقه ويحد من حركته لهذا قرر الهرب الى لبنان مع عائلته. وينفذ قراره ويهرب الى لبنان. ويصبح مطلوباً للأمن الشامي. تسلم هناك مسؤولية مدرب مديرية ومرافقا لعميد الدفاع في المركز.
تذكر لنا زوجته عن بعض الاحداث التي جرت معهم في لبنان فتقول: "أقمنا في البداية في قرية بعل محسن ثم انتقلنا الى بشمزين قضاء الكورة". اتخذ الحزب في تلك الفترة موقفاً متحالفاً مع الرئيس شمعون ضد الناصريين وجرت معارك كبيرة بينهم. شارك الرفيق في هذه المعارك وكان يتمركز على سطح البريد في بيروت مع أخاه بهجت والرفيق أحمد زاورجي من سلحب ومما يذكر عنه أنه في أحد الأيام وضع على حاجز للقوميين فتمر أثناءها قافلة بغال تقوم بتهريب الأسلحة أوقفهم الرفيق عزيز فعرضوا عليه مبلغاً كبيراً من المال ليسمح لهم بالمرور فيرفض رفضا قاطعاً عروضهم المغرية ويطلب منهم الركوع ورفع الايدي ويأخذ سلاحهم ثم يتصل بمركز الحزب يخبرهم بما جرى. تأتي دورية من الرفقاء ويصادرون الأسلحة ويعتقلون المهربين.
تقول زوجته عما عانته أنها بعد هروبهم أتت بالكتب والمجلات والأوراق الحزبية كلها وقامت بإحراقها، عندما أتوا لتفتيش المنزل وجدوا جريدة الزوابع لم تنتبه لوجودها فقال لها الجندي: "لو مسكناهم لزوبعناهم" وقاموا بالتحقيق معها وضايقوها كي تدلهم على مكان اختباء زوجها. يتدخل جارها طالبا منهم الكف عن مضايقتها فهي لا تعرف أين اتجه ولكي يمنعه الجندي من التدخل ويتهمه قائلاً: "سأتهمك بأنك قومي إن لم تبتعد وتكف عن التدخل فيما لا يعنيك" ثم طلب منه ان يساعد في تسفيرها خارج لبنان. أمنت أغراض المنزل عند أحد جيرانها وكان لها طفلتان واستغلت نبأ سقوط شمعون للهرب في غفلة من الجنود الذين انشغلوا بالحدث. حملت طفلتيها واتجهت الى الشام عن طريق طرابلس الدبوسية سيراً على الاقدام في الطريق كان أعداد المهجرين كبيراً فتعرفت على أشخاص من صافيتا ساعدوها في حمل الطفلتين ركبوا سيارة وأخذوها معهم الى صافيتا هناك طلبوا من السائق ايصالها الى حماة وأن يؤمن لها سيارة توصلها الى محردة شكرتهم على معروفهم. في حماة يقوم السائق بالبحث عن سيارة ذاهبة الى محردة ويجدها.
عند وصولها محردة لم تكن تعرف ان أهلها قد أخبروا بأنها قد توفيت لذلك ذهب من اخبر أهلها بوصولها سالمة، خرج والدها يلقاها والدموع تنهمر من عينيه. وتقول أنه بعد تسعة أشهر تصلها أخبار عن الرفيق عزيز بأنه حي وهو ما زال في لبنان.
هذا قليل من الذاكرة الحزبية للرفقاء اللذين ما زالوا على قيد الحياة وكثير منها ضاع نتيجة غياب أغلب الرفقاء عن الحياة ولكنها رغم هذا القليل فهي تعطينا رؤية واضحة عما مارسوه بإيمانهم النقي وثبات أغلبهم على قسمهم وعقيدتهم رغم كل هذا الضغط الحياتي الذي واجهوه والمحاصرة الاقتصادية فمارسوا البطولة المؤيدة بصحة العقيدة محققين قول الزعيم "مارسوا البطولة ولا تخافوا الموت بل خافوا الفشل".
*
رفقاء المديرية سنة 1951
- يوسف ضايع حاصود (أبو هيثم) مدير توفي في 23/03/2001
- كامل جمعة عوكان (أبو رامي) مذيع ومحصل توفي في 22/08/1982
- محفوض شحادة جمعة (أبو تمام) مدرب توفي في 01/01/2004
- إبراهيم يوسف دعبول توفي في 10/11/2005
- الياس سليمان هزيم (أبو سالم) ملتزم
- إبراهيم موسى إبراهيم (الشيحا) (أبو سمير) توفي في 12/07/2005
- اسعد حبيب سموع غير ملتزم
- نعمة سلوم عوكان (أبو سليمان) توفي في 24/05/2000
- توفيق شحادة جمعة (أبو رافد) توفي في 29/10/1990
- درغام يوسف صدير (أبو فادي) ملتزم
- حبيب عياد الشربين غير ملتزم
- إبراهيم شحود قليط غير ملتزم
- جميل اليان ندور متوف
- حكمت فتوح بيطار غير ملتزم
- الياس اسعد فلاحة توفي في سنة 2003
- عبده يوسف زحلوق (أبو غيث) ملتزم
- عزيز ناصر جبيرة (السلحوبي) انتمى سنة 1948 في مديرية سلحب، وكان
مديرها آنذاك الرفيق جميل جنيد ثم انتقل الى
محردة بعد ان تزوج من المواطنة عزيزة زحلوق.
توفي في 01/04/1997
- بهجت ناصر جبيرة (السلحوبي) مغترب في استراليا
- سطام سلوم عوش متوف.
- وصفي سطام ديوب (أبو ماهر) غير ملتزم
- إبراهيم عبدالله زحلوق غير ملتزم
- محفوض إبراهيم رزق غير ملتزم
- عزيز شيخ الشباب (كحلون) (أبو هيثم) توفي في 10/09/2001
- ميشيل إبراهيم سكاف توفي سنة 2004
- توفيق درغام جروج (سكاف) غير ملتزم
- إبراهيم سمعان الدرس متوف
- حنا بطرس ديوب (أبو راغب) غير ملتزم
- إبراهيم حبيب دو مط (أبو نزار) غير ملتزم
- رفيق فلسطيني اسمه ( عبدو الرؤوف) مجهول العنوان
- إبراهيم يوسف يعقوب توفي في سنة 1995
- جرجس الياس شحود (أبو الياس) توفي في 26/08/2003
وأحد عشر شبل، هم:
- حنا الشيحا
- داهود زحلوق
- أسامة البيطار
- إبراهيم الشيخ
- الياس جبيرة
- عزيز صدير
- الياس دعبول
- محفوض قاورما
- محفوض دعبول
- إبراهيم هزيم
- رياض بيطار
انتمى منهم للحزب سنة 1955 في الأول من آذار قبل مقتل المالكي بشهرين تقريباً، الرفيقين: عزيز الصدير، والياس جبيرة.
هوامش:
(1) بدري جريديني: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) عزيز جبيرة: ارجح انه من الرفقاء الذين غادروا الى ملبورن وفيها الرفقاء بهجت جبيرة، جورج جبيرة، لوي جبيرة وعرفت منهم الرفيقة حنان جبيرة التي اقترنت من الأمين محمود السحلي.
|