إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

معركة مشغرة وإستشهاد الرفيق الصدر عساف كرم

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-06-30

إقرأ ايضاً


ما ان وجه سعادة بيانه الشهير إلى الشعب في لبنان في 4 تموز 1949 شارحاً فيه لماذا أعلن الثورة القومية الإجتماعية الأولى ومحدداً مطالب النهضة السورية القومية الإجتماعية على المستوى اللبناني، حتى كانت تجري معركة في سرحمول حيث قتل فيها الضابط اللبناني النقيب توفيق شمعون، ويهاجم الرفقاء مخفر الدرك في الغبيري وسنترال الهاتف في المريجة فيسقط الدركي نسيب النسر قتيلاً، ويحتل الرفقاء في المتين مخفر البلدة فيها ويرفعوا فوقه علم الزوبعة.

أما في دمشق حيث تجمع فيها عدد جيد من الرفقاء، فقد توزعوا في منازل عدد من رفقاء العاصمة، حتى كان يوم الرابع من تموز فتوجهوا في سيارات كبيرة إلى منطقة قريبة من دير العشاير عند الحدود اللبنانية الشامية حيث خطب فيهم سعادة موضحاً لماذا قامت الثورة القومية الإجتماعية الأولى وماهو دورهم.

من هناك انطلق الرفقاء في فرقتين. الأولى يقودها الرفيق الصدر عساف كرم والأخرى يقودها الرفيق "الامير" زيد الأطرش .

في كتابه "على دروب النهضة"، يشرح الأمين نواف حردان كيف وصل إلى دمشق في أواخر حزيران 1949، وكان يتولى مسؤولية منفذ عام مرجعيون، ثم كيف تعرف على خطة التحرك العسكري في الإجتماع الذي ترأسه سعادة وحضره، الأمين نواف، والرفيقان عساف كرم وزيد الاطرش.

الخطة الموضوعة والتي راح يشرحها الرفيق عساف كانت تقضي بأن ينطلق الرفيق زيد الأطرش من الحدود الشامية على رأس فرقته لاحتلال قلعة راشيا الوادي، متابعاً نحو الجنوب فيلتقي الأمين نواف حردان في مكان ينتظره فيه ويتابعان إلى حاصبيا ومرجعيون ثم إلى صيدا، وبالوقت نفسه ينطلق الرفيق عساف كرم مع فرقته باتجاه مشغرة فيحتل مخفرها، ومنها إلى نيحا – الشوف ثم إلى قلب الجبل حيث يلتقي الرفيق جورج عبد المسيح.

وبالفعل كان الأمين نواف ورفقاء قد تجمعوا في منطقة "شميس القصر" فوق بلدة عين عطا، وكانت الإتصالات قد أجريت مع رفقاء جنود في ثكنة مرجعيون للعمل على إسقاطها من الداخل مع بدء الزحف نحو البلدة .

وبناء على ذلك فقد أصدر الزعيم أمراً بتعيين الأمين نواف حردان (الرفيق انذاك) نائباً في الميليشيا ليتسلم قيادة الرفقاء في مرجعيون رسمياً وهذا نصه:

الحزب السوري القومي الاجتماعي

أمر يومي

قلّد الرفيق نواف حردان رتبة نائب في الميليشيا وأسندت اليه قيادة القوميين الاجتماعيين في منطقة مرجعيون.

القائد الأعلى

التوقيع . انطون سعادة

فيما لم يتمكن الرفيق زيد الأطرش وفرقته من بلوغ راشيا الوادي، اذ كانت مؤامرة حسني الزعيم قد بدأت تفعل فعلها، ليس فقط بالسلاح الفاسد الذي تسلمه الرفقاء، انما بمعرفة قوى الدرك اللبناني لتحركات الرفقاء، فكمنوا لهم قرب بلدة ضهر الأحمر حيث نشبت معركة غير متكافئة عدداً وعدة، تراجع بعدها الرفيق زيد إلى الأراضي الشامية مدركاً أنه فقد عنصر المفاجأة التي كان يحتاج إليها، فيقع الرفقاء في أيادي الجيش الشامي يجردونهم من أسلحتهم ويسوقونهم إلى السجن، فقد تمكن الرفيق عساف كرم من بلوغ مشغرة ومهاجمة مخفرها، واحتلاله، إنما إلى حين، إذ راحت قوى الجيش تقترب، فانكفأ إلى السهل بين مشغرة وسحمر حيث حاصرته قوات الجيش اللبناني وحالت دون تمكنه من الانسحاب إلى أية منطقة أخرى .

هناك في السهل دارت معركة بين مجموعة قررت أن تصمد وتقاوم بعد أن أعطى الرفيق عساف كل رفيق حق الإنسحاب اذا تمكن من الإفلات من الطوق المضروب، قائلاً أنه قرر أن يبقى ويستشهد، وبين قوى الجيش المعزز بالمصفحات، والتي تطوّق قوة القوميين الاجتماعيين من مختلف الاتجاهات.

حول معركة مشغرة واسشتهاد الرفيق عساف كرم

نورد موجزاً لما جاء في كتاب المؤرخ أنطون بطرس، وملخصاً لما اورده الرفيق محمد أحمد الخشن من سحمر بتقرير له بتاريخ 22/3/2003 وكلاهما يضيئان على معركة مشغرة.

• المؤرخ انطوان بطرس :

- كانت خطة عساف كرم العسكرية تقضي باحتلال قلعة راشيا وحاصبيا ومشغرة، بواسطة ثلاث فرق قومية ثم الانتقال إلى الشوف والالتحام بفرقة رابعة تتحرك في المتن الجنوبي، وفي نفس الوقت تنطلق فرقة خامسة في البقاع بالاتفاق مع الدنادشة الذين طلب منهم اشغال الجيش في حين يتحرك القوميون من جهات صافيتا وطرطوس إلى عكار. وعندما تتم السيطرة على منطقة الغرب انطلاقاً من سرحمول تشكل على أثرها مراكز قيادة الثورة الأمامية بهدف عزل العاصمة بيروت ايذاناً بسقوطها، وتوكل قيادة هذه المنطقة إلى جورج عبد المسيح.

- كان الصدر عساف كرم نفسه على رأس قواته (وهي القوة الرئيسية في الخطة) مكلفاً بالاستيلاء على مشغرة، وزيد الأطرش على رأس الفريق الذي سيستولي على قلعة راشيا الوادي، وعجاج المهتار على رأس القوات المتوجهة الى حاصبيا .

وبعد ان يحتل كرم مشغرة ينطلق إلى نيحا فبيت الدين وعاليه ليلتقي بعبد المسيح قائد قوات الجبل. في حين يتوغل الأطرش في مرجعيون ويلتقي بقوات نواف حردان، قائد قوات الجنوب، فتتم السيطرة على المنطقة وتتوجه القوى القومية نحو صيدا.

يذكر الرفيق راتب الحراكي ان سعادة صافح المقاتلين على التوالي وصافح زيد الأطرش وهو يسأله إذا كان برداناً ثم "صافحني مبتسماً".

- هاجم عساف كرم على رأس قوة من ستين قومياً (40 في مصادر أخرى) مخفر درك مشغرة وبعد اشتباك دام حوالي الساعة وصلت تعزيزات من الجيش والمصفحات استطاعت ان تحاصر القوات القومية في الضفة الغربية لنهر الليطاني من جهة سحمر، وبعد عمليات ومطاردات استمرت ثلاث ساعات (في مصادر أخرى سبع). عندما علم الرفيق عساف كرم أنهم باتوا محاصرين أعطى الإذن بالانسحاب مشيراً إلى الطريق الذي يستطيعون الانسحاب منها. وقبل ان يتمكن احد من التحرك أصابت رصاصة الشهيد كرم وأردته قتيلاً. وقد تمكنت بقية الفرقة من الانسحاب فلجأت إلى أحد الجبال.

- تعرضت مجموعة زيد الأطرش التي كانت تنطلق بسيارة باص لاحتلال قلعة راشيا لكمين من الدرك على طريق راشيا- ضهر الاحمر وتبادلت وإياها النار زهاء أربعين دقيقة. هذا الاشتباك اجهض المحاولة إذ تمكنت قوات الدرك من رد القوات القومية التي انسحبت نحو الحدود السورية .

طلبت قيادة الدرك اللبنانية من زميلتها السورية توقيف القوة القومية فنصبت قوات الدرك السورية كميناً للسيارة وأوقف جميع ركابها بمن فيهم الأمير زيد.

- يقول منير الشعار (الأمين) ان الخطة كانت تقضي باحتلال راشيا عند الفجر، وأن الجنود السوريين اوقفوا الفرق القومية المتجهة إلى لبنان ساعات عديدة حتى طلوع الشمس وسمحوا لأخبار الهجوم بالوصول إلى الجيش اللبناني والدرك مما اضطر عساف كرم وزيد الأطرش لتبديل الخطة فتقرر أن يهاجم الأطرش بنصف قواته القلعة ويذهب كرم مع قواته إلى الليطاني كي يشغل الجيش ويخفف الضغط عن راشيا ولمعرفتهم بالهجوم تمكن الدرك من صد الهجوم عند مدخل راشيا مما أضطر زيد الأطرش إلى التراجع إلى الحدود السورية حيث اعتقل وجماعته وأودع سجن المزة .

• الرفيق محمد أحمد الخشن:

- وصل الشهيد عساف كرم إلى منطقة وادي مشق وبرفقته 36 مقاتلاً، واستقروّا في مغارة الضبع.

لأن المغارة قريبة من الطريق العام، ولأسباب أمنية انتقلوا في نفس الليلة إلى مطحنة على ضفة نهر الليطاني في خراج مجدل بلهيص.

- كلّف الرفيق أحمد مسعود الخشن الرفيقين زين قزويني ومحمد حسن كريم لمراقبة الطرق المؤدية إلى المطحنة.

- في اليوم الأول تم استطلاع مشغرة والطريق المؤدي إلى المخفر، وخطوط الهاتف، وقد رافق الرفيق أحمد مسعود الخشن، الصدر عساف كرم وثلاثة من مرافقيه، ثم عادوا إلى المطحنة.

- تقرر الانتقال إلى بستان يملكه الرفيق أحمد مسعود الخشن إلى جانب نهر الليطاني، في البستان مغارة كبيرة جرى التموضع فيها.

- كلف الرفيق أحمد مسعود الخشن الرفيقين رامز شعشوع وعلي قمر من سحمر لتأمين حراسة طريق وادي السلم وطريقاً ثانياً يشكل ممراً إلى مشغرة، ومواطنات لتأمين الطعام للرفقاء .

- الساعة 12 ليلاً توجهت القوة بقيادة الصدر عساف كرم إلى تلة تسمى "جبل النبي" ومنها يمكن للمرء أن يطل على مشغرة وعلى سحمر، ويكشف كل الطرق بين البلدتين.

- من "جبل النبي" انطلق الرفقاء في مجموعات إلى مشغرة فاحتلوا المخفر بعد قطع خطوط الهاتف، فلم يجدوا مقاومة. بقيت مجموعتان في المخفر ومركز الهاتف وعاد الرفقاء إلى "جبل النبي" بانتظار أن تصل الإمدادات التي كان ينتظرها الرفيق الصدر .

- وصلت قوة من الجيش اللبناني واشتبكت مع الرفقاء المتواجدين في المخفر، وفي مركز الهاتف . فاستسلموا لها.

- علم الجيش اللبناني أن الرفقاء الآخرين متواجدين في "جبل النبي".

- غادر الشهيد عساف كرم "الجبل" إلى منطقة الزعارير في سهل مشغرة بالقرب من وادي السلم .

- وصل الجيش اللبناني في ثلاث فرق وطوّق الرفقاء وطلب منهم بواسطة مكبرات الصوت الاستسلام.

- عندما علم الرفيق عساف أن المعركة باتت منتهية، أطلق من مسدسه رصاصة في رأسه، فيما استسلم الرفقاء .

- رفيقان تمكنا من الوصول إلى قليا، فوشى بهما مختارها، فتم اعتقالهما وهما الرفيقان الشهيدان لاحقاً، محمد الزغبي ومحمد الشلبي.






 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024