لم يكن اقل من شقيقه الرفيق جهاد التزاماً صادقاً بالحزب، الفارق انه لم يتول مسؤوليات مركزية.
عرفته منذ الستينات ودائما كان صريحاً، جريئاً، وملبياً اذ يكلّف بعمل حزبي.
روى لي كيف انه قطع آلاف الكيلومترات بسيارته الى الأردن والى مناطق في الشام وصولاً الى مدينة "منبج"(1) ليبلّغ الأمناء عن موعد لإنتخاب اول مجلس الأعلى بعد العفو الذي صدر في شباط 1969.
في سنوات الحرب اللبنانية لم ينكفئ. نشط في بيروت وفي الغرب، تولى مسؤولية ناظر مالية، وكان منزله بيتاً للقوميين الاجتماعيين .
بنى عائلة قومية اجتماعية، كل من ابنائه، بعد ان نما شبلاً، انتمى، متحملاً المسؤوليات الحزبية، وابدع كل في حقل دراسته، فعمله. فادي، نايلة واياد .
في كل الظروف، كنتُ على تواصل مستمر معه، ودائماً على درجة متقدمة من أواصر المحبة. كنا نختلف في الآراء، انما كنت دائماً ارتاح الى صدقه وعمق ايمانه واخلاصه. لم تكن تستطيع الا ان تحبه، وان تجد فيه القومي الاجتماعي المتفاني.
شدتنا علاقة متينة به، بعقيلته المربية الناجحة والأم المثالية نور معقصه التي ترافقت سنوات طوال مع عقيلتي الأمينة اخلاص في المدرسة المعمدانية، والتي فيها احتلت "نور" مساحة شاسعة في التقدير والمحبة على صعيدي الإدارة والأساتذة، كما الطلاب الذين اجمعوا على الاعتراف بسويتها المناقبية، وتفانيها.
سمعت ذلك من الكثيرين ومن ابنتيّ "ايلينا وسمر" وقد علّمتهما لسنوات.
وكان بالتالي ان تنتقل أواصر المحبة الى الرفقاء فادي، نايلة واياد، وهي مستمرة.
وفاته :
بتاريخ 6 اذار 2010 وافت المنيه الرفيق شوقي قاسم عبد الخالق فنشرتُ خبر نعيه ضمن نشرة عمدة شؤون عبر الحدود بتاريخ 6/3/2010. قلت:
" كأن القدر يأبى الا ان يسرق منا يوماً بعد يوم رفقاء لنا، اعزاء، عرفوا الحزب نضالاً وثباتاً على الايمان. بالأمس القريب الأمين فارس ذبيان، واليوم الرفيق شوقي قاسم عبدالخالق الذي وافته المنية بعد صراع مرير مع الداء العضال .
اقترن الرفيق شوقي من المربية – القدوة نور معقّصة، ورزق منها الرفيق فادي، الرفيقة نايلة دريد سعد، والرفيق اياد.
شقيقاه الرفيق جهاد، والرفيقة سميرة عادل شجاع والمواطن غسان في المهجر.
عرف عن الرفيق شوقي ايمانه الوطيد بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية واستمراره بحمل لوائها في كل الظروف الهينة والصعبة، مواجهاً الصعوبات ومشاق طريق الصراع الطويل مما اهلّه لأن يمنحه حزبه وسام الواجب بتاريخ 12/02/2010.
ظهر يوم الاحد 7 اذار شيّعت بلدة مجدلبعنا ومنطقة الغرب، الرفيق شوقي قاسم عبدالخالق، بحضور كثيف من الرفقاء والمواطنين وأهالي مجدلبعنا والغرب، وبمشاركة من رفقاء المتن الأعلى وبيروت، وبحضور مركزي تمثل بحضرة رئيس المجلس الأعلى الأمين محمود عبدالخالق، عميد شؤون عبر الحدود لبيب ناصيف، ووكيل عميد الإذاعة الرفيق خالد القعسماني.
من الحضور عضو المجلس الاعلى الأمين فارس فياض، رئيس المجلس القومي الأمين حافظ الصايغ، عضو المحكمة الحزبية الأمين عارف فياض، الوزير اكرم شهيب، النائب فادي الأعور، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض، منفذ عام الغرب الأمين حسام العسراوي، منفذ عام بيروت الأمين بطرس سعادة، منفذ عام المتن الأعلى الرفيق سامي العنداري، وعدد كبير من الأمناء والرفقاء وأبناء مجدلبعنا، وقرى منطقة عاليه.
بعد ان رحب الرفيق علاء فريد عبدالخالق بالحضور، القى الرفيق باسم عبدالخالق كلمة مديرية مجدلبعنا، فحضرة وكيل عميد الإذاعة الرفيق خالد القعسماني كلمة مركز الحزب، وختاماً القى الرفيق فادي شوقي عبدالخالق كلمة العائلة وقد جاء فيها:
" باسم العائلة ارحب بكم، واشكر حضوركم معنا اليوم في وداع أب وصديق ورفيق .
شكراً لكم من حيثما اتيتم، فأحباء الوالد كُثر من كل اصقاع الوطن، وأصدقاءه من كل مراميه: من فلسطين وشامه، ومن شرق أردنه ولبنانه.
احباء أتوا لمشاركتنا هذا الوداع في رحاب هذه القرية الشامخة بتواضع، هذه القرية التي هي أيضا أعطت كل الوطن، وأسقت دماء شهدائها كل ترابه من سواحل بيروت وحتى قمم صنين .
في هذه القرية وأهلها الأحباء التي احببناها واحبها الوالد حتى العشق، مرحباً بكم.
بعضكم يتذكر الوالد ذاك الخلوق الخدوم، وبعضكم يتذكره ذلك الغاضب الثائر، بعضكم يعرفه ذلك الانسان صاحب القلب الخافق بلا هواده والنفس الراكضة بلا تعب، ونحن نعرفه كلّ ذلك واكثر .
فهو لنا، فوق كل ما فات، القدوة في كل شيء حتى في الدرب الذي اخترناه حياة ملؤها وقفات عز.
" قبل خمسين عاماً ونيّف، رفع الرفيق ابي يده زاوية قائمة، وأقسم بشرفه وحقيقته ومعتقده على قضية تساوي وجوده، وعلى ان يجعا هذه القضية ايماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته، وما اخلّ بقسمه، فكنا ثلاثةً مثله على نفس دروب النهضة سائرين .
قبل ان يحمل جثمان الرفيق الراحل على الاكف نحو مثواه الأخير، سلم وكيل عميد الإذاعة، وسام الواجب الذي كان منحه الحزب الى الرفيق شوقي، الى ابنه الرفيق فادي .
*
وفي ختام الكلمة التي أوردتها ضمن نشرة عمدة عبر الحدود بتاريخ 9 اذار 2010، عن التشييع المهيب الذي أقيم للرفيق الراحل شوقي عبدالخالق، قلت:
يرحل الرفيق شوقي عبدالخالق بعد فترة من رحيل ابن اخته الرفيق وسيم عادل شجاع، وبعد ان كانت العائلة ودعت الأمين - القدوة عادل شجاع، زوج الرفيقة سميرة عبدالخالق .
يبقى الرفيق شوقي عبدالخالق عبر أبنائه الرفقاء، فادي، نايلة، اياد، كما عبر حزبه الذي التزم به بصدق، وكان وفيّاً للقسم. امثاله باقون وإن غابوا بالجسد، ومستمرون مع رفقائهم مادام في الأمة حزب يناضل وأشبال يشبّون، ورفقاء يحملون المشعل ويتابعون السير الطويل الشاق .
*
وكانت مجلة البيدر قد أوردت في عددها تاريخ شباط 1969 عن وفاة قاسم حسين عبد الخالق "أبو شوقي"
"في الحادي والثلاثين من كانون الثاني 1968 فقدت بلدة "مجدلبعنا" العزيزة ابنها البار الطيب الذكر والاثر قاسم حسين عبد الخالق "أبو شوقي". وبسبب تراكم الثلوج في منطقة الجرد احتفل بمأتمه الساعة الواحدة بعد ظهر الاحد 18 شباط، وقد حضرته جماهير غفيرة من مختلف المناطق غصت بها ساحات مجدلبعنا وشوارعها ومنازلها.
فالى اسرة الفقيد العزيز وسائر آله وانسبائه تعزيات "البيدر" الحارة.
|