كنت سمعت عن الرفيق محمد سليم، مناضلاً ورفيقاً صادقاً في تعاطيه، ومتفانياً في عمله الحزبي، انما لم أتمكن من الحصول على معلومات تفيد سيرته الى ان وصلني من الرفيق الصديق رياض صعب(1) تلك المعلومات الموجزة التي انشرها، آملاً ان يصلنا المزيد من الرفقاء الذين عرفوا الرفيق محمد سليم في مسقط رأسه بلدة "العزونية" او في مكان اقامته "الشويفات" .
ل. ن.
*
ولد الرفيق الراحل محمد سليم سنة 1924 وانتقل إلى الشويفات مع والديه سنة 1931 ودرس في مدرسة الست إميليا ومن ثم مدرسة القسيس طانيوس سعد (اي ما يعرف ب مدرسة الشويفات الدولية اليوم.
عمل الرفيق محمد مقاولاً في اعمال ومشاريع بناء في "السعودية" في اوائل الخمسينات لعدة سنوات الى ان تمّ ترحيله بأمر ملكي بعد ان وشى عليه أحدا من يهود الداخل انه منتسب الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعندها انتقل الى لبنان ليعمل في مجال النقل البري الدولي.
الرفيق محمد سليم من مواليد 1924 انتمى الى الحزب في مديرية الشويفات بتاريخ 16/11/1939 حيث شارك بالمهام الحزبية ضمن العمل السري ضد الاحتلال الفرنسي آنذاك.
كلّف الرفيق محمد سليم عدة مرات بنقل منشورات الحزب الى الشام في الفترة ما بعد استشهاد الزعيم عبر وضعها في أماكن سرية داخل شاحنته.
شارك في عدة معارك كان له بها وقفات عز بطولية وخاصة في شملان عام 1958 بقيادة الأمين كامل أبو كامل، مدفوعاً بإيمانه الشديد بالقضية التي تبناها.
عرف عنه صلابته وشجاعته في العمل الحزبي حيث اعتقل من قبل السلطات اللبنانية اثر مشاركته في الثورة الانقلابية عام 1962، في بلدة كفرشيما واقتيد من حافلته التي تُركت في منتصف الطريق حيث مكث ما يقارب الشهر في الاعتقال.
شارك في معارك بشامون، عين عنوب وبسابا فترة الحرب الاهلية في لبنان..
تولى مسؤوليات عدة في منفذية الغرب ومنفذية الجرد الأعلى على مدار سنين، فكان أميناً ومسؤولاً حاسماً ساهراً على ما أوكل إليه.
جرى تكريمه ثلاث مرات، قلّد وسام الواجب تاريخ 18/11/2005، ثم وسام الثبات بتاريخ 13/11/2010،
كرّمته منفذية الغرب، كما مديرية الشويفات بـ16/11/2014 في احتفال مهيب في قاعة سيدات الشويفات، حضره اكثر من 250 رفيقا ومواطنا حيث قلد وسام القدوة في العطاء مع الرفيقة المرحومة اقبال صعب.
وهذا ما دوّنته في حينه عن الرفيق محمد سليم :
" لا يسعني الا ان ادوّن هذه الكلمات للتعبير عن أسفي الشديد لفقدان رفيقنا وحبيبنا وكبيرنا الرفيق محمد سعيد سليم. كما أتقدم من عائلته الكريمة باحر التعازي القلبية. سوف نفتقده جميعنا حيث كان من أحب الناس إلى قلبنا ومن بين اخلص القوميين إلى حزب سعادة.
الرفيق محمد كان قدوة في العطاء للحزب والمجتمع. اعرفه منذ كان عمري 8 سنوات، اي بعد وفاة والدي. بعد وفاة والدي عام 1955 كان من اقرب الناس إلينا، مثله مثل أقرباء الدم.
كان دعماً لي ولكل من والدتي وجدتي واخواتي مثل أقرب الأقرباء. الرفيق محمد كان شاهداً على انتمائي إلى حزب سعادة في اوائل عام 1968 ".
هوامش:
(1) رياض صعب: كنت عرفته في ستينات القرن الماضي، وبعد غياب سنوات عديدة كان فيها الرفيق صعب خارج الوطن، التقيتُ به لأجده كما فارقته في الستينات، ايماناً وثباتاً ونشاطاً ووعياً متقدماً للحزب، عقيدة ونظاماً ونهج حياة.
|