شهدت عائلة صايغ في بلدة شارون ومنطقة الجرد من الغرب – عالية حضوراً لافتاً في تاريخ النضال القومي الاجتماعي كنّا أشرنا إليه في عدد من النبذات، لعلّ أبرزها المحاضرة التي كنت ألقيتها في قاعة الرفيق الشهيد وجدي الصايغ في شارون(1)، ونشرتها منذ فترة.
من بين الرفقاء الكثر الذين عرفتهم من عائلة الصايغ، أذكر بتقدير الرفيق، الصادق، المخلص، المتفاني والمناضل، الرفيق إبراهيم ملحم الصايغ.
شارون، وغيرها الكثير من بلدات منطقة الغرب، تستحق أن يُكتب تاريخها، وتاريخ الرفقاء الشهداء والمناضلين منها. إلى هذا دعونا أكثر من مرة، ونُعيد: تاريخ الحزب، وفروعه، وشهدائه، ومناضليه هو ملك الحزب، بأجياله، فلا يصحّ أن يضيع.
عن الرفيق المناضل إبراهيم الصايغ هذا القليل، بانتظار أن يكتب عنه عارفوه من الرفقاء، فننشر ذلك.
تحت عنوان "القومي وأهالي شارون شيّعوا المناضل إبراهيم الصايغ في مأتم حزبي وشعبي مهيب"، قالت عمدة الإعلام في بيان لها بتاريخ 10/01/2018 ما يلي:
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة شارون ومنطقة جرد عالية المختار الأسبق الرفيق إبراهيم ملحم الصايغ (أبو نبيه) في مأتم حزبي وشعبي مهيب، حضره المندوب السياسي في جبل لبنان الجنوبي - منفذ عام الغرب وأعضاء هيئة المنفذية، ناموس عمدة الإعلام يوسف الصايغ، عضو المجلس القومي حافظ الصايغ، النائب السابق فيصل الصايغ، رئيس نادي الصفاء السابق عصام الصايغ، مختاراً بلدة شارون الشيخان يوسف الصايغ وأسعد البنا، الشيخ أكرم الصايغ وحشد من الفاعليات ورجال الدين، ووفود من أبناء بلدات الجرد وجمع من القوميين الاجتماعيين.
استهلّ التشييع بوضع إكليل من الزهر على جثمان الراحل بِاسم الحزب، كما أدّى القوميون الاجتماعيون تحية الوداع وقدّم الخطباء ناموس عمدة الإعلام يوسف الصايغ.
وألقى الرفيق سامي سري الدين كلمة رثاء عدّد فيها مزايا الرفيق وسيرته الحزبية الزاخرة بالعطاء، حيث جسّد إيمانه بالقضية القومية وشكّل قدوة لأبناء جيله الذين ساروا على دربه وآمنوا بفكر أنطون سعاده، فكان الراحل صاحب سجل حافل بالنضالات والتضحيات، فهو ابن بلدة شارون التي قدّمت الشهيد حسين البنا على أرض فلسطين، ولاحقاً قدّمت الاستشهادي وجدي الصايغ في جنوب لبنان وغيرهم من المناضلين القوميين الذين مارسوا فعل البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.
وختم سري الدين قائلاً: "ها نحن اليوم نودّع قامة من قامات الحزب العريقة، التي التزمت القضية القومية الاجتماعية وكرّست حياتها من أجل قضية تساوي الوجود".
وألقى سهيل الصايغ كلمة بِاسم والده علي عارف الصايغ وصديق الراحل أشار فيها الى أنّ (أبو نبيه) كان رجل المبادئ والأخلاق والقيم، تحلّى بالشجاعة والمروءة والكرم والكرامة، هو صاحب الأيادي البيضاء والكفوف السمحاء، كان يتكلم بالصدق ولا ينطق إلا بالحق، وكانت له مواقف الرجال، وجسّد في حياته الشجاعة والنضال، وشهدت له الساحات مواقف البطولة والعزة".
كما أشار الى أنّ الراحل تميّز بالمواقف الحكيمة والشجاعة في الأزمنة الصعبة، فإذا وعد وفى وإذا قال فعل...".
وألقى الشاعر فيصل الصايغ قصيدة رثاء نوّه فيها بمزايا الراحل ونضالاته في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، فهو ابن مدرسة الحياة التي تخرّج الأبطال والاستشهاديّين وأصحاب الفكر الوحدوي العاملين من أجل نهضة الأمة وفلاحها.
وألقى كلمة الحزب المندوب السياسي في جبل لبنان، وجاء فيها: "نقف اليوم في وداع قامة حزبية عُرفت بالنضال والتضحية، فكان الرفيق إبراهيم ملحم الصايغ مثالاً للقومي الاجتماعي المؤمن بمبادئ النهضة وبفكر أنطون سعاده، فهو كالشمعة التي يذوب جسدها من أجل أن تنير المجتمع فكراً ونضالاً وتضحيات تملأ صفحات التاريخ".
نودّع اليوم الرفيق إبراهيم جسداً لكنه خالد بيننا بتاريخه النضالي منذ عشرات السنين، حيث رفع يمناه زاوية قائمة من أجل حياة سورية، وجسّد وقفة العزّ على مر السنين من خلال مواقفه المشرّفة التي زادت الحزب فخراً وافتخاراً، ولعلّ هذا ما يخفف اليوم بعضاً من حزننا في يوم الوفاء لأصحاب التاريخ النضالي.
وتابع: "في وداع العظماء تعجز الكلمات عن وصف حجم الخسارة، لكن هذه الجموع تفي الراحل جزءاً من حقه وتلخص تاريخه النضالي، فالرفيق إبراهيم كان قدوة في النضال حيث تولى مسؤولية نقل القوميين الاجتماعيين الذين كانوا يصابون في المعارك إلى المشافي لتلقّي العلاج، وكانت حياته معرّضة للخطر أكثر من مرة، لكنه كان يواجه الموت بكلّ صلابة وعزيمة وإرادة قومية لا تلين، فهو المؤمن بقول سعاده "إنّ الحياة كلها وقفة عز فقط"، وقد جسّدها أكثر من مرة، مؤكداً أنّ أجسادنا قد تسقط أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود".
وأضاف: "إنّ بصمات الرفيق إبراهيم واضحة ولا تُمحى، فهو من مؤسّسي مستوصف شارون الخيري الذي يساهم في بلسمة جراح المرضى ضمن الإمكانيات، وهو صاحب محطات نضالية لا تُعدّ ولا تُحصى، فهو كان في مقدّمة المدافعين عن الوطن ووحدة المجتمع في وجه مشاريع الانعزال والكانتونات، وقد نال الرفيق الراحل وسامَي الثبات والواجب وهما من أعلى الأوسمة التي تُمنح من قِبل قيادة الحزب للقوميين الاجتماعيين الذين يؤكدون ثباتهم على درب النضال، واليوم نقف، عائلته الصغيرة وعائلته الكبيرة ممثلة بالحزب السوري القومي الاجتماعي، كي نقول إنّ "أمثال الرفيق إبراهيم هم كصخور هذا الجبل التي لا تنحني أمام العواصف ولا تستطيع الرياح أن تغيّر مكانها، لأنها ثابتة بفعل الإيمان بقضية تساوي الوجود.
وقبل الصلاة على الجثمان كانت كلمة لعضو المجلس القومي الأمين حافظ الصايغ، تناول فيها سيرة حياة الراحل منذ انتمائه إلى صفوف النهضة، حيث كرّس حياته في خدمة ما آمن به من مبادئ وعقيدة قومية اجتماعية شكّلت عنواناً رئيسياً في حياته وحياة عائلته التي أنشأها على مبادئ النهضة، ولفتَ الصايغ إلى أنّ هذا الجبل يحفظ للراحل مواقفه وبطولاته، فكان مثالاً للالتزام بقضية تساوي الوجود، فنال وسامَي الواجب والثبات اللذين يشكلان عربون وفاء وتقدير من قيادة الحزب للمناضلين الثابتين على مبادئهم والعاملين لنهضة الأمة وفلاحها.
وختم الصايغ شاكراً كلّ من شارك في تشييع ووداع الراحل الذي يغادرنا جسداً، لكنه باقٍ بيننا سيرة نضالية محفورة في وجدان وضمير كلّ من عرفه وأدرك قيمة إيمانه والتزامه بقضيته التي تساوي الوجود".
نبذة عن الرفيق الراحل
الرفيق الراحل إبراهيم ملحم الصايغ من مواليد بلدة شارون بتاريخ 1/1/1928، متأهّل وأسّس عائلة مؤمنة بفكر الحزب ومبادئه، وتضم نجله الرفيق نبيه وابنتيه الرفيقتَين جولييت وأمل.
انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي بتاريخ 1/1/1952 وتحمّل العديد من المسؤوليات الحزبية حيث عُيّن ناظراً للعمل، ولاحقاً عُيّن ناظراً للتدريب وهو حائز على تنويه عميد الدفاع.
كذلك تولّى مسؤولية مدير مديرية الشهيد حسين البنا – شارون التابعة لمنفذية الغرب، وكان مسؤولاً خلال فترة الحرب عن نقل الجرحى القوميين إلى المشافي، وتعرّضت حياته للخطر أكثر من مرة.
والرفيق الراحل حائز على وسام الواجب الذي يُمنَح من قِبل رئاسة الحزب بتاريخ 26/07/1996، كما تمّ منحه وسام الثبات من قِبل رئاسة الحزب بتاريخ 13/11/2010.
وكان الرفيق إبراهيم الصايغ مختاراً لبلدة شارون في الفترة بين عامَي 1998 و2002، وكان مثالاً للقومي الاجتماعي في تعامله مع أبناء البلدة، مما ساهم في تعزيز صورة ووضع الحزب في بلدة شارون.
|