إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المزيد عن الرفيق الدكتور رجا مزهر

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-08-25

إقرأ ايضاً


بتاريخ 06/12/2016 عممت نبذة عن الرفيق الدكتور في الاقتصاد رجا مزهر.

منذ أيام وفيما كنتُ اراجع ملفات الحزب، أطلعت مجدداً على ما كان نشرهُ الرفيق مزهر في عدد آب 1973 من مجلة الرابطة(1)، أُعممه بالنص الحرفي كما جاء في المجلة المذكورة.

الفكر المُمارس:

الدكتور رجا مزهر، من انطلياس، المتن- لبنان، خريج جامعة مشيغن في الولايات المتحدة في الاقتصاد العلمي عام 1971، خريج جامعة بورتلاند(2) عام 1973، مُجاز في الاقتصاد العلمي، استاذ مساعد حالياً في جامعة نيويورك في الاقتصاد الدولي، مر في "ساو باولو" الشهر الماضي مروراً سريعاً لتفقد أصدقائه الكثيرين والمعجبين بعلمهِ وثقافتهِ الواسعة.. وكان إن زار "الرّابطة" وكتبَ لها المقال التالي:

" ما قيمة الفكر إن لم يفعل؟ وإن فعل فما هو عطاؤه؟ كثيرون هم المشعوذون في بلادنا، حتّى أنّ كل مواطن في بلادنا مُفكر، هناك الفكر البنّاء، وهناك الفكر الهدام، وهناك الفكر الغير مُكترث، الفكر البنّاء يصعب تحديده، وكذلك يصعب تحديد أي فكر، فنرى أن لا تحديد للفكر، يصبح فكرنا متعلقاً، وهذا هو الفكر المُمخرق الذي يسير دون هدى أو إدراك.

مما لا شك فيه أن كل فكر مهما كانت مرتبته، سواء علت أو انحطت، أو تجمدت بتوازن كاستقرار المستنقع، فإن لهذا الفكر هدف، ولكن ليس كل هدف بنّاء، فهناك الأهداف الغير أخلاقية وهناك الأفكار المناقبية، هناك الأفكار التي لا تفعل وبعضها يفعل سلبياً.

بعد هذا السرد القصير، يلاحظ المتبصر للأمور أن هناك درجات مختلفة من الفكر، ويلاحظ أيضاً أن الفكر الّي يسير من دون هدف هو عاطل، لأنهُ كالكرة التي تسير دون محور فتتحطم إلى قطع صغيرة، وحتى الفكر الهادف ليسَ شرطاً أساسياً ليكون فكراً فاعلاً بنّاء.. حتى كلمة بنّاء يصعبُ تحديدها.

أيّها القارئ العزيز.. ليس هدفي تعقيد الأمور عليك، وليس هدفي إرهاق نفسي، ولكن الهدف كل الهدف هو محاولة الوصول إلى تحديد للألفاظ التي نطلقها كل يوم. البعض يؤمن بفكرة والبعض الآخر يؤمن بفكرة أخرى، وحتى بعضنا الذين يؤمنون بنفس الفكرة يختلف إيمانهم، حيال هذا تجدنا أمام فهم يختلف لفكرة واحدة، وهذا الفهم بدوره يجعلنا ننتج أفكاراً مختلفة حول فكرة واحدة، هل هذا اختراع أم هو بدعة؟ نحن نظن ولنا ملء الحق في أن نظن، إنَّ هذا الاستنتاج هو حصيلة فهم غير كامل للفكرة، الذي ينقصنا نحن المفكرين هو التحديد، وكلنا يعلم أن في عالم الأدب والفن والاجتماع لا تحديد، ولكن في عالم العلم، مقاييس ومصطلحات متفق عليها.

الذي حصل عندنا نحن رجال الفكر، هو فكر اجتماعي وفكر علمي، وبعضنا حصل على فهم علمي اجتماعي ازدواجي، ولكن الذي لم يحصل لنا هو الفهم العلمي الاجتماعي والاجتماعي العلمي، الإنسان خلق المصطلحات وليس هي المصطلحات التي خلقت الإنسان، الإنسان أوجد المقاييس والتحديدات لا لتحد فكرة، بل لتكون مدماك الانطلاق نحو الاتجاه الأعظم.

الفكر حتى يكون فكراً، عليه أن يطلب الفهم الكامل، والكمال يكون في شتى حقول الحياة، حيث يتخذ الفكر شكله الايجابي من متحده الاجتماعي الأصغر، إلى المتحد الانساني الأشمل - المجتمع إلى المتحد الأعظم، وهو درجة من الإنسانية لم نصل إليها بعد.

الفكر حتى يكون فكراً.. هو ذلك الفكر الذي وجد لخدمة الإنسان وليس لخدمة إنسان، الفكر حتى يكون فكراً، هو ذلك الفهم الذي يطلب الكمال ويبني على قاعدة، إنه فكر الوجود الفاعل وليس فكر الموجود، إنه فكر الأساس وليس فكر النتيجة، إنه الفكر الذي ينتصر في المواجهات الزمانية والمكانية للمجتمع الإنساني.

والفكر حتى يكون فكراً.. هو هذه الممارسة الإنسانية الهادفة بشمولها والمناقبية برؤاها، إنّهُ ذلك الفكر المُمارس العملي الذي يطلب الحياة.

*

الرفيق الدكتور رجا مزهر

في النصف الثاني من الستينات وكنت توليت مسؤوليّة رئيس مكتب الطلبة، اعتمدنا فصل العمل الحزبي مع الطلبة في الجامعات والمعاهد والثانويات، عن العمل الحزبي مع الرفقاء غير الطلبة في البلدات والقرى، اذكر أنه تعين الرفيق سعيد عطايا (من ظهور الشوير ومقيم حالياً فيها)، مسؤولاً عن العمل الطلابي في المنطقة العليا من المتن الشمالي، فيما تولى الرفيق سمير ضومط مسؤولية العمل في المنطقة الساحلية.

كان الرفيق سعيد يُطلعني على متابعته للطلبة في برمانا (وغيرها), علمتُ منهُ ذات يوم أن الطالب رجا مزهر، الذكي والكفوء يتابع حضور الحلقات الإذاعية، إلى أن انتمى، بعد تخرجه بامتياز، غادر الرفيق رجا إلى ولاية أوريغون، فتابعته في أوائل السبعينات بعد أن كنت توليتُ مسؤوليّة رئيس مكتب عبر الحدود، وكان غادر إلى الولاية المذكورة الرفيق فريد نبتي، الذي كان نشط جيداً في الجامعة الإمريكية، والرفيق ريمون الجمل الذي كنت عرفته في العام 1965، طالباً في الجامعة الاميركية، في انقرة، إلى جانب الرفيق سبع شعيب(1)، والرفيق اسكندر نصّار(2).

ومرّت الأيام إلى أن التقيتُ بهِ في سان باولو، كان الرفقاء فيها قد نظّموا حفلة وداعية لي ولعقيلتي الرفيقة اخلاص نواف حردان قبل مغادرتي البرازيل والعودة إلى الوطن عام 1977.

فور دخولي إلى القاعة، التقيتُ الرفيق جوزيف صروف(3)، فتعانقنا، وإذ التفتَ الى الرفيق الذي يقف إلى جانبه فوجئت به: الرفيق رجا مزهر، بادرته مرحباً، شو عم تعمل هون؟

كان وصل قبل أيام لتسلّم مركز أساسي في بنك برازيلي معروف Itau الذي تولى رئاسة فرعه في مدينة نيويورك، بعد أن كان حاز على شهادة دكتوراة في علم الاقتصاد وانطلق يرتفع في ميدان العمل المصرفي. في زيارتي الثانيّة 1984 التقيت الرفيق رجا مراراً، أطلعني على العشرات من المنازل والشقق التي كان قد اشتراها، وعلى منزله في منطقة فخمة، وزرت معه المزرعة التي امتلكها في ضواحي ساو باولو، عندما عدت إلى الوطن وكان الرفيق رجا عاد نهائياً، التقينا، كان رمّم منزل العائلة في انطلياس وأسس شركة إستيراد وتصدير(4)، وأقام علاقات جيدة مع الجامعة اللُّبنانية الثقافية طامحاً لأن يصل إلى رئاستها، زرته في منزلهِ، ودائماً كان الود والاحترام سائداً.

ذات يوم أسود كان الرفيق رجا متوجهاً إلى مدينة "تدمر" عندما حصل له حادث مروع، فقضى فوراً.

كان تعيّن قنصلاً فخرياً لدولة هايتي(5)، وطامحاً إلى أن يحتل مركزاً في الدولة، أو في الجامعة اللبنانيّة الثقافية في العالم.

الدكتور رجا مزهر لا يبرح ذاكرتي، كلما مررت إلى جانب منزلهِ في أنطلياس، استعيد ذكرياتي معه منذ كان طالباً في برمانا، واستذكر جميع الرفقاء الذين عرفوه على مدى تلك المراحل.

*

جاء في خبر نعيهِ بتاريخ 13/05/2000

الاسم الكامل: رجا فؤاد مزهر

زوجته: حياة جرجس مزهر

ولداه: فؤاد وأماندا

شقيقاته:

حياة أرملة مايك تيرلي

امال زوجة ادغار بارودي

ناهية بدروزو

خاله: الشيخ ألفرد سليم مزهر

*

هوامش:

(1) سبع شعيب: من بلدة بمكين (عالية) نشط منذ كان طالباً في الجامعة الاميركية في أنقره، تولا مسؤولية ناظر اذاعة

منفذية الغرب، أسس مطعم "العناب" في منطقة بمكين _ سوق الغرب.

(2) اسكندر نصار: من أميون، مضت سنوات إلى ان تعرفت إلى شقيقته المتأهلة من الدكتور غسان صباغ ويقطنان في

البناية التي يشغلها مركز الحزب في منطقة فردان.

(3) جوزيف صروف: من حمص، تولى مسؤوليات في منفذية البرازيل منها مسؤوليتي ناظر مالية وخازن.

(4) أوكلَ مُهمة ضبط وجمع المبالغ الماليّة من ربع عشرات المنازل والشّقق إلى الرّفيق طوني كفوري، من بولونيا (المتن الشّمالي)،, كان

تولى مرارًا مسؤوليّة مدرب مديريّة سان باولو.

(5) هايتي: كان للحزب مفوضية فيها تولاها لسنوات طوال الرفيق منير ريس من بلدة "بملكه" المجاورة لمدينة طرطوس.






 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024