كنا بتاريخ سابق عممنا عن رفيقات تميّزن كل في مجالها.
نعيد تعميم النبذات عنهن.
*
الدكتورة الرفيقة سلوى نصار
كثيرون من اساتذة الجامعات وطلاب الجامعتين الاميركية والLAU سمعوا بالدكتورة سلوى نصار وتوقفوا باعجاب امام تميزها العلمي، والاكاديمي، واكبروا فيها ذكاءها الحاد وعبقريتها واصرارها المستمر على العمل المعطاء في المجالات العلمية، مما جعلها تتبوأ اعلى المراتب العلمية وتحتل موقعاً متقدماً جداً في كل مكان علمي تواجدت فيه.
الدكتورة سلوى نصار اسم لمع كثيراً منذ ان كانت الطالبة الوحيدة في خريف عام 1933 التي دخلت الجامعة الاميركية، ثم عندما غادرت الى الولايات المتحدة ونيل شهادة الدكتوراة في الفيزياء، ثم في مشوارها العلمي الطويل في الولايات المتحدة، وفي لبنان.
انما لا احد، نرجّح، يعرف ان الدكتورة المنصرفة الى علم الذرة والى الدروس الاكاديمية العليا، عرفت سعادة وانتمت سراً الى الحزب .
هذا ما يكشفه الامين جبران جريج في الجزء الرابع من "مع انطون سعادة"، إذ بعد ان يعرض في اكثر من مكان عن لقاءات سعادة مع الدكتورة سلوى، التي كانت تقطن في جوار منزل الامين جبران جريج في منطقة قريطم، يقول: " صادف مجيئه الى بيتي في احدى الامسيات وكانت ابنة شقيقتي تحيي مع بعض صديقاتها سهرة موسيقية خاصة تنبعث من اسطوانات تعمل على آلة بيك-اب.
" كن في هرج ومرج والبعض منهن يرقصن. عند دخول الزعيم أوقفن الموسيقى والرقص احتراماً لكن الزعيم، بالمقابل، توجه الى البيك – اب وادار الابرة فانطلقت الانغام مجدداً وتوجه الى ابنة شقيقتي يراقصها ويراقص سواها. غمر الفتيات جو من الانشراح والمرح وعادت السهرة الى بهجتها وقد زالت من نفوسهن رهبة الموقف الذي كاد يعطل عليهن السهرة .
" دخلنا الى غرفة الطعام واطلعني على الغاية من مجيئه ثم انصرفنا معاً لزيارة الدكتورة العالمة الذرية سلوى نصار، للبحث في بعض الامور العلمية والشؤون الاجتماعية التي كان يعالجها ويريد الوقوف على رأيها .
" ان الرفيقة الدكتورة سلوى نصار من العالمات بكل معنى الكلمة" قال لي، وعند ابداء دهشتي وسروري للخبر اجاب: "نعم، بسرية تامة".
عند خروجه من البيت، رافقتنا والدتي الى الباب الخارجي وهي تشدد على بقائه فرأى مجاملتها و قال لها: "ان شاء الله، فرحة جبران" فأجابته: "ان شاء الله، فرحة النصر، تلك فرحتنا الكبيرة" علّق على جوابها "ان شاء الله، بالنصر. ولكن فرحة النصر لا تمنع الفرحة بالرفيق جبران" ومنذ ذلك الحين درجت عبارة "بالنصر" .
وان كانت الدكتورة سلوى نصار قد اختارت العضوية السرية في الحزب، الا ان شقيقتها الرفيقة مرسيل نصار فارس(1) كانت ناشطة حزبياً، وما زلت اذكر عندما زرتها في منزلها في ضهور الشوير كيف راحت تدلني على الامكنة التي كان يلجأ اليها سعادة، وتتكلم في الحزب كأنها، التسعينية، انتمت البارحة.
*
لعل اكثر ما يضيء على حياة الدكتورة سلوى نصار الكتاب الذي اصدرته صديقتها الدكتورة نجلا العقراوي، وهو مرجع هام يصح العودة إليه للاطلاع على ما تميزت به الرفيقة الدكتورة سلوى في ميادين شتى.
وعنها اصدر فرع تجمع النهضة النسائية في ضهور الشوير عام 2000(2)، كتيباً يحتوي على مقالات تتناول جوانب عديدة من شخصية العالمة الدكتورة سلوى، حررها كل من الامينة نضال الاشقر، الدكتورة نجلا عقراوي، عميد كلية الاداب والعلوم في الجامعة الاميركية خليل بيطار، الاديبة روز غريب، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية رياض نصار، الاديبة اميلي نصرالله، الاستاذ نزيه زيدان (الجامعة الاميركية) السيدة انيسة فؤاد نجار، واحد تلامذتها عادل خنيصر .
ومن الكتيب المذكور نورد بالنص الحرفي ما جاء تحت عنوان: "السيرة، ملامح ومراحل".
" ولدت سلوى نصّار في الشوير في الخامس من كانون الثاني 1913. والدها شكري نصّار ووالدتها فكتوريا. انجبت امّها من زواجها الاول (ادمون وادما) ومن زواجها الثاني بشكري نصّار اربع بنات هنّ (سلوى وأيفون وايلان ومارسيل).
تلقت علومها الابتدائية في الشوير منذ سنتها السادسة حين كانت تتأبط كتبها وقطعة من الخشب للتدفئة. ثم انتقلت الى مدرسة الشوير العالية في عين القسيس وكان مديرها المعلم فارس بدر. بعد تخرّجها سنة 1930 تحدّت سلوى التقاليد والصعوبات المادية فالتحقت بمدرسة برمانا العالية التابعة لجمعية الاصدقاء البريطانية.
وفي كل هذه المراحل كانت الاولى في صفها وتميّزت بمادتي الرياضيات والفيزياء.
اكملت بعدها دراستها العالية في الجونيور كولدج(3) عام 1931. وقد كان لوالدها شكري نصّار الفضل الكبير في تشجيعها لنيل الشهادات العليا لما لاقى عند ابنته من نبوغ وشوق لنهل العلم وغرف المعارف من منابعها.
لم تكن هذه الفتاة بارعة في الرياضيات والفيزياء فحسب بل تفوقت ايضاً في العلوم الانسانية وفي التمثيل .
في خريف 1933 كانت سلوى الطالبة الوحيدة التي دخلت الجامعة الاميركية حين تبرّعت بعض معلماتها مع صديقة عزيزة لهنّ في نيويورك بمساعدتها لاكمال دراستها الجامعية.
اثنان من اساتذتها كان لهما التأثير المباشر على تفكيرها ونمو شخصيتها: منصور جرداق المواطن الشويري واستاذ الرياضيات وكان يدعوها ابنتي العزيزة سلوى، وايفان روبنسكي الذي ادخل فرع الهندسة الى البرنامج التعليمي في الجامعة الاميركية. وهو الذي شجعها على الذهاب الى كمبردج لاكمال علمها في الرياضيات. تخرّجت من الجامعة الاميركية سنة 1935 بدرجة بكالوريوس علوم بامتياز .
عملت بعدها كمدرّسة للرياضيات في بير زيت في فلسطين حتى سنة 1938 ثم في ثانوية الموصل الرسمية للبنات في العراق، لتجمع بعض الاموال لتكمل دراستها .
سنة 1939 التحقت سلوى بكلية سميث للبنات في ولاية ماساتشوسيتس في اميركا، ثم سنة 1940 في جامعة كاليفورنيا في بركلي حيث حصلت على شهادة دكتوراه في الفيزياء. بعدها علَمت في الجامعتين مداورة.
عادت الى لبنان عام 1945 والتحقت بالهيئة التعليمية في الجونيور كولدج لتدريس الرياضيات والعلوم، وقد ادخلت الفيزياء الى المنهج الاكاديمي في السنة التالية .
تلقت دعوة عام 1949 من جامعة آن آربور – ولاية ميتشيغين للالتحاق بالهيئة التعليمية في دائرة الفيزياء كاستاذ زائر وكان مشروعها الخاص للعام 1949-1950 انشاء غرفة معدّة لدراسة الاشعاع والجزئيات لدائرة الفيزياء .
دخلت سنة 1950 الى الهيئة التعليمية في دائرة الفيزياء في الجامعة الاميركية في بيروت حيث بقيت حتى سنة 1965 وقد شغلت خلال هذه المرحلة من حياتها منصب استاذ ورئيس دائرة الفيزياء على التوالي وكانت اول سيّدة يعهد اليها بمركز استاذ دائم ورئاسة دائرة في الجامعة المذكورة .
وكانت هذه المرحلة من حياتها حافلة بالنشاطات الاكاديمية والإدارية في مجال البحث العلمي الصرف والنشر والمحاضرات والاشتراك في مؤتمرات علمية دولية داخل البلاد العربية وخارجها، والاهتمام بالشؤون التربوية اللبنانية في وزارة التربية وخارجها .
انتخبت عام 1965 رئيسة لكلية بيروت للبنات، فكانت أول سيدة لبنانية تتولى هذا المنصب ورابع رئيسة للكلية. في هذه الأثناء، كانت تعاني من مرض عضال. فذهبت عام 1966 إلى لندن للعلاج. عادت إلى بيروت في 17 كانون الثاني ووافتها المنية في 17 شباط 1967 وقد رقدت في مثواها الأخير، في الشوير التي أحبَت.
شخصيتها: كانت سلوى بسيطة الهندام، هادئة، متواضعة، قليلة الكلام، لا تسرف بشيء، توفر طاقاتها لأمر ذي بال وتتطلع إلى المستقبل بعينين حالمتين، وبكثير من الطمأنينة والعزم والثقة. شغلتها هموم الدول العربية، واهتمت للقضايا الوطنية. وكانت تهوى جمع الطوابع. وقد انتمت للعديد من الجمعيات العلمية. وتركت بعض المنشورات وألابحاث.
هوامش:
1. مارسيل نصار فارس: توفيت لاحقا. وكلما مررت امام منزلها في ضهور الشوير اتذكرها بلوعة .
2. كان فرع تجمع النهضة النسائية في ضهور الشوير برئاسة المواطنة ريما ابي خير وقد عمدت الى تنظيم ندوات فإصدار كتيّبات عن اربعة مميزين من ابناء الشوير، كان من بينهم الدكتور خليل سعادة والدكتورة سلوى نصّار.
3. هذا كان اسمها قبل ان تنتقل الى كلية بيروت للبنات فالكلية اللبنانية الاميركية حالياً LAU.
***
الرفيقة الشاعرة حنينه ضاهر
وفاءً لذكراها، قومية اجتماعية مناضلة وشاعرة مميّزة، نورد الكلمة القيمة التي اوردتها السيدة الاديبة راغدة جابر، تحية وفاء لصديقتها الشاعرة الراحلة حنينه ضاهر، وقد جاءت في الصفحات الاولى من ديوان الشاعرة. كان للسيدة جابر القسط الوافر، مع اوفياء آخرين، في العمل الجاد على جمع قصائد الشاعرة حنينه ضاهر، واصدارها في ديوان، انما لم يصدر، مع الاسف، الا بعد رحيلها، ليبقى، بكل ما تضمنه من مقدمة وكلمات وقصائد، ذكرى خالدة لشاعرة مميزة.
" اجمل ما يختبره الانسان في حياته، هو الشعور بالتكامل مع ما يؤمن به، في عمل يؤدّيه فيشعر بنشوة الانجاز، او في واجب يقوم به فيشعر بمتعة الوجود الحقيقي، او في عطاء بغير حدود الى مدى غير منظور، يدنيه من الخالق العظيم. هذا الشعور بالتكامل هو الشرط لتحقيق المثل العليا، لحياة كريمة مشرّفة، وهو الهدف الاسمى، لاجله تذلّل الصعاب، وتصغر عظائم الامور.
قد نعجز أحياناً عن تفسير هذا الشعور، لكننا نجد في المقابل من ينوب عنا في تجسيده والمجاهرة به. فذروة التفاعل الفكري في الحالة المجتمعية الراقية هي وجود المبدع، الذي يَصهر شعور الجماعة، وتوقهم الى الحق، والخير، والجمال، فيمسي لسان حالهم، محاكياً اعماق كل واحد منهم، سواء أكان عالماً ام اديباً، رساماً ام نحاتاً، فيلسوفاً ام شاعراً...
من هنا، لا بد لنا من وقفة تأمل وتمتمة صلاة لروح شاعرتنا الكبيرة حنينه ضاهر، مع تحية شكر لها على هذا الارث الشعري، المعجون بالصدق، والاخلاق، والقيم، والمبادئ التي تربيت عليها، ونهلت من ينبوعها. فمع كلّ قصيدة، تهتزّ في احاسيس عز، لو قدّر لها النطق، لصرخت: "ها انا ذا !".
فشكراً للقدر الذي جمعني بحنينه ضاهر وجعلني، بشعور البنوَّة، اهتمّ بها، وأنشغلُ بانتاجها خوفاً عليه من الضياع.
وشكراً لكل المخلصين الذين ساهموا في تحقيق هذا العمل.
شكراً لهم جميعاً لمنحي الشعور مجدداً بسعادة الوفاء وفرح العطاء اللذين حُرمتُ منهما تجاه والدي (رامز حسن جابر)، الذي ما زال يسكنني بروحه الطيبة الطاهرة... فالحرب البشعة سرقته منا جسداً ونصوصاً، ونيرانها القذرة التهمت كل شيء حتى آخر ورقة من اوراقه المدوّنة... لكنه ترك لنا في الذاكرة احاسيس واسماء، ما كنت ادرك كُنْه تعلقه بها، الا بعد ان قرأت شعر حنينه ضاهر بعمق، واذ بقصائدها تغمرني بدفء وحنين، وتعيدني الى زمن الطفولة البريئة الحالمة، وصداها يردّد صدى فكر والدي وايمانه وشعره، وهو يلقي ابياته الجميلة في هدأة تموزية، على شرفة دارتنا الحلوة (في مطيّر عبيه- البنّيه). ما اروع تلك الذكريات، وما اسعد تلك الايام، استعيدها اليوم بشغف مع شعر حنينه ضاهر ونثرها... فتعود رحلة عمري بأدق تفاصيلها، لاصبح مدينة لها بالكثير...
من هنا كان لا بدّ لي من توجيه التحية:
وفاءً لوالدي ولما تربّيت عليه، ولما آمنت به حنينه ضاهر من فكر قومي اجتماعي، خطّه فتى آذار درباً لنهضة الوطن والامة، فكرّست له ذاتها، بموهبة فذّة، وعطاء لا محدود، وشاعرية مميّزة...
وفاء لما نذرت له حياتها من اجل رفع مستوى الشعر الشعبي، الى مراتب تليق به في مصاف الادب الرفيع. فإذا بنتاجها الشعري تعبير صادق عن النظرة الجديدة الى الفن والادب والشعر.
وفاء لشاعرية صافية تميّزت بالذكاء، وبالقدرة على الارتجال واجتذاب الناس ونيل اعجابهم، بوقفتها المنبرية الاخاذة، النابعة من العقيدة التي ملأت وجدانها حتى اللحظة الاخيرة... وهذا ما بدا من خلال علاقاتها الاجتماعية التي تميّزت بالعطاء، والمحبة، والوعي، والادراك، والنبل، والصدق، والتعفّف، والكِبَر. ويطالعك في صدر بيتها هذان المأثوران:
ربِّ، لا تحينـي الـى زمـنٍ
أكـون فيـه عبئاً على احـدِ
خـذ بيدي، قبل ان اقول لمن
أراه، عند القيام: " خذ بيدي "...
حنينه ضاهر بَنَتْ عمرها على كِبَر، فكانت بحقٍ كبيرةً! لم تسأل احداً، ولم تطلب من احد...
لذا وجدتني امام هذه الشخصية المميزة، احسّ بالمسؤولية والامانة وانا اقف امام ارثها الكبير، وبمبادرة شخصية مني وممن ساهم معي في تنفيذها، اردناها تحية وفاء ومحبة لـ "حنينه ضاهر"، رغبة منا في ان يبقى حياً ما رضيت عنه مما توافر لدينا من نتاجها النثري والشعري... مع العلم اننا لم نتناول مراسلاتها ومساجلاتها الشعرية مع كبار الشعراء، لانه يلزمها مجلد خاص.
فشكراً لشاعرتنا التي موّنتنا بتخضرمها، بين زمن الاصالة وزمن التحديات الثقافية، بزاد نحن بحاجة اليه في رحلتنا الى غدٍ مشرق بالامل.
شكراً لـ "حنينه" على هذا العطاء الذي فيه من ماضينا دفئه، ومن حاضرنا ارتباطه الوثيق بالاصالة والابداع، ومن مستقبلنا تألقه بايماننا المطلق بالمبادئ والقيم.
واخيراً، اجدد شكري وتقديري ومحبتي لكل من ساهم واهتم وساعد، لكي يرى هذا النتاج النور، مع تحية خاصة للشاعرين الصديقين: الدكتور جورج زكي الحاج، والمربي الاستاذ انيس ابو رافع، اللذين اشرفا معي على اعمال التنقيح والاخراج. كما احيي الشاعر الصديق جوزيف ابي ضاهر على وفائه (لحنينه) ولاهتمامه بنتاجها وتشجيعي على اصداره في كتاب واحد، كما كنت ارغب. وهنا أشكر ايضاً الصديق الاستاذ نسيب عون لمدّه يد العون في تدقيق هذا الديوان بصيغته النهائية.
واني اذ آسف اشد الاسف، مع طلب السماح والاعتذار من روح شاعرتنا الكبيرة حنينه ضاهر للتأخّر القسري في اصدار هذا الاثر الادبي، الذي كان يجب اصداره خلال حياتها... ولكن ها نحن قد وفينا بالالتزام. وهذا بعض نتاجها يرى النور، ليذكّرنا بأنها لا تزال موجودة بطيفها وروحها وشعرها وابداعها، تخيّم علينا كسنديانة من سندياناتنا العتيقة الشامخة.
(1) رحلت الرفيقة حنينه ضاهر بتاريخ 7 كانون الاول 2008.
*
حـنـيـنـه ضـاهـر فـي سـطـور
1918 ولادة حنينه ضاهر في قرية "زحلتي" – قضاء جزين.
الوالد: الشاعر نعمة اللـه ضاهر.
الوالدة: علما فارس. كانت حنينه الثالثة بين اربع بنات وصبي واحد، هو الشاعر بديع ضاهر (الخوري ابراهيم ضاهر). تتلمذت على نفسها قراءة وكتابة.
1950 بداية نشر منظوماتها الشعرية في مجلة "الادب الشعبي"، ثم في مجلة "الشحرور" وبعدها في "صوت الجبل".
1952 اصدار مجموعتها الاولى "كوخ وقلم".
1954 تعرّفها بأمير الزجل اللبناني يومذاك الشاعر وليم صعب، الذي طلب منها التعاون في تحرير مجلته "البيدر"، واستمرّ هذا التعاون مثمراً حتى بداية الحرب في لبنان وتوقّف المجلة عن الصدور في العام 1975. وهذه المرحلة تعتبر ذهبية في حياة حنينه ضاهر الشعرية.
1955 انتسابها الى الحزب السوري القومي الاجتماعي حيث اقسمت اليمين في مكاتب مجلة "البيدر".
1956 اصدار مجموعتها الشعرية الثانية "ايمان"، التي على اثرها نالت شهادة في الادب العربي الشعبي من كلية اللغة العربية في "كراتشي" في العام 1971.
1966 سفرها الى البرازيل والارجنتين ممثلة مجلة "البيدر"، فأحيت امسيات شعرية وشاركت في ندوات واحتفالات.
1972 تحضير ديوان "زورق بلا شراع" الذي التهمته نيران الحرب اللبنانية في العام 1975.
1976 بداية نشر مقالاتها عن الزجل اللبناني في الصفحة الثقافية في جريدة "الانوار" اللبنانية، واستمرت حتى عام 1995. كما تعاملت مع اذاعة "صوت لبنان" في الثمانينات، من خلال برنامجين قدّمتهما وهما: "موعد مع الامس" و"الخوابي العتيقة". كما نشرت في بداية الثمانينات مقالات عدة عن الزجل اللبناني واعلامه في مجلة "الفصول اللبنانية."
1995 توقّفها عن اي نشاط ثقافي لتبدأ مرحلة جديدة عنوانها "العزلة".
ايار 1997 كرّمتها مجلة "صوت الشاعر" و"جمعية شبيبة عين عنوب الخيرية" في حفل شعبي وثقافي كبير، منحت بعده درع شرف تذكارية.
1998 اصيبت بنوبة قلبية ادخلتها المستشفى، وبدأت صحتها بالتدهور.
تموز 1999 نيلها درع "حلقة الحوار الثقافي" في المؤتمر الثاني للثقافة الشعبية اللبنانية – العربية، الذي اقيم في مناسبة بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي.
آب 1999 نيلها درع "مواسم كيفون" في مناسبة احياء ذكرى الشاعر الكبير علي الحاج القماطي.
*
انتماؤها إلى الحزب
يقول الدكتور ربيعة أبي فاضل في كتابه "أثر أنطون سعاده في أدباء عصره"، سألت حنينه ضاهر (في 8/7/1997) ما مدى تأثير سعاده في شعرك وحياتك، أجابت:
"عندما اطلعت على مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي ودرسته دراسة كافية، وجدت نفسي تلقائياً منتمية إليه.
"أما تأثير فكر سعاده في حياتي، شعراً وممارسة، فكان ما يشبه الانقلاب أو الخلق من جديد، إذ حررني من السلبية والانطواء واليأس، وشحنني نفسياً، وشعرياً بطاقة كبيرة من العنفوان والتحدي والبطولة والقدرة على الاستقلالية في الحياة، بلا خوف وبلا عقد. علمني الاعتماد على النفس. علمني حب التضحية، علمني قدسية العمل، علمني الثقة بالنفس والاعتزاز بكرامتي. علمني المحبة لا الحب. فكر سعاده هو الشمولية بكل شؤون الحياة. هو الحصانة للكلمة الشعرية من الانزلاق إلى الميوعة والرخص والتهريج. هو الارتفاع بالقصد إلى مستوى الألوهة والارتقاء بالفكرة، أية كانت، إلى قمة النبل، وبالعاطفة إلى مرتبة القداسة، من حيث التهذيب والانضباط – هو المصدر أو الإطار الذي لن تحتاج وأنت في داخله إلى أي شيء من الخارج ".
*
"البيدر" في حياة الشاعرة ضاهر
عندما نذكر "البيدر" التي كان لها الدور الرائد الأول للأدب الشعبي، وصاحبها أمير الزجل الشاعر الرفيق وليم صعب، لا يمكن إلا أن نذكر معهما الشاعرة الرفيقة حنينه ضاهر التي كان لها حضورها الثابت المستمر، ليس فقط، كشاعرة وكاتبة وسكرتيرة تحرير، إنما أيضاً لأنها كانت "تواصل النهار بالليل، وهي منكبة على إخراج المجلة بالحلة القشيبة، ترافقها من المكتب إلى المطبعة فالتوزيع. ولقد قامت برحلة صحفية من أجل النهوض بالمجلة في الأوساط الاغترابية فزارت مدناً كثيرة في أميركا الجنوبية وأفريقيا ما بين عامي 1964 و 1967"(11).
بدوره، يورد الدكتور ربيعة أبي فاضل بعضاً من أسماء البلدان التي زارتها فيقول في كتابه "اثر أنطون سعاده في أدباء عصره" (ص 332) "زارت حنينه أفريقيا كلها، والبرازيل، والأرجنتين وفنزويلا وكندا والولايات المتحدة وجمايكا وترينيداد وغيرها، ملقية قصائد الحنين والوطنية والحماسة ".
*
• يوم سألها الأديب عجاج نويهض عن الحب في حياتها كان جوابها: ما أحببت أن أكـون غير راهبة للفن. كانت راهبة الفن، وراهبة الحزب معاً. وقد أطلق عليها فعلاً "شاعرة الحزب" فالشعر والحزب ملآ حياتها.
( د. ربيعة أبي فاضل من كتابه "أثر سعاده في أدباء عصره").
• قال فيها الرفيق إبراهيم حبيب طنوس (أراشا – البرازيل) وهو كاتب وأديب: "حنينه فلتة خارقة، بل رمز لعبقرية أمتنا التاريخية لأنها، بمواضيعها، وتعاليمها ورشاقة ألفاظها، وصفاء معانيها، وصدق مقصدها، تدخل إلى نفس القارئ تواً، وتفجّر في عقله أنوار اليقين والإيمان، وتخلق فيها روحاً جديدة، روح الثقة بالأمة، وبقواها المخزونة الخارقة ".
(مجلة "البيدر" العدد 38، أول كانون أول 1954) .
• "مهذبة المعاني، رصينة المواضيع، اجتماعية، أخلاقية، شعبية، وطنية، قومية، يتناقل الجزينيون أشعار جدها جبور فارس جبور، باشرت النظم حديثة العمر في السابعة، وهي تكاد لا تحسن اللفظ صحيحاً،
حنينه بنت الذكـا والفكـر العقل فيها سـاد عاقلبا
تنظم قصائد تستحق الذكر ونصحها الهام من ربّا
(الأديب المؤرخ جرجي باز المعروف بـ "نصير المرأة") .
• "كانت حنينه ضاهر، إلى جانب وليم صعب، مدرسة زجلية مستقلة، هي مدرسة الالتزام السياسي، الذي حمّل الشعر مهمات وطنية، وأبعاداً قومية، ورأى إلى غنى ما هو إنساني، وروحي، وثقافي، متخذاً غناه، ومعنى وجوده، من الكيان القومي أو من الروح الذي يكوّنه متحد الأمة " .
(د. ربيعة أبي فاضل في كتابه "أثر سعاده في أدباء عصره") .
*
نماذج من شعرها
الـى الامـيـنـة الاولـى
مهمـا ظلام الجـهـل يبعدنـا نحنـا، علـى مطلـب تواعـدنـا
انتِ ونحن والنصر عا ميعـاد واصبح قريب، كتـيـر مـوعدنـا
انتِ ونحن والنصر عا ميعـاد واصبح قريب، ونحن عا استعـداد
ولو نحن ردنا عن طريقو نحيد عـن دربنا، ولا قيد شعـره حـاد
بيسيـر معنـا مثلمـا منريـد ومنقشـعـو بيظـل بالمـرصـاد
لو كان شخصك صار عنا بعيد افكـارنـا ولا يـوم كانـوا بعـاد
بيناتـنـا انـتِ، ومـا بيزيـد بـصفوفنا بعـدك سوى استعقـاد
بيناتنا بصفـوف جيـل جديـد للنصر ماشـي، وما بيلوي عـناد
بيناتنـا بالصـبـر عالتشـديد وصفح المحبة الماحيـه الاحـقـاد
بينـاتـنا بالهـزء بالتهـديـد وسبـاقـنـا طلاب اسـتشـهـاد
بيناتنـا فـي موقـف التمجيـد حول الضريـح الضـم فادي بـلاد
بيناتنـا بكـرا بفـجـر العيـد والنصـر إلنـا، وعمرنـا اعيـاد
وبيناتنـا في كل رفعـة ايـد وفي كلّ بسمـة "شـكـر" للجـلاد
لا نوح عنا، ولا بكا، ولا حداد وقفـة بطـولـة وابتسامـة عزّ
للشـمـس تتشامخ سواعدنـا!
بيناتنـا، يا رفيقة الـفادي روحك ونبرة صوتك الهـادي
بتهز فينا قلـوب جـوّاده للتضحيـة، وعالبذل معتـاده
ومـش ممكـن نغيّـر عوايدنـا!
*
نحنا حماة الأرز ما منرضى الدخيل
يسرح جيوشو في وطـن أجدادنـا
عنا وطن ما منقبلو يبقـى ذليـل
منفـدي لأجلـو مالنـا وأولادنـا
*
وتنادي الشاعرة مواطنيها،
يا مواطني، لا تمد أيدك للغريب ، وتغمض عيونك عـن الخـيّ الحبيب
جاهد معي تانوحّد الربع الخصيب، ونشوف جيش الحق عالبُطل انتصر !
*
ومن قصيدة لها بعنوان (سلاح الواجب)
... ما بتغزّل بسحر الطبيعـة قبـل مـا حدود أمتنا الوسيعة
ترجـع لقواعدهـا المنيعـة وتوقف حصن في وجه الأعادي !
أنا فيي الهـوى الخانع قهرتو، وكياني، بمجتمع قومي صهرتو !
أنا شعري الغني الصافي شهرتو سلاح الواجب ، وجندي رسالـة
أنا شعري عبد خدمة بلادي
*
تقول في مقدمة كتابها (إيمان) الصادر سنة 1956
أنا آمنت ببلادي، وتناهـى إيمانـي بنهضتهـا وعلاهـا،
بعزم رجالها، ويقظة نساها لعزتهـا، ورفعـة مستواهـا،
بتربتها، بغلتها، بسخاهـا، بقمرها، بشمسها الحلوة، بسماها
برسالة خطها الفادي ومضاها بدماتو، وعلى (شكرو) طواها
*
وفي قصيدة ألقتها في بلدة كفرمتى في أواسط الخمسينات
يا أمتـي، يـا نور مصباح الهدى، يا قبلـة الأنظار، يا مهد الوحي
بلاد المفاخـر والبطولـة والفـدى، فينا افرحي ودمعاتك الحمر امسحي
وخلي الصدى ينقل عن شموخك صدى، والعنفـوان قـدام عـزك يستحي
يا أمتي لا تختشي سهـام الـردى، تيهي، وعلى كتاف النجوم تمرجحي
طالمـا اسمـك بتاريـخ الفــدا من دمنا مسجل أثر ما بينمحي !
*
يـا رفـيـقـتـي
من غفوة اليقظة على جفون الامـل من ثورة المظـلوم في ثقـل القيـود
مع نهضة الحق المن الدنيا انهمـل فقنا ولنا رسالـه عظيمـه للوجـود
يا اختي اذا وعيك استيقظ واكتمـل هبي معي، وعيفي التراخي والجمـود
تا نعوّد زنود المحاسـن عالعمـل مـش للاساور بس خلقانـه الزنـود
يا رفيقتي، طلي عليـي، واسكبـي من خمر افكارك على شعري شعـاع
مش حق منك هيـك عني تختبـي امشي معـي بقـوة ارادة واندفـاع
تا نحط عا عين الدخيـل الاجنبـي عن وطنـا كيـف بيـكـون الدفـاع
ما بتوصـل الامه لأعلى مـرتبـه الا اذا لبـواتـهـا كـانـت سبـاع
يا اخت روحي، من على شفاف الورق بشوفك قريبه قد ما شخصـك بعيـد
وبتخايلك بـين المـواكـب والفـرق تقودي جيوش العز للنصـر الاكـيد
وكلما الغفـا مشـوار بعيـوني مـرق بقشعك يقظه علـى حلمـي السعيـد
خيات نحـنا، وكل نقطـة بتنـهـرق مـن دمنا عا درب اسعـاد الـبـلاد
بتخلـق بطـل جبـار للجيـل الجديـد
الـرفيـقـة عـبـلا حـلاوي صـادق
ملحمة المرأة القومية الاجتماعية في الحزب بدأت مع أوائل سنوات التأسيس، مع الرفيقة عفيفة حداد، ثم مع عشرات فمئات فألاف الرفيقات ينضممن إلى الحزب، يتولّين المسؤوليات، يناضلن، يتعرّضن إلى الاسر والملاحقات والاستشهاد، ويقدمن بثبات وإيمان وعنفوان إلى تنفيذ العمليات الاستشهادية بتفان وتضحية مطلقين.
تلك الملحمة تستحق أن يُكتب عنها، وان يَكتب من يبحث في تاريخنا عن الدور الهام الذي قامت به الرفيقات على مدى سنوات النضال القومي الاجتماعي: رفيقة، وامينة، وشهيدة.
منهن الرفيقة عبلا حلاوي صادق التي شيعها حزبها واهالي بلدتها الباروك، والسمقانية بلدة زوجها الراحل الرفيق ذوقان صادق بتاريخ 13/10/2010.
*
ولدت الرفيقة عبلا حسن حلاوي في الباروك عام 1929.
اقترنت من الرفيق ذوقان صادق، من مواليد السمقانية 1923، ورزقا ابناً عام 1947، أسمياه رياض الذي عرف الحزب شبلاً، ثم انتمى في مدرسة الداوودية ونشط حزبياً واستبسل في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي إلى ان استشهد في 13/10/1982. ثم سعاده عام 1950، فـ ليلى، ثم جهاد وغاده.
انتمت الرفيقة عبلا عام 1958 على يد الرفيق سليم زيدان(1) وبحضور الرفيقين سعيد نصر وعاطف ضو. من الذين انتموا من طلاب الداوودية في تلك الفترة تذكر الرفيقة عبلا، الرفقاء عصام الحلبي، كمال الحلبي، فيصل الحمرا، نديم الفطايري، هشام عبد الولي، فندي ياغي وفريد سليم حمزة.
من مروياتها عن فترة الدراسة، تفيد الرفيقة عبلا في حديث إلى الامين سعيد ورد، وكان يتولى مسؤولية رئيس لجنة تاريخ الحزب في الشوف، ان عمل المديرية كان سرياً، بسبب الميول الحزبية المناوئة للمشرف على المدرسة، الاستاذ عارف النكدي. رغم ذلك فإن الرفقاء كانوا يقيمون الاحتفالات في المناسبات الحزبية. تتذكر انه في السنة الدراسية 1958 – 1959 وفيما كان الرفقاء يحيون الأول من آذار حضر الاستاذ شكيب النكدي يتفقد المدرسة، فشاهد الاحتفال، النتيجة كانت إقفال صف البكالوريا. مع ذلك استمر نشاط القوميين سراً، ومعه استمرت المراقبة والتشديد إلى ان انضم الامين رياض عزام إلى ادارة المدرسة متولياً مهام الناظر العام، ثم الامين حافظ الصايغ مدرّساً.
وتضيف ان لقاءات الرفقاء كانت تعقد في منازل الرفقاء فريد سليم حمزة، جميل سعد، سعيد نصر وحسيب نصر.
نشطت الرفيقة عبلا في الشأن الاجتماعي، وتولت مهام مديرية مركز الباروك الاجتماعي التابع لمصلحة الانعاش الاجتماعي.
واجهت الرفيقة عبلا استشهاد ابنها الرفيق رياض وكان يتميز بجرأته وبمشاركته في الكثير من اعمال المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، برباطة جأش وبصلابة إيمناها القومي الاجتماعي. كانت تفخر انها أم الشهيد، وتشعر بالاعتزاز كلما روى الرفقاء لها عن بطولاته.
وتقديراً لأدائها الحزبي، منحت الرفيقة عبلا وسام الواجب الحزبي.
*
بدوره ولد الرفيق ذوقان يوسف صادق عام 1923 في بلدة السمقانية، وانتمى عام 1942 بواسطة الرفيق سميح اليوسف حمادة.
في تقريره المدوّن بواسطة الامين سعيد ورد يفيد الرفيق ذوقان ان من الرفقاء الذين كانوا معه عام 1942، يذكر داود محمد ابو عجرم، شقيقه سليم، أمين أبو عجرم، سلمان أبو رجاس، توفيق ابو عجرم، نجيب أبو رجاس، د. عزت الغصيني، سامي الغصيني، هزاع القعسماني، سامي صلاح الدين وكان من حرس الزعيم عام 1948 – 1949، رشيد حميدان، نجيب وداود صلاح الدين، محمود التيماني، جميل التيماني، رفيق حمدان، رشيد حميدان.
اما عن رفقاء بلدة السمقانية يورد الرفيق ذوقان صادق أسماء الراحلين الرفقاء: عارف هرموش، فؤاد هرموش، محمود هرموش، سليم صادق، خليل صادق، سليمان العقيلي، محمد ياغي، سعيد نجم، مصطفى هرموش.
*
يروي الرفيق ذوقان انه دعي عام 1947 إلى اجتماع هام في منزل الامين حسن الطويل في بعقلين. في تلك الفترة كان الرفيق هزاع القعسماني يتولى مسؤولية مدير المديرية، وقد تم إبلاغه إلى الاجتماع بواسطة الرفيق توفيق ابو عجرم.
في ذلك الاجتماع فوجئ الرفقاء بدخول سعاده إليهم، فعلموا انه متواجد في بعقلين منذ 20 يوماً، بعد ان كانت صدرت بحقه مذكرة التوقيف بعد وصوله إلى الوطن في 02/03/1947.
سلم سعاده على كل من الرفقاء المتواجدين، وتعرف إلى كل واحد منهم، ثم انصرف.
ليلاً، استدعي الرفيق ذوقان، ورفقاء آخرون، لحراسة الزعيم، وقد تبين انه اختار بنفسه الرفقاء بعد ان تغّرس بوجه كل منهم أثناء سلامه على الرفقاء.
*
واذ نحكي عن بلدة السمقانية لا بد ان نتذكر باعتزاز الرفقاء عارف فؤاد هرموش، شقيقه كمال، ابن عمه جميل خطار هرموش.
كان الرفيق عارف انتمى على يد سعاده عام 1947 في منزل الامين حسن طويل في بعقلين، لاحقاً عين الرفيق عارف مديراً لأول مديرية تتخذ لها اسماً مركباً: سعاده النظام.
هوامش
(1) سليم زيدان: سليم زيدان: عرفته، كما عرفت ابناءه فريد، نبيل وفؤاد.
فريد: كان موظفاً في شركة TMAوناشطاً حزبيا وفي النقابة .
نبيل: تولى مسؤولية ناظر ذاعة منفذية الغرب، كان موظفاً في "بنك شارترد".غادر الى الولايات المتحدة وما زال مقيماً فيها.
فؤاد: تسلم محل والده بعد وفاته، كان خبيراً في تصليح الاسلحة. كان محله في شارع الضناوي – المصيطبة. استمر الرفيق سليم ناشطاً، ملتزماً، حتى آخر رمق من حياته.
|