إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق الشهيد إبرهيم كركور

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2023-03-17

إقرأ ايضاً


الرفيق إبرهيم كركور الذي اضطرته الأحداث إلى أن يغادر قريته "القنية" في الكيان الشامي، سقط شهيداً في جل الديب ليسقي بدمه أرض بلاده، فيما كان يعد نفسه إلى أن يستشهد فوق بطاح فلسطين حيث يحلو القتال، والاستشهاد.

في عددها الصادر في 3 حزيران عام 1960 نشرت "البناء" في صفحتها الأولى الخبر التالي تحت "مانشيت" عريض:

اعتداء على مكتب أسد الأشقر الانتخابي

سقوط قتيل بيد الدرك في جل الديب

" ما إن أعلن انسحاب السيد خليل أبو جودة بعد منتصف ليل أمس الأول حتى تجمهر عدد من أنصاره وساروا إلى جل الديب هاتفين للأمين أسد الأشقر ومنتصرين للائحته فاعترضهم المدعو جورج سمعان عقل أبو جودة، وهو من أنصار المرشح الأستاذ ادوار أبو جودة، معتبراً ذلك من قبيل التحدي. فجرت مشادة كلامية انتهت دون أي حادث وانصرف الجميع.

وبعد فترة طويلة تزيد على الساعة والنصف، طوقت قوة من رجال الأمن مكتب الأمين أسد الأشقر الانتخابي وأخذت تطلق النار وصادف أن كانت دورية من الدرك تحرس الرمول على الشاطئ المجاور فأخذت هي الأخرى تطلق النار عندما سمعت إطلاق النار بجوارها.

وفي هذه الأثناء خرج المغدور إبراهيم كركور من المكتب الانتخابي وما إن سار قرابة مائة وخمسين متراً حتى انهال عليه الرصاص من قبل رجال الأمن وخرّ مضرجاً بدمائه حيث توفي"

وتضيف "البناء" ان مندوبها أجرى تحقيقاً حول الحادث " أكد فيه أن الرصاص لم يطلق قطعياً من المكتب الانتخابي كما لم يستعمل أي سلاح على الإطلاق من قبل الذين كانوا موجودين في المكتب، ولم يكن ثمة اصطدام أو تشاجر على الإطلاق".

هذا وقد أوقف جميع الذين كانوا في المكتب ".

يفيد الرفيق متى أسعد في مقابلة معه بتاريخ 15/4/2004 أنه كان في بيت الشعار ويتولى مسؤولية ناظر تدريب في المتن الشمالي عندما ورده نبأ إستشهاد الرفيق إبراهيم كركور، يضيف أن الرفيق إبراهيم لم يكن مسلحاً، عندما غادر المكتب بين بساتين الليمون لحظة هجوم قوى الأمن عليه.

التشييع :

في الساعة الحادية عشرة من صباح الثالث من حزيران أقيم مأتم حافل للرفيق الشهيد إبراهيم كركور في جل الديب. بعد الصلاة عن نفسه في كنيسة القيامة - جل الديب – حمله رفقاؤه على الأكف من باحة الكنيسة إلى المدفن، وقبل أن يوارى الثرى ألقى الرفيق بشير عبيد (الأمين– عميد الدفاع – الشهيد لاحقاً) كلمة جاء فيها:

" يا رفيقي البطل، يا رفيق سعادة في الشهادة، يا رفيق غسان جديد وجميل سماحة وبقية القافلة. ما أحقر الرصاص الذي صرعك من الوراء، هذا الرصاص الذي تحديته أنت بصدرك، جبن أن يطالك فيغدر بك.

تحديته في الشام وتحديته في لبنان في معارك الحرية والكرامة، تحديته وأنت تؤمن كل الإيمان بعدالة القضية التي من أجلها تحارب وفي سبيل عزها تموت".

ثم أضاف :

" إن دمك الذي أريق على أرضنا سيظل يفديها ويغذينا بالثورة على الظلم والتمرد على العبودية. سيظل دمك منارة يهدينا ويهدي الذين صرعوك ويعطي أمثولة حية رائعة. إن شعبنا العظيم أقوى من البارود والرصاص وأقوى من الدساسين العملاء.

هنيئاً لك خلودك يا رفيقي. وهنيئاً للجبناء فناؤهم ".

*

نشرت جريدة "البناء" في أعدادها التي أعقبت استشهاد الرفيق إبراهيم كركور الأخبار التالية التي نرى فائدة من إيرادها على الوجه التالي:

• العدد 590، السبت 4 حزيران 1960

قام وفد حزبي مؤلف من رئيس الحزب ورئيس المجلس الأعلى ورئيس المكتب السياسي بمقابلة السيد أحمد الداعوق رئيس مجلس الوزراء والأستاذ ادمون كسبار وزير الداخلية، وقدموا إليهما احتجاج الحزب الرسمي على الحادث. وقد أبدى رئيس الوزارة ووزير الداخلية اهتمامهما ووعدا بإجراء تحقيق عادل سريع للكشف عن المسببين وتحديد المسؤوليات .

وكذلك قام بعض أعضاء قائمة المتن بمقابلة وزير الداخلية ناقلين إليه احتجاج اللائحة الشديد على الحادث وعلى بعض الأعمال التي تظهر تحيز بعض رجال السلطة لبعض المرشحين وعلى مرافقة بعض رجال الأمن للمرشح السيد جميل لحود في جولاته وزياراته الانتخابية .

وكذلك قام الأمين أسد الأشقر بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية (اللواء فؤاد شهاب) وعرض عليه صورة صحيحة عن الحادث وقد أبدى فخامة الرئيس تأثره وأسفه .

وقد تابع قاضي تحقيق جبل لبنان الأستاذ ريمون بريدي تحقيقاته في الحادث، التي استمرت حتى الساعة التاسعة ليلاً وقد أطلق سراح المعتقلين الذين كانت قوى الأمن قد أوقفتهم عند حصول الحادث.

• العدد 593، الثلاثاء 7 حزيران

لم يكن استشهاد الرفيق إبراهيم كركور والاعتداء على مكتب الأمين أسد الأشقر الانتخابي سوى حلقة في سلسلة من التعديات التي طالت رفقاء وأصدقاء في المتن الشمالي، منها الاعتداء الذي طال رئيس بلدية ضهور الشوير السيد نجيب قربان، وقد قوبل باستنكار عام في قرى المتن الشمالي التي راحت وفود منها تؤم ضهور الشوير مستنكرة، في الوقت الذي كان فيه العديدون يتوافدون إلى المستشفى الألماني في بيروت للاطمئنان على صحة السيد قربان .

• العدد 594، السبت 8 حزيران

أوردت "البناء" أن الأشخاص الثمانية الذين تمّ إطلاقهم خرجوا لقاء سندات إقامة، وأن شخصاً واحداً ما زال موقوفاً وهو من الأشخاص الذين كانوا نياماً أثناء وقوع الحادث، وهو من آل حمية من طاريا.

• العدد 596، الجمعة 10 حزيران

اعتقال الرفيق شوقي صوايا (الأمين لاحقاً) بينما كان قادماً من بولونيا إلى الضهور في إحدى سيارات لائحة "التجمع الوطني" دون أي مبرر أو سبب.

• العدد 597، السبت 11 حزيران

في الصفحة الأولى من عددها المصادف قبل يوم واحد من انتخابات دوائر جبل لبنان التي جرت يوم الأحد 12 حزيران، قالت "البناء":

" كانت لائحة التجمع الوطني في المتن الشمالي قد قدمت عدة شكاوى إلى الحكومة حول مظاهر التدخل الذي يقوم به بعض الأفراد من الأجهزة الرسمية المسؤولة. ويبدو إن هذا التدخل قد اتخذ في اليومين الأخيرين شكلاً سافراً، إذ أوقف الكثيرون من أنصار لائحة التجمع في قرى متعددة من دائرة المتن الشمالي لغير ما ذنب اقترفوه سوى قيامهم بالنشاط الانتخابي المشروع ضمن صدور القانون".

*

تألفت لائحة "التجمع الوطني" في المتن الشمالي من الأمين اسد الأشقر والسادة كميل شمعون، ديكران توسباط، سليم لحود، والدكتور البير مخيبر .

*

الرفيق الشهيد إبرهيم كركور

- مواليد القنية (منطقة جسر الشغور – الشام) .

- انتمى إلى الحزب في مديرية جل الديب عام 1958 .

- استشهد في جل الديب فجر يوم الثاني من حزيران عام 1960 .

ملاحظة: نأمل من كل رفيق يملك اي ملاحظة، او اضافة معلومات تُغني النبذة، ان يزودنا بها.




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024