إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تكريم الرفيق عارف أبو لطيف

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2023-04-21

إقرأ ايضاً


اذ نعيد تعميم النبذة بعنوان "قصة تمثال الدكتور خليل سعادة في ضهور الشوير" ودور النحات الفنان المبدع الرفيق عارف أبو لطيف، ننضم الى جميع الذين احتفلوا بتكريم الرفيق الصديق عارف الذي كنت اتعاطى معه بكل ثقة ومحبة عارفا بما يحمل في ثناياه من مناقب النهضة وفضائل الالتزام القومي الاجتماعي وذلك مذ عرفته في سان باولو وفي مدينة غويانيا البرازيل.

اشكر الإعلامي المبدع هاني الحلبي الذي زوّدني بمعلومات غنية عن التكريم الذي أقيم للرفيق النحات في بلدته عيحا.

*

صباح الخير، ضيوفَنا الكرام اهلا بكم في هذا الصباح الاستثنائيّ البهيج، صباح الفن والثقافة بين أهل فكر وثقافة وإبداع، في راشيا الوادي، قلعة التاريخ والإنسان المقاوم. هذه المنطقة الوادعة على سفوح حرمون المجد، لتكريم قامة عصامية منها، هو الفنان المبدع النحات والرسام عارف حسين ابو لطيف، من بلدة عيحا الأبية.

ويزداد التكريم قيمة برعاية معالي وزير الثقافة المعطاء وبحضور ممثله الأستاذ غازي صعب، ليكون تكريماً رسمياً وأهلياً أيضاً، يليق بالمكرّم وبفنه الذي استنطق الطين لغة جميلة وأبجدية حوار ووجدان.

وإن كان هذا التكريم على بدايات العام الدراسي فإنه يطرح سؤالاً تربوياً عميقاً عن حضور الفن في مدراسنا ومعاهدنا وقيمة هذا الحضور ومساحته. أليس إهمال الفن، الرسم والنحت والموسيقى، والرياضة، كما يجب من اهتمام وعناية، هو قبول وتكريس لخلل تربوي مقيم ومستشرٍ في أجيالنا، خلاصته خلل في الروح وفي الذوق وفي السلوك وفي التوازن وفي الشخصية؟

ومن المؤكد أن الفنون والرياضة هي معوان حقيقي لتحقيق تربية اجتماعية ووطنية صحيحة، ترقي الشعور وترفع النفوس وتهذب الوجدان وتسوّي السلوك، كي لا نبقى تعداد افراد، بل نكون مواطنين يليق بنا الوطن وتتجمّل الحياة، وشعباً حياً جديراً بالحياة.

*

قصــة تمثــال الدكتور خليـل ســعاده

اما عن تمثال الدكتور خيل سعاده الذي تمّ انجاز نحته في البرازيل، وشُحن الى لبنان، ثم أقيم الاحتفال بازاحة الستار عنه في 13 ايلول 1981، فقصته يرويها الفنان الرفيق عارف ابو لطيف(1) يقول: " في العام 1969 تعرّفت الى الامين نواف حردان في مدينة غويانيا عاصمة ولاية غوياس في البرازيل، وعندما عرف اني ادرس الفن والنحت، شجّـعني قائلاً ان الفن ارقى درجات الثقافة في التاريخ.

" بعد اشهر على لقائنا الاول، كتب لي طالباً حضوري الى مدينة سان باولو على عنوان تبيّـن لاحقاً انه عنوان مكتب السيد غطاس خوري. لبـّيـتُ الدعوة، وكان الامين نواف ينتظرني ومعه السيد غطاس، الذي كان، واستمر، صديقاً مخلصاً وفياً للدكتور خليل.

" فاجأني الامين نواف بالتوضيح ان سبب الدعوة هي أن أقوم بصنع تمثال للدكتور خليل.

ترددتُ متهيباً المشروع. الا ان الأمين نواف شجعني معيداً على مسمعي ما قاله الزعيم الخالد: "ان فيكم قوة لو فعلت لغيّـرت وجه التاريخ".

قبلت. فزوّدني بصورة واحدة قديمة وغير واضحة للدكتور خليل، ونسخة عن كتاب "الرابطة". عدت الى غويانيا وباشرت اعمال نحت التمثال.

انصرفتُ الى عملي لمدة ستة اشهر، وكنت اثناء ذلك اطالع كتاب "الرابطة" فتأثرت كثيراً بحياة الدكتور العلامة، وبمقالاته.

السيد غطاس خوري

اتصلتُ بالأمين نواف، بعد أنْ كنت انجزت نحت التمثال، وقبل ان اصبّه بمادة البرونز. فتوجّه الى غويانيا مع السيد غطاس خوري وحلاّ ضيفين كريمين في منزل الاب الرفيق ميشال خوري راعي الكنيسة الارثوذكسية في غويانيا ومؤسس مدرسة مار نقولا(2). في اليوم التالي لوصولهما توجّهنا الى مكان التمثال في "فندوري دي غوياس" واذكر أن السيد غطاس خوري بكى عند رؤيته التمثال واستعاد حنينه الى صديقه الدكتور خليل.

*

هذا وقد نشرت مجلة "بلادي" الصادرة في سان باولو لصاحبها الاستاذ عمر نشابي ريبورتاجاً مصوراً عن هذه الزيارة اشادت فيه "بدور النحات المبدع عارف ابو لطيف وبالاهتمام الذي يقوم به الاب ميشال خوري لجهة التمثال، كما لتأسيسه المدرسة التي تضم في تلك الفترة 300 تلميذاً، ويسعى الاب ميشال لادخال الصفوف الثانوية اليها، ومن المنتظر ان تتحوّل الى كلية جامعة تدرّس العربية الى جانب البرامج البرازيلية، وأيضاً لدوره الوطني في غويانيا بحيث حصل على ثقة جميع مواطنيه على اختلاف مذاهبهم، فهو كاهن المسلمين والدروز والمسيحيين في وقت واحد".

*

في 14 تموز 1973 وصل الفنان الرفيق ابو لطيف الى الوطن حاملاً معه رسائل من اللجنة ومن الأمين نواف حردان وقام باتصالات مع عديدين نذكر منهم: الامين وديع الياس مجاعص، فيليب قيامة، جورج مجاعص، المحامي فؤاد غصن الى ان كان لقاؤه في 21 تموز مع رئيس بلدية ضهور الشوير الدكتور جبرائيل صوايا. ثم جرى البحث عن المكان الافضل لوضع التمثال، وكانت هناك آراء عدة في هذا الصدد الى أن قرّ الرأي بوضعه في مكانه الحالي.

في هذه الاثناء وصل السيد غطاس خوري، فيما كان تمّ شحن التمثال، ووضعه في مركز بلدية الضهور. وتتابعت الاتصالات، الا أنّ اندلاع الاحداث الدامية عام 1975 جعل كل شيء يتأجل، ثم ليتابَع مجدداً كلما كانت الاوضاع الامنية تهدأ، حتى كان يوم 13 ايلول 1981 حينما شهدت ضهور الشوير احتفالاً حاشداً ازاح فيه وزير السياحة الاستاذ مروان حمادة الستار عن تمثال الدكتور خليل سعاده، وتكلم فيه، الى الوزير حمادة كل من: الرفيق سمير ابي ناصيف عريفاً، المحامي الرفيق انطون داغر باسم المجلس الشعبي لمنطقة المتن الشمالي، الامين عصام حريق باسم اهالي ضهور الشوير، يحيى خلف أمين عام اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، أحمد سويد باسم اتحاد الكتاب اللبنانيين، باسم السبع باسم نقابة الصحافة اللبنانية، الأمين مروان فارس باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، والدكتورة صفية سعاده.

هوامش:

(1) عارف ابو لطيف: من بلدة عيحا (راشيا). ولد عام 1936 وغادر الى البرازيل عام 1956 واقام في مدينة غويانيا، حيث التحق بكلية الفن التابعة لجامعة غوياس الفدرالية ونال شهادة الفنون، ثم تابع تخصصه في الرسم والنحت. قام ببعض الأعمال الفنية التي نالت استحساناً كبيراً من النقاد، ومن أساتذة الجامعة.

(2) الاب ميشال خوري: من انطاكية، نزح الى حلب، وفيها نشط حزبياً وتولى مسؤولية ناموس المنفذية، ثم غادر الى مدينة غويانيا مستمراً على التزامه حتى وفاته. لم يكن يغيب عن الاجتماعات الحزبية وكل الاحتفالات والنشاطات التي كانت تقام. كان معروفاً بانتمائه الحزبي.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024