 لدى مراجعتي لارشيفٍ سابق، اخترت هذا التعميم تاريخ 03/05/1972، لمزيد من الفائدة.
*
الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جميع المسؤولين الإداريين
عمدة الداخلية
بيــــــــــــــــــــــان
لماذا قسم المسؤولية،
حضرة المسؤول،
تحية سورية قومية اجتماعية
طلبت عمدة الداخلية في تعميم عدد 84/40 من جميع المسؤولين الادرايين ان يؤدوا قسم المسؤولية كما نص عليه دستور الحزب،
لماذا قسم المسؤولية؟، لم يدرج الزعيم قسم المسؤولية صدفة، ولم يحدد نصوصه كما حددها إلا لأنه كان يدرك ادراكاً عميقاً دور المسؤول الإداري في عمل التوعية والبناء القوميين الاجتماعيين، وأهمية التدرج في سلّم المسؤوليات الحزبية، بحيث ان كل خلل في فهم ذلك يؤدي الى تضعضع في نظام العمل القومي الاجتماعي، والى نوع من المشاع في السلوك الحزبي،
في نظام مركزي تسلسلي كنظام حزبنا، يتحدد دور المسؤول الإداري كما يلي:
أولاً: ضبط روحية الأعضاء: المسؤول ليس ساعي بريد ينقل للرفقاء تعليمات الإدارة الحزبية المركزية بل هو الموجه المباشر لهم، القلق على نمو روحية الأعضاء، العامل على صيانتها من مختلف الآفات والامراض الاجتماعية التي تفتك بها وتعرضها كل يوم للسقوط في مستنقع العيش الرغيد، وهو الساهر باستمرار على بناء نفسية الرفقاء ونقلها نحو حالة العافية، القادرة على مواجهة العواصف والنهوض بالامة نحو مراقي العزّ، فالمسؤول الإداري يدرس نفسية الرفقاء أعضاء وحدته الحزبية، يتوجه بكليّته نحو صقلها ويكون المشرف الأمين على جعل تصرفات الرفقاء تتناسب مع واقع أمتنا الراهن وما تفرضه المرحلة من تنبه مناقبي مستمر،
ثانياً: الحيلولة دون تفشّي البلبلة: حدثت بلبلة في الفترة الأخيرة موجة غريبة عن حزبنا هي موجة تناقل الاخبار بحيث ان كل رفيق مسؤولا إداريا كان او غير مسؤول، كان يسمح لنفسه بأن يتحدث مع أي قومي اجتماعي في مواضيع حزبية مختلفة، وما أكثر الرفقاء الذين تعرفوا على اسرار حزبية ما كان يجوز وصولها إليهم،
هذا الوضع غير السليم لا يحدّ من تفاقمه إلّا فهم المعنى المناقبي الأخلاقي لقسم المسؤولية، فالقسم يمنع على المسؤول الاداري نقل أي خبر الا اذا كان مكلفا بذلك او كانت مسؤوليته الحزبية تسمح له به، فدور المسؤول في حالة كهذه، يكون بالحيلولة دون تفشي روح البلبلة والفوضى وتناقل الاخبار وتسريبها، صدفة او تعمداً، الى خارج الحزب،
فالمسؤول الواعي مسؤوليته، القلق على نمو حزبه، لا يسمح لروح التفلت من التفشي في صفوف حزبه، لأنه يدرك بوعيه القومي الاجتماعي ان هذا الداء والذي يخرّب الأحزاب النظامية وهو الذي يفتت الحركات العقائدية العاملة على بناء غد افضل لمجتمعها،
وهو لذلك يمنع على نفسه، كما يمنع على غيره، تناقل الاخبار الحزبية ويتشدد في ضبطها والحفاظ عليها، ويهتم كثيرا في تمكين حواجز المسؤوليات الحزبية الإدارية من حصر الاسرار الحزبية ضمن المجالس والهيئات الحزبية التي هي وحدها صالحة لبحثها،
ثالثاً: المسؤول هو عين الإدارة: اذا علمنا ان من أولى اهتمامات الحزب ان يبني اعضاءه بناء قوميا اجتماعياً، وان يؤهلهم لممارسة دور النهوض بأمتهم، استطعنا ان ندرك ان المسؤول الإداري يجب ان يكون أداة للحزب في عملية البناء، وفي إشاعة القيم الجديدة لدى الرفقاء، فالمسؤولية في حزبنا هي خدمة عملية البناء التي يقوم بها الحزب، ومن ضمن هذه الخدمة يعمل الرفيق المسؤول على تنفيذ خطط الحزب بكثير من الوعي والقلق، ويقوم بصيانة القيم من ان تحلّ مكانها قيم أخرى لا تمت الى اصالة نهضتنا وأمتنا بصلة،
كل عمل لا يؤدي خدمة سليمة لعملية البناء الكبرى، يظل عملا هامشياً لا فائدة منه، ومن هنا فأن على المسؤول الإداري ان يكون عين الإدارة الحزبية وأداتها في إشاعة القيم والمناقب وبناء النفسية السليمة وان يجسدها بالقدوة،
حضرة الرفيق المسؤول،
عودتكم المستمرة الى سعادة، والى معرفة كيف كان يوجه ويعلم بالكلمة وبالقدوة، هي التي تساعدكم على النهوض بمسؤولياتكم الإدارية في الحزب، لأن أي عمل يبتعد، ولو قيد أنملة، عن خط البناء القومي الاجتماعي، هو عمل هامشي لا فائدة منه،
التقيد بما جاء في "قسم المسؤولية" هو بعض العمل الكبير الذي على المسؤولين الإداريين ان يهتموا به، وهو احد الركائز التي يشاد عليها مستقبل العمل القومي الاجتماعي،
المركز في: 03/05/1972 لتحي سورية وليحي سعادة
وكيل عميد الداخلية
| 
نسخة للطباعة