"لم يكن المسيح يهوديا، ولم يكن له "آباء يهود".... فلا يصحّ أن يُقال أنّ المسيح كان يهوديا، فهو ابن الـــبـــيــئـــة الـــســـوريـــة" .
ســـعـــاده
راجع: "الإسسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية"، مقالة "الجهل المطبق".
*
في مقابلة أجرتها مجلة "الشراع" بتاريخ 17 آيار 1997، مع السيد المطران جورج خضر، قال المطران: "الكنيسة المسيحية لا تبحث في القوميات، وبالتالي لا تنسب المسيح إلى قومية ما، السؤال: المسيح يهودي أم غير يهودي؟. طــبــعــا يهودي، هذه لا تحتاج إلى بحث.
القرآن يقول ذلك. المسيح بجنسه، بلحمه، بدمه، متحدّر من امرأة يهودية ينسبها العهد الجديد إلى داوود، والناس كانوا يخاطبون المسيح ويتوجهون إليه على أنّه ابن داوود".
بداية، نقول إنّ الإدعاء بأنّ "المسيح طبعا يهوديّ"، بحاجة إلى بحث ودرس، خلافاً إلى ما ذهب إليه المطران خضر، تشديداً وتأكيداً بأنّ ذلك "لا يحتاج إلى بحث".
يأتي هذا الردّ، إنطلاقاً من قناعة راسخة، بأنّ كلّ مواطن شريف معني، بشكلّ أو بآخر، من خلال واجبه الطبيعي والإنساني، أن يساهم، ضمن إمكانيته في إنقاذ شرف أمتّه وكرامتها، ونصرة مبدأ الحقّ على الباطل، والحياة على الموت فيها.
إنّ الصراع الحقيقي بين الشعوب هو عراك حضاري من أجل تثبيت قيم الحياة وانتصارها، وفي مقدمتها المبادئ الروحية للأمم، خصوصا الدينية منها، التي تشكّل أساسا، الوسيلة الفضلى لتشريف الحياة ورقيها.
لا يستهدف هذا الردّ، السيد المطران جورج خضر، كشخص كريم نحترمه ونقدّره لعمق تفكيره وانفتاحه وشفافيته، بقدر ما يستهدف فكرة تاريخية تهدف إلى تهويد رسالة سماوية إنسانية، وحصرها في مفهوم قبلي، يختصّ بجماعة مختارة، رأت بـ "الله" مجرّد عامل في مصلحة عقارية، يهبها أرضا، لتنشئ "أمّة" على حساب إفناء شعب وإلغائه من الوجود.
وتسهيلا للردّ نقسم ما ورد على لسان المطران إلى خمسة عناوين رئيسية:
العنوان الأول: "الكنيسة المسيحية لا تبحث في القوميات، وبالتالي لا تنسب المسيح إلى قومية ما.
السؤال: المسيح يهودي أم غير يهودي ؟ طبعا يهودي"!
أليست، يا سيادة المطران، اليهودية "قومية دينية" عنصرية، لا تعترف بالغير، وتعمل على إلغائه إنطلاقا من وهم توراتي – تلمودي يتحدث عن "شعب مختار"، و "أرض ميعاده" (أليست القومية أرض وشعب؟ وإذا جرّدت القومية من عنصري الشعب والأرض، ماذا يبقى منها؟). وقد صيغ هذا الوهم - الوعد في قالب ديني – سياسي، يتمحور حول خديعة إنتظار "مسيح" لم يأت بعد، وسيأتي، وفق أوهامهم وخرافاتهم، بعد تمام "دينهم" الذي لن يتم حسب أكاذيبهم، إلا بعد اكتمال أرضهم، بين نهري دجلة والفرات، والى ذلك يشير الخطان الزرقوان في علم "إسرائيل" المسروقة نجمته السداسية من تراثنا الحضاري. وقد تأسست الصهيونية لتنظّم عملية إنشاء "الأمة اليهودية"، وبعث روحيتها أي "القومية اليهودية"، العنصرية المعادية لمبدأ الخير الإنساني العام الذي هو جوهر الأديان والشرائع الدينية والمدنية .
وأنتم سيادتكم تشيرون إلى وجود "قومية يهودية" في مقالة لكم نشرت في جريدة "النهار" البيروتية بتاريخ 15/8/1972، ورد فيها حرفيا: "أما آن للمسيحيين أن يفهموا أنّ الصراع ليس حول أرض فحسب، فالذي يزعج إسرائيل في الدرجة الأولى هو شخص تاريخي كسر القوقعة اليهودية، فتّت قوميتها بدعوته إلى ديانة عالمية، لا وزن فيها للعرق والدم والسياسة واللغة".
بناء على ما تقدم، وبما أنّ الكنيسة المسيحية، على حدّ قولكم، لا تبحث في القوميات، وبما أنّ اليهودية "قومية" من نوع خاص، وبما أنّ المسيح لا ينسب إلى قومية، كما ذكرتم، وخصوصا إلى قومية عنصرية، فإنّه كنتيجة، لا يجوز نسبة المسيح إلى القومية اليهودية، وتصبح هذه الــ "طبعا يهودي"، في ما ذهبتم إليه لاغية بل كافرة.
العنوان الثاني: تضيفون إلى الفقرة السابقة، فقرة أخرى، لتأكيد يهودية المسيح، مستندين إلى القرآن الكريم، بقولكم: "هذه لا تحتاج إلى بحث (أي يهودية المسيح)، القرآن يقول ذلك.."
لنقرأ ماذا يقول القرآن في ذلك:"واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيّا. فاتخذت من دونهم حجابا، فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشرا سويا"، من سورة مريم وهي مكيّة.
ومن سورة آل عمران وهي مدنية: "قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرّك بكلمة منه اسمه المسيح" .
يؤيد القرآن الكريم في هاتين الآيتين، وفي غيرهما، ما ذهب إليه كتبة الأناجيل، من أنّ المسيح هو روح الله وكلمته:
يقول متى (18:1 ): "أمّا ولادة يسوع المسيح، فكانت هكذا: لما كانت مريم مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس".
يقول مرقس (1:1): "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله".
يقول لوقا (35:1): "فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحلّ عليك، وقوّة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى إبن الله".
يقول يوحنا (14:1): "والكلمة صار جسدا بيننا، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الأب مملوءا نعمة وحقا".
العنوان الثالث: يتابع المطران خضر "المسيح بجنسه، بلحمه، بدمه، متحدر من امرأة يهودية ينسبها العهد الجديد إلى داوود، وبولس الرسول ينسبها إلى داوود" .
ممّا لا خلاف عليه، أنّ مريم وفق أناجيل الكنيسة، والقرآن الكريم، لم تعرف رجلا في حملها للسيد المسيح، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا "التلمود" (كتاب تعليم اليهود وآدابهم)، الذي اعتبر أنّ ولادة المسيح كانت "عن طريق الزنا"، وفي هذا الإطار، يؤكد المطران خضر"أنّ من جوانب هذا الصراع بين المسيحية واليهودية تشنيعها لصورة العذراء، التلمود أذته طهارتها، فأهانها بأقبح قول.."، راجع جريدة "النهار" تاريخ 15/8/1972 .
وهل هناك أقبح من هذا القول في "التلمود": "إنّ يسوع الناصري موجود في لجان الجحيم بين الزفت والقطران والنار، وإنّ أمّه مريم أتت به من العسكري باندرا بمباشرة الزنا"؟ لعنة الله على اليهود وتلمودهم وأتباعهم !
إذن، بناء على ما تقدم، لا ينسب المسيح من حيث الأب إلى اليهود، وتاليا أيّ نسب للمسيح، من ناحية "اللحم والدم والجنس"، يرتبط بأمه مريم الطاهرة والبتول، وأيّ بحث في محاولة تثبيت هذا النسب أو نفيه، يتعلّق بوالدته مريم، وبنسبها لــ داوود، الذي لم يكن يهوديا كما ورد في كلّ من الإنجيل والقرآن الكريم الذي ينبه إلى فرية (كذبة) إدعاء التوراة المحرفة، القائلة إنّ ابراهيم الخليل وحفيد يعقوب من أنّ أجداد اليهود من نسلهما، ففي الآية الكريمة: "ما كان ابراهيم يهوديا، ولا نصرانيا، ولكن حنيفا مسلما، وما كان من المشركين". ما يوضح بأجلى بيان نفي هذا الإدعاء من أساسه. خصوصا أنّ السيد المسيح نفسه تبرأ من أبوة داوود له، قاطعا بذلك كلّ تأويل خلاف ذلك. يقول الإنجلي متى: "وفيما كان الفريسيون (فرقة يهودية) مجتمعين سألهم يسوع، قائلا ماذا تظنّون في المسيح، إبن مَن هو ؟
قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربّا قائلا: قال الربّ لربّي إجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. فإن كان داود يدعوه ربّا فكيف يكون ابنه؟. فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتّة". متى: الإصحاح 22، الايات من 41 إلى 46 .
ويؤكد الإنجيلي لوقا ما ذهب إليه الإنجيلي متى، قول السيد المسيح: "كيف يقولون إنّ المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير "قال الربّ لربّي إجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك، فإذا كان داود يدعوه ربا، فكيف يكون ابنه"، لوقا 4:20 .
لم يرفض السيد المسيح، فقط، أبوة اليهود له، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ اعتبر أنّ اليهود، ليسوا من الله، بل من أب هو الشيطان القاتل - المجرم والشرير: "أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك(أبيكم) كان قتّالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحقّ لأنّه ليس في حقّ"
كما نعتهم، في مكان آخر بــ "بالقتلة والحيات وأولاد الأفاعي" عندما استدرجوه في "المرأة التي أمسكت في زنى". وعندما حاولوا قتله "لكنكم تطلبون أن تقتلوني.." . وعندما ذكّروه بأنّه ولد "من زنى". وعندما قالوا له "ألسنا نقول حسنا أنّك سامريّ وبك شيطان؟". وجوابه: "أنا ليس بي شيطان، لكني أكرم أبي وأنتم تهينوني". ينهي يوحنا الإصحاح الثامن من إنجيله بنفي السيد المسيح لبنوته حتى لــ ابراهيم، "قال يسوع لهم (لليهود) الحقّ الحقّ أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن، فرفعوا حجارة ليرجموه، أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم، ومضى هكذا" .
السؤال في هذه الحالة، إذا كان السيد المسيح يعتبر اليهود من أب قاتل شرير، هو إبليس الشيطان، وأنهم أولاد الأفاعي والحيات، فكيف يكون إبنا لهم ؟ إنّها الخديعة اليهودية، فاحذروها !
بناء على ما ذُكر، فإنّ كلام السيد المسيح، يتقدم على كلّ ما ورد، في "الكتاب المقدس" بعهديه القديم (المشكوك في معظمه) والجديد، وما ورد أيضا بأقلام رجال دين ومدنيين، مهما علت مراكزهم ومراتبهم، وخصوصا في ما خصّ نسبه. أضف إليه، أنّ كلّ ما يتعارض مع شمولية رسالة المسيح، هو محرّف أو مدسوس، وقد حان الوقت لتطهير الكتاب المقدس، من كلّ الشوائب التي تسيء إلى التعاليم المسيحية السامية، خصوصا في ما يتعلّق باليهود الذين أنزلهم السيد المسيح منزلة الأبالسة والقتلة والأشرار.
العنوان الخامس: يقول سيادة المطران: "والناس كانوا يخاطبون المسيح ويتوجهون إليه على أنّه إبن داود"!
ما كانت هذه الفقرة بحاجة إلى الردّ لأنها لزوم ما لا يلزم، لأنّ داود لم يكن يهوديا، ولأنّ السيد المسيح رفض أبوته . ولكن تستوجب هذه الفقرة الردّ، لأنّ سيادته، بنى مقولته بيهودية المسيح على أبوة داود له، مستشهدا فيها، على "مخاطبة الناس للمسيح بأنّه ابن داود"؟ّ!
هل نأخذ يا سيادة المطران بأقوال العامة من الناس وغوغائيتهم؟ فإذا كان الجواب نعم، فإنّ اليهود والرومان كانوا على حقّ في كلّ ما تعرّض له السيد المسيح على أيديهم القذرة، أليست العامة من الناس هي التي اختارت الصلب للمسيح والعفو عن بارباس؟ أليست العامة التي كانت تزحف وراء المسيح وتهلّل له، هي كانت بين الجموع التي ناشدت بيلاطس البيزنطي لصلب المسيح، بناء لحكم المجمع اليهودي، وإطلاق سراح المجرم بارباس؟
أتريد يا سيادة المطران أن تسمع أصوات الناس التي تتحدث عنها، وهي تطالب بإطلاق الأسير المجرم باراباس وصلب السيد المسيح، إذا أردت ذلك، فارجع إلى إنجيل متى الإصحاح السابع والعشرين: "... ولكنّ رؤساء الكهنة والشيوخ (اليهود) حرّضوا الجموع (الناس) على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع" وتعالت صرخات الناس: ليصلب، ليصلب.
وهكذا كان، وهكذا تأيدت "عدالة" الناس! بــ "الحرية" للمجرم، و"الموت" للسيد المسيح! أعلى هؤلأ رهانك يا سيادة المطران في حقيقة نسب السيد المسيح. وقد أبدع الشاعر جورج شكور في تصوير هذه الواقعة في كتابه "مسيحنا المثال":
"وكان بيلاطس في كلّ عام يسرّح من أسراه حبيسا
وذلك لرغبة الشعب المولى اختيارا محرّر يغدو أنيسا
وكان لديه مسجون كبير بحقل الشرّ شيطان شهير
فساءل شعبه تبغون يخلى يسوع أم باراباس؟ أشيروا
فكان جوابهم قولا صريحا باراباس المفضّل والجدير
فسرّ بيلاطس، لبّوا هواه فأفرج عنه وانطلق الأسير
وصحّ القول، مأثورا، حكيما على أشكالها تقع الطّيور" .
لقد حسم المجمع النيقاوي المسيحي الأول، عام325م وخلافا لــ "أقوال الناس"، الجدل الذي قام حول نسب السيد المسيح ، واعتبره "ابن الله"، وقطع كلّ علاقة له بأبوة داوود .
المسيح ليس يهوديا.. المسيح هو إبن البيئة السورية. إبن سورية الطبيعية، إبن مريم بنت عمران، وقد أكّدت المؤرخة الإنكليزية Weigall سورية المسيح من جهة الأم.
في سورية ولد السيد المسيح، وفي سورية نشأ وتنقل وعلّم واستشهد، وفيها المغارة التي ولد فيها، والبيوت التي عاش فيها والطرقات التي مشى عليها، والجلجلة التي صلب عليها، والقبر الذي قام منه وصعد إلى السماء. ومنها انتشرت المسيحية إلى أرجاء العالم، وقد خصّ الإنجيل المقدس سورية بالذكر، في وصف انتقال يسوع الناصري إلى الجليل ونواحي صور وصيدا ( راجع إنجيل مرقس الإصحاح السابع) .
أما "المسيح اليهودي"، فلم يأتِ، لأنّ لا وجود له، ولن يأتي، لأنّ "الدّين اليهودي" باطل وشرّ ولن يكتمل، ولن ينجح اليهود باغتصاب أرضنا لإقامة "إسرائيل" من النيل إلى الفرات. إنّ "أرض الميعاد" الموعودة بالوعود الباطلة من يهوه إلى بلفور إلى كامب دايفيد إلى "تطبيعات" عرب الخيانة، ليست ولن تكون أرضا لليهود. إنّها أرض وطننا، ونحن الوعد، ونحن الموعد مع الله، في رسالتيه المسيحية والمحمدية ومنابعهما الفكرية السورية. ديننا، دين الحقّ، وطريق الأرض نحو السماء، دين الخير العام لشعب الله المختارــ للإنسانية جمعاء .
*
يسوع كما يراه اليهود
إعرف عدوّك، وكيف إذا كان عدوا يخطّط ويعمل منذ أكثر من ثلاثة ألاف عام على إلغاء حضارتنا وإبادة شعبنا وسرقة أرضنا، لإنشاء "أمّة عنصرية" معادية للمدنية الإنسانية القائمة على مبدأ الخير العام.
إنّ الخطر اليهودي العنصري، خطر حقيقي على أرضنا وشعبنا وحضارتنا، وخصوصا على روحية الأمّة عموما، وعلى الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية خصوصا، إنّ هذا الخطر خطر حقيقي على وجودنا القومي لا يردعه إلا القوّة بمظهريها المادي والروحي.
إنّ وعي حقيقتنا القومية الإجتماعية، وإدراك المخاطر التي تهدّد هذه الحقيقة، والتصدّي لها، والإنتصار عليها، مهمة أساسية في حياة الشعوب الحيّة، وارتقائها. وكلّ شعب يسلّم نفسه لأعدائه، يسلّم حياته للموت والفناء، وإنّنا أمّة حيّة لن تقوى عليها عوامل الجحيم.
يسوع كما يراه اليهود بحث، يثبّت ما أوردناه انفا، ويتناول نظرة اليهود إلى السيد المسيح وأمّه مريم والمقدسات المسيحية.
وذلك في إطار العناوين الآتية:
1- مسرحية "يسوع كما يراه أصدقاؤه".
2- "مسرحية مجمع حبّ".
3- نماذج تلمودية.
4- تحقير الصليب.
5- البدع الشيطانية.
6- نبش القبور بحثا عن المسيح.
7- ولادة البقرة الحمراء .
1- مسرحية "يسوع كما يراه أصدقاؤه"، أي اليهود: عنوان مسرحية تهكّميّة، تحاكي التلمود، عرضها اليهود في إحدى مسارح فلسطين المحتلة، بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة (1972-1973)، وتناقلتها الصحف المحلية والعالمية(1). موضوعها يدور حول رجل معلّق على الصليب، يتحدث عن الحياة والحبّ، أمام زائريه، ومن بينهم والدته. وفي أحد المشاهد يسأل المصلوب أمّه: "ماما هل صحيح أنّك كنت بغيا"؟. فتردّ الأمّ بالإيجاب، وتصف علاقاتها بعدّة رجال. وفي ختام المسرحية يقرّر المصلوب أن يصبح "قوادا"، ويأمر أمّه أن تخرج إلى الشارع "وتبدأ العمل". لاقت هذه المسرحية اليهودية المنحطة إقبالا وتشجيعا منقطعي النظير، على الصعيدين الشعبي والرسمي بين اليهود، حتى أنّ حكومة العدوّ، أعربت عن تقديرها لهذا العمل الثقافي المميّز، ومنحت معدي ّ المسرحية جائزة مالية كبرى.
2- مسرحية "مجمع حبّ": عرض اليهود هذه المسرحية في العاصمة الفرنسية، باريس، في شهر آذار من العام 1969. ونكتفي بالتعليق على هذه المسرحية، بما ذهب إليه المطران جورج خضر بقوله: "الصدمة والتقزّز مرحلتان لا بدّ من واحدة منهما على الأقل لمن يسمع هنا، عن مسرحية "مجمع حبّ"، أو يشاهدها. الله والمسيح ومريم على المسرح في أدوار بشعة، ليس همّي أن أنقل هذه القذارة إلى القارئ، العربي. لكن إذا ظنّ الملحدون، أنّهم يبلغون هدفهم بالتهكم وخلط الفسق بالمقدسات للقضاء على الدّين، فإنّهم مخطئون(2) .
هاتان المسرحيتان، وغيرهما من الأعمال اللأدبية العنصرية المعادية للمسيحية، هما تظهير واضح فاضح للصورة التي يرى فيها اليهود المسيح الناصري وأمّه مريم والمقدسات المسيحية، من خلال كتاب "تعاليمهم وآدابهم وديانتهم"ــ التلمود المنظّم للسلوكية اليهودية المعادية للرسالات السماوية القائمة على المساواة والإحترام والمحبة والخير العام .
يعتقد اليهود في التلمود، كما في "التوراة المزوّر"(3)، أنّهم شعب الله المختار، وانّ باقي البشر، هم مجرّد عجماوات - حيوانات، أولاد حيوانات. وعندما سئل أحد حاخاماتهم، عن السبب في خلق هؤلاء البشرــ الحيوانات على صورة آدمية، كان جوابه: "ليليق بهم خدمة اليهود، بطريقة أفضل من الحيوان". ولا يقف التلمود عند هذا الحدّ في تحقير إنسانية الإنسان، وصورة الله في خلقه، بل راح يميّز بين أرواح بشرية خيرة وأخرى شريرة، فإذا، "أرواح اليهود جزء من إله اليهودـ يهوه، والأرواح غير اليهودية، هي أرواح شيطانية تشبه أرواح الشياطين"، معتبرين "أنّ الجنّة مأوى لأرواح اليهود، ولا يدخل الجنة إلا اليهود".
وبما أنّ يسوع الناصري ليس يهوديا، في نظرهم، فهو إبن روح شريرة، إبن زنا من والديه، جاء في التلمود: "إنّ روح أشعيا دخلت في يسوع، وأشعيا كان قاتلا وزانيا"! مخالفا في ذلك ما ورد في الإنجيل والقرآن بأنّ ولادة السيد المسيح، كانت من روح الله(4) .
أمّا مريم الناصرية الفلسطينية السورية (نسبة لسورية الطبيعية)، مريم الطاهرة، البتول، في الإنجيل، كما في القرآن، هي في "عقيدة" اليهود إمرأة زانية، فاجرة، وخاطئة، وجريمتها الكبرى، أنّها حملت يسوع وولدته، فاستحق لذلك جهنم.
التلمود يقول: "إنّ يسوع الناصري موجود في لجان الجحيم بين الزفت والقطران والنار، وإنّ أمّه مريم، أتت به من العسكري باندارا، بمباشرة الزنا"ـ لعنة الله عليهم وعلى تلمودهم.
والمسرحيتان، المشار إليهما أنفا، "يسوع كما يراه أصدقاؤه" و"مجمع حبّ"، دليل ثابت على استمرار إيمان يهود اليوم بعقيدتهم التلمودية العقيمة، اللئيمة. وحول هذا الموضوع يكتب المطران خضر: "إنّ من جوانب هذا الصراع بين المسيحية واليهودية، تشنيعها لصورة العذراء، التلمود أذته طهارتها، وقد كذب ليس فقط ضد المسيح، بل ضدّ أمّه، فأهانها بأقبح قول، حتى جاء قول كريم يفنده" وهنا يستشهد المطران خضر بما ورد في القرآن الكريم، حول طهارة والدة المسيح: "يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين" ويتابع خضر: "إنّه ليس من باب الإتفاق أنّ من تعدى، على عذراء الناصرة، يتعدى اليوم على القرى المسيحية القريبة من الناصرة"(5).
3- نماذج تلمودية منحطة: في ما يأتي نماذج من "تعاليم اليهود" المسيئة للديانة المسيحية.
"...المسيح ودمّه من أملاك اليهودي، وله حقّ التصرف المطلق بها"
"قتل المسيحي من الأمور الواجب على اليهودي تنفيذها ".
"كنائس المسيحيين قاذورات.. والكهنة الواعظون بها كلاب نابحة" .
"عندما يأتي مسيح اليهود المنتظر يهلك جميع المسيحيين لأنّهم من نسل الشيطان" .
" جميع المسيحيين يجب أن يهلكوا "
ملاحظة: قرأت هذه المعلومة:"ليس بالإمكان سرد كلّ الأعمال الوحشية التي ارتكبها اليهود عبر الأجيال. إنّ محمد نفسه مات بالسمّ على يدّ يهودية". المرجع: "الصهيونية والشعوب الشهيدة. الحفل السّاهر الكبير"، تأليف بيير هابيس، ترجمة مفيد وادوار عرنوق. دار النضال - 1990، ص 293 . كتاب جدير بالدرس.
ويتولى حاخامات اليهود ــ "حكماء" التلمود، بصورة مستمرة مهمة تطهير اللغة العبرية من التعابير التي تشير إلى كلّ ما هو مسيحي، وذلك عن طريق تحوير الكلمات، بشكل يسيء إلى معانيها الأصلية، لتثبت في صلب كتاب ديانتهم وتعاليمهم وآدابهم. التلمود (راجع هامش رقم 6) .
وكان اليهود قد حقدوا على الآلهة الكنعانية السورية القديمة، فحرّفوا أسماءها، ومثالا على ذلك تحريف إسم "الإله" بعل زبول، الذي يعني الظافر، المنتصر، الشجاع والشريف، فصار اسمه في مدوناتهم "بعل زبوب" أي إله الذباب. وفي هذا الصدد يقول د. أنيس فريحه: "ولأن الأنبياء اليهود كانوا دوما يهاجمون ديانة فينيقيا وعباداتها وآلهتها، ومنها البعل وأشيرة وعشتروت، فإنّهم حرّفوا تحريف مشينا لفظة زبول إلى زبوب"(7). ونشير إلى أنّ اليهود اتهموا المسيح بأنّه بقوة رئيس الشياطين "بعل زبول" يخرج الشياطين(8). ويذكر أنّ من أبرز صفات الإله بعل أنّه صُلب وقبر وقام، تماما كما حصل في ما بعد مع السيد المسيح.
4- تــحــقــيــر الــصــلــيــب
إنّ تحوير أسماء المقدسات المسيحية (هامش رقم6) لا يقلّ خطورة، عن تحقير هذه المقدسات، خصوصا الصليب، الذي كان له النصيب الأكبر من تفاهاتهم.
ذكرت بعض التقارير الصحفية أنّ الحذاء المفضّل عند الفتيان والفتيات في "اسرائيل" هو الحذاء المحفور على صفحته السفلية رسم الصليب بحيث يدوسه اليهودي كلّ لحظة أثناء سيره !
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 21 شباط 1997، أنّ الإسرائليين يبصقون أمام الصليب الذي يحمله الكهنة والرهبان، وذكرت أنّ أمام المحاكم الإسرائيلية دعاوى لا تحصى من جانب المقامات الدينية المسيحية على أناس فعلوا ذلك ويفعلونه دائما .
علّق أستاذ علم الإجتماع في جامعة بار إيلان اليهودية مناحيم فريدمان على حكم أصدرته محكمة
البداية في القدس ضد المدعو موشي ارنفيلد الذي بصق أمام صليب يحمله كهنة من الأرمن قرب كنيسة القيامة عام 1995، بقوله: "إنّ البصق أمام الصليب أو عليه تقليد يهودي قديم، يصعب منعه، لكنّه يجب أن يتمّ بتكتم شديد لعدم تنفير السيّاح" !
أعلن وزير العدل الإسرائيلي موشي غوزالي في تصريح صحفي له: "إنّ أي حكم يصدر على من
يبصق على الصليب يجب أن يكون حكما رمزيا، لأنّ الحؤول دون ممارسة هذه العادة يبدو مستحيلا نظرا للحقد الذي يضمره اليهود للمسيحية، التي اضطهدتهم زمنا طويلا في القرون الغابرة ! .
يؤكد بعض السيّاح الأجانب الذين زاروا "اسرائيل"، أنّ الصليب يظهر في معظم الأحيان على الألبسة
النسائية الداخلية للبغايا، وعلى أغطية بعض المزابل وصناديق النفايات وفي المراحيض والمبولات
العمومية .
وأخيرا لا آخراً، حظّرت حكومة العدوّ اليهودي على إداراتها الحكوميّة ومؤسساتها العامة والخاصة
ومدارسها كافة، استعمال علامة الجمع + المتعارف عليها دوليا، لأنّها تشبه صورة الصليب، والإستعاضة عنها بعلامة 11 لحساب الجمع(9).
5- البدع الشيطانية
"البدع الشيطانية"(10)، هي من اختراع "العبقرية اليهودية" _ التلمودية العنصرية، والغاية منها تدمير أخلاق الشباب غير اليهودي عبر جرّه للإنغماس في الجريمة والجنس، والدعارة وألعاب الميسر وتعاطي المخدرات والكحول، وتخريب روحية هؤلاء الشباب المتجذرة في الفضائل الدينية والقيم الإجتماعية السامية، ومنعها من بلوغ أسمى مراتب المطالب الروحية العليا .
ولعلّ أشهر البدع الشيطانية هي "كنيسة الشيطان" التي أسسسها في الولايات المتحدة الأميركانية اليهودي أنطوان زاندور لافي عام 1966، ووضع مبادءها في كتب ثلاثة، من بينها :"التوراة الشيطانية"، و "الطقوس الشيطانية"، وإلى هذه البدعة تعود عشرات "الكنائس الشيطانية"، المنتشرة في أميركانية وانكلترا وايطاليا، ويحاول اليهود منذ مطلع العام 1997، إدخالها إلى العالم العربي عبر بوابتي لبنان ومصر .
أمّا شعار أتباع "كنيسة الشيطان" فهو عبارة عن رأس تيس داخل نجمة خماسية مقلوبة، مرسومة داخل دائرة تحمل في طرف كلّ فرع خمسة أحرف عبرية، تتقاطع مع مثلثين متعارضين يرمزان إلى النجمة السداسية التي تتوسط علم "اسرائيل"، وفي هذا الشعار دلالة واضحة على الجذور اليهودية لـ "كنيسة الشيطان" التي يمارس أتباعها طقوسا منحطة، تبلغ ذروتها في "القداس الأسود"ـــــ الشبيه بالقداس الكاثوليكي ـــــ الذي يشرف عليه ويديره "الكاهن الأسود"، ومن طقوس " القداس الأسود "؛ تمجيد إسم الشيطان بدل إسم الله، وتلاوة صلاة: "أبانا الذي في السماوات" بطريقة معكوسة، هكذا "أبانا الذي في جهنم". ومن الرموز المستخدمة في طقوسهم الشيطانية: الصليب المعكوس، أي رأسه إلى أسفل، وتظهر عليه صورة المسيح، للدلالة على وجود الناصري في جهنم، وفق تلمودهم، مع إطلاق عبارات مشينة، مثل: المسيح مات والشيطان يحكم.
ومن ممارساتهم الشاذة في "القداس الأسود": وضع صورة المسيح وأمّه مريم أرضا، والبصق الجماعي عليها، وتسليط السكين على رقبة المصلوب لذبحه، ورشق المسيح بالسباب وتدنيس الذبيحة الإلهية، وتلاوة الوصايا العشر مقلوبة (إقتل، إسرق، إزن ..)، بدل لا تقتل، لا تسرق ولا تزنِ..
ويختمون قداسهم الأسود في ممارسات جنسية جماعية، وأعمال يعجز القلم عن وصفها، كلّ ذلك وسط الإستماع إلى موسيقى "الهاردوك" الصاخبة، وأغاني "هيفي ميتال" التي تنكر وجود الله وتنفيه .
وكشفت الصحافة المصرية في مطلع العام 1997، عن مجموعات من عبدة الشيطان، وقالت عنهم: "إنّ هؤلاء الشبّان هواة الموسيقى الصاخبة، كانوا يمارسون طقوسا شيطانية، ويهينون الإنجيل والقرآن، ويتعاطون المخدرات ويمارسون الدعارة الجماعية وينبشون القبور ويخرجون الجثث منها. وفي لبنان أعلن وزير الداخلية في صيف 1997، إلقاء القبض على أربع مجموعات من عبدة الشيطان.
6- نبش القبور بحثا عن المسيح
يبدو أنّ أعمال نبش القبور وإخراج الجثث منها والتمثيل بها، التي يقوم بها عبّاد الشيطان هي مشروع يهودي قديم ـــــ جديد، يهدف بشكلّ عام على التعدي على المحرمات الدينية، وبشكل خاص في فلسطين، للبحث عن "جثة يسوع الناصري"، كما يزعمون، لإثبات عدم قيامته من الموت، وصعوده إلى السماء، وبالتالي نسف الديانة المسيحية ونفي عقيدتها، وفي هذا الموضوع يكتب المطران جورج خضر: "أعتقد أنّ الديانة التي تعاديها اليهودية حاليا وقديما هي الديانة المسيحية، بالدرجة الأولى، وكلّ هذا النبش لجثث الأموات المصلوبة الذي يقوم بها علماء الأثار الصهاينة هو للإيحاء بأنّ يسوع الناصري يجوز أن يكون بين هؤلاء المصلوبين، وبالتالي لم يقم من بين الأموات، وطبعا هؤلاء العلماء، وعلماء في ميادين أخرى، متجهون لنقض الديانة المسيحية، ولجعلها شعبة أو فرقة من اليهودية"(11)
لم يسجل تاريخ البشرية فصولا في عدائية شعب ضد آخر، أو دين ضد آخر، كالفصول الإجرامية اليهودية عبر التاريخ، ضد شعبنا وضد الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية.
اليهود أحرقوا اليهود في المانيا، في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد كشفت "المحاكم الإسرائيلية" نفسها، هذه الحقيقة ـــــ الفضيحة في فلسطين المحتلة عام 1948(12).
وأذاع راديو الفاتيكان عام 1950، أنّ ست دول أوروبية كانت خاضعة للسيطرة اليهودية ذبحت أكثر من 1400 راهبا، ودمّرت أكثر من ألف كنيسة. وفي العام 1980 أحرق اليهود معظم الأماكن المقدسة في فلسطين ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى ومكتبة الكنيسة المعمدانية، ودير المسكوبية في قرية عين كارم.. وأحرقوا الاف النسخ من الكتاب المقدس والقرآن الكريم.. أمّا عن مجازرهم الوحشية فحدث ولا حرج، من دير ياسين إلى قانا.. فــ غزة ألاف وألاف الشهداء من النساء والأطفال والعجزة، وقد كتبت عن هذه المجازر عشرات المجلدات.
وامتدّت التعديات اليهودية إلى معظم المقدسات المسيحية، خصوصا الأيقونات والصور، وفي مطلع نيسان 1997، قامت دوريات يهودية بإتلاف صور القديس جاورجيوس ــــــ الخضر، واللوحات والملصقات الخاصة به، بحجة أنّ الفلسطينيين يعتبرون هذا القديس قدوّة لهم في قتال التنين، رمز العداء والقتل والشرّ، المتمثل بهم، أضف إليه أنّ مار جرجس ــــ الخضر يشكّل مثلا أعلى لدى المسيحيين والمحمديين، ولدى شعبنا بشكلّ عام، وهو الملهم لهم في العمليات الإستشهادية ضد العدوّ اليهوديّ"(13).
7- البقرة الحمراء: يتذرع اليهود بقصة ولادة "البقرة الحمراء" في "اسرائيل"، معتبرين ذلك "علامة من الله"، على قدوم "مسيحهم المنتظر"، ويجب إعداد الطريق أمامه، عبر تدمير مسجدي الصخرة والأقصى في القدس، للوصول إلى "هيكل اليهود المقدس"، الموجود حسب خديعتهم، تحت المسجدين الكريمين، وقد أقدم اليهود فعلا، على التعدي على المسجدين، بالمتفجرات حينا، وبالحفر تحتهما حينا آخر، بهدف هدمهما نهائيا، وإعادة بناء هيكلهم المزعوم(14)، وما قصّة ولادة البقرة الحمراء في كيانهم المغتصب إلا إشارة، لهم للمباشرة بهدم المسجدين، وبناء كنيسهم، تمهيدا لاستقبال مسيحهم الدجال .
فما هي قصة "البقرة الحمراء"؟
البقرة الحمراء بالعبرية (باراه أودوماه) هي بقرة يعتقد اليهود أن رمادها – بعد حرقها - كان يستخدم لتطهير الأشخاص والأشياء التي تدنست بملامسة جثث الموتى و أدواتهم.
وجاء في التلمود أن البقرة لا بد أن تكون حمراء تمامًا، ليس بها أي تموجات، والنص يقول: وحتى وجود شعرتين سوداوين على ظهرها – حسب معتقد اليهود - يجعلها لا تصلح لأن تكون بقرة مقدسة تفي بهذا الغرض.
ومواصفات البقرة الموعودة في اعتقاد اليهود أن تكون حمراء تمامًا، ألا تكون قد حلبت من قبل، ألا تكون قد استخدمت في عمل من حمل أو حرث، أن تكون خالية من العيوب الخارجية، والأمراض الداخلية. وأن تكون صغيرة السن لهذا يطلقون عليها البقرة الصغيرة الحمراء.
ويتم التطهير بالبقرة الحمراء عن طريق حرق البقرة بطقوس وأدوات معينة من شجر الأرز الذي يجلب من لبنان، ويستخدم رماد البقرة الحمراء في تطهير اليهود، بدءًا من الكاهن الذي يغسل ملابسه ويغتسل هو برمادها، لاعتقادهم أن اليهود جميعًا غير طاهرين، ويتولى هذه المهمة الكهنة ليتسنى الدخول إلى أرض المسجد الأقصى –
الهيكل بزعمهم- لأن اعتقاد أغلب حاخامات اليهود أن دخول أي يهودي إلى باحات المسجد الأقصى يُعد خطيئة وأمرًا محظورًا من غير أن يتم التطهير برماد البقرة الحمراء، وهم بدون رمادها يظلون نجسين.
ويعتقد حاخامات اليهود أن ميلاد بقرة حمراء على أرض فلسطين المحتلة علامة من الله للبدء في طقس التطهير اليهودي القديم – على حد زعمهم - وببلوغها الثلاث سنوات يبدأ العمل لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم ولهذا تهلل اليهود عندما ولدت بقرة حمراء قبل سنوات في حل صغير في قرية «كفار حسيديم» والتي تقع بجوار مدينة حيفا، وأسموها (ميلودي) وقالوا إنها أول بقرة حمراء ولدت في فلسطين المحتلة منذ أن هُدِم الهيكل على يد تيطس الروماني في عام 70م، وأحاطوها بحراسة مشددة ووفروا لها رعاية على يدّ أكبر الأطباء البيطريين في العالم.
واقترن بلوغ تلك البقرة الثالثة من عمرها باقتحام (شارون) المسجد الأقصى مدججًا بالسلاح والجنود!!
وبقيت البقرة تحت حراسة مشددّة لمدة 24 ساعة يوميًا ولم يتم ذبحها رغم أن عمرها الآن يتعدى الخامسة لأن الفاحصين وجدوا قليلًا من الشعر الأبيض في ذيل تلك البقرة. وحث بعض الحاخامات على استخدام تلك البقرة للإنجاب لعله يخرج من صلبها بقرة حمراء خالصة.
ويوجد الآن في الكيان اليهودي معهد متخصص لدراسة البقرة الحمراء وما زال (معبد الهيكل) في البلدة القديمة في القدس يجرى التطبيقات العملية لإقامة الهيكل المزعوم من حياكة ثياب الكتان التي يرتديها الكهنة إلى الأواني الذهبية للبخور والتاج الذي يلبسه رئيس الكهنة والأدوات التي تستخدم لسدنة الهيكل المزعوم.
وما زال مسلسل البقرة الحمراء مستمرًا، وكأنها تتحكم بمصير المسجد الأقصى، ومشروع جلب البقر الأحمر إلى اسرائيل ما زال قائمًا على الرغم من ارتفاع تكلفة نقل المواشي إلى الكيان اليهودي، حيث تُجلب البقر الحوامل والمتوقع أن تلد بقرًا أحمر من (المسيسيبي).
وفى مفاجأة للجميع أعلن منذ فترة موقع يهودي يدعى موقع «كيباه» العبري، عن ظهور البقرة الحمراء بالفعل، بمزرعة بولاية نيوجيرسي الأمريكية، لدى يهودي أمريكي، وتبلغ البقرة من العمر عامين، وبعد أن انتشر خبر وجودها لدى هذا المزارع بدأت العروض تنهال عليه لشراء هذه البقرة المنتظرة، إلا أنه رفض بيع البقرة حتى بمبلغ مليون دولار، وفى تعليق لصاحب المزرعة الذى اكتشفت فيها البقرة الحمراء، قال: "أنا أريد أن أكون أول من يصل إليه المسيح فور وصوله لتخليص اليهود".
ولخوفه من الوصول للبقرة، قام بعمل سور كهربائي حولها؛ لمنع أي شخص من الاقتراب منها، إلا أن بعضا من كبار خامات اليهود، أعلنوا أنهم يستعدون للذهاب إلى مزرعة «سيلر» المتواجد فيها البقرة الحمراء؛ للتأكد من أنها هي البقرة الحمراء المقصودة والمشار إليها في المعتقدات اليهودية حيث يعتقدون أنها ذبيحة الخطيئة لتكفر عن ذنوب اليهود، فهل هذه البقرة لتكفير خطايا السابقين أم اللاحقين أم المعاصرين الذين أشرفوا على ذبحها؟!
وهل اليهود من عام 70م إلى وقتنا الحاضر وبتعاقب أجيالهم يموتون على نجاسة وأن ذنوبهم غير مكفرة إلى الآن؟
وهل بقرة واحدة تكفي لقرابة 5 ملايين يهودي في فلسطين ليذر رمادها عليهم؟! وإن كانت تكفى فكيف سيوزع هذا الرماد؟
وهل البقرة المطلوب إحضارها تخرج بمعجزة إلهية من غير تدخل البشر كما يقول حاخاماتهم، أم أنها هي صنيعة اليد اليهودية فى مختبرات ومزارع العبث الجينى؟!
وكيف أنهم لا يزالون يؤمنون –عن يقين- بأنهم (شعب الله المختار) حتى قيام الساعة!! ومع ذلك يعتقدون بالقدر نفسه من اليقين أنهم شعب (نجس) منذ عشرات القرون، لماذا؟ لأنهم اقترفوا نجاسات عديدة لا يمكن التطهر منها حسب معتقداتهم إلا برماد البقرة الحمراء ضمن طقوس لا تمارس إلا فى الهيكل، وبما أن الهيكل غائب منذ ألفى عام، وعقمت معه الأبقار أن يلدن واحدة حمراء خالصة فإن النجاسة ظلت ملازمة للشعب اليهودى بكامله. فكيف يجيزون لأنفسهم دخول المسجد الأقصى الذى يسمونه جبل الهيكل؟ ( منقولة عن (google) .
*
لـــعـــنـــة الإنـــجـــيـــل والـــقـــرآن عـــلـــى الـــيـــهـــود
تكثر الشواهد في "العهد الجديد" على المواقف العدائية التي اتخذها اليهود من السيد المسيح، وأمّه مريم، وقد ذكرنا اليسير اليسير منها، ممّا دفع بالسيد المسيح إلى لعنهم ووصفهم بأبناء إبليس. (إنجيل يوحنا، الإصحاح الثامن).
إنّ حقد اليهود على السيد المسيح ورسالته، لا يقل ضراوة عن حقدهم على النبي محمد ورسالته، وقد نزل الوحي على رسول الله، آيات بينة، ومنها:
"واستحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله، أولئك: حزب الشيطان، وهم الخاسرون"(15) .
"وقالت اليهود يدّ الله مغلولة. غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا. كلما أوقدوا نارا للحرب، أطفأها الله. ويسعون في الأرض فسادا. والله لا يحب المفسدين"(16) .
"ولتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، ولتجدنّ أقربهم مودّة الذين قالوا أنّا نصارى. ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا، ترى أعينهم تفيض من الدمع لما عرفوا من الحقّ"(17).
في الخلاصة: "ليس من سوريّ إلا وهو مسلم لربّ العالمين، فاتقوا الله، واتركوا تأويل الحزبيات الدينية العمياء، فقد جمعنا الإسلام: منّا من أسلم لله بالإنجيل، ومنا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالحكمة.. فليس لنا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا غير اليهود. فلنكن أمّة واحدة في قضيتنا الواحدة ونظامنا الواحد"، سعاده.
*
المسيح ليس "ملك اليهود"
إن الأحرف الأولى (INRI) التي تلخص العبارة اللاتينية المزعومة Jesus-Nazarnus –Rex-Ivdauorum)) وتوضع على الصليب فوق رأس المسيح، لا تعني كما هو متداول: ."يسوع الناصري ملك اليهود".
هذا التزوير الفاضح الذي استمر زمنا طويلا، ما لبث العلم أن اكتشف الحقيقة، إذ أثبت العلم، بما لا يقبل الشكّ، أنّ هذه العبارة تعني باللاتينية القديمة (Igne –Natura-Renovater-Integra)، وترجمتها: "النار تجدّد الطبيعة النقية الخالصة بطبيعتها". كما استبدل المزورون اليهود الحرف الأول من الكلمة الأولى "I" بالحرف "J" المدخل لكلمة (Jesus)، للتشابه في الكتابة بينهما. وتلاعبوا بتركيب باقي الكلمات بالإرتكاز على الأحرف الأولى منها "N-R-I" لتتناسب مع العبارة اللاتينية المزورة، ومعناها: "يسوع الناصري ملك اليهود". والجدول في الهامش رقم 6، يوضح تلاعب اليهود ببعض الأسماء المسيحية المقدسة، وتحريفها عن معناها الأساسي .
الهوامش
(1) جريدة "لسان الحال" البيروتية، 30-1-1972 .
(2) المطران جورج خضر، "حديث الأحد"، الجزء الرابع، منشورات النور، ص 417 .
(3) مجلة "إتجاه"، العدد الخامس، آذار/نيسان 1997، رامز يازجي، قراءة جديدة للتوراة والتلمود، ص470 .
(4) جريدة "الديار" البيروتية، تاريخ 12-6-1997، ص26 .
(5) جريدة "النهار" البيروتية، تاريخ 15-8-1972 .
(6) جهاد العقل: صدى الهلال، ص48 .
في العبرية المعنى في التلمود المعنى
إسم يسوع Jeschua المخلص Jeschu ليمح اسمه وذكره
الصلوات المسيحية Tefillah Tiflah الخطيئة والألم
الكنيسة Beth hattefillah بيت الصلاة Beth hattiflah بيت الباطل والشيطان
القديسون المسيحيون kedoschim kededchim الرجال المخنسون
القديسات kedeschoth المومسات
أم يسوع Miriam Charia الغائط
عيد الفصح Pesach Kesach المشنقة
(7) أنيس فريحه: ملاحم وأساطير، ص 46 .
(8) انجيل متى :24:12و 28:12 .
(9) رفيق المعلوف: جريدة النهار 9 نيسان 1997 .
(10) يراجع في هذا الموضوع: "النشرة"، تصدرها بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، السنة السادسة، 1997، العدد الثاني، ص55 . جريدة "البناء"، العدد875، تاريخ 7/6/1997 .
(11) جورج خضر، مجلة "الشراع"، السبت 17آيار 1997 .
(12) "الديار"، العدد1198، تاريخ 30/11/1998 .
(13) "البناء"، العدد 869، تاريخ 24/4/1997 .
(14) "الديار"، العدد3232،28آيار 1997، ص21، نقلا عن newsweek .
(15) سورة النساء 16
(16) سورة المائدة 64 .
(17) سورة المائدة 81 .
ملاحظة: من أبرز المؤلفات التي تعالج موضوع هوية المسيح، كتاب "المسيح السوري"، مؤلفه إبراهيم متري رحباني. نقله عن الإنكليزية وحققه أسامة عجاج المهتار. ط1، 2001، التوزيع: دار امواج لللطباعة والنشر والتوزيع، بيروت- لبنان .
|