من اليمين: الرفيق نقولا صليبا، وديع جرادي، غير معروف، الأمين البرتو شكور، الرفيق خطار نعمة، الرفيق جوزف كعدي والرفيق اكرم بشور
نعيد تعميم النبذة التي كنا نشرناها عن الرفيق نقولا صليبا، ونهديها الى زوجته الرفيقة العزيزة رمزة التي لم تكن اقل من الرفيق نقولا التزاما قوميا اجتماعيا.
كان خارج المنزل في سهرة عائلية مع عقيلته، ليلاً قاد سيارته الى منزله، ركن السيارة في الكاراج، الطابق السفلي في بناية من 10 طوابق، كبس على الزر في المصعد، وصل وزوجته الى باب شقته، إمتدت يده الى مفتاح الشقة، فتح الباب، وسقط.
أطلقت زوجته صراخاً هستيرياً، ركضت بناته والجيران، وآمتدت اللوعة الى كل رفقائه والى الكثير من ابناء الجالية، ونعاه الجميع. هو الرفيق نقولا صليبا.
من عرنة، جبل الشيخ – توجه الرفيق نقولا الى سان باولو حيث ابن عمه جميل قد حقق نجاحاً في صناعة الأقمشة. ومثله توجهت رمزة ابو مراد من بلدتها ميمس الى حيث كان شقيقها الرفيق ميلاد قد حقق نجاحاً مماثلاً.
إقترنا. انجبا ليليان، مارسيا، وساندرا. ربيّا عائلة تشرب الوطن مع كل وجبة غذاء.
عرفته عام 1976، معه توجهت الى الأرجنتين بدعوة من الامين رشيد سابا للقاء المعتمد المركزي آنذاك الامين عصام المحايري.
توجهنا الى فوز ايكواسو حيث طرقاتها كانت من تراب احمر. نزلنا في ما يسمى فندقاً. عبرنا النهر الى الارجنتين على متن لوح خشبي ينقل، الى الافراد، امتعة وسيارات.
في الفوز إلتقينا الرفيق نجيب شوي، وكان يملك محلاً وبيتاً عند اول الجسر الموصل الى مدينة ستروسنر في الباراغواي ("سويداد دل است" حالياً) وبالرفيق ساسين نصر. كانت فوز ايكواسو قرية راحت تنمو وتتوسع وترتفع ناطحات سحاب وفنادق وتصبح مع جارتها في الباراغواي مركزاً تجارياً مرموقاً، الى كونها منطقة سياحية ممتازة بفضل شلالاتها، الاروع في العالم، ولموقعها الجغرافي المميز في المثلث: البرازيل، الارجنتين، والباراغواي.
وعملنا معاً حزبياً. كان محصلاً فناظراً للمالية، لم اعرفه تقاعس يوماً، أميناً صادقاً وفياً غيوراً. كان يترك عمله وينصرف الى أية مهمة حزبية .
اضطررت للتوجه الى العاصمة برازيليا لتدبر اوراق الإقامة في البرازيل بفضل الحضور المميز لعدد من رفقائنا مع السلطات الفدرالية ولتفقد الفروع في كل من اوبرلنديا، غويانيا، انابوليس.
من اليمين: الرفيق حنا حجار، الأمين البرتو شكور، الرفيق انيس صليبا، الرفيق نقولا صليبا والرفيق إبراهيم جريس
ما زلت اذكر زيارتي الى اوبرلنديا ولقائي الرفيق نقولا داود، والرفيق سالم بربر وعائلته الرائعة، ومعهما توجهنا الى بلدة اراشا لزيارة الرفيق ابراهيم حبيب طنوس، ولنستمع الى ذكرياته الحلوة مع سعاده، مع الامين وليم بحليس، وليحدثنا عن العشرات العشرات من الرفقاء الذين انتموا في المنطقة المسماة المثلث الميناوي، التي انتشرت فيها فروع حزبية عديدة.
في غويانيا نزلنا ضيفين في منزل الصديق نعيم الشيخ وعقيلته الرفيقة الممتازة بدره، والتقينا عشرات الرفقاء في مديرية نابضة بالحياة، اذكر منهم الامين ابراهيم حنا خوري، عقيلته مريانا، الاب ميشال خوري، حسن ابو صالحة، صالح حجاز، فرج كريشة، محمد عبد الحق، وفي انابوليس الرفيق حسن الزين، الرفيق جرجورة بيطار، القنصل الفخري الشامي المواطن الصديق حليم الحلو .
وفي برازيليا، الامين عبدالله كوزاك والرفقاء نبيه جبرين، خليل مسوح، عيسى وبهاء وحنا مسوح، عيسى بندقي، احمد رعد، عيسى اليازجي، وليد سلامة، منح خوري، ناصر وخالد نصر، سلام كوزاك، وكثيرين غيرهم.
وفي طريق العودة زرنا الرفيق ايليا خوري في بلدة غوبيرا، فعودة الى سان باولو. 1200 كيلو متر ذهاباً وإياباً، قطعها الرفيق نقولا في سيارته بأعصاب من الماس، وبوجه لا يعرف سوى البشاشة الضحوكة، وقلب مفعم بالطيبة والايمان بسعاده والإلتزام الصادق بالحزب.
الرفيق نقولا صليبا الذي رحل في العام 1986 ما زال حاضراً الى اليوم في ذاكرتي وفي اعماق وجداني، ومثله زوجته الرفيقة رمزة التي لا تقل عنه طيبة وصدقاً وإلتزاماً ومواظبة على حضور كل اجتماع ومناسبة حزبيين، وبناته اللواتي نشأن على حب الوطن، وكنَ مشاركات في المناسبات الحزبية، وأصغرهنَ ساندرا التي ألقت كلمة في افتتاح مكتب الحزب في سان باولو، ومثلها فعل اكبر الرفقاء سنا: خطار نعمة.
رفيقي نقولا
ارفع لروحك التحية، انا واثق انك إذ تستمع الى هتافي ستهب واقفاً حيثما انت وتهتف من اعماقك: تحيا سورية.
كم نحن بحاجة الى امثالك. غيرك سعى الى جمع ثروة مادية وانصرف الى ذاته، بينما انت انصرفت الى حزبك، وسعيت الى جمع ثروة لا تنضب من محبة الرفقاء والناس لك، وتقديرهم الكبير لكل المزايا التي كانت ترافق كل خطواتك.
لا أبكيك وانا ما زلت احزن على فراقك، بل اني افرح لأني عرفتك. وافرح ان في حزبنا رفقاء من امثالك ما زالوا ينبضون بحياة سعاده، عقيدةً ونهجاً وقدوة. وبهم ينتصر حزبنا.
(*) ولد في عرنة (جبل الشيخ) عام 1930، ووافته المنية في سان باولو بتاريخ 1/9/1986.
|