كان عمي نجيب ناصيف قد اقترن من ماري شحادة شقيقة الدكتور حبيب. توفيت بحمى النفاس بعد ان انجبت طفلتها البكر، مما اضطر عمي نجيب من الاقتران من امرأة من "آل بنايوت"(1)، إلا ان هذه السيدة اساءت التعاطي مع الطفلة ماري مما دفع عمي الى الطلاق منها واختار امرأة متعلمة من "بتغرين" (مريم المر) لإدارة المنزل والعناية بابنته الطفلة. ما ان بلغت ماري الخمس سنوات وكانت في غفلة الليل مستلقية على كتف والدها، اقتربت مريم لإيقاظها صباحاً للتوجه الى المدرسة:
- خواجة نجيب .... خواجة نجيب...
الا ان عمي كان قد فارق الحياة ليلاً. عند ذلك اضطر والدي الى نقل الطفلة ماري الى منزله الكبير لتلقى العناية بها من والدته ومن شقيقاته، عندما وجدت النور في منزل الوالد كانت ماري بمثابة الأخت الكبرى تحظى بعناية الوالد وبفضل اهتمامه غادرت الى جامعة السوربون للدراسة الجامعية، عندما عادت كان لها حضورها اللافت في جمعيات عديدة، منها مشاركتها في تأسيس حركة الشبيبة الارثوذكسية(2).
الدكتور حبيب اهتم بتسمية ابنته الثانية (سامية) باسم شقيقته ماري وابنه نجيب(3) باسم صهره نجيب ناصيف اما ابنته الثالثة هدى فقد اخذ والدي اسمها لتسمية ابنته هدى. اذكر ان الوالدة كانت تأخذني دائماً الى الدكتور حبيب شحادة في عيادته بعد منزله القصر . اذكر انه كان يكتفي بلمس مواضع الألم ليصف لي الدواء الناجع.
كان رحمه الله من الأطباء الناجحين جداً. تولى لفترة طويلة رئاسة مستشفى بحنس للامراض الصدرية.
شقيقه عبدالله كان من اثرياء المنطقة امتلك الكثير من العقارات في وسط المدينة كما في منطقتي الجناح والرملة البيضا. قسم كبير منها انتقل بعد وفاته الى ابنة عمي ماري والى ابنيّ أخيه(4) خليل وحسيب.
في بناية خليل المذكورة قطنت ماري لمدة سنوات كما اذكر ان الدكتور الصديق علي الحسيني انشأ مركزاً للاشعة.
في مقابل قصر الدكتور شحادة أشاد الصديق جورج واكيم بناية له سلّم ادارتها الى الرفيق الشاعر المناضل علم الدين شروف(5) واذكر ايضاً اننا استفدنا من بناء ثانوية تحولت لاحقا الى روضة السيدة رفقة عبدالله تاجي الرسمية
المدرسة التي كانت مقر لمنفذية بيروت ومكتب لمديرية المصيطبة
المجاورة لقصر شحادة كمركز للحزب ومقر لمنفذية بيروت ومكتب لمديرية المصيطبة، على مدى سنوات كان هذا المبنى مقراً لافتاً للحضور القومي الاجتماعي في منطقة المصيطبة مدنياً وعسكرياً واذكر اننا بعد اشهر من حضورنا في هذا المبنى كلّفت اكثر من مجموعة تضم رفيقاً ورفيقة لزيارة المنازل المجاورة للسؤال عن أي انزعاج او مضايقة. فكان الجواب واحداً: كلا. ونحن نشكر حضورهم في محيطنا.
هوامش:
(1) آل بنايوت: عائلة معروفة في المصيطبة، انتقل افرادها الى مناطق أخرى. او بالوفاة...
(2) الحركة الشبيبة: من ابرزهم البطريرك اغناطيوس هزيم. والمطارنة جورج خضر، الياس قربان، اسبيردون خوري. المحامي البير لحام، الدكتور ميشال خوري، خالي اندره جحا.
(3) نجيب شحادة: طبيب جلد معروف. وافاه الاجل منذ فترة قصيرة.
(4) لم اعد اذكر الاسم
(5) علم الدين شروف: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
|