كنت اتابع الرفيق سليم الخوري في منزله في بيروت (شارع السادات) وفي منزله الصيفي في ضهور الشوير وقد ربطتني به أواصر من المحبة والارتياح كنت عرفت ان عقيلته رفيقة في الحزب، وكان منكباً على كتابة مذكراته وكنت كلّما سألته عن امر معين يجيبني ستجدها في مذكراتي، وكان يعدني دائما بالحصول عليها فور الانتهاء من صياغتها. الا انه من المؤسف ان تلك المذكرات الغنية لم احصل عليها بعد وفاته رغم مراجعتي ابنتيه كثيرا، وكانت الرفيقة عقيلته وافتها المنية بعد وفاته.
*
عندما نتكلم عن الحزب السوري القومي الاجتماعي في عيناب لا بد أن نذكر بتقدير رفقاءنا فيها الذين بنوا مداميك العمل القومي الاجتماعي، ابرزهم: الرفيقان سليم الخوري وسليم زيدان، وخارجها: الامينان الراحلان منير الشعار(1) الباقي ابدا في تاريخ الحزب وعادل الشعار(2) اللذان نشطا جيداُ في فنزويلا وتوليا مسؤوليات العمل الحزبي فيها وحققا حضوراً متقدماً على صعيدي العمل الحزبي والجالية.
الأمين منير الشعار الأمين عادل الشعار
لعل الرفيق سليم الخوري، كان الرفيق الاكثر تقدماً في العمر بين رفقاء عيناب عند وفاته، كما هو أول رفيق فيها.
منه هذه المعلومات، ننقلها آملين من أي رفيق يملك ما يضيفه او أي تصحيح ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب.
ل. ن.
*
يذكر الامين جبران جريج في مجلده الثاني "من الجعبة" (ص191)، أنه " تشكلت منفذية جديدة من قرى جرد عالية ومن قرى الساحل سُميّت بـ منفذية الغرب ومركزها عالية، وعيّن الرفيق الدكتور محمد أمين تلحوق(2) منفذاً عاماً لها، يعاونه بشكل خاص الرفقاء امين عقل، رامز الريس وفؤاد حنين".
يتابع الرفيق سليم: " كان الحزب قد نما في قرى الجرد بعون خاص واخذت الفروع في تكاثر، ومن أعضائها البارزين ضاهر عبد الملك، وملحم غريزي، وفي الرملية خطار علي سلمان وفي بيصور محمد العريضي واسماعيل ملاعب، في عيتات لبيب تلحوق، في عيناب سليم الخوري وسليم زيدان، وفي عبيه نايف جمال.
"الى الرفيق سليم شاهين زيدان الذي جاء من بعده الرفيق سليم الخوري انتمى تباعاً، الرفقاء: كامل زيدان، عفيف شعيب زيدان، عادل ملحم زيدان، توفيق زيدان، حمد زيدان. ويضيف: "أنه عندما اتى إلى عيناب في العام 1942 عمل على انتماء شقيقيه الرفيقين البرت والفرد، والرفيق سعيد الشعار وشقيقه سمير، عزت الشعار واخويه، حمدان ونجيب يوسف الشعار، وجميل شرف الدين الشعار، نجيب جميل اسماعيل الشعار، وقد تحولت مديرية عيناب التي باتت تضم أكثر من ثلاثين رفيقاً إلى إحدى أنشط مديريات منفذية الغرب.
" عن عيناب يروي الرفيق سليم أن شقيقيه الرفيقين ألبرت وألفرد صنعا للمديرية زوبعة من الحديد بقطر ثلاثة امتار على شعالة جُمعت قطعها في منطقة الخلوة من تلة عيناب التي تشرف على الساحل من الدامور إلى جونية ومن صوفر إلى ضهور الشوير، يضعون الرمال الملأ بالكاز في زاويتيها المتلاصقة على الزوبعة ويضيئونها ليلة الاول من آذار فتراها جميع قرى المنطقة،
" رافق الرفيق سليم الخوري الحزب جيداً في أربعينيات القرن الماضي، وتعرف إلى مسؤوليه، واختير من اعضائه.
وقد سُطر ذلك في مذكرات كان يجهد كي ينهيها، ففعل. وهذا ما عرفته منه في آخر زيارة قمت بها إليه التي كان فيها الرفيق سليم حاضراً بحيويته.
" قال لي الرفيق عبد الفتاح زنتوت، والد الممثل التلفزيوني وحيد جلال، الذي ربطتني به صداقة عمر انه كان يحمل البطاقة الحزبية رقم42 (أي أنه النصف الثاني والاربعون في الحزب) وان الزعيم الخالد كان قد أذن له خطياً بادخال اعضاء في الحزب وانشاء مديريات في العراق حيث كان يعمل وانه كان يرفع تقارير للزعيم باستمرار في الثلاثينات من هذا القرن وانه قد انشأ هناك عدداً من المديريات في المدن العراقية التي سكن فيها وان بعض الاعضاء من هذه المديريات جاؤوا الى بيروت لاستقبال الزعيم سنة1947.
" لم أشارك في هذه الحادثة لانني لم اعرف بحصولها في حينه. البعض يقول ان الامين جورج عبد المسيح انتقل مع الزعيم (اخذ الزعيم) من بيروت الى دمشق، لكنني سأروي ما سمعته من رفقاء في ضهور الشوير صيف1938 عندما علم سعاده من مصادره الموثوقة المتعددة ان السلطات الفرنسية المنتدبة صممت على التخلص منه نهائياً لتصفيته جدياً لانه مصدر ازعاج كبير للانتداب وسياسته، وهو دوما يقض مضاجع المسؤولين المنتدبين. لذلك رأى ان الواجب يقضي بتنفيذ قراره السابق الذي ابلغه إياه المجلس الاعلى في الحزب وخلاصته القيام برحلة مؤقتة الى المغتربات في افريقيا واوروبا والاميركيتين، الى حين تستقر الاوضاع وتتجلى نوايا فرنسا نحوه ونحو الحزب.
لم اسمع بحدوث مخيم تدريبي في الشوير سنة 1935. ولا اظنه قد حدث.
" لقد اقيم مخيم تدريبي صيف 1937 وكان القائد جمال باشا الغزي والتفاصيل في مشروع كتابي جمال باشا الغزي، كما اخبرني ابنه شهاب الذي كان معي في صفي في مدرسة الفنون الاميركية في صيدا. كان أحد الجنرالات المعاونين لاتاتورك في معركة غالييولي عندما حاول الاسطول البريطاني اختراق مضيق البوسفور فكبده الجيش التركي الخسائر الفادحة وصده.
بعدها التحق بالسعوديين وقاد الحملة على مكة المكرمة حيث دخلها عنوة على رأس الجيش السعودي وتم تنصيب عبد العزيز آل سعود ملكا على الحجاز ومن بعده على المملكة العربية السعودية.
" حضر جمال باشا الغزي بعقاله المذهب وكوفيته وعباءته البيضاء والمطرزة بالذهب حفل تسلمنا شهاداتنا وابنه بيننا في15 حزيران 1935 في مدرسة الفنون الاميركية في صيدا حيث ألقيتُ خطبة الخريجين ".
وعن معرفته بعدد من الرفقاء أورد الرفيق سليم في رسالته ما يلي:
موريس الجميل: بقي مؤمنا بعقيدته القومية كما اعتقد رغم انقطاعه عن الحزب لاسباب عائلية. وكان هو النائب أو وزير يزورني في مكتبي قبل أن يلتقي رئيس مجلس الخدمة المدنية وكثيرا ما استعدنا ذكريات حلوة ومرة عن سعاده.
فكتور أسعد حنا: ناظر تدريب من الطرازان على عقيدة وتنفيذا وإقداما وهو الذي اخرج الزعيم من مطبعة فضول في منطقة الجميزة. تفاصيل هذه المؤامرة مدونة في كتابي.
منير الحسيني: زارني في بيتي في عيناب صيف 1942 عندما كان يعلم في مدرسة الداودية في عبية واستمرت صداقتنا. ذهب الزعيم الى بيته ليلة حادثة الجميزة ولكنه نام في بيت القومي السري نبيه جارودي ليلته الاولى.
*
هذا بعض من الكثير عن سيرة الرفيق سليم الخوري وأدائه الحزبي النضالي. أما الكثير فننتظر ان نقرأه بشغف في مذكراته، التي نعلم انها غنية بالمعلومات، صادقة، وحقيقية.
واجبنا أن نسعى لطبع مذكراته وفيها الكثير من المرويات والمعلومات التي تفيد تاريخنا الحزبي، وتروي حكايات النضال القومي الاجتماعي في آخر النصف الثاني من الثلاثينات وطيلة أربعينات من تلك المعلومات ما ورد في رسالة وجهها إلي بتاريخ 14/2/2001 واحتفظ بها تحفة غالية.
| 
نسخة للطباعة