روى لي الامين اسطفان قربان:
كانت مديرية رأس بيروت نظمت مع تجار شارع المقدسي مهرجاناً طوال يومي السبت والاحد 03-04 ايار 2015، حضره الآلاف من قوميين اجتماعيين ومواطنين. عند العاشرة من مساء يوم الاحد قصدتُ مكتب مديرية رأس بيروت للمشاركة في لقاء هيئة المديرية مع مجموعة من تجار شارع المقدسي، ليقيّموا العمل الناجح الذي تحقق طيلة يومي المهرجان. دخل شاب انيق يسأل عن المدير، لم اكن شاهدته من قبل. لفتني هندامه، ربطة عنقه.. كلها من ماركات فرنسية معروفة، وبصحبته عقيلته التي كانت ترتدي، مثله، ثياباً انيقة، شقيقتها، والاولاد..
نظر الشاب الانيق الى ارض المكتب. وكان طبيعياً، مساء يوم حافل، ان تكون ارضه مفروشة باعقاب السجائر، وغيره...
التفت الى زوجته، فهمت، شمّر عن ساعديه، شمّرت، طلب مكنسة. نزل الى حانوت واشترى اكياس نايلون للنفايات، ممسحة، واغراضاً اخرى للتنظيف.
راح، زوجته، شقيقتها، واولاده، ينظفون المكتب..
نظر إليهم الامين اسطفان مستغرباً، ومُكبراً فيهم هذا التعاطي الراقي.
حاول ردعهم: فغداً سيأتي رفقاء ورفيقات لينظفوا المكان.
استمروا وازالوا النفايات واعقاب السجائر، وما رُمي فوق ارض المكتب، ثم راحوا يشطفون الارض بالماء، ويمسحون مرة، مرتان واكثر.
كان، هو في بزته الانيقة الـsigné، زوجته، شقيقتها، واولاده، فريق عمل متكامل منصرف الى تنظيف مكتب المديرية.
التجار المجتمعون مع اعضاء الهيئة كانوا في دهشة وهم يرون هذا الفريق، الانيق لباساً وهنداماً، يقوم باعمال النظافة، كأي عامل او عاملة.
ابى ان يتوقف، ان يستمع الى تمنّي الامين اسطفان، ومدير المديرية.
التجار صمتوا، احدهم قال ان حزباً فيه من امثال هذا الرفيق، حزب لا يموت.
لتاريخه لم يتعرّف الامين اسطفان على اسم الرفيق. كل ما عرف عنه انه من منفذية الضاحية الجنوبية.
قلت: هو تلميذ سعاده. الا يكفي له اسماً ؟؟
**
صونوا حزبكم
اعادني هذا التصرف الى امر مماثل. في بداية السبعينات من القرن الماضي وكانت تأسست شعبة للعمل النسائي، توجهت الرفيقة اخلاص (الامينة، قرينتي لاحقاً) الى منزل الرفيقة مرسال نصار(1).
الرفيقة مرسال كانت ناشطة حزبياً. اقترنت من شاب من آل فارس ينتمي الى حزب البعث، فابتعدت عن الانتظام الحزبي انما بقيت على ايمانها القومي الاجتماعي وبقي هو على عقيدة حزب البعث.
استقبلتهن بترحاب، حدثوها عن الحزب. عن سعاده. عن القضية. عن الامة.
ابتسمت. نظرت إليهن، في مقلتيها دموع: قولوا لحضرة الرئيس (الامين د. عبد الله سعاده في حينه)، انه اذا طلب مني ان انظف درج المركز، ان اشطفه بالماء وامسحه، فاني افعل.
بالله عليكن يا رفيقاتي، صونوا حزبكم. صونوا حزبكم. نحن الذين توقفنا، نشعر بندم كبير، وحده سعاده ينقذ الامة. وحده شمسها. وتحيا سورية،
وبـكَــــــت.
*
(1) شقيقة العالمة المعروفة الدكتورة سلوى نصار. نشرت نبذة عنها بتاريخ 11/04/2013.
للاطلاع الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info .
|