في الستينات كنت قرأت في كتاب للامين عبد الله قبرصي عن الرفيق الياس قدسية، واذكر ان اسمه ورد في سياق الحديث عن الرفقاء في حلب، ومضت سنوات وإذ تعرفت على الرفيق مالك مالك عرفت انه ابن الرفيق الياس قدسية.
منذ ذلك الوقت، الرفيق مالك ناشطاً في مديرية المصيطبة وعلاقتي به ممتازة كما بشقيقتيه الرفيقتين ضحى وصباح وبشقيقه فجر الذي ما زلت اذكر دراسته الجامعية في مدينة سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.
الرفيق مالك يتمتع بمؤهلات كثيرة جعلته يتبوأ مسؤوليات حزبية وحضوراً لافتاً في اكثر من جمعية ومؤسسة في المصيطبة (وتحديداً في أوساط الطائفة السريانية) وصولاً الى امانة سر مدرسة مار ساوريوس السريانية متعاوناً مع مديرها الامين عبد المسيح طرزي.
كان الرفيق مالك لافتاً في صدقه في استقامته في ارتباطه الوثيق بالعقيدة والنظام القوميين الاجتماعين في علاقاته الحلوة بالكثير من أبناء المصيطبة.
كنا نلتقي دائما، ودائما كنت اوليه الثقة واتعاطى معه بكل المحبة الى ان بدأ المرض يقتات من عافيته انما كان دائماً مشعاً بالحيوية معبراً بصمت وذكاء عن ارتباطه الوثيق بالحزب.
يؤلمنا في منطقة المصيطبة اننا نخسر تباعا رفقاء اعزاء كان لهم حضورهم ولا يمكننا ان ننساهم أمثال: إبراهيم صندقلي، سيمون بهنا، حسين الزين، اميل أبو رزق، عبد الرحمن بشناتي، والكثيرين الكثيرين وصولا الى الأمناء عبد المسيح طرزي، بشارة باروكي، ايلي معلوف، انيس وسهام جمال والرفقاء ايلي سعاده، طوني نصر البسكنتاوي، جورج ديراني، سليم أبو سق، نديم عبد الصمد، ملكي جتي وغيرهم وغيرهم... اتينا على ذكرهم في نبذات سابقة.
المصيطبة فخورة بتاريخها الحزبي فرحة وحزينة بالعشرات العشرات من الرفقاء الذين انتموا فيها وهم من مختلف عائلاتها ومذاهبها وهم باقون في تاريخها منضمين الى هذا العدد الجارف من الرفقاء والمواطنين المقبلين الى النهضة فتستمر المصيطبة، ليس فقط انها حضنت رفات الزعيم انما لكل تاريخها النابض والمستمر.
|