في رسالته الى الرفيق إبراهيم حبيب طنوس(1)، توّجه اليه سعادة بالرفيق الحي وكنت نشرت نبذة عن الرفيق المذكور يمكن العودة إليها واذكر اني زرته ذات يوم عندما كنت في زيارة حزبية الى مدينة اوبرلنديا(2) مع كل من الرفيقين نقولا داوود(3) وسالم بربر(4)
في مطلع شبابي كان اسم رامز سري الدين يتردد على لسان والدتي. رامز. رامز. فهو صاحب البقالة في شارع بيضا، مع شقيقه المواطن الغيور، الآدمي، يوسف. وقد انضم إليهما، لسنوات الرفيق الياس بيطار(5) مسؤولاً عن الملحمة .
في أواخر العام 1965 انتميت الى الحزب في "منفذية الطلبة الثانويين". ما ان عرف بذلك منفذ عام بيروت الأمين جبران جريج(6)، وزارنا في منزل العائلة، حتى اصرّ على ان يتبعني الى مديرية المصيطبة، مقرراً ان اتولى مسؤولية المدير. حاولت تأجيل قراره. فأنا ما زلت يافعاً ولا تجربة حزبية لدي. أصرّ. وقرر ان يتعيّن الرفيق سيمون بهنام(7) ناموسا فأتدرب على يديه على شؤون الإدارة الحزبية.
وهكذا كانت البداية. كان الرفيق رامز سري الدين يقطن في "شارع بيضا" حيث محل البقالة وكان طبيعياً ان ازوره، ان نعقد الاجتماعات الدورية في منزله، كما المناسبات الحزبية.
اذكر الى نشاطه الدؤوب في المصيطبة ان تعين مسؤولا عن العمل الحزبي في منفذية الشوف. حصل ذلك في الستينات في فترة تولي الرفيق هنري حاماتي (الأمين لاحقاً) لمسؤولية مفوض الحزب في لبنان. لم تحل أوضاع عمله او الظروف الأمنية القاسية في تلك المرحلة في ستينات القرن الماضي، ان يتوجه الرفيق رامز الى الشوف ان يختار هيئة للمنفذية وان ينشط حزبياً غير آبه بكل المخاطر.
وهكذا بات الرفيق رامز، وبتُ على علاقة ممتازة به، فهو يتمتع بالكثير من فضائل الالتزام النهضوي، يحتل حضوراً لافتاً في الشارع وفي الحي.
مضت سنوات، وصدف ان اخترت والامينة اخلاص منزلا للعائلة في بناية بركة المقابلة لقصر الصديق توفيق بيطار حيث كان أقام الزعيم الوطني كمال جنبلاط في الطابق الاول. هذا القصر كان مقابل بناية بركة حيث المحل الذي انتقل إليه الرفيق رامز.
كان طبيعياً ان تصبح علاقتي يومية بالرفيق رامز ومعها الكثير من أواصر المحبة والاحترام.
اشهد ان الرفيق رامز احتل الكثير من الحضور اللافت، محبة واحتراماً، من جميع العائلات في البناية وفي المحيط، لا احد إلا وكان يتعاطى معه بالاحترام.
في الظروف الصعبة، وفي كل الاحداث الأليمة التي مرت على المنطقة كان الرفيق رامز، المعروف انه قومي اجتماعي، محط لافت للاحترام.
اليوم، وبعد ان تجاوز الرفيق رامز التسعين، واضطر الى ملازمة منزله، فهو مستمر على ايمانه الوطيد بالحزب، مهتما باخباره، سائلاً عن رفقائه، ومردداً مع ابتسامته المشرقة زجليات حفظها منذ أوائل سنوات انتمائه، منها:
طلّ الفادي تينادي من اعلى قمة ببلادي
بُشرى للعالم كله مولد أنطون سعاده
مولد أنطون سعاده عم الوعي ببلادي
شدّوا الهمة يا رفاقي تنحرر كل الامة
من كل غاصب ببلادي
اني ما زلت على تواصل مع الرفيق رامز، ازوره في منزله كلما تمكنت، اتصل به هاتفياً لاطمئن مستمداً من ايمانه زخما ودافعا معنويا للاستمرار.
رفيقي رامز، لاني عرفتك جيداً وتابعت التزامك الحزبي، اتوجه إليك بحضرة الامين، فانت تستحق رتبة الأمانة للكثير الكثير مما ينبض في اعماقك من ضياء الحزب.
ومع انه انتقل الى منطقة وطى المصيطبة منذ سنوات، الا ان الأهالي في شارع بيضا ومحيط منزل جنبلاط ما زالوا يتحدثون عن فضائله وحسن تصرفاته معهم.
عقيلته المواطنة نبيلة(8) بنت مع الرفيق رامز عائلة ناجحة، ثقافة وعلماً. تؤمن بالحزب، كثيرة الإخلاص له، وهي تحتل لدي مرتبة الأخت.
رامز سري الدين،
كم احببتك، واني اشهد وقد عرفتك منذ العام 1956، انك من افضل الرفقاء الذين عرفت. انت قدوة حية، نقول بها لجميع المواطنين هذا هو حزبنا، فاقتدوا.
رفيق رامز: احبك.
هوامش:
(1) إبراهيم طنوس: من أوائل رفقائنا في البرازيل وكان له اهتمامات لافتة في المواضيع التاريخية. نشرت عنه نبذة تفيه حقه. للاطلاع مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(2) اوبرلنديا: المدينة الأكبر في منطقة (المثلث) الميناوي الواقعة بين ولايتي البرازيل وميناس جيرايس وكنت اتوقف عندها كلما توجهت الى برازيليا، غويانيا وانابوليس. من غويانيا توجهت ذات يوم الى اوبرلنديا ثم الى مدينة اراشاي.
(3) نقولا داوود: من احلى الرفقاء الذين عرفتهم في البرازيل. كتبت عنه نبذة غنية يمكن الاطلاع عليها كما آنفاً.
(4) سالم بربر: تولى دائما مسؤولية العمل الحزبي في اوبرلنديا وجوارها. رفيق معطاء. شقيقه الرفيق سامي ناشط في استراليا وفي زياراته الى اوبرلنديا اجتمعت في منزله مع والدته الفاضلة أم سالم وأولاده الذين وقفوا صفاً واحداً بالتسلسل العمري مؤدين التحية الحزبية.
(5) الياس بيطار: من منطقة القامشلي. كان ناشطا مع التنظيم المعروف بتنظيم عبد المسيح عكس شقيقه الرفيق سليم. كان له حضور لافت في محيط الطائفة السريانية في المصيطبة. سافرا الى الخارج ولم اعد اعرف عنهما شيئاً.
(6) جبران جريج: كانت علاقتي به مميزة، ايستمرت مع عائلته وآمل ان أتمكن من نشر نبذة غنية عنه. علما اني ذكرته في كثير من المناسبات.
(7) سيمون بهنام: عرف باسم سيمون بهنا. شتارك في الثورة القومية الاجتماعية . كان رفيقا ناشطاً.
(8) نبيلة: والدها حسن كبول كان له حضوره اللافت في بلدته "عين زحلتا" تربطه علاقات جيدة مع نعمة ثابت، مع توفيق رعد، ومع الكثيرين من الذين تميّزوا في تلك الفترة. شقيقها الرفيق فؤاد، تولى مسؤوليات في منفذية الغرب والجبل.
|