الصادرة رقم 8/6/72 التي كنت وجهتها بتاريخ 28/4/2004 إلى الرفيق رياض الحسنية في مدينة سويداد بوليفار، نضيء بعض الشيء على أحد الرفقاء الذين عرفتهم من سبعينات القرن الماضي، وكان يتولّى بتفانٍ مسؤولية مدير مديرية سويداد بوليفار، وما زلت أذكر زياراته إلى الوطن فاتصاله بي، وأذكر أنه كان أقام في مدينة عالية:
"في لقائي مع حضرة الأمين محمود الجوهري(1) بتاريخ الاثنين 26/4/2004، أتينا على ذكركم وعادت بي الذاكرة إلى السبعينات عندما تولّيتم مسؤولية العمل الحزبي في سويداد بوليفار، وكنت أتولى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود.
حضرة الرفيق،
لست أدري إذا كنت تسلّمت "دليل العمل" وجدول المعلومات للذاتية الشخصية والحزبية، أرفقهما لك ربطاً على أمل الاطلاع، والعمل على تدوين ما يفيد تاريخ الحزب من مرويات حزبية منذ انتمائك إلى الحزب مروراً بالفروع التي انتظمت فيها وعملت، في الوطن وفي مناطق عبر الحدود.
كل رفيق هو جزء من تاريخ الحزب، فإذا دوّن معلوماته ساهم في الحؤول دون ضياع هذا الجزء، خاصة إذا علمنا أنّ عدداً كبيراً من الأمناء، والرفقاء الذين عايشوا أحداث الحزب لم يسجلوا مذكراتهم كما لم يحصل أن سجّل أحد تلك المعلومات، فضاعت بوفاة هؤلاء الأمناء والرفقاء.
الرفيق رياض الحسنية له من ماضيه الحزبي الغني بالالتزام الواعي وبالنضال، ما يجعله يملك الكثير من المعلومات التي تفيد تاريخ الحزب، لجهة أحداثه، كما فروعه الحزبية. فإذا عمل الرفيق رياض على تسجيل معلوماته، حفظها لحزبه كما للأجيال اللاحقة، وإلا ستضيع ذات يوم كما ضاعت معلومات كثيرة لم يتنبّه أمناء ورفقاء إلى تسجيلها.
لذلك آمل، وأنا أعرف أصالة انتمائكم إلى الحزب، أن تتمكنوا من تسجيل ذاتيتكم ومرويّاتكم الحزبية، كما آمل أن تتمكنوا من زيارة الوطن مرة جديدة فيتسنّى لنا أن نلتقي بكم، كلقاءاتكم برفقاء وأقرباء وأصدقاء يشتاقون إليكم، وتشتاقون.
لك أبلّغ تحياتي وأشواقي ومحبتي. أحفظ لك الكثير من المحبة. ولو أني لم أعرفك كثيراً، إنما أعرف عنك ما يُفرح ويجعلنا نعتزّ".
*
وفاته فتشييعه في سويداد بوليفار
بتاريخ 29/6/2006 وجّهت مديرية ماتورين الرسالة التالية، فأحلناها إلى عمدة الإذاعة والإعلام وفيها ما يلي: "شيّع القوميون الاجتماعيون وأبناء الجالية في مدينة سويداد بوليفار والمدن المجاورة الرفيق المناضل رياض الحسنية، وقد تميّز التشييع بكثافة الحضور من مختلف شرائح الجالية الاجتماعية والثقافية والسياسية، وألقى الأمين محمود الجوهري كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي نوّه فيها بنضال الرفيق وإيمانه العقائدي الصلب طوال فترة عمله الحزبي في المغترب الفنزويلي، حيث قال:
"ما جئنا نحملك جثة مصيرها الفناء والموت، وإنما جئنا لنرفعك علماً حزبياً من أعلامنا في هذا المغترب".
كما أكّد الأمين محمود الجوهري على ثوابت الحزب العقائدية والسياسية بالالتزام الكامل بالمقاومة واستمرارها كقوّة ردع في وجه الاحتلال الصهيوني، وشدّد على أهمية العلاقة السورية اللبنانية النابعة من وحدة الشعب في البلدين، ومن ثم نقل تعزية قيادة الحزب وعمدة عبر الحدود لزوجة الفقيد وأولاده.
هوامش:
(1) محمود الجوهري: من الرفقاء المناضلين الذين نشطوا في مدينة مرغريتا، متولياً بنجاح مسؤولية مدير مديريتها، إلى مسؤوليات ومهام حزبية على صعيد فنزويلا. تحلى بثقافة قومية اجتماعية جيدة، وبتجسيد متقدم لمفاهيم الحزب. كانت علاقتي به مميزة، توفي بتاريخ 25/10/2017، للاطلاع على ما عممناه عنه عند وفاته، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info وآمل أن أتمكن من أن أُعدّ نبذة غنية عنه، وفاء لمسيرته الحزبية النضالية.
|