لفتني وانا اطالع الجزء ين الاول والثاني من مجلدات "من الجعبة" للامين جبران جريج، ورود اسم طبيب الاسنان الرفيق فريد شكر في اكثر من مكان.
ولفتني ايضا ان يكون الرفيق الدكتور فريد شكر يعتلي فرسه الحمراء في تجواله قي القرى، مع بدايات تأسيس العمل الحزبي في المتن الاعلى.
ففي الصفحة 333 من الجزء الاول، يورد الامين جريج:
" ومن نشاطات الرفيق يوسف تاج(1) يصل الحزب الى رويسات البلوط، وفي راس المتن ينتمي طبيب الاسنان فريد شكر، اما في برمانا نفسها فقد ادخل بمعاونة جميل مقصد كلا من يوسف مزهر ونجيب الصايغ.
وفي الجزء الثاني يتحدث الامين جريج عن الرفيق شكر في مكانين:
الاول: في الصفحة 189 اذ يورد ان الحزب: "نما في المتن الاعلى نموا هائلا حتى انه اصبح منفذية وفي وقت قصير جدا عيّن طبيب الاسنان فريد شكر منفذا عاما بالوكالة لمدة اختبارية.
يضيف: كانت اول مديرية في المتن الاعلى: مديرية رأس المتن، مديرها الرفيق عارف مكارم، وفي حمانا مديرية، مديرها الرفيق سليم رزق، وفي شويت مديرية مديرها الرفيق صالح ابو سعيد، اما في باقي القرى فقد بدأت الفروع تنشأ واهمها، مع اهم الاعضاء فيها، فهي قرنايل:الرفقاء نايف هلال، وديع الاعور وغسان ابو فخر الدين هلال. القلعة: الرفيقان سليم المصري ونجيب المصري، بزبدين: الرفيقان كميل خوري وجميل ابو علي معضاد، كفرسلوان: الرفيقان عارف حاطوم وكامل سليمان المغربي، قبيع: الرفيق فؤاد فخر الدين. العبادية: المسؤول فيها الرفيق سعيد نجار. بتخنيه: الرفيق الصيدلي نجيب ابو الحسن. الخلوات :الرفيقان ابراهيم الخطيب وعارف المصري.
الثاني: في الصفحة 190 وفيها يورد المقطع التالي:
" على فرسه الحمراء كان المنفذ العام بالوكالة الرفيق فريد شكر يتجول في قرى المتن الاعلى يتفقد الفروع الحزبية وينشئ فروعاً حزبية جديدة، ويقوم بالدعاية الحزبية بلا كلل او ملل وفي الوقت نفسه يمارس مهنته، يعاونه في هذه الشؤون الهامة "اليوسفان" يوسف تاج ويوسف شقير، وكما يذكر قدامى القوميين الاجتماعيين الرفيق فريد شكر وفرسه الحمراء، لا بد انهم يتذكرون اليوسفين وقدومهما الى القرى راكبين جحشين يقطعان المسافات، هرولة.
" وبصفته منفذاً عاماً للمتن الأعلى، شارك الرفيق الدكتور فريد في يوم بكفيا، واصيب بعدما شارك مع الرفقاء في التصدي البطولي لرجال الأمن الذين تجمعوا من أجل افشال الأحتفال الحاشد الذي اُطلق عليه يوم بكفيا " في 21 شباط 1937.
عن هذه المشاركة يروي الرفيق حمود هاني، من رأس المتن(2):
"تبلغنا الامر بواسطة الرفيق فريد شكر، مسؤول المتن الأعلى آنذاك، وكنا في حماس للالتقاء بالزعيم في اول تجمع عام للحزب. انتقلنا بواسطة شاحنة سالكين طريق قرنايل – صليما – بعبدات - بكفيا. اذكر من رفقاء الرحلة: يوسف تاج وعارف هاني".
*
فرُحت ابحث عمن يعرف الرفيق الدكتور فريد شكر او عنه، الى ان التقيت ذات مناسبة برفيق عرفته في ستينات القرن الماضي، ونشطنا حزبياً، هو في بنك التوفير (قبل ان يؤسس اعمالا ناجحة) وكنت في بنكو دي روما. كان مضى ما يزيد على الأربعين سنة. لم اتصوّر اني سأراه، وهو كذلك. فما عرفته انما كنت احدّق به، وهو يبادلني التحديق المماثل، اقتربت منه:
- أنا بعرفك، بس ناسي مين انت؟!
- أنا جوزف شكر
وتعانقنا، نستعيد ذكريات العمل الحزبي في السنوات الصعبة، وأسأله عن رفقاء كنت عرفتهم في تلك المرحلة، ويعرفهم بدوره.
وسألته بعد حين. شو بيقربك الدكتور فريد شكر؟
- عمي
وعانقته مجدداً، واكثر.
*
من الرفيق جوزف شكر هذه المعلومات عن عمه الرفيق الدكتور فريد شكر.
• الاسم الكامل فريد يوسف شكر
• مواليد معاصر الشوف، العام 1906
• درس في معهد الفرير (صيدا) ثم تابع في الجامعة اليسوعية حائزاً على شهادة طبيب اسنان.
• كان يصطاف في قرية "بحالا"( جوار بلدة حمانا)، وكان يجول في القرى على فرس حمراء، والى جانب عمله كطبيب اسنان، كان يتواصل مع الفروع والرفقاء بعد ان تعيّن منفذاً عاماً للمتن الأعلى(3) اما في بيروت فكان يقطن الرميل، في جوار مستشفى الجعيتاوي.
• كان اديباً وخطيباً مفوهاً. ارتبط بصداقة قوية مع النائب والمحامي اميل لحود الذي وقف اشبيناً له في عرسه، ومع الرفيق السابق صلاح لبكي الذي صدف ان دخل السجن معه، ولاحقاً خرجا في نفس اليوم، وفي نفس اليوم ايضاً فارقا الحياة.
• كانت له مراسلات مع الاديب امين الريحاني، مع الملك فيصل، وقد أهداه فرسا،ً اذ كان الرفيق فريد يهوى تربية الأحصنة، كما امتطاءها، وكان ان قضى وهو يمتطي احد احصنته في رأس الحرف (4).
• كان طويلاً عريض المنكبين، قوي البنية، ويتمتع بإطلالة جذابة.
• تعرّض للسجن مرتين. اولى في بلدة المتين التي كانت خسرت شابين من ابنائها قضيا غرقاً بسبب فيضان نهر بيروت. في تشييعهما القى المنفذ العام الرفيق الدكتور فريد كلمة هاجم فيها السلطات على اهمالها، فأدى ذلك الى توقيفه، وثانية بعد استشهاد سعادة في 8 تموز 1949.
• كان عضوا في نقابة المؤرخين الفرنسيين في باريس.
• اقترن الرفيق فريد من السيدة جورجيت الامير سليم ابي اللمع (5) في انطلياس، ورزق منها:
- المهندس جهاد توفي باكراً
- فادي غادر الى كندا بعد حصوله على اجازة بادارة الاعمال.
- فيفيان متأهلة من انطوان كيرياكيدس
- جمانة متأهلة من مكرم سالم
• وافته المنية في 20 تموز 1955
*
الأمين الياس بشعلاني، عرف الرفيق الدكتور فريد منذ الطفولة. كان والده لطف الله وعمه سليمان على علاقة وطيدة مع الرفيق شكر الذي كان يتردد الى صليما كما الى غيرها من قرى المتن الأعلى، مما جعلهما يقدما بيتا له (عليّة) في جوار منزل العائلة كي يلتقي الدكتور شكر مرضاه.
يضيف الأمين الياس: كنت طفلاً عندما قام برصرصة ضرس لي. لا بنج ولا اي شيء يخفف من الألم في تلك المرحلة من اربعينات القرن الماضي، ويضحك: على "الخرّ بُرّ"، وكان يشغّل ماكينته التي كان يجلبها معه مع عدّة طب الاسنان، بواسطة قدمه.
وسألته، وفرسه الحمراء ؟
كان اشترى سيارة اميركية من نوع Shakar، على اسم عائلته، وبها كان يتنقل في قرى المتن الأعلى، وبعض قرى المتن الشمالي.
*
الدكتور توما شكر
وعن والده، طبيب الاسنان، الدكتور توما شكر يوضح الرفيق جوزف ان جبل لبنان كان دائرة انتخابية واحدة تتألف من الأقضية التالية: جبيل، كسروان، المتن الشمالي، المتن الاعلى، الغرب والشوف، وبالتالي كان المحامي النائب اميل لحود يجول في كل هذه المنطقة، التي منها الشوف، فأقام علاقة وطيدة مع والده الدكتور توما، كما مع عمه الدكتور فريد، وبفضل هذه العلاقة انتقل الدكتور توما، بعد قسمة الجبل، الى بعبدات واقام فيها منذ ثلاثينات القرن الماضي، ناقلاً نفوسه اليها، مقترناً من السيدة كارولين خوري مجاعص (من الشوير) ومنجباً منها الرفيق جوزف الذي بقي، بعد وفاة والديه، مستقراً في بعبدات .
وكشقيقه الرفيق فريد، قضى الدكتور توما بسكتة قلبية فاجأته وهو يقود سيارته عائداً من معاينة امرأة مقعدة.
كان صديقاً للحزب، انما لم ينتم.
هوامش
(1) يوسف تاج المنذر. من اوائل رفقائنا في برمانا. كان شاعراً ويملك صوتاً رائعاً. شكل ثنائياً ناجحاً مع الرفيق الشاعر يوسف حاتم. كتبتُ عنهما منذ 8 سنوات او اكثر. للاطلاع، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية التالي : www.ssnp.info
(2) الجزء الثالث من مجلد "من الجعبة" للأمين جبران جريج صفحة 166.
(3) تولى ايضاً مسؤولية منفذ عام الشوف في الفترة 1940-1941 .
|