إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عملاقان من بلدة نيحا: وديع الصافي والامين سعيد ورد

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2013-10-24

إقرأ ايضاً


عندما نُعي المطرب الكبير وديع الصافي، وأُتي على ذكر مسقط رأسه بلدة نيحا، مئات المرات في مختلف وسائل الاعلام، كان يرتسم امامي في كل مرة، العملاق، جسدا وفي النضال القومي الاجتماعي، ابن بلدة نيحا الامين سعيد ورد. وتذكرت ما كان يرويه لي الامين سعيد عن علاقته الوطيدة بالمطرب الخالد، طفولة وشبابا، وكيف كانت تشده اليه اواصر متينة من الصداقة.

*

وتذكرت ايضا ما كان كتبه عن حفلة الطرب التي اقامها "صديقي وديع الصافي بتاريخ 9111963 في بيتنا الكائن في قصر آل حماده في بعقلين واستمرت حتى الصبح تنفيذا لوعود سابقة يعتبرها وديع نذراً يجب وفاءه، وقد فعل حيث حضر هو وزوجته وابنه الصغير جورج وعمه الشاعر سعيد وصهره يوسف الياس الحداد وصديقه من دير القمر ذيب ابو رجيلي وزوجته اولغا ابي راشد من نيحا ومعاونه عازف الكمان "ايلي" العجيل.

وقد حضر من اقارب زوجتي النائب السابق قحطان حمادة وطبيب القضاء امين حمادة وابن شقيقته سهيل وعادل حمادة وابنه منير وكان حاضراً ايضاً صهري الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق وشقيقتي وعدد من قريباتنا.

لقد كان وديع في تلك السهرة في افضل حالاته فقد شرب وانطرب واطرب وعزف على عوده ببراعة ورشاقة مما دعا الدكتور امين حماده لان يقول:

وعود رخيم كالهزار يغرد له كل ارضاب المحبة تسجد

انامل صافي داعبتها بلطفها فقالت له الاوتار اياك نعبد

*

ومنذ ايام عندما اتصلتُ بالفاضلة مالكة حمادة ورد اطمئن عنها، حدثتني كيف استقبلتها عائلة المطرب الراحل في نيحا، وحديثها المستفيض عن الامين سعيد ورد، ذلك الامين الحق، ايماناً وثباتاً ومناقب، ونضالاً وصدقاً واخلاصاً، الذي لا انسى تلك اللحظة، عندما دخلت الى غرفته في المستشفى في بعقلين ارفع له اليد و"تحيا سورية امين سعيد"، وكان في المرحلة الاخيرة من حياته، فنظر الي، رفع يده وبادلني التحية بوجه بشوش ونظرات تفيض عزة وعنفوانا.

تلك كانت النظرة الاخيرة والتحية الاخيرة. فالامين سعيد رحل بعد ذلك اللقاء بايام قليلة، ليودعه حزبه واهالي نيحا في مأتم حاشد، مهيب ومؤثر(1).

اذ تعتز نيحا ان منها الكبير المطرب وديع الصافي، فهي، وحزبنا، يفخران ان من نيحا ايضا الامين، العملاق بايمانه القومي الاجتماعي، سعيد ورد، ومثله الشهيد عام 1948، الرفيق سعيد ملاك.

نيحا في الحزب السوري القومي الاجتماعي:

يحكى الكثير عن نشأة ونمو الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة نيحا، ونأمل ان ننصرف الى هذا الواجب مستندين الى مرويات ومعلومات جيدة حررها الامين سعيد ورد، ومنها اسماء الرفقاء الذين رحلوا من مديرية نيحا حتى تاريخ 2 ايار 2002 وهم:

سعيد ملاك، محمود امين حمد، سليم عزام، حليم سلوم العجيل، سليمان سيف، يوسف ابو عجرم، حسيب سيف، اسبر الحداد، سلمان الزويني، هاني قمر، يوسف احمد ذبيان، ذوقان عبد الشافي، حسن الخطيب،

امين ملاك، محمود حسن فرحات، هاني سعيد فرحات، كامل محمود فرحات، انيس الحداد، حمد ذبيان، حسن مزهر، حسين الزويني، فواز عزيز، جميل سيف، كامل حسام الدين، محمد بشير عزام، عارف فرحات، حسين محمد فرحات، سليم محمود ذبيان، يوسف احمد غيث، اسماعيل حسين فرحات، حسن محمد الزويني.

الامين سعيد ورد: سيرة ومسيرة

تلك المعلومات دونها الرفيق كمال ابو عجرم بتاريخ 15/7/2000 وكان يتولى مسؤولية لجنة تاريخ الحزب في الشوف .

- مواليد نيحا- الشوف في 19/11/1923

- انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في 26/2/1946 وكان يومها الامين حسن الطويل منفذا عاما.

- حضر اول اجتماع اداري في بلدته نيحا في منزل الرفيق عارف ذبيان شارك فيه العديد من المواطنين ويتذكر من الرفقاء: سليم عرنوس – هنري ذكا.

تم في هذا الاجتماع عرض لمبادئ الحزب وغايته الامر الذي أدى فيما بعد الى التزام العديد من المواطنين يذكر منهم: أمين ملاك، عاطف ماجد، يوسف احمد غيث، حسن الزويني، محمود ماجد.

بعدها تمّ انشاء مديرية وتعيّن الرفيق سعيد ورد مديرا لها. كما عُين الرفيق سليم عرنوس ناموسا والرفيق عارف ذبيان مذيعا والرفيق امين ملاك مدربا والرفيق فرحان حامد محصلا.

- التحق بالجيش اللبناني سنة 1942 وكان متأثراً بشخصية جميل لحود لما له من مواقف وطنية في وجه المستعمر. وترك الخدمة العسكرية سنة 1946 بسبب انتهاء مدة خدمته.

عُين الرفيق عارف ذبيان مديرا لمديرية نيحا الشوف بسبب عودة الرفيق سعيد ورد الى شرطة الجيش حيث تابع عمله الحزبي بشكل سري.

- ترك شرطة الجيش اواخر العام 1947.

- في العام 1946 وخلال خدمته العسكرية في بلدة حاصبيا تحت امرة انطون سعد تم تكليفه حزبيا بالاتصال بالامين نواف حردان في راشيا الفخار للتنسيق معه لنشر فكر الحزب في تلك المنطقة، وتم التعاون مع العديد من الرفقاء العاملين يذكر منهم: سعيد قيس، ورفيقين من عائلة العيسمي والرفيق سليمان سليقة.

وخلال خدمته العسكرية عمل على انشاء مديرية سرية في الجيش سميت بمديرية هنيبعل.

كما ساهم في نشر فكر الحزب في البلدات التالية: ميمس، الفرديس، بلاط، جديدة مرجعيون، راشيا الفخار.

ويذكر من الرفقاء: اميل الطيار، فهد ابو عبسي، سعيد صليبا، جورج معلوف، حليم اسعد حردان.

كُشف امره في الجيش عندما اقدم على رسم شعار يحمل حرية- واجب – قوة - نظام. ونقل على اثرها الى حمانا مع سجن تأديبي لمدة ثلاثين يوما. ومن ثم تم نقله الى منطقة طرابلس.

في تلك الفترة كانت الاتصالات تجري مع الرفيق صلاح الشيشكلي حيث كان ملازما في الهجانة ومع الامين انيس فاخوري حيث كان يملك استديو للتصوير.

" بعد خروجه من الجيش ألتقى "الامين جورج عبد المسيح" في بيروت حيث طلب منه الالتحاق بحرس الزعيم وتم تعريفه بالعميد اديب قدورة وكان يومها عميدا للدفاع وصاحب صيدلية قدورة. وتم تكليف وكيل عميد الدفاع الرفيق سليم خوري(2) ايصال الرفيق سعيد الى منزل حضرة الزعيم في رأس بيروت بالقرب من مستشفى خالدي.

وكان لقاؤه الاول مع حضرة الزعيم.

سلم وكيل عميد الدفاع مسدسه الخاص للرفيق سعيد اثناء الحراسة. وكانت منفذية بيروت تؤمن الحراسة لحضرة الزعيم حيث كان المنفذ العام الرفيق فوزي معلوف وكان يتناوب على الحراسة ثلاثة رفقاء.

ويذكر من حرس حضرة الزعيم الرفقاء: عفيف عيتاني، سعيد عبد الملك، يوسف حداد.

كان يواكب حضرة الزعيم في جميع تنقلاته وخاصة في فترة القائه المحاضرات العشر في العام 1948.

شارك في معركة فلسطين حيث استشهد الرفيق سعيد ملاك من نيحا وانشئت مديرية في نيحا أطلق عليها اسم مديرية الشهيد سعيد ملاك.

عند اعلان الثورة القومية الاجتماعية تم اعتقال عدد كبير من القوميين الاجتماعيين الملتحقين في الجيش وقد كان احدهم.

*

الى المعلومات الواردة آنفاً، نضيف اليها ما سجله الامين سعيد في الكثير من تقاريره، واوردنا لائحة بها في النبذة المعممة اثر رحيله، في 06/08/2010.

- رُقي لرئاسة حرس سعادة، والحرس المرافق.

- تولى مسؤولية حراسة الندوة الثقافية طيلة فترة القاء سعادة للمحاضرات العشر.

- قام بمهمة واسطة الارتباط في "شعبة السلك السرية" الذي كان ناموسها الامين جبران جريج.

- مدرب عام منتدب لمنفذية بيروت لاعطاء دروس في استعمال الاسلحة خلال الاجتماعات الحزبية حيث خصصت نصف ساعة لهذا الموضوع (1948 – 1949).

- مدير للمديرية الثانية في نيحا، باسم الرفيق الشهيد في معركة المالكية سعيد ملاك، وذلك في منتصف العام 1953

- ومدير للمديرية الثانية في مونروفيا اواخر السبعينات.

- ناظر عمل في منفذية ليبيريا .

- رئيس لجنة تاريخ الحزب في منفذية الشوف.

- رئيس مجلس المنفذية في الشوف عام 2004.

هوامش:

1. توفي الامين سعيد ورد في 6/8/2010 وأقيمت الصلاة عن روحه في اليوم التالي 7/8/2010 في بلدته نيحا بحضور حشد من اهالي البلدة، وقرى الشوف، ورفقائه، وألقيت كلمات عديدة، منها كلمة مركز الحزب التي القاها عميد الدفاع في حينه الامين وائل الحسنية.

2. من مؤسسي العمل الحزبي في بلدة عيناب. تولى في اواسط الاربعينات مسؤولية وكيل عميد الدفاع، وشارك في تنظيم العديد من مهرجانات الحزب في تلك الفترة، الى اشرافه على حراسات منزل الزعيم في رأس بيروت.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024