خسر الحزب في بلدة دوما منذ شهرين الرفيق المناضل سمعان شلهوب الذي كان من الرعيل الاول فيها. والبارحة خسر الحزب في دوما وانطلياس رفيقاً آخر، مناضلاً، ومن الرعيل الاول في دوما، انطون صوايا.
عرفت الرفيق انطون في اوائل ستينات القرن الماضي في بلدة انطلياس التي كان استقر فيها، منزلاً وعملاً، ونشط حزبياً في تلك الفترة الصعبة مع مجموعة من الرفقاء ابرزهم جان داية، منير جبر، سمير ضومط، سيمون طعمة، عصام طقطق، الياس طعمة، فؤاد حجل. فما من مناسبة او نشاط حزبي في انطلياس وساحل المتن الشمالي الا وهم في صلبه.
وعرفت شقيقه الرفيق مجيد في اواخر الستينات طالباً في الجامعة اللبنانية ثم استاذاً ثانوياً.
تولى الرفيق انطون اكثر من مرة مسؤولية العمل الحزبي في انطلياس، وكان دائماً على ثبات ايمانه والتزامه، ورمزاً من رموز النضال القومي الاجتماعي في انطلياس ومحيطها، كما في بلدته دوما الى جانب رفقاء منهم الامين بسام شلهوب والرفيقين عبد النور معلوف والراحل فؤاد معلوف.
*
اذ اذكر انطلياس في الحزب، لا بد ان اذكر الرفيق رجا مزهر، الدكتور في الاقتصاد الذي عرفته طالباً في ثانوية برمانا، حيث انتمى، ثم في جامعة بورتلاند (اوريغون – الولايات المتحدة) فموظفاً مرموقاً في بنك ITAU في سان باولو، حتى اذا غادرها وعاد الى وطنه مؤسساً اعمالاً تجارية باهرة، قضى بحادث سيارة على طريق تدمر (الشام) .
كما لا بد ان نذكر الرفيق فارس سليم سلامة، احد النواة الاولى التي راح سعادة يؤسس بها العمل القومي الاجتماعي في ما يسمى "المثلث الثقافي" المكون من قرى بيت مري، برمانا ورومية. فقد كانت اللقاءات تتم، اما في بيت فارس سلامة، او سيراً على طريق دير القلعة – بيت مري.
يروي الامين جبران جريج: "ان عرى الصداقة توطدت بين سعاده والرفيق فارس سلامة الذي جعل بيته ملتقى للمثقفين، فادى قسم الانتماء الى الحزب "السري" في تلك الفترة من اوائل الثلاثينات.
ويتابع: " إلا أن الرفيق فارس اضطر للمغادرة إلى الولايات المتحدة حيث توفي في العام 1936، فتمّ نقل رفاته إلى حارة الغوارنة – انطلياس حيث كانت عائلته تقيم، وجرى له مأتم قومي اجتماعي – هو الأول – وحمل رفقاؤه صورته المؤطرة بالزوابع في موكب خاشع إلى كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك حيث أقيم له قداس وجناز وتكلم على أثره الرفيق الشاعر وليم صعب مؤبناً الرفيق الفقيد بكلمات قومية اجتماعية أثارت استحسان الحضور."
وداعاً يا رفيق انطون صوايا. سيتذكرك رفقاؤك في انطلياس وفي دوما وفي كل مكان نشطت فيه وستنضم الى قافلة الرفقاء الذين اعطوا حزبهم بصدق وتفانوا في سبيله.
* يشيّع اليوم في بلدته دوما ويوارى فيها الثرى .
|