دمث الاخلاق، مهذب، مخلص للقضية التي آمن بها، واظب على انتظامه رغم كل الظروف التي مرّت على الحزب، قليل الكلام، أحبه واحترمه كل من تعرّف عليه وتعامل معه، ووجد فيه مثال القومي الاجتماعي في تعاطيه، هذا هو الامين ولسن مجدلاني كما عرفته، والذي – كالكثيرين غيره – لم يحل انتماؤه الاجتماعي ولا وضعه المالي المريح دون أخذه بقضية أقل ما يتعرض لها المؤمنون بها: السجون والمعتقلات والتشريد.
لا نملك ما يفيد عن تاريخ إنتماء الامين ولسن. إلا أن مستندات كان يحتفظ بها الامين نواف حردان توضح أنه كان متولياً لمسؤوليات حزبية في الاربعينات، وكما هو معروف فهو أحد الذين استحصل الحزب باسمهم على رخصة رسمية بتاريخ 2 أيار عام 1944.
من تلك المسؤوليات كما تفيد المستندات المشار إليها أعلاه نعرض ما يلي:
- في 28 ايلول 1945 يوجه الخازن العام الرفيق ولسن مجدلاني رسالة حزبية إلى منفذية الشاطئ الذهبي (غانا) وفيها يبلغها عن تسلم الخزانة العامة مبالغ مالية وردت بواسطة الرفيق أسد الاشقر.
- في 28 تشرين اول 1946 يصدر عميد المالية قراراً بتعيين الرفيق ولسن مجدلاني محصلاً لمديرية المركز.
- في 5 كانون الثاني 1947 يوجه ناموس المجلس الاعلى الرفيق عبد الله محسن صادرة إلى الرفيق ولسن مجدلاني، هذا نصها: "إجابة لطلبكم بشأن ضمانة مبلغ أربعة آلاف ليرة سورية المقدم منكم كقرض لجريدة "صدى النهضة" إن المجلس الاعلى يضمن لكم هذا المبلغ في لو قصّر مدير مكتب الطباعة والنشر عن تسديده في حينه، وذلك بناء على قرار اتخذ بالاجماع في جلسة استثنائية عقدت للمجلس الاعلى بتاريخ 2 كانون الثاني 1947.
- في 26 أيلول 1947 يصدر عميد الداخلية الامين الياس جرجي قراراً بتفويض الرفيق ولسن "تأمين تفتيش جميع الاعمال والكتابات الحزبية في سائر مناطق الحزب"، وسبب ذلك: الحاجة إلى معاونين في تصريف الاعمال الإدارية في عمدة الداخلية.
- في 20 تشرين أول 1947 يوجه عميد الداخلية الامين الياس جرجي الصادرة رقم 9/10/ب إلى الرفيق مجدلاني هذا نصها: "خذوا علماً وتبلغوا مرسوم حضرة الزعيم بتاريخ أول أكتوبر 1947 والقاضي بتعيينكم مفتشاً في عمدة الداخلية".
- في 9 كانون الثاني 1948 يوجه عميد المالية الرفيق عبد الله محسن صادرة الى الرفيق ولسن مجدلاني يدعوه فيها "بصفته عضواً في اللجنة الاقتصادية إلى حضور اجتماع الندوة الثقافية التي ستعقد جلستها في الساعة السادسة من نهار السبت الواقع فيه العاشر من كانون الثاني في بيت حضرة الزعيم".
- في 26 نيسان 1948 أقيل الرفيق ولسن من مسؤولية مفتش في عمدة الداخلية، إلا أن عميد الداخلية الامين الياس جرجي أصدر بتاريخ 27 آب 1948 قراراً يفوّض فيه الرفيق مجدلاني " للاشراف على الاعمال الحزبية في مديرية بكفيا – المتن، واقتراح تنظيمها".
- بتاريخ 2 ايار 1944، صدر عن وزير الداخلية كميل شمعون "علم وخبر" رقم 614 بالترخيص لجمعية "الحزب القومي"، مركزها بيروت، وهيئتها الادارية مؤلفة من نعمة ثابت، اسد الاشقر وولسن مجدلاني.
مراسلات لسعادة
في 7 تشرين أول 1947 يوجه سعادة الرسالة التالية إلى الرفيق ولسن:
"حضرة الرفيق المحترم
كنت قد كلفتكم منذ خمسة عشر يوماً بعمل خاص وكان مقرراً لهذا العمل أن تجتمعوا بالزعيم مع بقية المكلفين نهار الاحد الساعة العاشرة صباحاً. وقد مرّ الاحد التالي على تسلمكم المهمة ولم تقدموا أي عذر ثم كان اليوم وأخلفتم في الموعد أيضاً بلا عذر.
إن مهمات من نوع التي كلفتكم بها لا يجوز فيها أي تساهل في المواظبة، لذلك أرسل إليكم هذا التنبيه الخطي لآخر مرة بعد التنبيه الذي أرسل إليكم بطريقة شفوية الاسبوع الماضي.
صدر عن مكتب الزعيم في 7 اكتوبر 1947 ولتحي القضية"
*
وبتاريخ 9 تشرين اول يرفع الرفيق ولسن مجدلاني جوابه إلى حضرة الزعيم، بقوله:
"زعيمي المفدى
تحية قومية وبعد فقد تلقيت تنبيهكم الخطي بتاريخ 7 اكتوبر 1947 وقد أسفت كثيراً لعدم تفهمي وجوب ذهابي إلى مقر الزعامة في وقت معين، كما أني لم أستلم أي تنبيه شفوي من أحد. كل ما في الامر ان الرفيق جبران جريج صادفني يوماً وقال لي حرفياً: "سألني عنك الرفيق فؤاد نجار، وسألني لماذا لم تذهب لمقابلة حضرة الزعيم يوم الاحد". فأجبت الرفيق جريج بكل دهشة أنه لم يكن هنالك أي موعد سابق مع حضرة الزعيم. ولم أعتبر حينئذ هذا السؤال تنبيهاً اعتقاداً مني أنه سوء تفاهم وقع مع الرفيق نجار.
إني سأكون عند ثقة حضرة الزعيم الجليل وأؤكد لحضرته أنه ليس عائق أبداً يؤخرني أو يمكن أن يجعلني أتأخر عن القيام بنهماتي الحزبية خير قيام.
المركز في 9 اكتوبر 1947 ولتحي القضية وليحي سعادة "
*
مراسلات أخرى
- في 9 كانون الثاني 1954 يوجّه ناموس منفذية بيروت الصادرة رقم 50/2/22 إلى الرفيق ولسن مجدلاني
العضو في مديرية الاقدام جاء فيها:
"تبلغوا وبلغوا أعضاء لجنة مشروع نادي المنطقة الشرقية سابقاً التي كنتم ترئسونها قرار حضرة المنفذ العام المتخذ في جلسة هيئة المنفذية المنعقدة بتاريخ 30 كانون الاول 1953 القاضي بإنهاء مهمتها وتحويل المشروع إلى المنفذية وماليته إلى الخزانة المحلية أمانة باسم المشروع إلى ان يتم تحقيقه.
-في 20 آب 1968 وجّه الرفيق كميل (الاسم الحركي آنذاك للامين الراحل المناضل شفيق راشد) رسالة
من عمان، حيث كان انتقل إليها (قبل توجهه الى كندا) إلى "العزيز ولسن" رسالة شخصية يعرض فيها مجموعة من المسائل المالية.
***
في الستينات تسنى لي أن ألتقي كثيراً الامين ولسن مجدلاني وهو كان منح الرتبة في العام 1960. معظم اللقاءات كانت تتم في المحل الذي كان يملكه الرفيق المناضل ادمون حايك في سوق الطويلة في بيروت، حتى إذا صدر العفو وخرج الرفقاء الاسرى عام 1969 كان الامين ولسن من بين 5 أمناء انتخبوا لعضوية المجلس الاعلى، وترأس المجلس آنذاك الامين محمد العريضي.
***
زياراته الى مرجعيون وحاصبيا
في كتابه "على دروب النهضة" يتحدث الامين نواف حردان عن زيارات كثيرة قام بها الرفيق ولسن مجدلاني الى المنطقة، منها، تدوينه في 20 تشرين اول 1944 انه "اتى لزيارتنا من المركز عميد المالية الرفيق جبران جريج يرافقه الخازن العام الرفيق ولسن مجدلاني والامين عجاج المهتار، فقمنا بجولة واسعة على المديريات سيراً على الاقدام، فزرنا راشيا الفخار وكفرشوبا والماري والفرديس وعين جرفا وميمس والكفير وعين عطا".
*
بطاقة هوية
- ولد الامين ولسن فيليب مجدلاني عام 1915 في مندوسا(1) – الارجنتين حيث كان والده، فيليب، مغترباً مقيماً
في المدينة المذكورة.
- الام: ماري نصر.
- بعد ان انهى دراسته الجامعية في باريس، اشترك مع الرفيق نقولا بردويل في تأسيس مصنع للاحذية، (من بين الذين عملوا فيه الرفيق الشهيد ابراهيم منتش)، ثم انصرف الى التجارة العامة (فضيّات وجلود) خصوصاً مع الارجنتين التي كان يتردد إليها باستمرار.
- اقترن عام 1975 من السيدة أوغيت تقلا، وانجبا زينة (ماجستير في الهندسة).
- أشقاؤه: الدكتور ألبير، المرحوم نقولا، وفكتوريا فيليب بشور.
- توفي بالسكتة القلبية عام 1998 عندما كان في زيارة إلى لوس أنجلوس.
*
هوامش
(1)لا يسعني، كلما ذكرت مدينة مندوسا، إلا ان اتذكر بلوعة الرحيل الباكر للرفيق يوسف الشاعر، أحد الرفقاء المساهمين بتأسيس العمل الحزبي في كلية الاداب (الجامعة اللبنانية) في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي إلى جانب الرفقاء: حاتم بركات، شوكت حكيم، ايلان مجدلاني، نجوى نصر، وسعد نصر.
كان يتمتع بثقافة قومية اجتماعية جيدة، خطيب، مواجه، يملك حضوراً آسراً وشخصية قوية. كانت تربطني إليه صداقة ومودة. غادر الى مندوسا وعمل ونجح. إلا انه قضى في حادث وهو في أوج عطائه وحضوره.
|