حسناً فعل الرفيق متى اسعد اذ انهى مذكراته فاصدرها تحت اسم "الماضي المجهول وايام لا تنسى". فهذه المذكرات تنضم الى شبيهاتها لتشكل احد مصادر تاريخنا الحزبي. اذ من المعروف ان الرفيق متى يملك الكثير من المعلومات بحكم مسؤولياته في الجيش وفي الحزب، خصوصاً خلال عمله في سلاح الاشارة.
تلك المذكرات تكشف الكثير من المعلومات التي يفيد كل قومي اجتماعي، كما كل مواطن، ان يطلع عليها، عن جزء منها اضاء الرفيق متى في الحوار الذي اجرته معه مجلة "تحولات" ونشرته في عددها تاريخ 29 آب 2014، نقتطع منه التالي:
- كيف تعرّف قراءنا الى متى اسعد؟
• مواليد 1928 من بلدة حب نمرة قضاء تلكلخ محافظة حمص، وهي من اكبر بلدات وادي النضارة (وادي النصارى سابقاً). تعرّفت منذ طفولتي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي كان له تواجد مميز في قرى الوادي.
- حدثنا عن دخولك الجيش السوري وعن تعرفك الى انطون سعاده ؟
• عندما بلغت الخامسة عشرة من عمري دخلت الجيش الفرنسي وتخصصت في سلاح الاشارة، وبعد جلاء الفرنسي التحقت بالجيش السوري وبسبب مهارتي باستخدام اللاسلكي (المورس) تم تعييني رئيس مكتب سلاح الاشارة في الاركان العامة للجيش. اما تعرفي الى الزعيم انطون سعاده فيعود الفضل لابن عمي رامز فهو قد عرفني الى الرفيق البير جزدان، الذي اعطاني كتاباً عن مبادىء الحزب وبعد ان اقتنعت بها وحفظتها اخذني الى منزل الرفيق صبحي فرحات حيث التقيت بالزعيم، واقسمت يمين الانتماء، وبعدها ادخلني في شبكة الاستعلامات السرية المتصلة مباشرة مع حضرة الزعيم.
- ما الذي تذكره عن سعاده وعن جريمة إعدامه ؟
• كان حضرة الزعيم على اطلاع بكل ما يحدث وخاصة الخيانة التي أعطت فلسطين لليهود، وبالنسبة للاحداث التي رافقت إعدام الزعيم فكان هناك اكثر من جهاز مخابراتي إقليمي ودولي توحدّت جهودهم لاغتيال سعاده وخاصة الملك فاروق ومخابرات الكيان اليهودي.
- مع دخول سورية عهد الانقلابات العسكرية نشأ صراع دموي بين كبار ضباط الجيش، ما ابرز ما سجلّته؟ وما نتائجه على سورية ؟
• اول انقلاب عسكري قام به حسني الزعيم لم يدم طويلاً. بعده جاء انقلاب سامي الحناوي وأديب الشيشكلي وبحكم تواجدي في الاركان العامة للجيش كنت على إطلاع على مجريات الانقلابات كافة، حيث ان التعاميم والبلاغات كنت اصدرها، وهذا ما ستجدونه مسجلاً بتفاصيله في كتاب مذكراتي "الماضي المجهول.. وايام لا تنسى"
- يعتقد كثيرون ان الحزب القومي هو من قتل العقيد في الجيش السوري عدنان المالكي، بينما يرى آخرون ان المخابرات المصرية هي من دبر الجريمة. ما رأيك؟
• ان المشاحنات المفتعلة قبل عملية اغتيال العقيد المالكي التي شبكت خيوطها قيادة الاركان العامة الشعبة الثانية بالتعاون مع المخابرات المصرية ومن معهم، هي التي هيأت الظروف لإنجاح مؤامرة اتهام الحزب السوري القومي الاجتماعي بهذا الاغتيال، حيث ذهب نتيجة هذا العمل آلاف الضحايا وأدت الى اجتثاث الحزب لعقود لاحقة في الكيان الشامي، وان ما اخبرني به الرفيق بديع مخلوف خلال لقائي به في باحة السجن يعد الوصف الدقيق لما حدث في مسرح الجريمة.
- سجنت لحوالي ثلاث سنوات بعد اغتيال المالكي، ماذا تتذكر من إيجابيات السجن ؟
• في الفترة الاولى من دخولي السجن كانت بالنسبة لنا الجحيم بحد ذاته، حيث التعذيب بأنواعه كافة، وبما انك سألتني عن ايجابيات السجن فلن أغوص كثيراً في سلبياته، السجن ربما كان لنا بمثابة مدرسة وخاصة انه كان معنا الرفيق الشاعر "ادونيس" والرفيق علي الشرع، والدكتور سامي سحلول، الذين اخذوا يعطون الدروس في اللغتين العربية والفرنسية.
وأسست في السجن جريدة اسميتها "الفضيحة" اكتب عن اعمال الرفقاء بالسجن، الجيد منها والسيئ وهكذا حولنا السجن الى مدرسة فعلية. استفدنا منها بمجالات عديدة.
- من هو "رومل الجيش السوري"
• في صيف العام 1953 أجرت قيادة الجيش السوري مناورات في الكسوة وشاركت فيها وحدات الجيش كافة وكنت انا مع لجنة التحكيم الالمانية بقيادة الكولونيل كريبل، وعند نهاية المناورات بفوز المقدم غسان جديد على الوحدات كافة اطلق عليه الكولونيل كريبل لقب "رومل" قائلاً: (اذا كان يوجد في الجيش السوري اكثر من غسان جديد فإنه يوجد اكثر من "رومل" .
***
من محتويات الكتاب:
- النشأة والطفولة
- دخولي الجيش الفرنسي
- التحاقي بالجيش السوري
- مقابلة الزعيم والانتماء الى الحزب
- المؤامرة على فلسطين
- لا سلاح لحزب سعاده
- انقلاب حسني الزعيم
- مجمل الحوادث والبيانات والخطب التي رافقت الانقلاب العسكري الشامي
- مؤامرة تسليم سعاده واغتياله
- تنظيم شبكة اللاسلكي في درعا
- الحزب القومي ورياض الصلح
- انقلاب الشيشكلي
- نهاية حكم الشيشكلي
- مناورة الجيش في الكسوة سعسع
- محطات مضيئة في حياة غسان جديد
- مؤامرة اغتيال المالكي
- سجن المزة وبدء التحقيق والاستجواب
- محاولة انقلاب 1956
- بدء جلسات المحاكمة
- معارك الجبهات في حوادث 1958
- انتخابات العام 1960
- الاجتياح اليهودي للبنان
- إعادة تنظيم المنطقة الوسطى
*
هوامش
شهدت بلدة حب نمرة حضوراً حزبياً جيداً، اشار إليه الرفيق متى اسعد في مذكراته. هذا الحضور يصح ان يكتب
عنه تفصيلاً، وعن رفقاء كان لهم دورهم الحزبي نضالاً وتضحية والتزاماً ووفاءً، منهم الامين الراحل بديع احوش
الذي كان انتقل الى لبنان متولياً مسؤوليات حزبية، منها مسؤولية منفذ عام الكورة، والذي ما زال رفقاؤه يذكرونه
بكثير من الحب والتقدير.
*
يقام حفل توقيع الكتاب، الساعة السادسة من مساء 27 آب 2014
في قصر الاونيسكو – بيروت.
|