عندما يحكى عن المرأة القومية الاجتماعية ودورها في درب الصراع القومي الاجتماعي، ستجد الرفيقة دنانير كبريت مكاناً رحباً، الى جانب المئات بل الآلاف من الرفيقات، ومن امهات وشقيقات وزوجات الرفقاء اللواتي كن الى جانب ابنائهن، او ازواجهن او اشقائهن، بدءاً من الرفيقة عفيفة حداد وصولاً الى الرفيقة دنانير حبلي كبريت التي خسرناها بعد صراع عنيد مع الداء.
عرفتها، كما عرفها من زار بيتها، واستمع إليها، واختبر صدق التزامها القومي الاجتماعي واخلاصها الفذ للقضية التي رهنت لها عقلها ووجدانها.
كانت التوأم للامين رضا كبريت، عنهما يصح ان نكتب. وان يكتب المئات من الرفقاء، الذين ترددوا الى منزلهما، او من الذين ناضلوا الى جانب الثورة الفلسطينية.
البارحة شاركت في واجب تشييعها الى مثواها الاخير في جبانة الباشورة. تذكرت وانا اتوجه الى حيث رقدت، الشهيد البطل غسان جديد الذي سرت في شباط 1957 مع عشرات الآلاف من الرفقاء والاصدقاء، في اضخم مأتم شهدته بيروت في تلك الحقبة من الخمسينات.
وتذكرت بدمعة، بطل لبنان في القفز الى الماء الرفيق محمود شبارو الذي شيعناه في العام 1963 سيراً على الاقدام من منطقة حرش بيروت الى الباشورة.
كم حضنت مدافن الباشورة من رفقاء شهداء ومناضلين. يا ليت امكن ان تسجل اسماؤهم الى جانب اسماء مماثلة في مدافن بيروت برمتها. فلا مدفن على مساحة الوطن، ليس في ترابه رفقاء شهداء او مناضلين.
الرفيقة دنانير اسم كان يرن في آذان الرفقاء والرفيقات في بيروت على مدى ما يقارب النصف قرن. وسيبقى صوتها حاضراً كما نضالها، في تحديها للموت، سنوات طوال، لم ينل من عزيمتها، ولا من ابتسامتها، ولا من حديثها المستمر عن سعاده، وعن حزبه.
في ذاكرة الحزب انت باقية يا رفيقة دنانير .
|