من أوائل الرفقاء الذين نشطوا في مجالات التدريب، الى جانب جمال الغزي، أمير اشلاش وصلاح الشيشكلي، نذكر بتقدير الرفيق منير الملاذي الذي كان عيّن مدرباً عاماً للحزب، ووكيلاً لعميد الدفاع، وكان في عداد أعضاء اللجنة التي كلفها سعادة وضع أسس التدريب العسكري، وتألفت منه، ومن الرفيقين جمال الغزي وصلاح الشيشكلي والامين جبران جريج، المدني الوحيد في اللجنة.
*
في فترة ملاحقة السلطات الفرنسية، للقوميين الاجتماعيين، وخاصة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في أول أيلول 1939 استطاع الرفيق منير الملاذي التواري عن الانظار حتى وصل الى طرابلس حيث أمّن له الرفيق جوزف فاخوري (شقيق الامين انيس فاخوري)، بطاقة سفر بالقطار الى "حلب" حيث علم ان الاستخبارات الفرنسية تبحث عنه فغادرها الى مدينة "الباب" ليلاً، سيراً على الأقدام (مسافة 27 كيلومتراً) ومنها استقل سيارة أوصلته الى إحدى القرى القريبة من "منبج "(1) حيث حل ضيفاً عند صديق حميم له مدة ثلاثة أيام ذهب بعدها الى بلدته "جرابلس"(2) وزار والديه، ومن جرابلس، عبر الفرات الى الجزيرة ونزل ضيفاً على أحد شيوخ العشائر الكردية الذي اغتنم فرصة وجوده للابتزاز، فوشى به طمعاً بالمكافأة التي وضعت ثمناً لإلقاء القبض عليه، ولكن الوشاية لم تنجح، فقد استطاع الرفيق منير الإفلات ولكن ليعود ويقع في قبضة السلطة في "جرابلس" حيث ذهب ليتزود ببعض المال يساعده على اجتياز الحدود الى تركيا.
إقتاده الجند الى "عين العرب" فوقع بين براثن احد المستشارين الفرنسيين الطغاة الذي بدا بتعذيبه دون شفقة ولا رحمة مدة اربعة أيام صباحاً ومساءً حتى فقد الذاكرة. بعد هذه الوحشية نقل بالقطار الى بيروت ليلتحق بقافلة رفقائه المعتقلين في سجن القلعة العسكري.
هـوامش:
1-منها الامين الراحل نائل نديم. كان منح رتبة الامانة في تشرين أول 1954 وهو من أمراء الشركس في مدينة منبج.
2-منها وكيل عميد الدراسات والتخطيط الرفيق احمد مرعي.
***
من وحي ســـعاده:
عندما تواجه امتك، وحزبك، جحافل التتر،
لا خيار لك الا ان تلتحم برفقائك، ومعهم تواجه وتتصدى، وقراركم وحيد :
ان تــنـتــصــــــروا
|