ما من دولة في العالم، قادرة على الصمود سنوات في مواجهة حرب إرهابية كونية، تشارك فيها عشرات الدول بسلاحها ومالها وإعلامها ومرتزقتها من كلّ أصقاع الأرض.
وحدها سورية، تحمّلت مشاق الصمود والمقاومة والمواجهة، وقد اجتازت سنوات ستاً من الحرب ضدّها، وأذهلت العالم بصمودها وثباتها، في الميدانين العسكري والسياسي. وهذا إنجاز كبير، يضع سورية في مراتب الدول العظمى القوية.
صحيح أنّ الحرب قد أدمت السوريين، وحصدت أرواح عشرات آلاف الضحايا، وعشرات آلاف الجرحى وهجّرت ضعفهما، وعاثت تدميراً في العمران والبنى التحتية، لكن كلّ ما نشهده من نتائج مأساوية مرعبة، هو بسبب الإرهاب الذي هو صنيعة الغرب برئاسة أميركا، وصنيعة «إسرائيل»، والذي استثمر فيه عثمانيو تركيا الجدد، وراهنت عليه «صولد» ممالك وإمارات النفط العربي.
أن تصمد سورية بوجه كلّ صنّاع الإرهاب وكلّ المستثمرين فيه وكلّ المراهنين عليه، فهذا ليس مجرى صدف، ولا هو دليل على ضعف محور الإرهاب، بل لأنّ سورية خاضت الحرب بإرادة الدفاع عن إنسانها وهويتها وتاريخها وحضارتها وحاضرها ومستقبلها.
أن تنتصر سورية على الإرهاب وداعميه، فهذا قدر لا مناصَ منه، فهي كرّست كيانها، بوصفها دولة مكتملة الأركان، رئيساً وقيادة وجيشاً وأحزاباً وشعباً، متمسّكة بسيادة غير منقوصة، وبقرار صلب لا يتغيّر ولا يتبدّل.
أن تبقى سورية على ثوابتها ومواقفها، وأن يتغيّر العالم ويتبدّل ولو تدريجياً، فهذا بديهي، لأنّ سورية على حق، وأعداؤها يعتدون على الحق بسلاح الإرهاب.
مناسبة الكلام، ما أعلنه الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من مواقف أمام عدد من وسائل الإعلام الأوروبية، مواقف تؤكد صحة توصيف الحرب وفضح أهدافها منذ بدئها. هي بدأت حرباً تدميرية إجرامية إرهابية، ليس فيها ما يمتّ بصلة إلى «السلمية» و«الحرية». لذلك كان قرار المواجهة قراراً مصيرياً محقاً، فالدفاع عن البلاد واجب يحتّمه الدستور، والرؤساء الكاملون، لا يتلون فعل الندامة على قرارات مصيرية تصبّ في مصلحة البلد والشعب. وهذا ما أعلنه الرئيس الأسد صراحة بقوله: «لو لم ندافع عن بلادنا… عندها كنّا سنندم … ينبغي طرح السؤال على المسؤولين الغربيين… هل يندمون على دعمهم للإرهابيين في سورية وتسميتهم «معتدلين» وفي البداية تسميتهم متظاهرين سلميين … أعتقد أنهم هم الغربيون مَن ينبغي أن يندم».
حكمة الرئيس الأسد بمواقفه الثابتة الحاسمة والحازمة، فهو برغم ما يحققه جيشه في الميدان من انتصارات، وما يفرضه من معادلات، فإنه لا يستبق النتائج الحاسمة، رغم أنها باتت على كلّ المسارات في مرمى النصر الأكيد.
|