أن يكون لبنان حاضراً في المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات العربية، فهذا أمر بديهي، لكن أن يكون هذا الحضور لتحميل لبنان وزر رداءة المشهد العربي الحافل بالمساوئ والتناقضات والإخفاقات، فهذا أمر مرفوض ومُدان.
لبنان بمقاومته للعدو الصهيوني وصموده وانتصاراته رفع من شأن كلّ العرب، ومنح بعضهم فرصة أن يكونوا أقوياء لا ضعفاء، غير أنّ بعض «الخواصر» العربية رخوة ومهترئة، يضيرها علوّ الشأن، ويسهل الهوان عليها، لذا، نراها تلهث وراء التطبيع ونسج العلاقات مع العدو الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين.
المرة الوحيدة التي تحوّل فيها لبنان شوكة في «خاصرة العرب»، حصلت عندما قرّر بعض اللبنانيين الانخراط في المؤامرة التي تستهدف سورية، وخلق بيئة لاستقبال بواخر «لطف الله» المحمّلة بالأسلحة ولانتقال آلاف الإرهابيين إلى سورية عبر لبنان لقتل السوريين. وهذه وقائع لم يمرّ عليها الزمن بعد.
«خاصرة العرب» هي فلسطين التي يحتلها اليهود، وما أشبه الخنجر اليهودي المغروس في قلوب الفلسطينيين، بتلك الخناجر التي يتراقص حاملوها ابتهاجاً وترحيباً بدونالد ترامب، رئيس الدولة التي تقدّم كلّ أشكال الدعم المالي والعسكري للعدو الصهيوني، قاتل الأطفال في فلسطين ولبنان.
«خاصرة العرب» هي الشام، حاضنة المقاومة وحاملة راية فلسطين، فلماذا اجتمع ضدّها كلّ رعاع الغرب والأتراك والعرب، ولماذا جلبوا كلّ إرهاب العالم إليها واستباحوا دماء السوريين أطفالاً ونساء وشيوخاً؟
«خاصرة العرب» هي اليمن السعيد، الذي استحالت سعادته وجعاً وآلاماً بعدما حلّ عليه «ظلم ذوي القربى»، «مكرمات» صواريخ وقذائف وقنابل تدمّر البنى التحتية والبيوت والمدارس والمستشفيات وتقتل الأبرياء والأطفال وتمنع عنهم الغذاء والعلاج والدواء…
عذراً، يا شعبنا في فلسطين والشام، عذراً يا شعب اليمن ويا أطفال اليمن، فلا يمثل اللبنانيين مَن يرافع في اللقاءات
العربية مؤيداً «عاصفة الحزم» وإجرام الذين يوغلون خناجرهم السامة في «خاصرة العرب» التي هي أنتم.
ولا يمثل لبنان، مَن يُحرّض على اللبنانيين، ويكرّر مواقف مسؤولين أميركيين استحضروا قبل أشهر قليلة عملية التفجير التي استهدفت قوات «المارينز» الأميركية قبل 34 عاماً. وهي القوات التي كانت تحتلّ لبنان وتقصف من بوارجها بيروت والجبل بصواريخها وقذائفها.
إنّ التحريض على لبنان ومقاومته، فعل شائن وخطير… فمَن يُحاسب؟
إنّ ركوب موجة استعداء إيران كرمى لعيون وأموال بعض العربان الذين يناصبونها العداء، يناقض موقف لبنان، فمَن يُحاسب؟
العدو معروف، وهو الكيان الصهيوني الذي يهدّد لبنان ويحتلّ أرضاً لبنانية ويغتصب أرض فلسطين والجولان فلماذا تجهيل العدو؟ ومَن يُحاسب؟
لا أيُّها المحرِّض، «ما هكذا تورد الإبل»…
|