أيام بلال بدر ومجموعته في عين الحلوة قد لا تكون قصيرة، تماماً كما كان الحال مع أحمد الأسير ومجموعته، وشادي المولوي ومجموعته، ومع إرهابيين آخرين وخلاياهم.
لكن، مَن يقف وراء بلال بدر وحالته داخل المخيم، والتي تشبه إلى حدّ كبير حالتَيْ أحمد الأسير وشادي المولوي الموؤودتين؟
إنّ «الظلال» التي وقفت خلف الأسير والمولوي، لم تكن مجرد ظلال، واللبنانيون يعرفون أنّ الظلال كانت كائنات، وأنّ لكلّ إرهابي «ظلال»…
قد يتمّ القضاء على بلال بدر وحالته الشاذة داخل مخيم عين الحلوة. هذا احتمال تشي به المعركة المحتدمة، يوازيه احتمال آخر بأن يخرج بلال بدر من المخيم بسيارة ما، ويتوارى عن الأنظار عبر تركيا أو قطر أو السعودية، كي لا تقرّر مصيره وقدره القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، فقد يظهر «الظلّ»، ومعه طوق النجاة.
وفي الحديث عن طوق النجاة، لم يجد أحد الوزراء اللبنانيين السابقين، حرجاً بأن يعلن قبول «يد المساعدة» من أمير «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي، وأن يرفضها ممّن أنقذ لبنان من آثام العمالة للاحتلال الصهيوني!
هذا ليس بالأمر العجيب، فهناك مََن لا يزال يعتبر العميل الذي مدّ اليد للعدو الصهيوني رمزاً، ومَن لا يتردّد في قبول يد المساعدة من الإرهابي البغدادي. فاليد الإجرامية واحدة، في صبرا وشاتيلا وفي الشام والعراق وأكثر من مكان.
حين خرج هذا الوزير عن طاعة «العائلة»، عاصياً قرارها ومفضّلاً وزارة الأشهر القليلة على حزب السنوات الطويلة، ظنّ البعض أنّ موقفه تخلٍّ عن غريزة الانعزال والغيتوات، لكن سرعان ما اتّضح، أنه مشدود إلى غريزة الإرهاب وخلافة البغدادي على قاعدة «فليحكم الإخوان».
عود على بدء، لا يجب التقليل من خطورة بلال بدر ومجموعته، ومَن سينضمّ إليه، لذلك وقبل أن يظهر «الظلّ» بكلّ عديده وعتاده، مطلوب القضاء على الحالة المتطرّفة التي تنغّص أمن المخيم ولبنان..
|