يبتسم لك ان كانت له منفعة من تواصله معك.
يهرع إليك اذا كان وجد ان منفعة على وشك ان تتحقق، والا يبتعد.
ينساك في لحظة وقد كان يلتصق بك كل لحظة. فأنت، ان احتاج إليك، قصدك كل يوم، وافاض حديثاً ومديحاً ودجلاً ورياء.
اما اذا احتجتَ إليه في اي وقت، هرب منك وأقفل اذنيه وبابه وسماعة الهاتف.
كانوا يحكون لنا عن الضعفاء في نفوسهم، ذوي المصالح الخاصة، اللاهثين وراء المنفعة الشخصية، المطلّقين مبادىء الوفاء والاخلاق والايثار والتفاني.
وما كنا نصدق ذلك. اذ ما قد تجده في اي مكان خارج حزبك، لا حضور له في داخله، فكلمات القسم تفرض عليك سلوكاً مغايراً لكل بشاعة:
فأنت لرفيقك عند الحاجة، اذا قدرت.
تعوده في المستشفى اذا وقع فريسة المرض. تزوره في منزله ان بات مسناً، وفي حاجة لبسمة تقدم له زاداً معنوياً.
ان تشعر ان رفيقك هو جزءاً منك.
علاقته بك نابعة من قسمٍ، ومن نهج اخلاقي جسّده سعادة ودعانا إليه... هو رفيقك، غنياً مادياً او فقيراً، متعافياً او عليلاً. مكتفياً او محتاجاً.
بذلك تشعر واياه انكما في حزب يبني شيئاً آخراً .... غير كل البالي في المجتمع القديم .
والا تكون في حزبك، قد اخذت بمفاهيم وسلوكية و "تقاليد" يُفترض انك تخليتَ عنها مذ رفعت يمينك بالقسم.
ان لم نبنِ في الحزب مجتمع النهضة، القادر ان يلفظ التقاليد والعادات البالية، ويؤسس للتقاليد القومية الاجتماعية، فماذا نبني اذاً ؟ .
|