كان سعاده يحرص على لغة الحزب في كل تصرف، دائماً يتوجه الى رفقائه بالاحترام، وكثيراً ما اعتمد مخاطبتهم بحضرة الرفيق.
في كل خطبه ورسائله وتصرفاته، لم يتوجه سعاده الى اي رفيق باسمه. لم ينادِه باسمه. لم يخاطبه باسمه.
لم يقف على شرفة لينادي حسن. لم ينزل من السيارة ويرسل وراء الياس. لم يتوجه الى عبد الحفيظ وهو بين مجموعة من رفقائه. او الى جورج: قرّب شوي.
ذلك ان سعاده لم يؤسس شركة ولا مصنعاً، معتبراً رفقاءه اجراء لديه.
لقد تعاقد معهم، ومثلهم اقسم الولاء للحزب الذي انشأ، وكما جميع اعضاء حزبه قيّد نفسه بضوابط في الادارة والمال وفي تدبر شؤون الحزب.
سعاده لم يتوجه الى رفقائه حسب رتبة الرفيق العلمية، انما حسب رتبته الحزبية،
المهندس والمحامي والدكتور، هم كالحداد والنجار والمزارع، تسميات تصح خارج الحياة الحزبية.
اما في الحزب، فهو رفيق، امين، مدير، ناظر، منفذ، عميد، وفقط.
لان سعاده كان يبني حزباً للنهضة، لا جمعية خيرية او ناد رياضي او تكتل سياسي، فقد كان يحرص في مجالسه، في تعاطيه مع جميع القوميين، في كل ادبياته، ان يعتمد لغة الحزب ليثقفهم بها، ليجعلهم يعتادون عليها، فتصبح في صلب ادبياتهم، لا لغة الآخرين خارج الحزب.
كان سعاده يتصرف في كل شيء، على انه معلم للاجيال، وزعيم للامة، ويعمل على ان يكون اعضاء حزبه رفقاء، ورجال نهضة .
كان يعمل لنهضة امته في كل نواحي حياتها، لا لأي شيء آخر.
|