روى لي رفيق من الرعيل الثاني، إن سعاده امضى ليلته في منزل احد الرفقاء من معارفه. صباحاً، وكان سعاده يحلق ذقنه، توجه الى الرفيق سائلاً:
-يا.... كيف بدك تربي اولادك.
-بدي اعملهم قوميين.
-كيف؟
-بالقوة.
-لا يا رفيق... بالقدوة بيصيروا قوميين.
*
هكذا سعاده. في كل تصرفاته. في كل نهجه. في كل تعاطيه. كان يشدد على السلوك المناقبي وعلى القدوة.
فانت، إن تحدثت في المناقب يجب ان تحياها.
وإن دعوت الى التضحية في سبيل حزبك وامتك، وجب عليك ان تضحي.
وإن ادنت المثالب، فلا تكن انت من يرتكبها.
فانت تملك في الحزب وجهاً واحداً، لا وجهين، وقلباً واحداً، وعقلاً واحداً. ونهجك واحد: هو نهج سعاده وتعاليمه.
*
والمسؤول في الحزب هو حسب نهج الحزب وقواعده، مسؤولاً بالقدوة، لا بالقرار وحده. فالقرار يجعله مسؤولاً إدارياً، اما القدوة فتجعله مسؤولاً قومياً اجتماعياً.
وسعاده عندما قال بما معناه "انه، اذا سار قومي اجتماعي على الطريق، ادرك المواطنون ان قومياً اجتماعياً يسير".
فهو لم يعنِ ان يكون الرفيق عريض المنكبين، مليح الوجه، حسن الهندام، انما ان تدل كل تصرفاته على ارتفاع في سويته المناقبية، وعلى انه، في تعاطيه مع مواطنيه، يشّع فيهم صدق تعاقده مع سعاده على تحقيق امر خطير يساوي وجوده، لا ان يهدر وقته في اللهو، وينصرف الى ذاته، غير واع لمضمون ما قاله سعاده "ان النهضة قد وضعت على اكتافكم عبئاً كبيراً عظيماً".... وقوله الاخر " النهضة القومية جاءت تحرق وتضيء: تحرق من انى بها، وتحرق من يقف في سبيلها، وتضيء لامة ظنها اعداؤها منقرضة".
وسعاده عندما قال اننا لا نقصد بالحياة لعباً، فإنه كان يعني ان القومي الاجتماعي يجب ان يدرك خطورة القضية التي رهن وجوده من اجل تحقيقها.
*
من حق المسؤول ان يتخذ قراره في جلسة الهيئة، انما من واجبه ان يعتمد اصول وقواعد ونهج الحزب النهضوي في اتخاذ القرار.
اذا لم يفعل، واكتفى باعتماد حقه النظامي فقط، تصبح ممارسته لمسؤوليته تسلطاً وتعسفاً، لا ممارسة نظامية تعتمد الاصول والقواعد ومعاني القدوة.
إن لم تكن في كل تصرف وممارسة، قدوة لرفقائك، إن كنت مسؤولاً محلياً او مركزياً، ولمواطنيك في المتحد حيث تقطن، تكون نسيت معنى انتمائك الى الحزب السوري القومي الاجتماعي.
فمن تعاقد مع سعاده على تحقيق الغاية من تأسيسه لحزبه، وجب عليه ان يرتفع بإيمانه ومناقبه وتضحياته، ومن تجسيده لمعنى القدوة، الى سوية الامر الخطير الذي انتدب نفسه لتحقيقه.
|