إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الســت ظريفـة(*)

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2014-09-15

إقرأ ايضاً


كنت قرأت عن زوجها الرفيق فؤاد فرح مفرج، مرافقاً لسعاده، مشاركاً في يوم بكفيا، متولياً مسؤولية مدرب، ومنفذاً مهمات كثيرة.

وسمعت عنها. اول من ذكرها لي، الرفيق طوني نصر الذي اعتاد، كلما زار ضهور الشوير، ان يتناول "صحن فول" في مطعمها.

وتعرّفت إليها. فلفتني ذكاؤها، طلّتها البهية، وجهها البشوش وعافيتها، هي التي، وقد تجاوزت الثمانين، تأتي مع ساعات الصباح الاولى الى المطعم قاطعة المسافة البعيدة سيراً على الاقدام. قبل ذلك تكون قد اعتنت بالحديقة المحيطة بمنزلها.

لقد ذكرتني بالرفيقة الرائعة سورية كرم المهتار(1).

كنت اعرّج الى مطعمها في طريقي الى ساحة ضهور الشوير، كلما امكنني ذلك. لا لكي اتناول صحناً من الفول، انما لارتوي من روحيتها المحبة، وارتاح الى ما يشعّ من وجهها من طيبة وترفُّع وتواضع وانفة.

حدثتني مرّة عن زوجها الرفيق فؤاد، وحدّثتها عن نسيبه الامين شفيق فرح مفرج، احد صفوة رفقائنا في فنزويلا، وسلّمتها ما كنت كتبت عنه.

لم يتسن لي ان اقعد معها، فأدوّن الكثير من المرويات. دائماً كنت أهيء نفسي، فتعيدني الضغوط المتواصلة الى واقع غير سار.

كنت قررت هذا الصيف ان ازورها في بيتها بعد ان كانت توقفت عن الحضور الى المطعم.

توعكت صحتها، وتوعكت صحتي، فلم اتمكن من تحقيق ذلك.

منذ مدة سألت عنها صاحب صالون الحلاقة الملاصق لمطعمها، الرفيق جورج عطايا.. فصعقت لجوابه. كيف يمكن ان ترحل الست ظريفة دون ان اعلم !

كالمئات، بل كالالاف، رحلت، ورحلت معها ذكريات ومرويات كان يجب ان تدوّن، لمصلحة تاريخ حزبنا.

في مرة سابقة تمنيت لو اكون الفاً، كي اتمكن من النهوض بمسؤولية تحتاج الى فَعَلَة كثيرين .

اليوم، وانا اسكب دمعة وفاء وحزن على رحيل تلك الامرأة الرائعة المشعّة بالحياة، ارجو لو اني اتوزع الى آلاف.

*

... ما أعظمك يا امرأة من بلادي.

رحمك الله يا ست ظريفة. سيذكرك كل من عرفك، بكثير من الحب والتقدير والوفاء.

(*) ظريفة متري ابو زيد (1923 – 20 تموز 2014)

(1) شقيقة الرفيق الشهيد الصدر عساف كرم، عقيلة الامين الشاعر عجاج المهتار. كانت رفيقة مميزة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024