ما من احد منا أقدم إلى النهضة لانه مؤمن بما هو قائم في المجتمع القديم، قيماً وأخلاقاً ومفاهيم.
وما من أحد منا رفع يمناه للقسم لأنه اقتنع أن الحزب يؤمن له العيش الرغيد والمنافع الشخصية.
جميعنا آمنا بالنهضة لأنها النقيض الفعلي لكل ما رفضناه في المجتمع القديم.
فالذي شدنا الى الحزب هي فضائل النهضة وقيمها الجديدة، لا أي شيء اخر. أي أن نكون غير ما كنا، وان يكون حزبنا غير المجتمع القديم الذي قررنا الخروج منه.
لو أننا أردنا غير ذلك، لما كان الحزب هو مأربنا وهدفنا، ولكنا بقينا في حالة المجتمع القديم نستفيد من مغانمه، ونرتاح الى تقديماته، ونستمر بالانتفاع من نعمه،
في المجتمع القديم يموت الكل لأبقى "أنا". في مجتمع النهضة يفنى الفرد ليغنى الجموع، تندثر الانا لينهض الانسان المجتمع.
في المجتمع القديم الذي رفضنا مفاهيمه وقيمه، يصرف المواطن كل اهتمامه لبناء ذاته، لا فرق عنده إن انتصرت أمته أو انهزمت. فالمهم ان يبقى هو ويسود.
في مجتمع النهضة نحن نصرف اهتمامنا لانتصار القضية التي آمنا بها، لها اقسمنا يمين الولاء وباتت تعني لنا وجودنا كله.
لذلك لا يستطيع القومي الاجتماعي أن يكون في الحزب، وفي المجتمع القديم في آن معاً. فهذه ازدواجية وانفصام في الشخصية، وهذا يعني ان ايمانه لم يكتمل ووعيه للعقيدة لم ينضج.
ان تكون قومياً اجتماعياً يعني ان تفني وجودك في سبيل حزبك وأمتك، وان تكون، وحزبك، وحدة حياة واحدة تعمل للانتصار.
|