أفكر دائماً بالأيام الجيدة والسعيدة التي مرّت في حياة السوريين، ودائماً كنت أتساءل:
هل يمكن أن تعود تلك الأيام وقد مات من مات، وقُتل من قتل، ودمّر ما دمّر، وتهجّر الكثيرون، وتقطعت السبل بالكثيرين، ودُرست بعض من ملاعب الطفولة، وكذلك بعض من المدارس ودور العبادة، وتخلّفت السنونو عن رحلة الربيع المعتادة فمنذ سنوات عجاف لم تزرنا سنونوّة واحدة، تُرى هل نسيت أسماء شوارع اللاذقية ودمشق وحلب وحمص وحماه والرقة وأريافها؟ وهل نسيت عناوين البيوت، وأسماء أصدقائها الصغار الذين طالما نقرت نوافذهم وثرثرت معهم؟
* من كتاب يعدّ للطبع «الرقص في عيد البربارة على الطريقة الأميركية».
|