في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أشهر انتفض اللبنانيون، وأعلنوا ثورتهم على الفساد، وعلى حكم الطائفة والعشيرة، وطالبوا برحيل الطبقة السياسية المسؤولة عن دمار البلد، والعاجزة عن حلّ قضية واحدة من القضايا المتراكمة عبر سنوات طويلة من التمييع، والتسويف، والانقضاض على ما بقي من المناقبية في تصريف أمور الدولة .
وسارت الأمور باتجاه صحيح إلى أن أضيفت المصارف والصيرفيون على لائحة الفساد، فانتفض أصحابها، وامتنعوا عن دفع مدّخرات زبائنهم، وأدخلوا الدولار والليرة اللبنانية في سباق محموم، واختفى النقد، أو كاد أن يختفي، فتتذكر الطرفة التالية:
«قلّ النقد في يد أمّ ذات يوم، فمدّت يدها إلى حصّالة ابنها، ولما فتحتها وجدت فيها ورقة من زوجها، هذا نصّها: أنا مدين لهذا المصرف بخمسة آلاف ليرة لبنانية».
|