أيها الحَراكيون
إرفعوا يافطاتكم في وجه آبائكم الذين، منذ الاستقلال حتى اليوم، يعيدون إنتاج «زعمائكم».
إرفعوها في وجه معلميكم الذين أداروا ظهورهم للقضايا الأساس في بناء وطن لا مزرعة، واكتفوا بتلقينكم تاريخاً مزوّراً، ووقفوا على الحياد في كلّ ما أصاب لبنان من ويلات، وكوارث، أفرزتها الطائفية والمذهبية، وغيّبوا المسألة الفلسطينية عن قاعات التدريس، فولدت أجيال استبدلت عداوتها لـ «إسرائيل» بعداوة مع طائفة من هنا، ومذهب من هناك.
أيها الحراكيون
الفساد جريمة، والفاسدون غلاظ القلوب لا يفرحون إلا بانتفاخ جيوبهم، ولكن الفساد لا يكون بفساد المال فقط، فالمدارس الطائفية فاسدة، والمعلم الذي يحرّض على التعصّب الديني فاسد، والأب والأمّ اللذان لا يحسنان توجيه أولادهم إلى احترام الآخر، مهما كان انتماؤه، هما أيضاً فاسدان.
أيها الحراكيون…
ألم تكتشفوا أنّ معظم المشاركين في التظاهرات دون الواحدة والعشرين من عمرهم، وأنّ القانون يمنعهم من ممارسة حقهم في انتخاب ممثليهم إلى الندوة البرلمانية؟ فلماذا غيّبتم هذا المطلب الذي سيكون الأساس في تغيير الخريطة السياسية اللبنانية؟
|