عام آخر يُضاف إلى المسألة الفلسطينية، وما زال القتل والتشرد الممارَسان على الشعب الفلسطيني يزدادان شراسة، ومعهما ترتفع الجدران، وتتحوّل فلسطين إلى سجن كبير.
وعام بعد عام تتهاوى المشاعر الوطنية عند العرب، ويعلو صوت التطبيع مع الكيان اليهودي على كل صوت، وتتحوّل العمالة إلى وجهة نظر.
وعام بعد عام مرّت مؤامرة تهويد القدس، فيما كان العرب منهمكين باستبدال صراعهم مع الصهيونية، إلى صراع بين المذاهب والطوائف.
وعام بعد عام ما زال قول سعاده يتردّد صداه في الضمائر الحيّة لتبقى العمارة القومية شامخة:
«كلنا مسلمون لربّ العالمين، منّا من أسلم لله بالإنجيل، ومنّا من أسلم لله بالقرآن، ومنّا من أسلم لله بالحكمة، وليس لدينا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقنا وأرضنا سوى اليهود».
|