ستون يوماً مرّوا على بدء الحراك في لبنان، فاختلط الحابل بالنابل، وضؤل الأمل في الوصول إلى نظام سياسي آخر؛ لا مكان فيه للطائفية، ولا للفساد، ولا للمحاصصة. فأصحاب الشأن الجالسون في أبراجهم لم تهزّهم الساحات بعدُ، ولا معارك الكرّ والفرّ بين المتظاهرين وقوى الأمن، ولا الوضع الاقتصادي المتدهور، بل ما زالوا يسعون للإتيان بحكومة هي طبق الأصل عمّا توارثناه منذ الاستقلال حتى اليوم، مع شيء من المساحيق في عملية ترميم تذكّرك بالبيتين التاليين:
عجوزٌ أرادت أن تعيد شبابَهـا
وقد يبس الجنبانِ واحدودب الظهرُ
فراحت إلى العطّار تبغي علاجها
وهل يُصلح العطّارُ ما أفسد الدهر؟
|