قال وزير الخارجية التركية إنّ الاستفتاء في كردستان العراق يمكن أن يجلب الحرب الأهلية. وإنّ تركيا لن تعترف بدولة كردية مستقلة. وهي متمسكة بسلامة العراق ووحدة أراضيه.
وأكد أنّ تركيا ترغب في الحفاظ على علاقاتها الودية مع حكومة إقليم كردستان. ولكن عندما يعلن الأكراد العراقيون من جانب واحد «أنهم مستقلون فالدول المجاورة لن تعترف بهم».
يعتمد اقتصاد كردستان العراق على النفط بشكل حصري تقريباً. وتعتبر تركيا المنفذ الوحيد للنفط الكردي الذي يتم تصديره عبر جيهان في جنوب تركيا. وهناك آلاف عدة من القوات التركية المنتشرة في جميع أنحاء كردستان العراق توفر الحماية ضد القوات العسكرية المدعومة من إيران. كما أنها تساعد على احتواء مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ولكن اذا كانت الحكومة التركية ستتحول الى معادية، فإن قواتها قد تشكل تهديداً. هذا هو السبب في أنّ الأكراد العراقيين يريدون الحصول على الدعم الأميركي. لأنّ تأييد الولايات المتحدة، كما يرى بارزاني، سيعوق العدوان المحتمل من إيران وكذلك من بغداد. ويعتقد القادة الأكراد العراقيون أن الولايات المتحدة سترحّب بالقواعد العسكرية الأميركية على أراضيها.
لكن الأميركيين يريدون من الاكراد العراقيين تأجيل الاستفتاء على الاقل حتى بعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في أبريل من العام المقبل.
حجة واشنطن انّ الاستفتاء على الاستقلال سيضعف رئيس الوزراء العراقي المعتدل حيدر العبادي من قبل خصومه الموالين لإيران. ويتجاهل الأكراد العراقيون هذه المخاوف، لانّ الاستفتاء لن يؤدي الى الاستقلال بين عشية وضحاها.. عارض وزير الخارجية الاميركي تيلرسون وضع التزامات يمكن أن تفسّر على أنها دعم أميركي لدولة كردية مستقلة.
هناك قلق آخر هو أنّ الاستفتاء قد يجبر إيران، التي تعارضه بشراسة أكثر من أيّ شيء، على الردّ عسكرياً ضدّ الأكراد العراقيين.
حذّرت تركيا مراراً من ضمّ كركوك في الاستفتاء. وأضافت «أنّ كركوك ملحقة ببغداد. ولها مكانة خاصة جداً لدى الأتراك وهي مدينة تركمانية. تضم الأكراد والعرب هناك أيضاً».
العديد من المسؤولين في حكومة إقليم كردستان يقولون إنّ تردّد واشنطن يتعلق بتوقيت إعلان الاستقلال أكثر من الرفض الأساسي لاستقلال كردستان العراق.. وعلى الرغم من أنّ تركيا أصبحت أكثر صراحة عن معارضتها، فإنها لم تلعب ورقة النفط..
يعتمد أردوغان على تحالفه مع بارزاني من اجل الحصول على أصوات الاكراد المحافظين المناهضين لحزب العمال الكردستاني في الانتخابات البلدية والبرلمانية في جميع أنحاء البلاد التي من المقرر ان تجرى في آذار وتشرين الثاني 2019 على التوالي. لذلك تركيا لم ترفع الصوت عالياً.
في هذا الاطار أتت الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس الاركان العامة الايرانية محمد باقري الى تركيا منذ الثورة الإيرانية، بمعية تسعة جنرالات إيرانيين رفيعي المستوى وأجرى محادثات مع رئيس الأركان التركي خلوصي اكار ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات الوطني التركي هاكان فيدان. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون العسكري..
دارت المحادثات حول التأثير المتزايد لوحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة. التي تثير مخاوف أنقرة التي تتطلع للاستفادة من نفوذ إيران على الأسد لمساعدتها على الضغط عليه من أجل رفض حكم ذاتي كردي.
كما أن إيران تعتمد بدورها على تركيا لثني حلفائها الأكراد العراقيين عن إجراء استفتاء مخطط له حول استقلال الأكراد الشهر المقبل. يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن استفتاء كردستان العراق هو مخطط يهدف إلى إثارة التدخل العسكري من إيران، مما يوفر ذريعة للولايات المتحدة للرد. اما تركيا، من جانبها، فهي تشكك بنيات الولايات المتحدة تسليح وحدات حماية الشعب ليس من أجل محاربة داعش فقط، بل من أجل تقويتها والحصول على حكم ذاتي، اذ ان عدد وحدات حماية الشعب تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف في الاراضي الخاضعة لسيطرتها وكانت تركيا قد أقامت جداراً يمتد على طول كامل حدودها التي يبلغ طولها 823 كيلومتراً مع سوريا. وقد بدأت هذا الشهر بناء حاجز مماثل على طول حدودها التي يبلغ طولها 560 كيلومتراً مع إيران لإبقاء مسلحي حزب العمال الكردستاني والمهربين الذين يستغلّون التضاريس الجبلية التي تفصل بين البلدين الى الداخل والخارج.
تركيا هي بوابة إيران إلى أوروبا، مع مرور أكثر من خمس تجارتها البرية عبر الأراضي التركية. مع اقتناع الاقتصاد الإيراني بالجزاءات ذات الصلة بالأسلحة النووية بسبب الاتفاق النووي لعام 2015، يبدو أن كلا البلدين ملتزم بتعزيز التجارة الثنائية التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار إلى 30 مليار دولار في حين يسيطران على خلافاتهما الجيواستراتيجية».
يأتي نحو خمس الغاز الطبيعي التركي من جارتها الشرقية. وتتطلع تركيا أيضاً إلى احتياطيات كردستان الغازية الشاسعة من الغاز الطبيعي التي تأمل الحصول عليها بتكلفة زهيدة بموجب اتفاقية الطاقة الضخمة التي تم توقيعها في نوفمبر 2013 مع حكومة إقليم كردستان. وعلى الرغم من اعتراضاتها على الاستفتاء، فإن الفوائد الاستراتيجية والاقتصادية لصداقة تركيا مع الأكراد العراقيين كثيرة. لذلك من المحتمل ان تحاول تأجيل البت بهذا الاستفتاء، ولكن ليس إلغاءه لا سيما وان تركيا تفتقر إلى سياسة كردية»، فلديها سياسات مختلفة لمختلف اتجاه المجموعات الكردية الى حزب العمال الكردستاني والمجموعات التابعة له وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني. وحركة غوران في شمال العراق، بينما لدى إيران رؤية اوضح تجاه سياستها الكردية.
|