إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأقلام المأجورة ... عربية اللسان وأعجمية التوجه

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-01-15

إقرأ ايضاً


يلعب الإعلام دوراً هاماً في حياة المجتمعات ، فالصحافة هي مرآة المجتمع ، تعمل على نقل ما يحدث في المجتمع من تطورات و خبرات وتجارب ، فيما يُسهم الإعلام في ترسيخ دعائم القوة والمتانة في جسد المجتمع وتوحيد أبناؤه على قلب رجل واحد ، كما يَشمل دور الإعلام كافة مناحي الحياة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنيه .

وقد جعلت ثورة المعلومات وتقنياتها المُتسارعة في الربع الأخير من القرن العشرين ، خاصة التطور السريع في ميادين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أثراً كبيراً على حياة الشعوب ومصائرها ومسيرة تطورها .

و أكدت الدراسات الإعلامية الحديثة على أهمية الإعلام في القرن الحادي والعشرين و أكدت على دوره الكبير في البناء والتطوير في كافة المناحي ثقافية أو سياسية أو اقتصاديه .. إلخ .

وقد لعب الإعلام دوراً هاماً في حسم الكثير من الحروب وأهمها الحرب الفيتنامية والحرب على العراق ، حيث كان للإعلام دوراً بارزاً في حرب العراق و في نقل مجريات الحرب ، لذلك رافق القوات الأمريكية عدد كبير من الإعلاميين ، حيث ساهم الإعلام في التمهيد لحرب العراق ، وفي أوقات الحرب وبعد انتهاء الحرب واحتلال عاصمة الرشيد لازال الإعلام يلعب دوره الهام في الصورة الحية لما يحدث من جرائم في العراق ، ولعل بث مشهد إعدام الرئيس العراقي السابق على وسائل الإعلام ترك صدى وأثراً كبيراً على الجميع ..

* الصحافة سلاح ذو حدين ، لها الجانب الإيجابي في حياة المجتمعات ، ولها الجانب سلبي ، فهي أحياننا تلعب الصحافة دورا في إثارة الفتن والاقتتال الداخلي ، في المجتمع فضلا عن هدم الجيل النشء من خلال بث المواد الخبيثة والتدميرية لهذا الجيل عبر قنوات ومحطات الإعلام الخبيث و أمواجه الهادرة لا تهدأ ولا تمل أبداً فليس لها هدفاً سوى بث الرذيلة في المجتمعات وتعويد الشباب المسلم على سلوكيات منحرفة ومشينة ، فيما يوظف القائمون على الإعلام الخبيث آليات وفنون الإعلام لجذب المراهقين والشباب والتغرير بهم ..

* صاحب القلم والفكرة يَقع على عاتقه همٌ كبير ومسؤوليةٌ عظمى وخطيرة ، في تغيير واقع مجتمعه ، إلى الأفضل والأحسن والسير به قدماً والعمل على الارتقاء بفكر أبنائه وأجياله ، ولكن عندما ينحى هذا القلم ، المنحى الخاطئ ، وعندما يتكلم القلم بلسان عربي ويتوجه بتوجهٍ أعجمياً ، فإن هذا القلم المأجور يثير الفتن والحروب الداخلية ويدمر كيان المجتمع ويجعل منه في ذيل المجتمعات والشعوب ..

* في كل بلد من بلداننا العربية أنواع مختلفة من الأقلام ، فهناك أقلام ترسم ملامح وتطلعات المجتمعات العربية نحو التقدم والتطور والتنمية الحديثة ، فالأقلام الفلسطينية ، مثلاً تُسخر لنقل الهموم والآلام والعذابات التي يحيياها الشعب الفلسطيني منذ أمد بعيد ، وعلى الجانب الآخر تجد أقلام في مجتمعاتنا العربية رخيصة ، مأجورة لتنظيم أو لشخص أو لأفراد خارجين عن الوطن والوطنية ، هذه الأقلام المأجورة ليس لها هم سوى إثارة الفتن والاقتتال الداخلي ، وتجدها تخرج بين الفينة والأخرى لتخرب المشاريع الوطنية ومشاريع الوحدة ، ولعل في فلسطين تبرز هذه الظاهرة جليا عندما ترى جهود ومشاورات حكومة الوحدة الوطنية بدأت تتقدم ، يخرج علينا احد أصحاب الأقلام المأجورة ليثير الفتن وليخرب وحدة الصف الوطني من خلال قلمه ، ولعل الحكومة الفلسطينية المنتخبة والتي شهد لنزاهة ديمقراطيتها العالم اجمع ، هي أكثر من اكتوت بنار الأقلام والألسن المأجورة ، بهدف إسقاط هذه الحكومة وإظهار عجزها ، على الرغم من أن هذه الحكومة حققت للشعب الفلسطيني ، إنجازات هامة ، وأول حكومة ترفض تقديم التنازلات وصكوك الغفران للعدو الإسرائيلي الذي بدأ يضعف وتخور قواه أمام هذه الحكومة التي أثبتت للعالم كله مدى قدرتها على حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته ..

* إنني اذكر هنا أصحاب الأقلام المأجورة بمسؤوليتهم التاريخية تجاه مجتمعاتهم ، وضرورة مراجعة ضمائرهم ، ولن يرحمهم التاريخ يوماً لأنهم أساءوا لمجتمعاتهم واضروا بحكوماتهم وقياداتهم ، وانتفت عنهم المسؤولية التاريخية في إعداد الأجيال الشابة الأخذ بيدها نحو التقدم والتطور ومواجهة التحديات والمؤامرات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني ..

* ما أحوجنا في هذه الأيام ـ ونحن نمر في مرحلة دقيقة من مراحل حياتنا كشعب فلسطيني ونضالنا السياسي والديمقراطي ـ إلى الأقلام الطاهرة النبيلة التي تعبر عن مأساتنا وآلامنا وتعمل على تضميد جراحنا وجمع شملنا الفلسطيني في بوتقة واحدة ، وتعمل على الحفاظ على هويتنا الفلسطينية من الضياع والاندثار ..

* يتعرض الإنسان الفلسطيني اليوم إلى هجمة شرسة تطال إنسانيته وتطال أرضه وأشجاره ، وتطال الهجمة ثقافته وفكره الحر ، وبدعم وغطاء أمريكي وبصمت دولي وتخاذل عربي كبير ، تجاه ما يواجه الإنسان الفلسطيني من مخططاته تهدف إلى مسح كيانه وتدمير شخصيته وهويته الفلسطينية ، وهذه الهجمة تحتاج إلى الإعلام الهادف و الإعلام البناء الذي يذود عن شرف هذه الأمة وحياضها ويمثل بارقة الأمل للمواطن الفلسطيني ، و يأخذ بيده نحو التقدم والتطور والرقي وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..

* لقد رحل الكثير من المفكرين والمبدعين وأصحاب الأقلام الطاهرة عن مجتمعنا الفلسطيني ، قبل أن تكتمل أحلامهم للوطن المحتل ، لقد ناضلوا بأقلامهم من اجل بناء وطنهم وحريته وخدمة مجتمعه .. علينا أن نكمل المسيرة ونكمل الطريق في بناء مجتمعنا وتحقيق أحلامنا في قيام كياننا الفلسطيني ، ومسح الكيان الإسرائيلي المسخ ..

* يجب على أصحاب الأقلام أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على تدعيم وتقوية ركائز المجتمع الفلسطيني ودعم أقطابه وفصائله السياسية للخروج من أزمات التي يمر بها مجتمعنا ، ولنعمل على السير بمجتمعاتنا قدما نحو الوحدة والتقدم وخدمة الأهداف الوطنية السامية ، والعمل على مواجهة المخططات والمؤامرات تستهدف تدمير الأمة وركائزها المجتمعية وبنيانها الصلب ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024