يلعب الإعلام دوراً هاماً في حياة المجتمعات ، فالصحافة هي مرآة المجتمع ، تعمل على نقل ما يحدث في المجتمع من تطورات و خبرات وتجارب ، فيما يُسهم الإعلام في ترسيخ دعائم القوة والمتانة في جسد المجتمع وتوحيد أبناؤه على قلب رجل واحد ، كما يَشمل دور الإعلام كافة مناحي الحياة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنيه .
وقد جعلت ثورة المعلومات وتقنياتها المُتسارعة في الربع الأخير من القرن العشرين ، خاصة التطور السريع في ميادين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أثراً كبيراً على حياة الشعوب ومصائرها ومسيرة تطورها .
و أكدت الدراسات الإعلامية الحديثة على أهمية الإعلام في القرن الحادي والعشرين و أكدت على دوره الكبير في البناء والتطوير في كافة المناحي ثقافية أو سياسية أو اقتصاديه .. إلخ .
وقد لعب الإعلام دوراً هاماً في حسم الكثير من الحروب وأهمها الحرب الفيتنامية والحرب على العراق ، حيث كان للإعلام دوراً بارزاً في حرب العراق و في نقل مجريات الحرب ، لذلك رافق القوات الأمريكية عدد كبير من الإعلاميين ، حيث ساهم الإعلام في التمهيد لحرب العراق ، وفي أوقات الحرب وبعد انتهاء الحرب واحتلال عاصمة الرشيد لازال الإعلام يلعب دوره الهام في الصورة الحية لما يحدث من جرائم في العراق ، ولعل بث مشهد إعدام الرئيس العراقي السابق على وسائل الإعلام ترك صدى وأثراً كبيراً على الجميع ..
* الصحافة سلاح ذو حدين ، لها الجانب الإيجابي في حياة المجتمعات ، ولها الجانب سلبي ، فهي أحياننا تلعب الصحافة دورا في إثارة الفتن والاقتتال الداخلي ، في المجتمع فضلا عن هدم الجيل النشء من خلال بث المواد الخبيثة والتدميرية لهذا الجيل عبر قنوات ومحطات الإعلام الخبيث و أمواجه الهادرة لا تهدأ ولا تمل أبداً فليس لها هدفاً سوى بث الرذيلة في المجتمعات وتعويد الشباب المسلم على سلوكيات منحرفة ومشينة ، فيما يوظف القائمون على الإعلام الخبيث آليات وفنون الإعلام لجذب المراهقين والشباب والتغرير بهم ..
* صاحب القلم والفكرة يَقع على عاتقه همٌ كبير ومسؤوليةٌ عظمى وخطيرة ، في تغيير واقع مجتمعه ، إلى الأفضل والأحسن والسير به قدماً والعمل على الارتقاء بفكر أبنائه وأجياله ، ولكن عندما ينحى هذا القلم ، المنحى الخاطئ ، وعندما يتكلم القلم بلسان عربي ويتوجه بتوجهٍ أعجمياً ، فإن هذا القلم المأجور يثير الفتن والحروب الداخلية ويدمر كيان المجتمع ويجعل منه في ذيل المجتمعات والشعوب ..
* في كل بلد من بلداننا العربية أنواع مختلفة من الأقلام ، فهناك أقلام ترسم ملامح وتطلعات المجتمعات العربية نحو التقدم والتطور والتنمية الحديثة ، فالأقلام الفلسطينية ، مثلاً تُسخر لنقل الهموم والآلام والعذابات التي يحيياها الشعب الفلسطيني منذ أمد بعيد ، وعلى الجانب الآخر تجد أقلام في مجتمعاتنا العربية رخيصة ، مأجورة لتنظيم أو لشخص أو لأفراد خارجين عن الوطن والوطنية ، هذه الأقلام المأجورة ليس لها هم سوى إثارة الفتن والاقتتال الداخلي ، وتجدها تخرج بين الفينة والأخرى لتخرب المشاريع الوطنية ومشاريع الوحدة ، ولعل في فلسطين تبرز هذه الظاهرة جليا عندما ترى جهود ومشاورات حكومة الوحدة الوطنية بدأت تتقدم ، يخرج علينا احد أصحاب الأقلام المأجورة ليثير الفتن وليخرب وحدة الصف الوطني من خلال قلمه ، ولعل الحكومة الفلسطينية المنتخبة والتي شهد لنزاهة ديمقراطيتها العالم اجمع ، هي أكثر من اكتوت بنار الأقلام والألسن المأجورة ، بهدف إسقاط هذه الحكومة وإظهار عجزها ، على الرغم من أن هذه الحكومة حققت للشعب الفلسطيني ، إنجازات هامة ، وأول حكومة ترفض تقديم التنازلات وصكوك الغفران للعدو الإسرائيلي الذي بدأ يضعف وتخور قواه أمام هذه الحكومة التي أثبتت للعالم كله مدى قدرتها على حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته ..
* إنني اذكر هنا أصحاب الأقلام المأجورة بمسؤوليتهم التاريخية تجاه مجتمعاتهم ، وضرورة مراجعة ضمائرهم ، ولن يرحمهم التاريخ يوماً لأنهم أساءوا لمجتمعاتهم واضروا بحكوماتهم وقياداتهم ، وانتفت عنهم المسؤولية التاريخية في إعداد الأجيال الشابة الأخذ بيدها نحو التقدم والتطور ومواجهة التحديات والمؤامرات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني ..
* ما أحوجنا في هذه الأيام ـ ونحن نمر في مرحلة دقيقة من مراحل حياتنا كشعب فلسطيني ونضالنا السياسي والديمقراطي ـ إلى الأقلام الطاهرة النبيلة التي تعبر عن مأساتنا وآلامنا وتعمل على تضميد جراحنا وجمع شملنا الفلسطيني في بوتقة واحدة ، وتعمل على الحفاظ على هويتنا الفلسطينية من الضياع والاندثار ..
* يتعرض الإنسان الفلسطيني اليوم إلى هجمة شرسة تطال إنسانيته وتطال أرضه وأشجاره ، وتطال الهجمة ثقافته وفكره الحر ، وبدعم وغطاء أمريكي وبصمت دولي وتخاذل عربي كبير ، تجاه ما يواجه الإنسان الفلسطيني من مخططاته تهدف إلى مسح كيانه وتدمير شخصيته وهويته الفلسطينية ، وهذه الهجمة تحتاج إلى الإعلام الهادف و الإعلام البناء الذي يذود عن شرف هذه الأمة وحياضها ويمثل بارقة الأمل للمواطن الفلسطيني ، و يأخذ بيده نحو التقدم والتطور والرقي وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..
* لقد رحل الكثير من المفكرين والمبدعين وأصحاب الأقلام الطاهرة عن مجتمعنا الفلسطيني ، قبل أن تكتمل أحلامهم للوطن المحتل ، لقد ناضلوا بأقلامهم من اجل بناء وطنهم وحريته وخدمة مجتمعه .. علينا أن نكمل المسيرة ونكمل الطريق في بناء مجتمعنا وتحقيق أحلامنا في قيام كياننا الفلسطيني ، ومسح الكيان الإسرائيلي المسخ ..
* يجب على أصحاب الأقلام أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على تدعيم وتقوية ركائز المجتمع الفلسطيني ودعم أقطابه وفصائله السياسية للخروج من أزمات التي يمر بها مجتمعنا ، ولنعمل على السير بمجتمعاتنا قدما نحو الوحدة والتقدم وخدمة الأهداف الوطنية السامية ، والعمل على مواجهة المخططات والمؤامرات تستهدف تدمير الأمة وركائزها المجتمعية وبنيانها الصلب ..
إلى الملتقى ،،
|