فرحة غامرة عمت أرجاء غزة والعالم ، فور الإعلان عن الإفراج عن الصحفي البريطاني ألان جونستون من المكان المحتجز فيه منذ ما يقارب أربعة شهور ، حيث خَرج سليما معافى بعد الفترة الطويلة التي قضاها محتجزا في منطقة ما بغزة ..
خطوة تحرير الصحفي جنستون خطوة رائعة ورسالة مفادها أن الوضع في غزة ليس كما صوره البعض أنها فقدت الأمن والأمان ، فيما هرب الكثير من غزة بعد سيطرة حركة حماس على زمام الأمور في قطاع غزة .
فما حدث مع جنستون لن يتكرر أبدا مع أي صحفي، خاصة أن قطاع غزة بدأ يحيا حالة من الأمن والاستقرار في شتى أنحائه المختلفة ، ولا سيما أن عملية الإفراج عن الصحفي جنستون تم دون أية مواجهة عسكرية مع الخاطفين ودون إراقة دماء ، فمثل هذا الإنجاز في قطاع غزة ، يحسب لحركة حماس ودورها الكبير في حفظ الأمن والأمان والقدرة على ضبط النظام في القطاع ، فضلا عن أن حالات الفلتان الأمني والفوضى ومظاهر العربدة في الشارع الغزي تم السيطرة عليها وبدأت بالزوال ، فيما تبذل حركة حماس مساعي جبارة نحو ضبط السلاح الفلسطيني وجمعه من العائلات وتوحيده ضد العدو الصهيوني .
فرحة كبيرة أُدخلت على قلوب الفلسطينيين والبريطانيين بتحرير الصحفي جنستون ، وبقي الآن أن تتمكن حماس من انجاز صفقة مشرفة للإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط ، وربما وصلت الصفقة الى نهايتها ولكنها عرقلت من إطراف فلسطينية حتى لا تحسب انجاز لحركة حماس ..
وها هو رئيس اللجنة البرلمانية الأوروبية المكلفة بالعلاقات مع المجلس التشريعي الفلسطيني، يُصرح أن إطلاق سراح الصحفي جونستون، إثر اتفاق بين حركة حماس وجماعة جيش الإسلام في غزة " يدفع إلى إعادة تحليل وتقييم الأوضاع، من أجل العمل على إعادة بناء الثقة بيننا كأوروبيين، وبين الأطراف المتواجدة في قطاع غزة في القريب العاجل" ، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تزال تعتقل بشكل غير شرعي، أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني.
يجب على العالم أن يدرك الرسالة جيدا وانه لا مكان لبث الفرقة والضغينة بين أبناء الشعب الفلسطيني وان هذا الشعب لا يقبل المساوامات وانه موحد ولا يمكن بث الخلاف والشقاق بين أبنائه ، فلقد ضرب هذا الشعب أنموذجا رائعا في المقاومة والديمقراطية والبناء ، وها هو اليوم يضرب مثلا كبير في العطاء والبذل والتضحية والفداء ..
وفي هذا المقام أوجه لكافة المساعي التي بذلت من اجل إطلاق سراح الصحفي جنستون ، كما أوجه التحية للزملاء الصحفيين الذين لم يدخروا جهدا في سبيل التضامن مع الصحفي جونستون من خلال الاعتصامات والتظاهرات والمسيرات والإضرابات عن العمل ، فحيا الله هذه الأقلام على دورها الكبير والمشرف في خدمة القضية الفلسطينية .
وفي الختام أوجه التحية الكبرى للصحفي آلان جنستون على دوره الكبير وجهوده في خدمة القضية الفلسطينية وإبراز الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، ونعتذر منه على ما حدث معه ..
الى الملتقى ،،
| 
نسخة للطباعة