إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

<< جنستون >> ... سنوات العطاء ؟؟!

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-04-07

إقرأ ايضاً


من المحزن والمخجل ما حدث للصحفي " آلان جنستون " مراسل هيئة الإذاعة البريطانية BBC ) ) في غزة من اختطافه على أيدي مجهولين في غزة ، في الثاني عشر من شهر مارس/ آذار الماضي ، فهو يستحق منا كل الشكر والتقدير على دوره البطولي في نقل معاناة وآلالام الشعب الفلسطيني وما يلاقيه من عذابات يومية مستمرة ، ونقله لحقيقة ما يَجري على ارض فلسطين من الممارسات العدوانية الاسرئيلية التي تمارس ضد الفلسطينيين ، فجنستون وغيره من الصحافيين الأجانب هم بمثابة رسائل لمجتمعاتهم ينقلون بالصوت والصورة حقيقية الواقع الأليم الذي يحياه أبناء هذا الشعب ونضاله الكبير من اجل الحرية وبناء دولته المستقلة ..

* ثلاث سنوات من العمل الدءوب قضاها بيننا الصحفي " جنستون " في خدمة القضية الفلسطينية من خلال نقلة لمجريات ما يَحدث للعالم عبر أثير مؤسسته العريقة ( ( BBC فنحن بأمس الحاجة لكافة الجهود من اجل خدمة قضيتنا الفلسطينية ومقاومتنا الشرعية الباسلة ..

* إن اختطاف " جنستون " يُمثل اختطاف ووئد للحقيقة وحرية الرأي ، ويسعى الى تقويض منجزات الشعب الفلسطيني ونضالاته السامية ، فيما يَمثل خدمة كبرى للأهداف الإسرائيلية ، ومحاولات للانقضاض على الشعب الفلسطيني وخياره الديمقراطي وإظهار عجز حكومته عن توفير الأمن والآمان للأجانب والمواطنين من أبناء هذا الشعب ..

إن سياسة الاختطاف والفوضى والفلتان تدعمها إسرائيل وتوفر لها الغطاء والدعم الكافي ، بهدف الحد من وصول المتضامنين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية إلى فلسطين والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في مطالبته بحقه المسلوب ، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى ليل نهار الى تشويه صورة الشعب الفلسطيني وقلب الحقائق التي تجري على ارض فلسطين ، فالصحفي ينقل الحقيقة ويعبر عنها مثلما يشاهد ، فيما يَحفل سجل إسرائيل الإجرامي بانتهاكات وجرائم ضد الصحفيين الأجانب والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني ، فعملية اختطافه " جنستون " لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي وتعمل على تحقيق أهدافه في تدمير الشعب الفلسطيني ومنجزاته النضالية والسياسية ..

لقد أحب " جنستون " عمله كثيرا فقد قضى خمسة عشرة عاماً من العمل الصحفي المتواصل في منطقة الشرق الأوسط، حيث عمل في بلدان عديدة وغطى العديد من الأحداث المهمة من كابل ، ورغم مشقة العمل، وصعوبة نقل الحقيقة عبر الأثير إلى العالم، آثر جونسون العمل في قطاع غزة حيث طلب تمديد عمله بعد أن كان من المقرر أن ينتهي بعد سنتين لأنه شعر بأن هناك المزيد مما يجب إيصاله للعالم من داخل قطاع غزة.

فسنوات عمل العمل والعطاء التي قضاها الصحفي جنستون ، تجعلنا نقف مشدوهين اما حادثة الاختطاف المهينة للشعب الفلسطيني ولنضالاته الطويلة من اجل التحرر وبناء دولته الفلسطينية المستقلة ، فبدلاً من أن نكرم الصحفيين على عطائهم ودورهم الهام في نقل الحقيقية للعالم ، وخدمة قضيتنا الفلسطينية المقدسة ، نمارس الاعتداءات ضدهم ، ... لا وألف لا ... إن مثل هذه الاعتداءات تمس بالصورة النضالية المشرقة للشعب الفلسطيني ... وان مرتكبيها خارجون عن الصف الوطني الفلسطيني ويعملون وفقا أجندة إسرائيلية تهدف الى تدمير منجزات الشعب الفلسطيني ..

* إن الصحفي الفلسطيني لم يألُ جهداً في التضامن والوقوف بجانب زميله " جنستون " فالإضرابات والإعتصامات خير شاهد على الدور الكبير للصحفي الفلسطيني في مساندة قضية " جنستون " بهدف تحرره وعودته الى أحضان أسرته سالماً معافى بإذن الله ..

* إنني أطالب بتوحيد كافة الجهود الفلسطينية من اجل وضع حد لظاهرة خطف الصحفيين وإنهاء هذا الملف المؤرق والذي يشكل قلق دائم للزملاء الصحفيين ، ويحرفهم عن أداء رسالتهم ومهماتهم السامية ، فالمطلوب من الجميع العمل على حماية الصحفي وتوفير الأمن والأمان له والأجواء الملائمة لمساعدته في أداء رسالته على أكمل وجه ، كما يتوجب الضرب وبيد من حديد على المعتدين ، وكافة من تسول له نفسه بالاعتداء على الصحفيين ، وضرورة العمل على محاسبة المعتديين وإنزال اشد العقوبة بهم ، حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال المشينة بحق الشعب الفلسطيني والمسيئة لنضالاته ...

إن اختطاف " جنستون " يمثل إساءة كبيرة بحق هذا الرجل الذي قدم الكثير خدمة للقضية الفلسطينية وها هو يدفع الثمن ..؟؟! كلا لا ... يجب إن يُكرم هذا الرجل على جهده وعطائه الكبير ويجب على الجميع الوقوف وقفة واحدة والتلاحم في بوتقة واحدة في وجه المؤامرات والدسائس ضد الشعب الفلسطيني والعمل على الوقوف بجانب الصحفيين ومعاونتهم في أداء رسالتهم الإعلامية السامية ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024