إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سقوط " أسبانيا" تحت أقدام طارق ...

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2008-03-13

إقرأ ايضاً


لقد كانت "الأندلس" امبراطوية عَظمية، بكلِ ما تَحمله الكَلمات من مَعاني العَظمة والكِبرياء في العَسكر والاقِتصاد والسِياسة والعُلوم والفُنون، ولا تُذكر بجانبِ " إمبراطورية " أَمريكا ـ اليوم ـ وحِلف الناتو والإتحاد " الأوروبي" ...

فتح المسلمون الأندلس " فردوسهم المفقود " على يد كَوكبة عظام من الفرسان المسلمين،فيما كانت الأندلس تَرتع في ظلمات أوروبا وجهل ملوكها الطُغاة، وما أن أشرقت شَمسُ الإسلام العظيم ونوره على بلاد "الأندلس"، حتى غدت عَاصمة العَالم الحَضارية والفِكرية والعَسكرية والسياسية .. وسَطع ضياء العلم والحضارة والمَدنية في كَافةِ أَرجاءِ "أوروبا" ..

لقد سَقطت " اسبانيا" تَحت أقدام القائد الإسلامي العَظيم " طارق بن زياد" .. "الفاتح الذي لم يُهزم له جيشاً قط " .. كانت " الأندلس " دولة عُظمى استمر تَاريخها مُنذ عام 91 هـ حَتى عام 905 أو يزيد، وسقطت "اسبانيا" كُلها تَحت أَقدام طارق دُون أن تَقوى على مُواجهة أو الوقوف بوجه الفتح الإسلامي الهادر، و كانت " اسبانيا " ـ كما يَذكر المُؤرخون ـ بالنسبة للعَالم القديم كأمريكا وحُلفائها بالنسبة إلى عَالمنا اليَوم ..

* لقد كانت " الأندلس" قبل ضِياء الإسلام تَحيا وتتخبط في متاهات الجهلِ والظلامِ قبل الفَتح الإسلامي المُبين، لقد كانت "الأندلس" تعيش حروباً دموية ومجاعات وفقر شديد إلى أن حَررها المُسلمون لتغدو "الأندلس" إمبراطورية العِلم والفِكر والثَقافة والفُنون والعَمارة، فيما كَانت " قُرطبة أَكبر مَدينة في العَالم بإشعاعها الحضاري وشكلت قَلب العالم النابض وفَكره القويم، لتنير " قرطبة " دُروب العِلم والخير الكبير في أوروبا وكافة أرجاء الكون المنير ..

* عاشت " الأندلس " تاريخاً مُتميزاً في كافة مَناحي ومَباهج الحَياة العصرية، و حرص "الأندلسيون" على تحقيق الانسجام مع ما وهبه الله لهم في " الأندلس "من خيرات وتنوع وجمال في الطبيعة والمخلوقات، كما كانت " الأندلس " تَعجُ بالعُلماء والمُفكرين والمُعلمين والمُثقفين، وشَيد " الأندلسيون" البنيان والعمارة ونشروا الخير في أنحاء أوروبا، وتنافس " الأندلسيون " في سبلِ العيش في الأسواق، ونَهضوا بشأن التِجارة وزرعوا الأراضي، وغَرسوا الجنان، وهذبوا البساتين وحفروا الآبار، ونظموا الري، ورفعوا البنيان، وأقاموا العمائر وشيدوا الصروح .. وكانوا الرموز في الحضارة والبناء ..

* بلاد "الأندلس" فردوس المسلمون المفقود، تُمثل الآن المَكسب والجواهر الذهبية للأسبان، حيث تَجني " اسبانيا " اليَوم أموالاً طائلةً من صناعة السياحةِ، لما تحويه من تراث الحضارة الأندلسية؛ فالقصور والمساجد والرياض في كل من "قرطبة "، و"غرناطة" و"اشبيلية"، وغيرها من المدن " الأندلسية" تستقطب ملايين السياح سنوياً من شتى بقاع العالم، فيما اعترف المُفكرون والكُتّاب " الأسبان" بعظمةِ ومجدِ هذه الحضارةِ واعتبروها جزءاً من وطنيته وقوميته ..!!

* كانت بِلاد "الأندلس" تَحيا بالرفاهية والحَضارة والمَال في جُل شُؤونها .. كانت تَقف شامخة كالطود العظيم .. تزهو فَوق شبه جزيرة "اسبانيا" .. يَهابها الجَميع .. كَيف لها وهي قوةٌ عُظمى وأسطولٌ كَبير وحُصونٌ مَنيعة .. تهابها دُول الجوار ...ويَخطب ودها الجَميع ..

* لقد سقطت الأندلس سقوطاً مفجعاً وعظيماً، عندما انغمس أََهلها ومُلوكها وأَثرياؤها بالترف والفُجورِ والظُلمِ والفُسوقِ والعصيانِ ... أخذت العِزة مُلوكها وانتشر التَرف والفَساد والظُلم في أرجائها .. وانقسمت " الأندلس " إلى دويلات متنازعة متقاتلة ... فسقطت سقوطاً عظيماً ...وكانت النهاية الحتمية وفقد المُسلمون " فردوسهم المفقود" .. تلك النهاية في قوله تعالى في سورة الإسراء " إذا أردنا نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرنها تدميراً" ...

إلى الملتقــى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024